مركبات الزنجبيل اللاذعة تضع خلايا المناعة في حالة تأهب قصوى

تحفز خط الدفاع الأول ضد البكتيريا الدخيلة

مركبات الزنجبيل اللاذعة تضع خلايا المناعة في حالة تأهب قصوى
TT

مركبات الزنجبيل اللاذعة تضع خلايا المناعة في حالة تأهب قصوى

مركبات الزنجبيل اللاذعة تضع خلايا المناعة في حالة تأهب قصوى

ضمن تجربة علمية جديدة، طرح باحثون من معهد لايبنيز لبيولوجيا النظم الغذائية في جامعة ميونيخ للتقنية، آلية صحية جديدة تُعزز ما يتمتع به الزنجبيل Ginger من سمعة طيبة في تحفيز جهاز مناعة الجسم لمقاومة الميكروبات. وكان الباحثون الألمان قد نشروا دراستهم العلمية هذه ضمن عدد فبراير (شباط) الماضي من مجلة التغذية الجزيئية وبحوث الغذاء Molecular Nutrition & Food Research.
ووفق تجربتهم المختبرية الجديدة، تسبب تعريض خلايا الدم البيضاء WBC لكميات صغيرة من أحد مكونات الزنجبيل اللاذعة، في وضع خلايا المناعة هذه في حالة تأهب قصوى.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن هذه العملية تتضمن تفاعل خلايا المناعة مع نوع من المستقبلات Receptors في اللسان، التي تلعب دوراً محورياً في إدراك المنبهات الحرارية المؤلمة والإحساس بالتوابل.
مركبات الزنجبيل
ووفق المعايير الشائعة لتقييم الجدوى الغذائية، لا تحتوي جذور الزنجبيل على كميات مهمة من المعادن أو الفيتامينات أو السكريات أو البروتينات أو الدهون. ولكن تأتي الفوائد الصحية للزنجبيل من احتوائه على عدد من المركبات الكيميائية ذات التأثيرات الحيوية في الجسم. ومنها زيوت طيّارة Volatile ذات نكهة ورائحة مميزة، وأخرى مركبات لاذعة Pungent. وتأتي النكهة العطرية والطعم اللاذع المميز للزنجبيل من احتوائه على مزيج من مركبات «زينغيرون» Zingerone، ومركبات شوغول Shogaols، ومركبات «جينجيرول» Gingerols، التي توجد في الزنجبيل بنسبة عالية، مقارنة بغيره (إلى حدّ نسبة 4 في المائة من كمية الوزن). كما يزداد تحريرها وتوفرها للامتصاص في الأمعاء، مع تعرّض الزنجبيل للحرارة (الطهو أو المشروب الساخن).
وكان باحثون من جامعة بوند في كوينزلاند أستراليا قد عرضوا، ضمن عدد يونيو (حزيران) الماضي من المجلة الأميركية للتغذية الإكلينيكية Am J Clin Nutr، مراجعتهم العلمية بعنوان «الزنجبيل المتناول عن طريق الفم وصحة الإنسان: مراجعة شاملة». وقالوا في مقدمة عرضهم: «يبدو الاستهلاك الغذائي للزنجبيل آمناً، وقد تكون له آثار مفيدة على الإنسان ورفاهيته الصحية. وتدعم الأدلة العلمية الحديثة، الفوائد الصحية للزنجبيل، لمجموعة من الحالات والأعراض».
وقبل ذلك نشرت دراسة لباحثين من جامعة سيول الوطنية في كوريا وجامعة فيتنام الوطنية في هوشي منه، بعنوان «الزنجبيل على صحة الإنسان: مراجعة منهجية شاملة لـ109 دراسات»، في عدد 6 يناير (كانون الثاني) 2020 من مجلة المُغذّيات Nutrients. وفيها قال الباحثون: «تم إجراء عدد كبير من الدراسات الإكلينيكية لفحص تأثيرات الزنجبيل الصحية. وتم عزل ما يقرب من 100 مركب من الزنجبيل، التي ورد أنها تمتلك العديد من الأنشطة الحيوية. ونتيجة لذلك، تم اكتشاف العديد من الأنشطة البيولوجية ذات الصلة، مثل تلك المتعلقة بمضادات الأكسدة ومضادات الميكروبات ومضادات الالتهاب. وفي السنوات الأخيرة، تم توسيع دور الزنجبيل ليشمل مضادات السرطان، والغثيان والقيء الناجم عن العلاج الكيميائي، وكذلك تحسين نوعية الحياة اليومية».
تحفيز الخلايا المناعية
وبالعودة إلى الدراسة الألمانية الحديثة، أفاد الباحثون أن تعريض خلايا الدم البيضاء لكمية ضئيلة من مركب Gingerol (أي ما يصل إلى الدم عادة وبشكل طبيعي بعد تناول كمية معتدلة من الزنجبيل)، أدى إلى تنشيط عمل خلايا المناعة في الدم.
واستهدف الباحثون في دراستهم تأثير مركبات الزنجبيل اللاذعة على نوعية خلايا «العدلات» Neutrophils من بين أنواع خلايا الدم البيضاء. وهي فصيلة من الخلايا ذات الصلة المباشرة بنشاط المناعة ومكافحة البكتيريا الغازية. وقالوا: «خلايا العدلات هي أكثر الكريات البيضاء وفرة في دم الإنسان، وتمثل 70 في المائة من جميع خلايا الدم البيضاء المنتشرة. إنها الخلايا المناعية الأولى، التي يتم تجنيدها في مواقع الإصابة؛ لذلك غالباً ما يشار إليها على أنها خط الدفاع الأول».
ومن جانب آخر ذي صلة، ذكر الباحثون أن الزنجبيل أصبح حالياً يتمتع بشعبية متزايدة في ألمانيا. ووفقاً لمكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني German Federal Statistical Office، تضاعف حجم الواردات السنوية من جذور الزنجبيل أربع مرات تقريباً خلال السنوات العشر الماضية، ليصل إلى نحو 32 ألف طن. وقالوا إن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل «مستويات الاستهلاك العادية» Habitual Dietary Intake من الزنجبيل كافية لتحقيق آثار صحية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي المركبات والآليات الجزيئية التي تلعب دوراً في ذلك؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة، أجرى فريق الباحثين الألمان، بقيادة الدكتورة فيرونيكا سوموزا، مديرة معهد لايبنيز في فريسينج بألمانيا والأستاذة في كلية الكيمياء بجامعة فيينا بالنمسا، بحثاً مكثفاً. وكانت نقطة البداية نتيجة أظهرتها دراسة تجريبية سابقة، وهي أن كميات كبيرة من مركبات الزنجبيل اللاذعة تظهر في الدم (بتركيزات في بلازما الدم من نحو 7 إلى 17 ميكروغراماً لكل لتر)، بعد نحو 30 إلى 60 دقيقة من تناول شاي الزنجبيل. والكمية في تلك التجربة كانت لتراً واحداً من شاي الزنجبيل.
ومن المعروف أن «المركب اللاذع»، مركب الجنجرول Gingerol، يمارس تأثيره في «المذاق» عبر «مستقبل» يُسمى علمياً TRPV1. وهي قناة أيونية تقع على سطح الخلايا العصبية للتذوق في الفم، وتستجيب للمركبات اللاذعة من الفلفل الحار والزنجبيل. ولكن اللافت للنظر، أن خلايا الدم البيضاء تمتلك على سطحها أيضاً هذا المستقبل العصبي. ولذا حاول الباحثون معرفة نوعية تفاعل خلايا الدم البيضاء مع مركب الجنجرول في الزنجبيل، وكيف سيؤثر على نشاط هذه الخلايا المناعية.
وفي النتائج أفاد الباحثون أن حتى التركيز المنخفض جداً (الذي يقارب 15 ميكروغراماً من الجنجرول لكل لتر) كان كافياً لوضع هذه الخلايا المناعية في حالة تأهب قصوى. واستجابت هذه الخلايا لتحفيز المركب اللاذع للزنجبيل، بقوة أكبر بنحو 30 في المائة في التعامل مع العدوى الميكروبية.
وعلقت الدكتورة غابي أندرسن، الباحثة المشاركة، بالقول: «وهكذا، على الأقل في التجارب، فإن تركيزات منخفضة جداً من الزنجبيل كافية للتأثير على نشاط الخلايا المناعية عبر مستقبل TRPV1. وفي الدم، يمكن نظرياً تحقيق هذه التركيزات عن طريق تناول شاي الزنجبيل». وأضافت الدكتورة فيرونيكا سوموزا قائلة: «لذلك، تدعم نتائجنا الافتراض القائل إن تناول كميات شائعة من الزنجبيل قد يكون كافياً لتعديل الاستجابات الخلوية لجهاز المناعة. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها على المستويات الجزيئية والوبائية والطبية، التي يجب معالجتها بمساعدة البحوث الغذائية والصحية الحديثة». وهو ما يفتح الباب لمزيد من الدراسات التطبيقية لهذا التأثير الإيجابي المحتمل في الجسم البشري حال التعرّض للعدوى الميكروبية.

الزنجبيل لتخفيف آلام المفاصل وغثيان الحوامل

> رغم أن الغالب في تفضيل الكثيرين لتناول الزنجبيل (كإضافة إلى الطعام أو المشروبات الساخنة) هو البحث عن الشعور بالدفء في برد الشتاء وتقوية جهاز مناعة الجسم لمقاومة الميكروبات، فإنَّ أقوى التأثيرات الصحية للزنجبيل هي في جوانب تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف الشعور بالغثيان ومنع القيء وتسكين آلام المفاصل وخفض ضغط الدم وضبط نسبة السكر في الدم.
وضمن دراسة المراجعة العلمية للباحثين الأستراليين (التي تقدم ذكرها)، أفادوا أنه بمراجعة نتائج 24 دراسة مراجعة منهجية سابقة حول الزنجبيل وتأثيراته الصحية، ثمة أدلة علمية قوية على تأثيرات الزنجبيل المضادة للقيء عند النساء الحوامل. وكذلك القيء الناجم عن العلاج الكيميائي.
هذا وتنصح الكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد، بتناول الزنجبيل، كأحد العلاجات المنزلية الفاعلة والثابتة الجدوى في تخفيف مشكلة الغثيان والقيء لدى الحوامل. وتحديداً، يُشير الباحثون من جامعة ماريلاند إلى أن غراماً واحداً من الزنجبيل كافٍ خلال اليوم لتلك الغاية.
ولتخفيف الغثيان والقيء في حالات دوار غثيان الحركة «Motion Sickness»، يقول الباحثون من «مايو كلينك»: «ثمة عدد من الدراسات الطبية التي تشير إلى أن الزنجبيل أكثر فاعلية من معظم الأدوية المتوفرة لعلاج حالات (دوار غثيان الحركة). ومن هذه الدراسات ما تم على مجموعات من البحّارة، ومنها ما تم بالمقارنة ما بين الزنجبيل والعقاقير المستخدمة بشكل شائع لمعالجة مثل هذه الحالات».
وفي ميدان تأثيرات تسكين الألم، لاحظ الباحثون الأستراليون في مراجعتهم الحديثة أن الدراسات حول الزنجبيل شملت ثلاثة أنواع من الألم. وهي:
- آلام عسر طمث الحيض Dysmenorrhea، حيث كانت النتيجة الإجمالية دليلاً ثابتاً على وجود تأثير مُسكّن مفيد بمقدار متوسط إلى كبير. وأنه في هذا الجانب فعّال.
- آلام المفاصل المزمنة Osteoarthritis لدى كبار السن، وفيها قلل الزنجبيل بشكل ملحوظ من شدة الألم والإعاقة المرتبطة بالألم، مقارنة بالدواء الوهمي.
- آلام الصداع أو الصداع النصفي، حيث لم يجد التحليل العلمي أي تأثير ذي دلالة إحصائية للزنجبيل على استجابة العلاج مقارنة مع الدواء الوهمي.

الزنجبيل وأمراض القلب ومسبباتها
> وفق ما تشير إليه العديد من المصادر الطبية، يجدر عدم تجاوز تناول كمية 4 غرامات من الزنجبيل الطازج في اليوم الواحد، أي ما يعادل نحو غرام واحد من مسحوق الزنجبيل الجاف. وتزن ملعقة شاي من معجون الزنجبيل الطازج نحو 5 غرامات، بينما تزن ملعقة شاي من مسحوق الزنجبيل الجاف نحو غرامين.
ووفق ما تشير إليه العديد من المصادر الطبية، فإن المهم بالنسبة لمرضى القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، هو ثلاثة أمور، هي:
- ألا يتناول المرء الزنجبيل بديلاً لأي دواء علاجي، كالأسبرين أو دواء خفض الكولسترول أو خفض ضغط الدم، بدعوى أن الزنجبيل سيحقق الغاية نفسها.
- أن تكون كمية ما يتناوله المرء من الزنجبيل بشكل يومي كمية معتدلة، أي لا تزيد عن غرام واحد، أو نصف ملعقة شاي، من مسحوق الزنجبيل الجاف.
- أن يُخبر المريض طبيبه بأنه يتناول الزنجبيل بشكل يومي وكمية ذلك تقريباً.
وفي جانب سيولة الدم بالذات، هناك حالات مرضية تتطلب منع حصول تخثر الدم وتجلطه بسهولة في داخل الأوردة أو الشرايين، مما يتطلب تناول أنواع مختلفة من الأدوية لهذه الغاية. وتأثيرات الزنجبيل «المفترضة» على سيولة الدم تحصل عبر آليتين، الأولى هي إضعاف قدرة الصفائح الدموية للالتصاق على بعضها بعضاً عند تكوين خثرة التجلط الدموي. والآلية الثانية عبر إعاقة عمل المركبات الكيميائية التي تُوصف بـ«عوامل تكوين تخثر الدم». ولكنها بالجملة تأثيرات طفيفة، تتطلب عدم الإفراط في تناول الزنجبيل، وليس عدم تناول الزنجبيل بالمطلق.
وللتوضيح، تشير إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA إلى أن الزنجبيل من التوابل التي تم في بعض الدراسات الطبية ملاحظة أن له تأثيرات على قوة تخثر الدم، وبالتالي التسبب في زيادة سيولة الدم، وفي الوقت نفسه أشارت إلى أن دراسات أخرى لم تلاحظ أن للزنجبيل هذه التأثيرات على سيولة الدم. ولذا تنصح بضبط كمية الزنجبيل المتناولة من قبل عموم الناس، وعلى وجه الخصوص من قبل المرضى الذين يتناولون الأسبيرين أو الوارفرين أو أي أدوية أخرى لها علاقة بسيولة الدم، أو المرضى الذين سيذهبون لإجراء عمليات جراحية. كما تجدر ملاحظة أن تناول الزنجبيل ليس بديلاً لتناول الأدوية التي يصفها الطبيب لزيادة سيولة الدم أو لإعاقة التصاق الصفائح الدموية على بعضها بعضاً.


مقالات ذات صلة

من العصائر والشاي إلى الحقن... هل هناك أي فوائد لتطهير القولون؟

صحتك هل لتطهير القولون فوائد؟ (Science Photo Library)

من العصائر والشاي إلى الحقن... هل هناك أي فوائد لتطهير القولون؟

لطالما تم الترويج لتنظيف القولون بوصفه الحل لعدد لا يحصى من المشكلات الصحية، من التعب إلى فقدان الوزن وحتى مشكلات البشرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

اتخذت وكالة الأدوية الأوروبية أمس (الجمعة) قراراً برفض دواء لداء ألزهايمر في الاتحاد الأوروبي؛ لأنه غير آمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تطوير خلايا الدم يأتي وسط توقع حدوث نقص في الدم بالمرافق الطبية (رويترز)

اليابان: بدء التجارب على خلايا الدم الاصطناعية في مارس

من المقرر أن تبدأ في اليابان في شهر مارس المقبل دراسة سريرية لخلايا الدم الحمراء الاصطناعية التي يمكن تخزينها لعمليات نقل الدم في أوقات الطوارئ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق طفلة تضع الخوذة أثناء ركوبها الدراجة (رويترز)

من بينها ركوب الدراجة دون خوذة... 5 أنشطة صيفية لا يسمح أطباء الطوارئ لأطفالهم بها

عند المرح في الهواء الطلق، خصوصاً مع الصغار، من المؤكد أن الحوادث والإصابات تحدث أحياناً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

من العصائر والشاي إلى الحقن... هل هناك أي فوائد لتطهير القولون؟

هل لتطهير القولون فوائد؟ (Science Photo Library)
هل لتطهير القولون فوائد؟ (Science Photo Library)
TT

من العصائر والشاي إلى الحقن... هل هناك أي فوائد لتطهير القولون؟

هل لتطهير القولون فوائد؟ (Science Photo Library)
هل لتطهير القولون فوائد؟ (Science Photo Library)

لطالما تم الترويج لتنظيف القولون بوصفه الحل لعدد لا يحصى من المشكلات الصحية، من التعب إلى فقدان الوزن وحتى مشكلات البشرة.

ويرى ممارسو الطب البديل أن إعادة ضبط الأمعاء من شأنها «تطهير» الجسم، مما يوفر فوائد صحية كبيرة من مكافحة الأمراض إلى تقليل خطر الإصابة بالسرطان، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «تلغراف» البريطانية.

ويعدد ممارسو الطب البديل فوائد تنظيف القولون وفق التالي:

تعزيز جهاز المناعة

زيادة الطاقة

إزالة السموم

تحسين الحالة المزاجية

المساعدة في إنقاص الوزن

تخفيف الانتفاخ والتقلصات والغازات

تحسين وظائف الكبد

تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون

إذن ما هو الواقع؟

الحقيقة مختلفة إلى حد ما وفقاً لما نقل التقرير عن خبراء الصحة، فإن أجسامنا هي بحد ذاتها ممتازة لإزالة السموم، وما لم تكن تعاني من الإمساك و/ أو تحتاج إلى عناية طبية، فإن تطهير القولون لا يحقق الفوائد الصحية المثبتة التي يدعيها المؤيدون.

وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة ميغان روسي، اختصاصية التغذية ومؤسسة عيادة صحة الأمعاء في لندن إن «تطهير القولون هو اتجاه لا يوجد دليل علمي يدعمه، ويمكن أن تكون له أيضاً عواقب سلبية. من الواضح أن حركة الأمعاء المنتظمة مفيدة وصحية لقولوننا ولكن الحاجة إلى التطهير لفترات طويلة، من خلال حمية العصير أو القولون أو طرق أخرى، لا تدعمها العلوم».

ما هو غسل القولون؟

هناك نوعان من غسل القولون. النوع الأول، يغسل القولون بكمية كبيرة من السائل، تصل إلى 60 لتراً. يتم ذلك باستخدام أنبوب يوضع في المستقيم.

النوع الثاني يسمى الحقنة الشرجية التي تستخدم كمية صغيرة من السائل. تطهير القولون الذي يُجرى لإزالة السموم يستخدم أحياناً بقايا القهوة والمحاليل العشبية بدلاً من الماء.

أهمية صحة الأمعاء

وشرح الدكتور أبهيناف فيبا، وهو طبيب عام متخصص في إدارة الإجهاد والتغذية، أن «القولون مهم بشكل خاص لأنه موطن لميكروبيوم أمعائنا الذي يتكون مما يقدر بنحو 39 تريليون خلية ميكروبية».

والقولون هو آخر 1.5 متر من الجهاز الهضمي. إنه المكان الذي يتم فيه صنع البراز، وهو جزء مهم من الجهاز الهضمي، ويطلق عليه أيضاً الأمعاء الغليظة، وفق روسي.

الميكروبات الموجودة في أمعائنا تخلق مركبات كيميائية تسمى المواد النشطة بيولوجياً، وتتفاعل هذه المركبات مع الدماغ والأعضاء والجهاز المناعي. يقول الدكتور جيمس كينروس، جراح في إمبريال كوليدج، وعالم ميكروبيوم ومؤلف كتاب «المادة المظلمة: العلم الجديد للميكروبيوم»، إن الأمعاء «تشبه مركز القيادة والتحكم في نظام المناعة بأكمله».

لا يمكن للأمعاء غير المتوازنة أن تؤدي فقط إلى حالات صحية في الأمعاء، مثل متلازمة القولون العصبي والانتفاخ ومرض كرون، ولكنها أيضاً عامل رئيسي في العديد من الأسباب الرئيسية للأمراض.

وقالت روسي: «بالنظر إلى العلم، نعلم الآن أن الميكروبيوم غير المتوازن مرتبط بأكثر من 70 حالة مزمنة مختلفة».

ترتبط الأمعاء غير المتوازنة أيضاً بحالات المزاج والصحة العقلية - يتم إنتاج 70 في المائة من هرمون السعادة السيروتونين في الأمعاء.

لذا، فمن الصحيح أن صحة الجهاز الهضمي تلعب دوراً حيوياً في صحتنا الجسدية والعقلية والعاطفية. ولكن ماذا عن الادعاء بأن القولون يحتاج إلى التطهير من أجل صحة هضمية مثالية، استناداً إلى فرضية مفادها أن النفايات الهضمية يمكن أن تكون سامة للجسم.

ما هو تطهير القولون؟

تطهير القولون هو ممارسة موجودة منذ آلاف السنوات وهناك طريقتان رئيسيتان:

- الري القولوني - الذي يغسل القولون بالسوائل لإزالة الفضلات

- طرق طبيعية يمكنك القيام بها بنفسك - مثل شرب الماء والنظام الغذائي

وقالت روسي: «إذا كانت حركة الأمعاء منتظمة، فهذا هو كل ما تحتاجه من تطهير القولون المناسب. ومع ذلك، إذا كنت تعاني من الإمساك، فإنني أقترح أولاً تناول نظام غذائي غني بالألياف، والذي يغذي بكتيريا الأمعاء لدينا. تنتج هذه البكتيريا، من بين أشياء أخرى، مواد كيميائية تقوي بطانة الأمعاء».

وأوضحت أن جسمك لديه نظام «تنظيف» خاص به لتطهير الأمعاء، يسمى المجمع الحركي المهاجر (MMC). إنه جزء أساسي من أي جهاز هضمي صحي، وهو مصمم لتحريك المواد. من خلال دفع الطعام والجزيئات الأخرى عبر الأمعاء، يحافظ المجمع الحركي المهاجر على انتظامك ويساعد في منع أي عدوى، مثل فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.

طرق طبيعية لتطهير الأمعاء

الأطعمة الغنية بالألياف

تحفز الألياف تقلصات العضلات التي تحرك الطعام عبر القولون، وتزيل أي بقايا. إن تناول الكثير من الأطعمة النباتية والغنية بالألياف يحافظ على صحة بكتيريا الأمعاء.

الترطيب

تستخدم أمعاؤك الكثير من الماء - للتطهير والتزييت وامتصاص العناصر الغذائية. يمكنك تنظيم الهضم عن طريق شرب الكثير من الماء وتناول الأطعمة ذات المحتوى العالي من الماء. لقد ثبت أن شرب الماء الفاتر مفيد للهضم، على الرغم من الحاجة إلى المزيد من البحث.

الماء المالح

مرة أخرى هناك حاجة إلى المزيد من الأدلة، ولكن أظهرت دراسة أجريت عام 2010 أن شرب محلول ملحي فاتر على فترات منتظمة مع بعض وضعيات اليوغا، كان فعالاً في تطهير الأمعاء قبل تنظير القولون.

العصائر والصيام

يُروَّج للعديد منها على أنها تطهيرات رئيسية ويوصى بتناول السوائل فقط لبضعة أيام في كل مرة، ولكن مرة أخرى هناك القليل من الأدلة لدعم أي ادعاءات لتطهير القولون. يحذر معظم الخبراء الطبيين من التطهير بالعصير المقيد للغاية، حيث تشير الأبحاث إلى مخاطر صحية.

يمكن أن تكون عصائر الفاكهة النيئة قاسية على الكلى والكبد. إنها تشكل خطراً كبيراً على الأشخاص المصابين بأمراض مثل مرض السكري. تعد العصائر المخفوقة خياراً أفضل إذا كنت ترغب في تناول عصائر الفاكهة والخضراوات بهذه الطريقة، لأنها تحتفظ بكل الألياف والماء والعناصر الغذائية.

البروبيوتيك

وقالت روسي: «لقد حصلت على درجة الدكتوراه في البروبيوتيك والبريبايوتيك وأنا متحمس لتفنيد الكثير من الأساطير الموجودة هناك. في الأساس، لا يوجد بحث علمي يشير إلى أن تناول أي من منتجات البروبيوتيك الموجودة في السوق سيحسن صحة أمعائك العامة».

كما أشارت روسي إلى أن «البيانات الرصدية أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة المخمرة يبدو أنهم يتمتعون بصحة أمعائهم بشكل أفضل».

شاي الأعشاب

قد تساعد بعض الأنواع في تخفيف الإمساك وقد تساعد في صحة الجهاز الهضمي عبر القولون، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الأدلة. جرب شاي السنا والدردار الزلق والراوند. استشر الطبيب قبل تناول أي شاي طبي.