تارانتينو… أسطورة سينمائية بـ10 أفلام فقط

المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو وتمثال الشمع الخاص به في متحف مدام توسو (رويترز)
المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو وتمثال الشمع الخاص به في متحف مدام توسو (رويترز)
TT

تارانتينو… أسطورة سينمائية بـ10 أفلام فقط

المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو وتمثال الشمع الخاص به في متحف مدام توسو (رويترز)
المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو وتمثال الشمع الخاص به في متحف مدام توسو (رويترز)

حدّد كوينتن تارانتينو بنفسه تاريخ صلاحيته كمخرج. قال إنه سيعتزل الصناعة السينمائية في الـ60 من عمره، وإنه سيكتفي بإخراج 10 أفلام خلال مسيرته.
لطالما كرّر المخرج الأميركي نظريته القائلة إن المخرجين يفقدون الكثير من خبرتهم ومهاراتهم كلما تقدّم بهم العمر. وها هو يعلن قبل أيام، بالتزامن مع بلوغه عامه الـ60، عن انتهائه من كتابة الفيلم العاشر الذي سيُخرجه ليختتم بذلك، ربما، مجموعة أفلامه.
بأقلّ من 10 أفلام، تحوّل كوينتن تارانتينو إلى أسطورة هوليوودية. في نظر النقّاد والجمهور على حد سواء، هو رقم صعب صنع محطات مفصلية في تاريخ السينما الأميركية. من فيلمه الأول «كلاب المستودع» (Reservoir Dogs) عام 1992، حتى فيلمه ما قبل الأخير «كان يا ما كان في هوليوود» (Once Upon a Time in Hollywood) عام 2019، يكاد يخلو سجلّه من أي هفوات أو خطوات ناقصة، لولا استخدامه المفرط لمشاهد العنف المثيرة للجدل.

رغماً عن أمه الساخرة

يوم قرأ تارانتينو نصه الأول لأمه خلال مراهقته، سخرت من قدراته الكتابيّة فقرّر منذ ذلك الحين أنه لن يشاركها ثروته لاحقاً. كان واثقاً من أنه سيصبح صاحب شهرة ومال، رغم أن طريقه لم تكن واضحة المعالم بعد.
لم يُثنِه تشكيك والدته بموهبته عن وضع هدفه نصب عينَيه، ولم يحبطه عدم تمكّنه من التخصص الجامعي. لكنه كلما سنحت له الفرصة، كان يتسلل إلى المسارح ودُور السينما. حتى إن وظيفته الأولى كانت دليلاً داخل أحد المسارح. ولاحقاً عمل في متجر لبيع أفلام الفيديو وتأجيرها، فقصده الزبائن حينها بسبب اقتراحاته لهم ومعلوماته السينمائية الواسعة. يقول تارانتينو في إحدى المقابلات معه: «عندما يسألني الناس إن كنت قد ذهبت إلى معهد السينما، أجيبهم: لا، لقد ذهبت إلى الأفلام».
ظل تارانتينو يثابر إلى أن دخل هوليوود عام 1986 كمساعد منتج، وفي الأثناء كان يواصل كتابة السيناريوهات ويأخذ دروساً في التمثيل. أما الأجر الذي تقاضاه عن دوره الأول في أحد الأفلام المغمورة، فوظّفه في إنتاج باكورة أفلامه الذي عُرض عام 1992. كان «Reservoir Dogs» فيلماً بميزانية متواضعة وبنتائج خارقة؛ وضع فيه تارانتينو كل إمكاناته المادية والفنية، فكتبه وأخرجه ومثّل فيه، وكانت النتيجة نجاحاً هائلاً على شبابيك التذاكر وفي مقالات النقّاد السينمائيين.
بين ليلة وضحاها، صار كوينتن تارانتينو اسماً معروفاً في مجال الإخراج، تَعرض عليه كبرى شركات الإنتاج العمل معها. أما هو، وبعد نجاحه الأول، ففضّل العزلة لكتابة فيلمه الثاني. ابتعد عن ضجيج هوليوود ولجأ إلى أمستردام ليخرج منها بنص «Pulp Fiction» عام 1994، الذي يُصنّف أقوى أفلامه على الإطلاق. حقق بفيلم الجريمة والإثارة هذا نجاحاً جماهيرياً عالمياً، متوّجاً ذلك بجوائز عدة، من بينها أوسكار أفضل سيناريو.


تارانتينو (يمين) مع فريق عمل Pulp Fiction في مهرجان كان 1994 (رويترز)
توالت النجاحات السينمائية ومعها الجوائز العالمية. ولعلّ أبرز المحطات التي طبعت مسيرة تارانتينو، فيلما «Kill Bill» بجزأيه و«Django Unchained»، وقد نال الأخير كذلك أوسكار أفضل سيناريو عام 2013. لولا مشاهد العنف الطافح والمبالغة في المخاطرة، لكانت خلت فيلموغرافيا تارانتينو من النقاط السوداء، إلا أن لهذا النوع هواته وهم الذين شاركوا في صناعة مجد المخرج.

خلطة استثنائية

ليس بالعنف وحدَه تربّع كوينتن تارانتينو على عرش أفلام الإثارة. صنع الرجل بصمةً خاصةً به منذ فيلمه الأول، وقد يكون أحد أسباب تلك الفرادة أنه علّم نفسه بنفسه؛ استكشف بمفرده تقنيات صناعة فيلم، وساعدته في ذلك مشاهداته، لا سيّما لأفلام الجريمة المصنوعة في هونغ كونغ، التي تأثر بها كثيراً، ما انعكس جلياً في «Kill Bill» عام 2003.
عرف تارانتينو كيف يصنع فيلماً من لا شيء، أي من ميزانية منخفضة جداً، فصارت كل المشاريع التي لحقت سهلةً بالنسبة إليه. ثم إنه لطالما أشرف على كل تفاصيل أفلامه؛ من الكتابة إلى الإخراج والإنتاج، مروراً بزوايا التصوير والمؤثرات الخاصة، وصولاً إلى إطلالاته اللافتة كممثل في معظم أفلامه. أما مكوّنات خلطته الاستثنائية فهي التركيز على الجريمة غير الاعتيادية والمثيرة للذعر، والشخصيات الملتبسة، والثيمات المتكررة كاستخدام الأسماء والأغراض والأماكن ذاتها في أكثر من فيلم. وممّا يميّز أسلوب تارانتينو السينمائي، توظيفه الفريد للكاميرا بهدف ابتداع لحظات عالية التشويق.

يكفي مشهد واحد حتى يعرف المتفرّج أنه أمام فيلم لتارانتينو، فأسلوبه البصري مهما جرى تقليده، لا يستطيع أحدٌ من المخرجين الكثر المتأثرين به استنساخه. أما الأسلوب الكتابي فلا يقلّ فرادةً؛ سرديّته لا تشبه سواها وحواراته الغريبة لا تخلو من حس الفكاهة السوداء. حتى في الضياع السردي والارتباك الزمني اللذين يأخذهم إليهما، يحب عشّاق تارانتينو المخرج الذي يُعد من أعمدة السينما الحديثة، والذي بدّل أسلوب سرد الحكايات الهوليوودية.

الفيلم العاشر والأخير؟

بعد «Once Upon a Time in Hollywood» الصادر عام 2019، يعود تارانتينو بفيلم جديد قريباً. حسب ما أدلى به منذ أسبوع، فإنه انتهى للتوّ من كتابة ما سوف يصبح فيلمه الأخير، وفق تعبيره. وأضاف تارانتينو في حديث مع مدير مهرجان كان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إنه من المرجّح أن ينطلق التصوير في الخريف المقبل. وتشير المعلومات المتداولة إلى أن الفيلم سيحمل عنوان «The Movie Critic – ناقدة الأفلام»، وتدور أحداثه عام 1977. أما القصة فتتمحور حول شخصية نسائية عُرفت كناقدة سينمائية في سبعينيات القرن الماضي.


تارانتينو وزوجته دانييلا بيك (رويترز)
«لا يتحسّن المخرجون عندما يتقدّمون في السن. غالباً ما تكون أسوأ أفلامهم تلك التي يصنعونها في نهاية مسيرتهم»، هذا ما قاله تارانتينو في مقابلة عام 2012. ولاحقاً أعلن أن «Once Upon a Time in Hollywood» قد يكون فيلمه الأخير. فهل يصدق هذه المرة ويختتم مجموعته بـ«The Movie Critic»، ويتّجه إلى إخراج المسلسلات القصيرة والمسرحيات، على ما سبق وقال؟


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

استراتيجية ترمب الجديدة تنص على تعديل الحضور الأميركي في العالم

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
TT

استراتيجية ترمب الجديدة تنص على تعديل الحضور الأميركي في العالم

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في استراتيجية جديدة منتظرة منذ مدة طويلة، أن دور الولايات المتحدة على الصعيد الدولي سينتقل إلى التركيز أكثر على أميركا اللاتينية ومكافحة الهجرة.

وتعهّدت الاستراتيجية الجديدة التي نُشرت صباح الجمعة، «تعديل حضورنا العسكري العالمي للتعامل مع التهديدات العاجلة لجزئنا من الكرة الأرضية، والابتعاد عن الميادين التي تراجعت أهميتها النسبية للأمن القومي الأميركي خلال السنوات أو العقود الأخيرة».

وتسعى الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترمب لوضع حد للهجرة الجماعية حول العالم، وجعل السيطرة على الحدود «العنصر الأساسي للأمن الأميركي»، حسب ما جاء في الوثيقة. وجاء في الوثيقة التي حملت اسم «استراتيجية الأمن القومي»: «يجب أن ينتهي عصر الهجرة الجماعية. أمن الحدود هو أهم عنصر من عناصر الأمن القومي». وأضافت: «يجب أن نحمي بلادنا من الغزو، ليس من الهجرة غير المنضبطة فحسب، بل كذلك من التهديدات العابرة للحدود مثل الإرهاب والمخدرات والتجسس والاتجار بالبشر».

وحذّرت الوثيقة كذلك من خطر «محو» الحضارة الأوروبية، مشيرة إلى أنه «إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فلن يعود من الممكن التعرّف على القارة في غضون عشرين عاماً أو أقل». وتدعو الوثيقة الواقعة في 33 صفحة، التي اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، إلى «استعادة التفوق الأميركي» في أميركا اللاتينية.

إلى ذلك، دعت إدارة ترمب في وثيقة «استراتيجية الأمن القومي» كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية، الجمعة، إلى بذل مزيد من الجهود لدعم تايوان في سعيها للدفاع عن نفسها أمام الصين.

وجاء في الوثيقة: «علينا حضّ هذين البلدين على زيادة الإنفاق الدفاعي مع التركيز على الإمكانات... اللازمة لردع الأعداء وحماية سلسلة الجزر الأولى»، في إشارة إلى حاجز طبيعي من الجزر يشمل تايوان شرق الصين.


اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
TT

اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)

قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إن سلطات الهجرة ألقت القبض على أستاذ زائر في كلية الحقوق بجامعة هارفارد هذا الأسبوع، بعد أن اعترف باستخدامه بندقية خرطوش خارج كنيس يهودي في ماساتشوستس قبل يوم من عيد الغفران اليهودي.

وألقت إدارة الهجرة والجمارك الأميركية القبض على كارلوس برتغال جوفيا، وهو برازيلي، يوم الأربعاء، بعد أن ألغت وزارة الخارجية الأميركية تأشيرته المؤقتة المخصصة لغير المهاجرين بعد ما وصفته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه «واقعة إطلاق نار بدافع معاداة السامية» - وهو ما يتعارض مع وصف السلطات المحلية للقضية، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت وزارة الأمن الداخلي إن جوفيا، وهو أستاذ مشارك في كلية الحقوق بجامعة ساو باولو والذي كان يدرس في جامعة هارفارد خلال فصل الخريف، وافق على مغادرة البلاد. ولم يتسنَّ الوصول إليه بعد للتعليق، ورفضت جامعة هارفارد ومقرها كامبريدج بولاية ماساتشوستس التعليق.

وجاء اعتقال جوفيا في الوقت الذي ضغطت فيه إدارة ترمب على هارفارد للتوصل إلى اتفاق لحل سلسلة من المشكلات، من بينها اتهام هارفارد بأنها لم تفعل ما يكفي لمكافحة معاداة السامية ولحماية الطلاب اليهود في الحرم الجامعي.

وألقت الشرطة في بروكلين بولاية ماساتشوستس القبض على جوفيا في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أن تلقت بلاغاً عن شخص يحمل بندقية بالقرب من الكنيس في الليلة السابقة لعيد الغفران، وذكر تقرير الشرطة أن جوفيا قال إنه كان يستخدم بندقية خرطوش لاصطياد الفئران في مكان قريب.

ووافق الشهر الماضي على الاعتراف بتهمة استخدام بندقية الخرطوش بشكل غير قانوني وقضاء ستة أشهر تحت المراقبة لحين المحاكمة. وتم إسقاط التهم الأخرى التي واجهها، مثل تعكير الصفو العام والسلوك المخل بالنظام وتخريب الممتلكات كجزء من صفقة الإقرار بالذنب.

وقال الكنيس في وقت سابق، إن الشرطة أبلغته بأن جوفيا «لم يكن على علم بأنه يعيش بجوار معبد يهودي وبأنه يطلق بندقية الخرطوش بجواره أو أن هناك عطلة دينية».


لليوم الثالث على التوالي… ترمب يضع ضمادة على يده… ويبدو ناعساً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

لليوم الثالث على التوالي… ترمب يضع ضمادة على يده… ويبدو ناعساً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

سلط موقع «ديلي بيست» الأميركي الضوء على ظهور الرئيس دونالد ترمب الخميس وهو يضع ضمادة على يده اليمنى المُصابة بجروح لليوم الثالث على التوالي.

وأضاف الموقع أن ترمب، البالغ من العمر 79 عاماً، كان يخفي يديه خلف المنصة أثناء إلقائه كلمته الافتتاحية في حفل توقيع اتفاق سلام بين رئيسي رواندا والكونغو، في معهد السلام بواشنطن، الذي سُمي باسمه هذا الأسبوع.

والأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية أنها أعادت تسمية معهد السلام السابق «ليعكس أعظم صانع صفقات في تاريخ أمتنا»، أشاد ترمب بتغيير الاسم في حفل التوقيع يوم الخميس، وقال ترمب: «هذا مبنى جميل، لا بد لي من إخباركم بذلك. لذا، فهذه مناسبة خاصة لأسباب عديدة، أولها أنها أول مناسبة لنا في هذا المبنى نستخدمه من أجل السلام، وهو في جوهره سلام».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

وعندما وقف الرئيس الأميركي بجانب المنصة بينما كان المسؤولون الآخرون يُلقون خطاباتهم، كانت الضمادة ظاهرة على يده اليمنى بوضوح، على الرغم من تغطيتها بيده الأخرى أحياناً خلال الحدث.

وتواصل موقع «ديلي بيست» مع البيت الأبيض للتعليق.

وكانت الضمادات رُصدت لأول مرة هذا الأسبوع عندما كان ترمب يضع ضمادتين طبيتين على يده خلال اجتماع وزاري الثلاثاء، حيث أبقى يديه مخفيتين تحت المكتب حتى التقطه مصور وهو يلمس وجهه، والأربعاء، وضع ترمب ضمادة واحدة كبيرة على يده.

وعند التواصل مع البيت الأبيض بشأن سبب وضع الضمادات قدم رداً مُعداً مسبقاً استُخدم عدة مرات في الماضي، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: «الرئيس ترمب رجل من الشعب، ويلتقي أميركيين ويصافحهم يومياً أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ».

ولفت الموقع إلى أن ترمب بدا ناعساً في حفل التوقيع يوم الخميس، حيث كان يُغمض عينيه أثناء إلقاء الخطب، وشوهد أيضاً بعينين متدليتين خلال اجتماع مجلس الوزراء، وبدا وكأنه يغفو أحياناً، ويومها، أصرت ليفيت على أن ترمب كان منخرطاً تماماً خلال الاجتماع وقالت لـ«ديلي بيست» في بيان: «كان الرئيس ترمب يستمع باهتمام ويدير اجتماع مجلس الوزراء الذي استمر ثلاث ساعات».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ودأب البيت الأبيض على تجنب الأسئلة المتعلقة بالكدمات بالإشارة إلى تقرير طبي صدر في 17 يوليو (تموز)، والذي أفاد بتشخيص إصابة الرئيس بقصور وريدي مزمن، أي إن أوردة الساق لا تعيد الدم إلى القلب كما ينبغي.

وقال البيت الأبيض إنها «حالة حميدة وشائعة» تُلاحظ عادةً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً، وأشار إلى أن ترمب يتناول الأسبرين كجزء من نظامه الغذائي.