فرقاء ليبيا يتجاهلون دعوة بلينكن لتسريع الانتخابات المؤجلة

مباحثات إيطالية ـ ليبية في مجال مكافحة الاتجار بالمهاجرين وتهريب البشر

النائب العام الليبي (يسار) خلال لقائه مع رئيسي مجلس الدولة وديوان المحاسبة (مكتب النائب العام)
النائب العام الليبي (يسار) خلال لقائه مع رئيسي مجلس الدولة وديوان المحاسبة (مكتب النائب العام)
TT

فرقاء ليبيا يتجاهلون دعوة بلينكن لتسريع الانتخابات المؤجلة

النائب العام الليبي (يسار) خلال لقائه مع رئيسي مجلس الدولة وديوان المحاسبة (مكتب النائب العام)
النائب العام الليبي (يسار) خلال لقائه مع رئيسي مجلس الدولة وديوان المحاسبة (مكتب النائب العام)

تجاهلت مختلف الأطراف الليبية الفاعلة دعوة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى «ضرورة الإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية المؤجلة». ولم يصدر أي بيان من المجالس الثلاثة (الرئاسي والنواب والدولة) حيال تصريحات بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس، في العاصمة اليونانية أثينا، كما تجاهلتها حكومة الوحدة المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وقال بلينكن إنه يتفق مع الدعوات التي تطالب بإجراء الانتخابات الليبية «في أسرع وقت»، لأنها السبيل من أجل الحصول على «حكومة شرعية» تمنح البلاد الفرصة للمضي قدماً. فيما اعتبر رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، أن «قوة ليبيا تكمن في وحدتها». وقال خلال مشاركته في إحياء الذكرى المئوية لمعركة تاريخية ضد الاحتلال الإيطالي عام 1923 إن «ليبيا لا بد أن تكون واحدة وذات سيادة كاملة».
على صعيد غير متصل، أفادت وزارة الداخلية الإيطالية بأن وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي استقبل في العاصمة الإيطالية روما، أول من أمس، وفداً ليبياً ترأسه نظيره الليبي عماد مصطفى الطرابلسي، حيث ناقش الوزيران مسألة مكافحة الاتجار بالمهاجرين. ويعد هذا اللقاء أول اجتماع تشغيلي، غداة إعادة إطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين حول ملفي الهجرة والأمن، الذي أطلقه رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الداخلية في طرابلس، بمناسبة البعثة المشتركة في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وخلال الاجتماع جرى التأكيد على أهمية التوافق بين إيطاليا وليبيا، ومناقشة قضايا تهريب البشر، مع التركيز على التعاون بين قوات الشرطة الإيطالية والليبية في مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، وفقاً لموقع «ديكود 39» الإيطالي.
كما انعقد الاجتماع الأول لفريق العمل الإيطالي - الليبي حول الأمن والهجرة في روما لدى المدرسة العليا للشرطة، تحت رعاية وزير الداخلية ماتيو بينتيدوسي، ونظيره الليبي عماد الطرابلسي، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أهمية تفعيل التعاون حول الأمن بين البلدين الصديقين، خاصة في ملف مكافحة الهجرة غير النظامية وأمن الحدود. كما تحدث الطرابلسي عن تنفيذ «خطة عمل» تشمل 4 مراحل لوزارته لحماية الحدود والمدن الصحراوية، ومحاربة الاتجار بالبشر، ومكافحة تهريب المخدرات، والجريمة العابرة للحدود، والإرهاب.
إلى ذلك، شارك الدبيبة مساء أول من أمس، رفقة محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، في افتتاح مجمع مدرجات جديد مكتمل التجهيز بجامعة طرابلس. وأكد الدبيبة خلال هذه المناسبة «أهمية هذه المشاريع لطلبة الجامعات بمختلف المناطق الليبية». معتبراً هذا «المشروع باكورة عمل لمشاريع التعليم في البلاد». ومن جانبه، أوضح رئيس الجامعة، خالد عون، أنه تم استئناف العمل المتوقف بالمشروع منذ عام 2011 بعد زيارة الدبيبة وإعطائه تعليماته بضرورة استكماله.
في المقابل، تفقد رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، جامعة بنغازي، رفقة نائبيه الأول والثاني، وبعض أعضاء المجلس، حيث اطلع على سير أعمال الصيانة التي تشرف عليها لجنته لإعادة الإعمار والاستقرار. وحثّ صالح اللجنة على «بذل مزيد من الجهود للانتهاء من عمليات الصيانة لهذا الصرح التعليمي الكبير، بما يضمن توفير المناخ التعليمي للطلاب».
إلى ذلك، أقر مجلس النواب في جلسته الرسمية، التي استمرت لساعات متأخرة من مساء أول من أمس، مشروعي قانوني الرياضة والنقابات، وصوّت بالأغلبية على مشروع قرار تشكيل لجنة اعتماد استراتيجية الهجرة وآليات تنفيذها.
وطبقاً لما أعلنه الناطق باسم المجلس، عبد الله بليحق، فقد تم إحالة مشروع قرار إنشاء المرصد الليبي للهجرة لرئيس المجلس للاختصاص، لافتاً إلى تصويت الأغلبية على مشروع قانون بإضافة بعض الأحكام لقانون إنشاء هيئة الرقابة الإدارية.
في غضون ذلك، بحث النائب العام، الصديق الصور، مساء أول من أمس، بالعاصمة طرابلس مع رئيسي مجلس الدولة وديوان المحاسبة، التطورات المتعلقة بالبحوث التي يجريها مكتب النائب العام «إزاء واقعات الفساد، التي انطوت عليها تقارير فحص ومراجعة نشاط الجهات والمؤسسات الخاضعة لرقابة ديوان المحاسبة، بالإضافة الى المواضيع المتصلة بالنشاط التشريعي».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

السنوسي عديل القذافي... من السجن إلى فيلا رهن الإقامة الجبرية

السنوسي يلتقي خارج محبسه وفدا من قبيلته (المجلس الاجتماعي بسوق الجمعة والنواحي الأربعة)
السنوسي يلتقي خارج محبسه وفدا من قبيلته (المجلس الاجتماعي بسوق الجمعة والنواحي الأربعة)
TT

السنوسي عديل القذافي... من السجن إلى فيلا رهن الإقامة الجبرية

السنوسي يلتقي خارج محبسه وفدا من قبيلته (المجلس الاجتماعي بسوق الجمعة والنواحي الأربعة)
السنوسي يلتقي خارج محبسه وفدا من قبيلته (المجلس الاجتماعي بسوق الجمعة والنواحي الأربعة)

يوشك عبد الله السنوسي، رئيس جهاز الاستخبارات الليبية في نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، أن يودّع حياة السجن بمفهومه العام، لينتقل إلى مقر آخر أكثر خصوصية خارج أسواره، لكنه يظل تحت رقابة سجانيه.

واطمأن وفد من قبيلة المقارحة، التي ينتمي إليها السنوسي، على صحته خلال أول لقاء جمعهم به مساء الأربعاء منذ اعتقاله، ووضعه في سجن معيتيقة بطرابلس، لكنهم طالبوا بسرعة إطلاق سراحه.

السنوسي يلتقي خارج محبسه وفدا من قبيلته (المجلس الاجتماعي بسوق الجمعة والنواحي الأربعة)

والسنوسي (73 عاماً) واحد من أقوى رجال النظام السابق، وقد حكم عليه بالإعدام عام 2015 لاتهامه بقمع «ثورة 17 فبراير (شباط)» 2011. وفي نهاية عام 2019 برأته محكمة في العاصمة طرابلس مع آخرين من حكم مماثل في قضية «سجن أبو سليم»، غير أن المحكمة العليا نقضت الحكم قبل نحو عام، وأعادت المحاكمة بإسنادها لدائرة جنايات جديدة.

مطالب بسرعة الإفراج عن السنوسي

يقبع السنوسي في سجن معيتيقة تحت إشراف «قوة الردع»، برئاسة عبد الرؤوف كاره، التي منعته من المثول أمام القضاء 13 مرة متتالية، لكنها سمحت بمثوله مطلع العام الجاري أمام محكمة استئناف طرابلس، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، بعد سلسلة طويلة من تأجيل القضية.

وقال الشيخ هارون أرحومة، أحد أعيان قبيلة المقارحة، لـ«الشرق الأوسط»، اليوم (الخميس)، إن وفداً من القبيلة اطمأن على السنوسي، الذي يعاني من مرضي القلب وسرطان الكبد، مشيراً إلى أنه «تمت الموافقة على نقله من السجن إلى فيلا بسوق الجمعة بطرابلس، ونطالب بالإفراج عنه لأنه لم يرتكب جرماً».

المنفي مستقبلا وفد من قبيلة المقارحة (المجلس الرئاسي الليبي)

وأوضح الشيخ هارون أن الوفد الذي ضمّ 22 شخصاً من مشايخ ووجهاء المقارحة، التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، الأربعاء، وجددوا مطلبهم بـ«ضرورة الإسراع بالإفراج عن ولدنا عبد الله». وقال بهذا الخصوص: «هذا رابع اجتماع بالمنفي، وقد سبق أن رفعنا إليه جميع التقارير الطبية، التي تؤكد اعتلال صحة السنوسي». مبرزاً أن الوفد الذي التقى أيضاً مشايخ من سوق الجمعة «حصل على وعد من المنفي بإطلاق سراح السنوسي. ونتمنى تحقق ذلك في القريب العاجل»، وأضاف موضحاً: «لقد سمحوا بنقله إلى (حوش) فيلا في سوق الجمعة رهن الإقامة الجبرية، كي تتمكن ابنته سارة وأولادها وباقي الأسرة من الدرجة الأولى، بالإضافة إلى الأطباء، من زيارته».

وخلال مثوله أول مرة أمام محكمة استئناف طرابلس، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، وجهت له أكثر من 25 تهمة، من بينها قتل المتظاهرين خلال «ثورة 17 فبراير» عام 2011، بحسب محاميه أحمد نشاد، لكنه «نفاها جميعاً».

وأوضح المجلس الاجتماعي بـ«سوق الجمعة والنواحي الأربعة» أنه عقب الانتهاء من لقائه بوفد قبيلة المقارحة، تم التنسيق مع «جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة»، ونظمت زيارة للسنوسي بالتنسيق مع المجلس الرئاسي.

وكان المنفي قد التقى وفداً من أعيان وحكماء قبيلة المقارحة بمقر المجلس في العاصمة طرابلس، وأوضح المجلس أن الوفد أكد «الدور الكبير»، الذي يضطلع به المنفي تجاه ملف المصالحة، وأهميته للاستقرار على المستويات كافة، كما تطرق اللقاء للخطوات العملية المتخذة من قبل المجلس الرئاسي حول ملف السجناء السياسيين.

استهداف السنوسي

العقيد السنوسي هو زوج شقيقة صفية فركاش، الزوجة الثانية للقذافي، وكان ضمن الدائرة المقربة جداً منه طوال فترة حكمه، التي جاوزت 42 عاماً. ويدافع أنصار السنوسي عنه في مواجهة أي اتهامات توجه إليه، مشيرين إلى أنه «مستهدف لكونه شخصية مؤثرة في ليبيا سابقاً وراهناً».

السنوسي يلتقي خارج محبسه وفدا من قبيلته (المجلس الاجتماعي بسوق الجمعة والنواحي الأربعة)

وعلى مدار العام الماضي، أرجأت محكمة استئناف طرابلس محاكمة السنوسي ومنصور ضو، رئيس الحرس الخاص للقذافي، 13 مرة، إلى موعد آخر بسبب رفض ميليشيا «قوة الردع الخاصة»، التي تحتجز السنوسي في سجن معيتيقة بالعاصمة، مثوله أمام المحكمة.

وكانت وزيرة العدل بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، حليمة عبد الرحمن، قد أمرت في نهاية عام 2022 بالإفراج الصحي عن منصور ضو، لكن لم يُسمح له بمغادرة سجنه.

وضو، المودع بسجن مصراتة العسكري غرب ليبيا، كان آمراً لحرس القذافي برتبة عميد، وظل إلى جواره حتى اعتقل معه في 20 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011، لكنه نجا من القتل، ومنذ ذلك التاريخ وهو ينتظر تنفيذ حكم الإعدام بتهمة التنكيل بمتظاهري «ثورة 17 فبراير».

سيف الإسلام القذافي (أ.ب)

وكان الفريق الممثل لسيف الإسلام، نجل القذافي، انسحب من اجتماع «المصالحة الوطنية»، وأرجع ذلك لأسباب عدة، من بينها عدم الإفراج عن بعض رموز النظام السابق الذين لا يزالون بالسجن.