عمرو موسى لـ«الشرق الأوسط»: الجرح لم يلتئم بعد وسوء التقدير السياسي وراء سقوط العراق

قال إن طموحات صدام «لم تكن لتتوقف عند الكويت... وسوريا كانت المحطة التالية على أجندة خطة التوسع»

عمرو موسى (غيتي)
عمرو موسى (غيتي)
TT

عمرو موسى لـ«الشرق الأوسط»: الجرح لم يلتئم بعد وسوء التقدير السياسي وراء سقوط العراق

عمرو موسى (غيتي)
عمرو موسى (غيتي)

يحمل اللقاء مع الدبلوماسي المخضرم، عمرو موسى، دائماً تفاصيل تضيء زوايا تاريخ لا يزال حياً. فقد كان موسى لعقود صانعاً وشاهداً على مجريات السياسة العربية، سواء خلال عقد على رأس الدبلوماسية المصرية (1991 - 2001) أو لعقد آخر (2001 - 2011) كان حافلاً بالأنواء، قضاه أميناً عاماً للجامعة العربية. في هذا اللقاء مع «الشرق الأوسط»، يُطل عمرو موسى من نافذة الزمن بعد عقدين على الغزو الأميركي للعراق (2003)، ذلك الحدث الفارق، الذي يقول: إن «جراحه لم تلتئم بعد»، يتأمل الطريق التي قادت إلى الغزو، والتشققات التي أصابت البنيان العربي بسببه. يعيد قراءة الحدث مازجاً بين حنكة السياسي وحكمة الدبلوماسي، وبين عقلانية المثقف وحماسة المواطن العربي وألمه.
ينطلق عمرو موسى في استعادته الغزو الأميركي للعراق من غزو أسبق، يراه لازماً لقراءة صحيحة لتطورات الأحداث، وهو الغزو العراقي للكويت (1990 – 1991)، الذي يشير إلى أنه «كشف عن حقيقة مشروع صدام حسين التوسعي، وأصاب النظام العربي باختلال واضح، وأشاع حالة من التشكك حتى لدى الدول التي سعى صدام إلى استقطابها لتكوين غطاء عربي لطموحاته التوسعية، وفي مقدمها مصر».
ويبدي موسى اعتقاداً بأن التحالف العربي والدولي الذي تكوّن لتحرير الكويت «أرسى واقعاً جديداً بشأن أمن المنطقة، ووضع حداً لطموحات صدام»، مؤكداً أن تلك الطموحات «لم تكن لتتوقف عند الكويت، وأن سوريا كانت المحطة التالية على أجندة خطة التوسع، لأسباب تتعلق بالهيمنة على تيار البعث، كما كانت هناك افتراضات شائعة لدى سياسيين ودبلوماسيين بأنه سيتحرك لاحقاً باتجاه جميع دول الخليج».

تحولات عميقة

ويتوقف موسى أمام بعض المتغيرات التي حملتها الفترة التالية لغزو الكويت وصولاً إلى الغزو الأميركي للعراق، فيقول: إن أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 كانت في صدارة تلك التحولات «التي لم يُجِد النظام العراقي آنذاك قراءتها»، مؤكداً أنها «غيّرت مسار السياسة الأميركية، وأدت إلى جنوح الولايات المتحدة إلى استخدام القوة».
وحول مدى الإدراك العربي لخطورة الموقف قبيل الغزو الأميركي، يقول موسى «كانت هناك معلومات واضحة أمام صانع القرار العربي، بل وظهر بعضها إلى العلن، تفيد بأن الولايات المتحدة تجهز لإتمام الغزو، وأن قيادات عراقية معارضة تنسق معها، وأجهزة الاستخبارات العربية كانت نشطة في هذا الاتجاه».
ويضيف «في ظني أن صدام حسين في تلك الآونة صار متواكلاً، وكان يعتقد أن واشنطن لن تنفذ تدخلها العسكري، وهذه مسألة غريبة، ومخاطرة بمصير شعب ودولة عريقة»، ويشير إلى أنه في المقابل «كان واضحاً أيضاً أن معظم القادة العرب إما أنهم لا يهتمون بمصير صدام، وإما أنهم يرون أنه يستحق ما سوف يجري له ويتوقعونه».

 أبواب جهنم

وحول الدور الذي لعبه كأمين عام للجامعة العربية في «سباق الزمن» لمحاولة تجنب الغزو الأميركي الذي رأى أن «القرار بشأنه قد اُتُخذ بالفعل في واشنطن»، يقول موسى: إنه تحرك في تلك الأجواء المشحونة بالتوتر وفق اعتبارات تنطلق من دور الجامعة العربية ورسالتها في الدفاع عن المصلحة العربية الشاملة، وكان أولها التحذير العلني من خطورة الموقف. ويضيف «قلت في تصريح شهير تناقلته وسائل إعلام دولية عدة: إن غزو العراق سيفتح أبواب جهنم».

المسار الثاني كان التحرك قبل 14 شهراً من الغزو؛ إذ التقى الرئيس العراقي صدام حسين في يناير (كانون الثاني) 2002، في لقاء تم فيه «التأكيد على عدم امتلاك العراق أسلحة (دمار شامل) أو مفاعلات نووية»، وعلى ضرورة استئناف زيارات المفتشين الدوليين لتجنب أي استهداف للعراق. وردّ صدام قائلاً «يا أخ عمرو، أنا أثق في قوميتك وعروبتك، وأنك لن تتآمر على العراق». ويضيف موسى «يومها أبلغته (صدام) أنني سأنقل هذه الرسالة (عدم امتلاك العراق أسلحة دمار) بصفتي أميناً للجامعة العربية إلى سكرتير عام الأمم المتحدة، وكان وقتها كوفي أنان. فقال لي: أنت مفوّض أن تتحدث باسم العراق».
وارتكز المسار الثالث، كما يقول موسى، على تنفيذ جملة من المشاورات والتحركات العربية والدولية لإنقاذ الموقف في خريف 2002، بينما كان الأميركيون يتحركون نحو تهيئة الرأي العام العالمي لقرار الحرب، ويؤكد «نجحنا بفضل تلك الجهود في إبعاد الخطر وليس في إنهائه».
وحول الأجواء داخل الجامعة العربية، عند انطلاق الغزو ليلة 19-20 مارس (آذار) 2003، يقول موسى «كان مجلس الجامعة العربية في حالة انعقاد دائم بناءً على طلبي، وفي يوم الغزو، كنا نتابع الأخبار التي ترد إلينا بمشاعر متباينة، فبينما أخبار المقاومة تثير حماس الحاضرين، كانت تعليقات وزير الإعلام العراقي، محمد سعيد الصحاف، تضحكهم، لكننا جميعاً كنا نستشعر أن ما يجري سيقود إلى مصير واحد، وهو ما حدث بعد نحو أسبوعين بسقوط بغداد».
وحول سبب استدعائه ذكرى نكسة يونيو (حزيران) 1967 عند الحديث عن الغزو الأميركي للعراق، يقول موسى «المشترك بينهما هو سوء التقدير السياسي... سوء التقدير في1967، تم تداركه بالإعداد والتخطيط الجيد لحرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، بينما سوء التقدير السياسي في حالة صدام حسين، كان موجوداً طوال الوقت».

جنود أميركيون في مطار بغداد مع صورة لصدام حسين بعد إطاحة نظامه يوم 14 أبريل 2003 (أ.ف.ب)

«اختطاف» العراق

وتطرق الأمين العام الأسبق للجامعة العربية إلى «حالة الفوضى العارمة» التي دخلها العراق عقب الغزو، وتحدث عن يقينه بـ«وجود مخطط لاختطاف العراق»، ويقول «المؤكد لدي أن محاولة اختطاف العراق، وانتزاع هويته العربية جرت بقوة وقسوة من داخل العراق على يد بعض مكوناته السياسية، ومن جيرة العراق، وأعني هنا إيران، ليصبح عراقاً آخر غير الذي نعرفه، وقد كان تمكين إيران من العراق خطأً استراتيجياً كبيراً».
ويضيف «كانت الهوية أول ما اصطدم به العراقيون بعد الغزو». ويتابع، أن الجامعة العربية لعبت آنذاك دوراً محورياً في جمع كل مكونات العراق للمرة الأولى. ويستعيد، في هذا السياق، تدخله شخصياً للإبقاء على الهوية العربية في الدستور العراقي، الذي كانت تجري مناقشته في تلك الفترة، ونجاحه بالتنسيق مع «قادة العراق الجدد» على اختلاف تياراتهم السياسية وانتماءاتهم المذهبية في «الحفاظ على الوجه العربي للعراق». ويسجل أنهم «كانوا جميعاً يقرّون بذلك الانتماء العربي، ويرون أنه ليس من المصلحة إنكاره أو طمسه».
وحول ما إذا كانت «جراح الغزو الأميركي» قد التأمت بعد 20 عاماً، يجيب عمرو موسى بحسم «بالتأكيد... لا». ويضيف «العراق تعرّض لهدم مؤسساته وتمزيق مكوناته، وإعادة البناء تتطلب وقتاً». ويستطرد قائلاً «العراق يسير اليوم في طريق واضحة، وهناك رغبة جادة في إصلاحه، وأحد الأعمدة الرئيسية في هذا الإصلاح يكمن في أن يعتبر نفسه جزءاً من العالم العربي».
ويدعو موسى إلى «تقديم تصور جديد للقومية العربية يناسب متغيرات القرن الـ21، ويقوم على المصلحة المشتركة»، مضيفاً «ما أراه أننا أفقنا، وأن العواطف والهتافات والشعارات، وتهييج الشوارع أصبحت من الماضي، وأن المستقبل ينبغي أن يقوم على أعمدة مثل المصلحة المشتركة، وإصلاح أحوال المواطن العربي، والحكم الرشيد»، مشدداً على أن «غياب الحكم الرشيد جعل العالم العربي أرضاً خصبة لصناعة الفوضى الخلاقة».
وحول ما إذا كان غزو العراق يمكن أن يتكرر إقليمياً، في ظل سياقات التوتر الحالية بين الغرب وإيران، يقول الأمين العام الأسبق للجامعة العربية: إن «سوء التقدير السياسي يؤدي إلى نفس النتائج، فمن غير المتصور أن يرتكب أحد نفس الأخطاء، ويتوقع نتائج إيجابية».
ويضيف «إيران الآن تحت المجهر، وهناك مطالبات من جانب الحكومة الإسرائيلية وبعض الدوائر التي تسير في الاتجاه نفسه، بضرب إيران»، مبدياً اعتقاده بأن درس الغزو الأميركي للعراق، «لا يزال صالحاً للجميع»، وهو ضرورة ألا «يبالغ أي حاكم أو دولة في تقدير قوته، ويجب تجنب الغرور بالقوة؛ فاللعب مع الكبار خطر، وفي لحظات الحسم لن يحميك إلا القبول العام في وطنك وفي المنطقة».
ويستطرد موسى، مؤكداً، أن «السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار بالمنطقة لا يمكن قبوله»، وأن حديث الإيرانيين عن أنهم يديرون أربع عواصم عربية «إهانة غير مقبولة للعرب، وحتى الآن لم يعتذر أحد عنها». ويتابع «لا أعتقد أنه ستكون هناك عاصمة عربية خامسة تُدار من طهران».
وحول المشهدين الإقليمي والدولي بعد 20 عاماً من الغزو الأميركي للعراق، يقول: إن هناك «حرباً باردة قادمة. حرب غربية - روسية، وأخرى أميركية – صينية، وحروب مختلفة». ويستطرد «الدول العربية حالياً ضعيفة من حيث الوزن السياسي عالمياً، ولا بد أن نكون جزءاً من حركة عالمية أكبر، هي حركة الجنوب العالمي Global South، وسنجد إلى جوارنا في هذا المسار دولاً مثل الهند والبرازيل وغيرهما»، مشيراً إلى أن «هذه التجمعات لا تزال في مرحلة الإنضاج».


مقالات ذات صلة

انفجار في السليمانية... وأنباء عن استهداف قائد «قسد»

المشرق العربي انفجار في السليمانية... وأنباء عن استهداف قائد «قسد»

انفجار في السليمانية... وأنباء عن استهداف قائد «قسد»

راجت أنباء عن وقوع محاولة لقتل مسؤول كردي سوري بارز في السليمانية بشمال العراق مساء اليوم الجمعة. فقد أورد موقع «صابرين نيوز» القريب من الحرس الثوري الإيراني، نقلاً عن «مصادر كردية»، أن قصفاً استهدف قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي «في محاولة اغتيال فاشلة بواسطة طائرة مسيّرة». من جهتها، أعلنت مديرية قوات الأمن (آسايش) في مطار السليمانية أنها تحقق في انفجار وقع قرب سياج مطار السليمانية دون أن يسفر عن خسائر بشرية أو مادية، مشيرة إلى أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق الناجم عنه سريعاً، بحسب موقع «رووداو» الكردي.

المشرق العربي مسيحيات فررن من العراق يتعلمن مهارت الخياطة لكسب لقمة العيش

مسيحيات فررن من العراق يتعلمن مهارت الخياطة لكسب لقمة العيش

في إحدى الكنائس في الأردن، تخيط العشرينية سارة نائل قميصاً ضمن مشروع أتاح لعشرات النساء اللواتي فررن من العنف في العراق المجاور، مهارات لكسب لقمة العيش. نجت نساء عديدات بصعوبة من العنف المفرط الذي مارسته «دولة الخلافة» التي أعلنها تنظيم «داعش» على مساحات واسعة من العراق وسوريا، قبل أن ينتهي بهن المطاف في الأردن يعانين للحصول على عمل. تنكب سارة نائل (25 عاماً)، وهي لاجئة مسيحية عراقية من بلدة قرقوش تعلمت مهنة الخياطة في الطابق الثالث في كنيسة مار يوسف في عمان، على ماكينة الخياطة في طرف المكان لتخيط قطعة قماش مشرقة زرقاء اللون تمهيداً لصنع قميص. وتقول سارة التي وصلت إلى الأردن عام 2019 وبدأت تعم

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي «الشيوخ الأميركي» يقترب من إلغاء تفويضي حربي العراق

«الشيوخ الأميركي» يقترب من إلغاء تفويضي حربي العراق

صوت مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة، أمس (الاثنين)، لصالح الدفع قدماً بتشريع لإلغاء تفويضين يعودان لعقود مضت لشن حربين في العراق مع سعي الكونغرس لإعادة تأكيد دوره بخصوص اتخاذ قرار إرسال القوات للقتال. وانتهى التصويت بنتيجة 65 إلى 28 صوتاً، أي تجاوز الستين صوتاً اللازمة في مجلس الشيوخ المؤلف من مائة عضو، مما يمهد الطريق أمام تصويت على إقراره في وقت لاحق هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ خطوة جديدة في «الشيوخ» الأميركي نحو إلغاء تفويضي حربي العراق

خطوة جديدة في «الشيوخ» الأميركي نحو إلغاء تفويضي حربي العراق

صوت مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة أمس (الاثنين) لصالح الدفع قدما بتشريع لإلغاء تفويضين يعودان لعقود مضت لشن حربين في العراق مع سعي الكونغرس لإعادة التأكيد على دوره بخصوص اتخاذ قرار إرسال القوات للقتال، وفقاً لوكالة «رويترز». وانتهى التصويت بنتيجة 65 إلى 28 صوتا أي تجاوز الستين صوتا اللازمة في مجلس الشيوخ المؤلف من مائة عضو مما يمهد الطريق أمام تصويت على إقراره في وقت لاحق هذا الأسبوع. وجميع الأصوات الرافضة كانت لأعضاء في الحزب الجمهوري.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي 20 عاماً على الزلزال العراقي

20 عاماً على الزلزال العراقي

تحلُّ اليومَ، الأحد، الذكرى العشرون للغزو الأميركي للعراق، وهو حدثٌ كان بمثابة زلزال ما زالت المنطقة تعيش تداعياتِه حتى اليوم. لم يستمع الرئيسُ الأميركي آنذاك، جورج دبليو بوش، لتحذيراتٍ كثيرة، غربيةٍ وعربية، سبقت إطلاقَه حرب إطاحة نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003، وحذرته من أنَّ خطوتَه ستفتح «باب جهنم» بإدخال العراق في فوضى واقتتال داخلي وستسمح بانتشار التطرفِ والإرهاب. أطلق بوش حملةَ إطاحة صدام التي أطلق عليها «الصدمة والترويع» ليلة 19 مارس (آذار) بقصفٍ عنيف استهدف بغداد، في محاولة لقتل الرئيس العراقي، قبل إطلاق الغزو البري.


فرنسا تؤكد أنها ستصرف 33 مليون يورو للأونروا

مساعدات غذائية إلى غزة من «الأونروا» (رويترز)
مساعدات غذائية إلى غزة من «الأونروا» (رويترز)
TT

فرنسا تؤكد أنها ستصرف 33 مليون يورو للأونروا

مساعدات غذائية إلى غزة من «الأونروا» (رويترز)
مساعدات غذائية إلى غزة من «الأونروا» (رويترز)

أكدت فرنسا، يوم الخميس، أنها ستصرف 33 مليون يورو لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، في حال نفّذت كل الإجراءات التي طلبها تقرير جراء تدقيق مستقل بشأنها.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، أن «فرنسا تؤكد صرف مساهمتها السنوية لبرنامج الأونروا الإنساني، والبالغة 33 مليون يورو لعام 2024»، دون أن يحدد موعداً لذلك.

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «دعمنا للأونروا يرافقه مطلب وهو التنفيذ الكامل للتدابير التي طلبها تقرير التدقيق الخارجي المستقل الذي قادته كاترين كولونا»، وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة.

وأكد أن فرنسا تُولي «أهمية خاصة (...) لإجراءات التحقق من حياد موظفي (الأونروا) ومنشآتها، وحظر خطاب الكراهية والخطاب المعادي للسامية في الكتب المدرسية، وإصلاح النقابات وإدارة شؤون الموظفين».

وتتّهم إسرائيل الوكالة الأممية، البالغ عدد موظفيها أكثر من 30 ألف شخص والذين يقدّمون خدمات لـ5.9 مليون فلسطيني في المنطقة «غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا»، بأنها توظّف «أكثر من 400 إرهابي» في غزة، من بينهم 12 موظّفاً تؤكد الدولة العبرية أنهم ضالعون بشكل مباشر في الهجوم الذي شنّته «حماس» على أراضيها.

وشنّت «حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هجوماً غير مسبوق ضدّ إسرائيل أدى إلى مقتل 1170 شخصاً، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

ودفع الاتهام الإسرائيلي دولاً مانحة عدة، في مقدّمتها الولايات المتحدة، إلى قطع تمويلها للأونروا فجأة، لكن جهات مانحة عدة عادت واستأنفت تمويل الوكالة، مع إجراء تدقيق بشأنها.

وخلص الخبراء المفوضون من الأمم المتحدة إلى أن الأونروا في قطاع غزة تفتقر إلى «الحياد» السياسي، لكنهم أشاروا أيضاً إلى أن الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، ما زالت «تؤدي دوراً حاسماً في تقديم المساعدات الإنسانية الحيوية» في المنطقة.


«العدل الدولية» تصدر الثلاثاء قراراً في دعوى تتهم ألمانيا بتسهيل الإبادة بغزة

فلسطينيون يتفقدون منزلاً مدمراً بعد قصف إسرائيلي على مدينة غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون منزلاً مدمراً بعد قصف إسرائيلي على مدينة غزة (د.ب.أ)
TT

«العدل الدولية» تصدر الثلاثاء قراراً في دعوى تتهم ألمانيا بتسهيل الإبادة بغزة

فلسطينيون يتفقدون منزلاً مدمراً بعد قصف إسرائيلي على مدينة غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون منزلاً مدمراً بعد قصف إسرائيلي على مدينة غزة (د.ب.أ)

أعلنت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، أنها ستصدر قراراً، الثلاثاء، في دعوى قدّمتها نيكاراغوا تتهم فيها ألمانيا بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948 من خلال تزويد إسرائيل بأسلحة تستعملها في غزة.

وطلبت الدولة، الواقعة في أميركا الوسطى، من محكمة العدل الدولية، التي يقع مقرها في لاهاي، فرض إجراءات طارئة؛ حتى تتوقف برلين عن تزويد إسرائيل بالأسلحة، من بين أمور أخرى.

وقالت المحكمة، اليوم الجمعة، إنها ستصدر قرارها، في 30 أبريل (نيسان) الحالي، الساعة الثالثة بعد الظهر (13:00 بتوقيت غرينتش).

وقدّم المحامون من كلا البلدين حججهم، خلال جلسة استماع، في وقت سابق من هذا الشهر.

وانتقدت نيكاراغوا ألمانيا لدعمها إسرائيل، وعدَّت تقديم الأسلحة للحكومة الإسرائيلية، مع تقديم المساعدة لغزة، في الوقت نفسه، «أمراً مؤسفاً وينم عن احتقار»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وردّت ألمانيا بأن أمن إسرائيل يقع «في صميم» سياستها الخارجية، وعدَّت أن نيكاراغوا «شوّهت بشكل صارخ» إمدادات ألمانيا من المساعدات العسكرية لإسرائيل.

وقال ممثل ألمانيا، كريستيان تامس، للقضاة: «عند فحصها بدقة، تتهاوى اتهامات نيكاراغوا».

وطلبت نيكاراغوا خمسة إجراءات موقتة؛ أبرزها أن «تُعلق ألمانيا على الفور مساعداتها لإسرائيل، وخصوصاً مساعداتها العسكرية، بما في ذلك المُعدات العسكرية».

وقد بدأت الحرب بهجوم غير مسبوق لحركة «حماس» أدى إلى مقتل نحو 1170 شخصاً في إسرائيل. وتعهدت إسرائيل بتدمير «حماس»، وشنّت هجوماً أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 34 ألفاً و356 شخصاً حتى الآن في غزة، معظمهم من النساء والأطفال.


الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في قطاع غزة نحو 37 مليون طن

حطام مبنى سكني دمرته غارات إسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
حطام مبنى سكني دمرته غارات إسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في قطاع غزة نحو 37 مليون طن

حطام مبنى سكني دمرته غارات إسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
حطام مبنى سكني دمرته غارات إسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

قدّرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي يتعين إزالته بنحو 37 مليون طن في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف مكثف وقتال عنيف منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس».

قال بير لودهامار، المسؤول في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام: «لقد قدرنا وجود 37 مليون طن من الركام، أي نحو 300 كيلوغرام من الركام في المتر المربع» في قطاع غزة الذي كان قبل الحرب مكتظاً بالسكان وحضرياً.

وأشار، خلال تصريح صحافي دوري للأمم المتحدة في جنيف، إلى أن «إزالتها ستستغرق 14 عاماً» على افتراض استخدام نحو 100 شاحنة.

صبي فلسطيني يجلس بجوار أنقاض منزل دمره القصف الإسرائيلي على غزة (رويترز)

وأكد أن الذخائر غير المنفجرة اختلطت بالأنقاض، ما سيؤدي إلى تعقيد المهمة بشكل كبير.

ورأى لودهامار أن «ما لا يقل عن 10%» من الذخائر التي يتم إطلاقها في النزاع لا تنفجر، وتشكل بالتالي تهديداً دائماً للسكان وللفرق المسؤولة عن البحث في الأنقاض لانتشال جثث الضحايا وللعمال المكلفين إزالة الأنقاض.

وتحدث عن اجتماع عُقد مؤخراً في عمان مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمات غير حكومية، خُصص للبحث عن أفضل السبل للتعامل مع هذا الركام المختلط بالمتفجرات. ويأتي ذلك «استعداداً لما قد يحدث وللتدخل في غزة».

حطام مبنى سكني دمرته غارات إسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

«على نطاق أضيق»

وينطلق تصريح المسؤول من خبرته في هذا المجال، فقد سبق وتولى المهمة نفسها في العراق «ولكن على نطاق أضيق».

وأوضح أن «65 في المائة من المباني المدمرة سكنية» في قطاع غزة.

فلسطينيون يقفون فوق أنقاض منزل في حي الدرج في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وأدّى الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى مقتل 1170 شخصاً، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات رسميّة إسرائيلية.

وردّاً على ذلك، تعهّدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» التي تتولّى السلطة في غزة منذ 2007 وشنّت هجوماً خلف حتى الآن 34356 قتيلاً، معظمهم مدنيّون، حسب وزارة الصحّة في غزة.


مكتب الإعلام الحكومي: 49 شاحنة مساعدات فقط دخلت شمال قطاع غزة خلال أسبوع

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية عند معبر رفح (رويترز)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية عند معبر رفح (رويترز)
TT

مكتب الإعلام الحكومي: 49 شاحنة مساعدات فقط دخلت شمال قطاع غزة خلال أسبوع

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية عند معبر رفح (رويترز)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية عند معبر رفح (رويترز)

قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، إن 49 شاحنة مساعدات فقط دخلت إلى شمال القطاع خلال أسبوع، داعية إلى فتح دائم لكل المعابر الواصلة إلى قطاع غزة.

وأضاف المكتب في بيان نقلته وكالة «أنباء العالم العربي»، أن عدد شاحنات المساعدات الداخلة لقطاع غزة خلال هذا الأسبوع بلغ 1063 شاحنة، بواقع 205 دخلت من معبر رفح، و858 من معبر كرم أبو سالم، مؤكدة أنه «لم يدخل إلى شمال قطاع غزة سوى 49 شاحنة من إجمالي هذه الشاحنات».

وقال البيان: «هذا العدد أقل بكثير من احتياج شعبنا، لا سيما شمال غزة، وهو يتنافى مع التصريحات الأميركية والإسرائيلية التي تتحدث عن زيادة شاحنات المساعدات وتزعم إدخال 300 شاحنة مساعدات يومياً».

وندد المكتب بممارسات إسرائيل بالتضييق على عمل المؤسسات الإغاثية واستهداف طواقمها ومنعها من العمل، والتحكم بكميات الغذاء التي تدخل إلى القطاع، وقال: «هذه الممارسات هي جرائم تستوجب المحاسبة، وتتعارض مع التدابير التي أصدرتها محكمة العدل الدولية».


لبنان: مقتل 2 في هجوم مسيرة إسرائيلية على سيارة بالبقاع الغربي

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

لبنان: مقتل 2 في هجوم مسيرة إسرائيلية على سيارة بالبقاع الغربي

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، اليوم (الجمعة)، بمقتل مدنيين اثنين في هجوم طائرة مسيرة إسرائيلية على سيارة بالبقاع الغربي.

وذكرت الوكالة في وقت سابق من اليوم، أن الطيران الإسرائيلي أغار أيضاً على وسط بلدة كفركلا، في مرجعيون بمحافظة النبطية.

ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية القصف عبر الحدود منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلن الجيش اليوم مقتل إسرائيلي متأثراً بإصابته جراء هجوم صاروخي من جنوب لبنان على شمال إسرائيل الليلة الماضية، وفق ما ذكرته وكالة «أنباء العالم العربي».

وأشار في بيان إلى أن الطائرات الإسرائيلية قصفت أهدافاً تابعة لجماعة «حزب الله» في منطقة شبعا بجنوب لبنان، ومن بينها مخزن أسلحة ومنصة إطلاق.

وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم، قال «حزب الله» إنه استهدف قافلة عسكرية إسرائيلية في كمين قرب ‏موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا الليلة الماضية، ما أسفر عن تدمير آليتين إسرائيليتين.


«حماس» منفتحة على أي مقترح يتضمن وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة

فلسطينيون يتفقدون منزلاً دمرته غارية إسرائيلية على مدينة غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون منزلاً دمرته غارية إسرائيلية على مدينة غزة (د.ب.أ)
TT

«حماس» منفتحة على أي مقترح يتضمن وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة

فلسطينيون يتفقدون منزلاً دمرته غارية إسرائيلية على مدينة غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون منزلاً دمرته غارية إسرائيلية على مدينة غزة (د.ب.أ)

قالت حركة «حماس»، اليوم الجمعة، إن الحركة منفتحة على أي مقترحات تتضمن الوقف النهائي «للعدوان»، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وأضافت، في بيان نقلته «وكالة أنباء العالم العربي»: «الحركة منفتحة على أيّ أفكار أو مقترحات تأخذ بعين الاعتبار احتياجات وحقوق شعبنا العادلة، والمتمثلة بالوقف النهائي للعدوان عليه، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، والعودة غير المشروطة أو المقيّدة للنازحين إلى بيوتهم في محافظتي غزة وشمال غزة وكل مناطق القطاع... والمُضيّ في إنجاز اتفاق جدّي لتبادل الأسرى».

جاء بيان «حماس» تعليقاً على بيان لقادة 18 دولة؛ بينها الولايات المتحدة، أمس الخميس، والذي طالب بالإفراج الفوري عن جميع المحتجَزين في قطاع غزة، بمن فيهم مواطنو تلك الدول.

وقال قادة الدول الثماني عشرة، في بيان مشترك نشره البيت الأبيض، إن العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجَزين والمدنيين في قطاع غزة، «الذين يحميهم القانون الدولي».

وقالت «حماس»: «نعبّر عن أسفنا؛ لعدم تناول البيان قضايا أساسية لشعبنا الذي يرزح تحت وطأة حرب إبادة شاملة، وعدم تأكيده ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة».

كما دعت الحركة الإدارة الأميركية والدول الموقِّعة على البيان والمجتمع الدولي، إلى «رفع الغطاء عن جريمة الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الأطفال والمدنيين العزّل في قطاع غزة، والضغط لإنهائها، كأولوية مُلِحّة»، والوقوف في وجه سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي اتهمته الحركة بالسعي «لجرّ المنطقة إلى الهاوية، وذلك لحسابات سياسية شخصية».


وفاة الرضيعة «صابرين الروح» بعد إنقاذها من رحم والدتها أثناء احتضارها

طبيب فلسطيني يستخرج جنيناً من رحم أمه التي نقلت إلى المستشفى الكويتي برفح بعد إصابتها في قصف إسرائيلي 20 أبريل (نيسان) 2024 (أ.ف.ب)
طبيب فلسطيني يستخرج جنيناً من رحم أمه التي نقلت إلى المستشفى الكويتي برفح بعد إصابتها في قصف إسرائيلي 20 أبريل (نيسان) 2024 (أ.ف.ب)
TT

وفاة الرضيعة «صابرين الروح» بعد إنقاذها من رحم والدتها أثناء احتضارها

طبيب فلسطيني يستخرج جنيناً من رحم أمه التي نقلت إلى المستشفى الكويتي برفح بعد إصابتها في قصف إسرائيلي 20 أبريل (نيسان) 2024 (أ.ف.ب)
طبيب فلسطيني يستخرج جنيناً من رحم أمه التي نقلت إلى المستشفى الكويتي برفح بعد إصابتها في قصف إسرائيلي 20 أبريل (نيسان) 2024 (أ.ف.ب)

توفيت الرضيعة «صابرين الروح» شكري الشيخ التي جرى إنقاذها بعملية قيصرية، قبل دقائق من وفاة والدتها المصابة في قصف إسرائيلي، في مستشفى برفح جنوب قطاع غزة، وفق ما أفاد عمها، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة.

وقال رامي الشيخ، عمّ صابرين، للوكالة: «وصلني اتصال من إدارة مستشفى الإماراتي برفح، اليوم الجمعة، يخبرونني بأن حالتها ساءت، ولم يستطيعوا إنقاذها حتى فارقت الحياة لتلحق بعائلتها».

وأضاف: «ذهبت وقمت بعمل كل الإجراءات في المستشفى، وأحضرت جثمان الطفلة إلى المنزل، وقمت بفتح قبر والدها شكري ودفنتها في قبر والدها، بمقبرة في رفح».

وأعلن المستشفى الإماراتي برفح، الذي كانت فيه الرضيعة، الخميس، «استشهاد الطفلة (صابرين الروح) التي جرى إنقاذها من رحم أمها صابرين، قبل استشهادها نتيجة قصف منزلها شرق رفح، قبل عدة أيام، وبذلك يجري مسح أسرة من السجل المدني».

في 20 أبريل (نيسان)، نقل الدفاع المدني الفلسطينية صابرين محمد السكني، والدة الرضيعة، إلى مستشفى الكويت التخصصي بمدينة رفح، وكانت حالتها ميؤوساً منها، بعد قصف إسرائيلي استهدف منزلاً شرق رفح.

الطفلة «صابرين الروح» التي جرى استخراجها من رحم أمها المصابة قبل أن تفارق الحياة 21 أبريل (نيسان) 2024 (أ.ب)

كما نقل الدفاع المدني أيضاً زوجها شكري أحمد الشيخ، وابنتهما ملاك شكري، إلى المستشفى وقد فارقا الحياة نتيجة إصابتيهما.

وأسفرت الغارة عن مقتل 19 شخصاً على الأقل، وفق وزارة الصحة في غزة.

وقال مدير مستشفى الكويت التخصصي، الطبيب الجرّاح صهيب الهمص، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يومها، إن «صابرين كانت مصابة إصابة بالغة، وتبيَّن أنها حامل، وقررنا إجراء عملية قيصرية فورية ودون تخدير؛ لاستخراج الجنين؛ لعدم وجود طبيب تخدير في ذلك الوقت».

وأضاف: «صابرين السكني كانت في الدقائق العشر الأخيرة من حياتها تتنفّس بصعوبة وتُصارع الموت. توفيت بعد عشر دقائق من إنقاذ الجنين»، واصفاً ولادة طفلة صابرين السكني بـ«المعجزة».

وجرى إنشاء المستشفى الإماراتي الميداني، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ للتعامل مع العدد المتزايد من الجرحى والقتلى في القطاع المحاصَر والمدمَّر.

ووفقاً للأمم المتحدة، يتجمع نحو 1.5 مليون شخص في رفح، بينهم أكثر من مليون نازح بعد أكثر من ستة أشهر من القصف والقتال بقطاع غزة (2.4 مليون نسمة). وتؤكد إسرائيل أن آخِر كتائب «حماس» موجودة في رفح، وتقول إنها تريد تنفيذ هجوم بري على المدينة للقضاء عليها.

ونفذت «حماس» هجوماً غير مسبوق في جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أدى إلى مقتل 1170 شخصاً، وفق تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وردّاً على ذلك، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة «حماس»، وشنت هجوماً خلّف حتى الآن 34356 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.


تصعيد في جنوب لبنان بعد مقتل إسرائيلي بنيران «حزب الله»

مواطن يقف على أنقاض منزل دمرته غارة جوية إسرائيلية في قرية حنين بجنوب لبنان (أ.ب)
مواطن يقف على أنقاض منزل دمرته غارة جوية إسرائيلية في قرية حنين بجنوب لبنان (أ.ب)
TT

تصعيد في جنوب لبنان بعد مقتل إسرائيلي بنيران «حزب الله»

مواطن يقف على أنقاض منزل دمرته غارة جوية إسرائيلية في قرية حنين بجنوب لبنان (أ.ب)
مواطن يقف على أنقاض منزل دمرته غارة جوية إسرائيلية في قرية حنين بجنوب لبنان (أ.ب)

تتخذ المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل طابعاً تصاعدياً حيث تكثّفت وتيرة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، وكانت المنازل هدفاً أساسياً مع تضرّر أكثر من 35 بيتاً، بعد ساعات على إعلان إسرائيل عن مقتل مدني في الشمال.

وأتى ذلك في وقت عبّر فيه رئيس بعثة قوة «الأمم المتحدة» المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وقائدها العام أرولدو لاثارو، عن قلقه من استمرار تبادل إطلاق النار المكثف بين الطرفين عبر الخط الأزرق، ما تسبب في «أضرار جسيمة» للمدنيين.

وقالت «اليونيفيل»، في بيان، الجمعة، إن لاثارو أكد خلال اجتماعه مع رؤساء البلديات والسلطات الدينية من 7 بلديات في جنوب شرقي لبنان على أن «اليونيفيل» ستواصل دعم هذه المجتمعات وغيرها في جنوب لبنان، من خلال تلبية حاجاتهم الفورية والعاجلة والعمل على إعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.

وأضاف: «ندرك أن تبادل إطلاق النار قد فاقم الوضع الاقتصادي والمالي الذي تواجهه البلاد. ولا يمكننا أن نحلّ محل الحكومة اللبنانية أو المنظمات الإنسانية والتنموية، لكننا سنواصل القيام بكل ما في وسعنا، بينما نعمل على تهدئه التصعيد وإعادة الاستقرار إلى الخط الأزرق».

وأشار البيان إلى أن الوضع الحالي أدى إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية للسكان، وقال إن حياة عشرات الآلاف انقلبت رأساً على عقب عندما غادروا القرى القريبة من الخط الأزرق، وهو الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل الذي رسمته «الأمم المتحدة» عام 2000.

والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مدنياً إسرائيلياً قتل ليلاً قرب الحدود اللبنانية في قصف صاروخي انطلاقاً من جنوب لبنان، مشيراً في الوقت عينه إلى أنه دمر بنى تحتية لـ«حزب الله». وقال، في بيان له: «أطلق إرهابيون ليلاً صواريخ مضادة للدبابات على منطقة هار دوف في شمال إسرائيل، ما أدى إلى إصابة مدني إسرائيلي كان يقوم بأعمال بنية تحتية في المكان، وأعلنت وفاته لاحقاً». وهار دوف هي التسمية الإسرائيلية لمزارع شبعا، المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين إسرائيل وسوريا ولبنان.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن القتيل هو سائق شاحنة من عرب إسرائيل. وأوضحت الشرطة الإسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية أنه لم يتم التعرف على هوية الضحية بشكل رسمي، لكن الجثة هي للشخص الوحيد الذي كان في الشاحنة.

وعلى إثر ذلك، ردّت إسرائيل بإطلاق مئات القذائف على المنطقة، وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن أطراف بلدة شبعا وكفرشوبا وحلتا تعرضت خلال ساعات الفجر وصباح الجمعة لأكثر من 150 قذيفة إسرائيلية بعد سلسلة غارات للطيران الإسرائيلي أدت إلى تدمير منزل في شبعا ومنزلين في كفرشوبا وأضرار في أكثر من 35 منزلاً.

منزل مدمّر في بلدة شبعا بعد استهدافه ليلاً بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

وأفاد الجيش الإسرائيلي أن طائراته «قصفت أهدافاً لـ(حزب الله) في منطقة شبعا بجنوب لبنان، وخصوصاً قاذفة» صواريخ، إضافة إلى «بنى تحتية وموقع عسكري»، مشيراً إلى أن جنوده «قاموا بإطلاق النار لتبديد أي خطر في المنطقة».

وأعلن «حزب الله» عن تنفيذه كميناً لقافلة عسكرية، وقال في بيان له إن «المقاومة الإسلامية أعدت كميناً مركباً من الصواريخ الموجهة والمدفعية والأسلحة الصاروخية لقافلة مؤللة قرب موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا. وعند وصولها إلى نقطة المكمن، ليل الخميس، تمّ استهدافها بالأسلحة الموجهة والمدفعية والصاروخية، ما أدى إلى تدمير آليتين، وقد عمل العدو على إيجاد ساتر دخاني لسحب الخسائر».

وفي بيان آخر، قال «حزب الله» إنه «بعد رصدٍ دقيقٍ ‏ومتابعة لتحركات قوات العدو الإسرائيلي على الحدود وأثناء دخول قوة منها إلى أول موقع ‏المالكية، ليل الخميس، تمّ استهدافها بنيران المدفعية، وقد أُصيبت بشكلٍ مباشر».‏

وكان الطيران الإسرائيلي شنّ بعد منتصف الليل غارتين على بلدة حولا، استهدفت إحداهما منزلاً دمر بالكامل، كما استهدفت غارتان منزلين في بلدتي طيرحرفا وعيتا الشعب حيث هرعت سيارات الإسعاف، وتم إجلاء جريح جراء الغارة على طيرحرفا.

كذلك، سُجّل قصف مدفعي على باب الثنية في الخيام، كما تعرض محيط تلة حمامص لقصف مدفعي فجراً حيث سقطت 6 قذائف، وأغار الطيران الإسرائيلي على سيارة على طريق بلدتي الضهيرة والزلوطية، وسُجّل قصف لبلدتي يارين والجبين.


الشرطة: إصابة شخص في حادث طعن بمدينة الرملة و«تحييد» المنفذ

سيارة إسعاف إسرائيلية نقلت المصابة في عملية طعن بالرملة (نجمة داود الحمراء على منصة إكس)
سيارة إسعاف إسرائيلية نقلت المصابة في عملية طعن بالرملة (نجمة داود الحمراء على منصة إكس)
TT

الشرطة: إصابة شخص في حادث طعن بمدينة الرملة و«تحييد» المنفذ

سيارة إسعاف إسرائيلية نقلت المصابة في عملية طعن بالرملة (نجمة داود الحمراء على منصة إكس)
سيارة إسعاف إسرائيلية نقلت المصابة في عملية طعن بالرملة (نجمة داود الحمراء على منصة إكس)

قالت الشرطة الإسرائيلية، الجمعة، إن شخصاً واحداً أصيب في حادث طعن بمدينة الرملة، بوسط إسرائيل، مضيفة أنه جرى «تحييد» المنفذ.

وأضافت الشرطة، على منصة «إكس»: «وفق التحقيقات الأولية في مكان الحادث، فقد أصيب شخص، وجرى تحييد المنفذ».

وذكرت الشرطة، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، أنه يجري حالياً التحقيق في خلفية وظروف الحادث، دون مزيد من التفاصيل.


تقرير «هيومن رايتس» عن تعذيب لاجئين سوريين وترحيلهم من لبنان يثير جدلاً

مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)
مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)
TT

تقرير «هيومن رايتس» عن تعذيب لاجئين سوريين وترحيلهم من لبنان يثير جدلاً

مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)
مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)

أثار التقرير الأخير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، الذي تحدثت فيه عن تعذيب وترحيل قسري يتعرض له اللاجئون السوريون، جدلاً في لبنان، ولا سيما أنه أتى في مرحلة تتحرك فيها هذه القضية على أكثر من خط، وتترافق مع ضغوط يقوم بها المسؤولون والفرقاء السياسيون في لبنان للعمل على إعادة اللاجئين إلى بلدهم، مقابل رفض من المجتمع الدولي، الذي يعدّ أن الوضع في سوريا لا يزال غير آمن لعودتهم.

وفي تقريرها، قالت «هيومن رايتس ووتش» إنه في الأشهر الأخيرة احتجزت السلطات اللبنانية سوريين تعسفياً وعذّبتهم وأعادتهم قسراً إلى سوريا، وبينهم نشطاء في المعارضة ومنشقون عن الجيش.

وقالت المنظمة إنها وثّقت بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) 2024 إقدام الجيش اللبناني والأمن العام «على الإعادة القسرية بحقّ منشق عن الجيش السوري وناشط معارض. وفي قضية منفصلة، احتجزت مخابرات الجيش اللبناني لفترة وجيزة رجلاً سورياً، وعذّبته، زُعم مشاركته في مظاهرة تضامنية مع النساء في غزة».

ولفتت المنظمة إلى أنه بعد مقتل المسؤول في حزب «القوات اللبنانية»، باسكال سليمان، قبل أسابيع، ساهمت مواقف الوزراء والمسؤولين في لبنان، الداعية لعودتهم، في تأجيج العنف المستمر ضد السوريين، مشيرة إلى تقارير عن تعرّض سوريين في لبنان للضرب، ومطالبتهم في جميع أنحاء لبنان بالرحيل عن منازلهم. كما فرضت المحافظات والبلديات حظر تجول تمييزي، متسببةً على نحو غير قانوني في تقييد حقوق السوريين في حرية التنقل.

وكانت «الأمم المتحدة» قد أشارت، في تقرير لها في شهر مارس الماضي، إلى أنها على علم بـ«ترحيل 13772 فرداً من لبنان، أو إرسالهم إلى الحدود السورية في نحو 300 حادثة عام 2023»، بما في ذلك 600 في يوم واحد في 8 نوفمبر (تشرين الثاني).

وردّ حزب «القوات اللبنانية» على تقرير المنظمة الأخير، عادّاً أن هدفه «التعمية والتضليل بهدف إبقائهم في لبنان»، فيما رفضت مصادر عسكرية «الاتهامات غير الصحيحة من قبل المنظمة». وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أنه «عندما يتم توقيف سوريين على خلفية الجرائم والسرقات أو أثناء المداهمات، إما يتم سجنهم أو يتم تسليمهم للأمن العام، إذا كانوا لا يملكون أوراقاً ثبوتية»، مذكرة بأن «هناك أكثر من مليوني سوري في لبنان، والتقرير يتحدث عن حالة أو حالتين، فيما لم يتطرق مثلاً إلى الجرائم التي يرتكبها السوريون في لبنان، والتي نتجت عنها ردة الفعل في أوساط اللبنانيين». وذكّرت المصادر بأن قرار الحكومة تنظيم وجود السوريين، «وما تقوم به الأجهزة الأمنية في إطار ملاحقة المخالفين منهم، ينسجم مع هذا التوجه».

وفي بيان له، أسف «القوات» لما ورد في تقرير المنظمة، «لجهة الخلط المقصود وغير البريء بين تسليط الضوء على ترحيل لاجئين سوريين نشطاء في المعارضة، حيث يؤدي ترحيلهم إلى اضطهادهم واعتقالهم، وبين أن 99 بالمائة من اللاجئين لا تنطبق عليهم صفة النشطاء».

وعدّ أن «التركيز على هذا الجانب هدفه التعميم، والقول إن جميع اللاجئين هم نشطاء، ويؤدي ترحيلهم إلى اضطهادهم وتعذيبهم، وهذا الواقع غير صحيح إطلاقاً، على رغم أن بإمكان معارضي النظام العودة إلى المناطق السورية غير الخاضعة للنظام».

وأضاف: «معلوم أن النشطاء الفعليين غادروا لبنان منذ زمن بسبب سطوة الممانعة وملاحقتهم بشكل مباشر أو غير مباشر، وإذا وجد من هم في عداد النشطاء فلا تتجاوز أعدادهم العشرات، فيما الأكثرية الساحقة من اللاجئين السوريين لا تنطبق عليهم هذه الصفة». وعدّ أن «هيومن رايتس ووتش» وغيرها من المنظمات «تلجأ إلى التعمية والتضليل بهدف إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان في سابقة غير موجودة في دول العالم أن يصل عدد اللاجئين في دولة إلى نصف عدد شعبها الأصيل، فضلاً عن أن هذه الدولة، أي لبنان، تعاني من انهيار مالي كبير وعدم استقرار سياسي واضطرابات على أكثر من مستوى».

ولفت إلى أنه إذا كانت المنظمة «حريصة على اللاجئين فما عليها سوى إما السعي إلى ترحيلهم إلى دول أخرى، وإما إعادتهم إلى سوريا إلى مناطق النظام والمعارضة، والطلب من الجمعيات الدولية أن تؤمن لهم مستحقات مالية في هذه الدول...».

وتحركت قضية عودة اللاجئين في الأسابيع الأخيرة في لبنان، حيث يجمع الفرقاء على ضرورة عودتهم إلى بلادهم، كما اتخذت الحكومة سلسلة قرارات لتنظيم وجودهم عبر البلديات والقوى الأمنية، فيما لا يزال المجتمع الدولي يعارض هذا التوجه.

ويسجل تحرك من قبل مختلف الفرقاء في داخل لبنان وخارجه، وقد كانت هذه القضية محور اللقاء الذي جمع النائب في «القوات» بيار بو عاصي وعدداً من رؤساء بلديات بعبدا مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي حيث أشادوا بالتعميم الذي صدر عن الوزير في ما خصّ ضبط وضع السوريين غير الشرعيين في لبنان من خلال تطبيق القوانين المرعيّة وتحفيز البلديات للقيام بدورها.

وعرض رؤساء البلديّات لوضع النازحين في بلداتهم وإصرارهم على تطبيق بنود التعميم في المجالات المختلفة، ومنها عقود السكن وعقود العمل وإذن ممارسة المهن الحرّة على اختلافها.

من جهته، أكد بو عاصي أن «الكيان اللبناني مهدد بسبب الأعداد الهائلة للسوريين، وأن تطبيق القانون هو المدخل الصحيح للحلّ، شاء المجتمع الدولي أم أبى»، مذكراً بأن «لبنان بحسب القانون الدولي بلد عبور، وليس بلد إقامة للنازحين»، وقال: «للنازحين خيار من اثنين: إمّا التوجه شرقاً إلى بلادهم أو التوجّه غرباً».

وشدّد بو عاصي على «ضرورة اتخاذ الحكومة اللبنانيّة قراراً سياديّاً بوقف كل المساعدات من قبل المجتمع الدولي للنازحين السوريين، ما سوف يحفّزهم للعودة إلى بلادهم في أقرب فرصة، لأنهم دخلوا لبنان بسبب الوضع الأمني في سوريا واستقروا فيه لأسباب اقتصادية».