موافقة سعودية على إطار عمل لمنح حوافز توطين السلع والخدمات ذات الأولوية

مراقبة القطاع الصناعي لضمان إرساء قواعد المنافسة العادلة

السعودية تعمل على تعزيز حضور السلع والخدمات المحلية بما يعود بالأثر الإيجابي على الناتج المحلي (الشرق الأوسط)
السعودية تعمل على تعزيز حضور السلع والخدمات المحلية بما يعود بالأثر الإيجابي على الناتج المحلي (الشرق الأوسط)
TT

موافقة سعودية على إطار عمل لمنح حوافز توطين السلع والخدمات ذات الأولوية

السعودية تعمل على تعزيز حضور السلع والخدمات المحلية بما يعود بالأثر الإيجابي على الناتج المحلي (الشرق الأوسط)
السعودية تعمل على تعزيز حضور السلع والخدمات المحلية بما يعود بالأثر الإيجابي على الناتج المحلي (الشرق الأوسط)

وافقت الحكومة السعودية ممثلة في مجلس الوزراء، أمس (الثلاثاء)، برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، على إطار عمل لمنح حوافز توطين السلع والخدمات ذات الأولوية في الاستراتيجية الوطنية للتوطين.
وتشهد الحكومة تحركات لتعزيز توطين السلع والخدمات، حيث أعلنت هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، مؤخراً، عن تخفيض قيمة العقود عالية القيمة من 50 مليون ريال (13.3 مليون دولار) إلى 25 مليون ريال (6.6 مليون دولار)، وذلك تعظيماً للفائدة التنموية من الإنفاق الحكومي وتعزيزاً لفرص منشآت القطاع الخاص الأكثر مساهمةً في المحتوى المحلي.
وكشفت الهيئة في الفترة الماضية عن اشتراط إصدار شهادة المحتوى المحلي للمنشآت الكبيرة والمتوسطة والمصانع المستفيدة من القائمة الإلزامية، حيث تستهدف في الفترة الحالية 7 قطاعات متنوعة، المستلزمات الطبية، والبناء والتشييد، والمواد الكيميائية والأسمدة، والمعدات، واللوازم الشخصية والمنزلية والأثاث، ومستهلكات النظافة، بالإضافة إلى قطاع الأغذية والمنتجات الزراعية.
وقدمت الهيئة استثناء للمنشآت الصغيرة والمتناهية الصغر شريطة أن يتم تقديم شهادة حجم المنشأة الصادرة من الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، مؤكدةً أن إصدار شهادة المحتوى المحلي يعد شرطاً أساسياً للاستفادة من آلية القائمة الإلزامية في المنافسات الحكومية.
وبدأت الهيئة في وقت سابق في اشتراط شهادة المحتوى المحلي لقطاع الأدوية والمستحضرات الطبية، ونصت على أن تطبيق القرار الجديد سيتم على مراحل تبدأ من مايو (أيار) المقبل، وذلك للمرحلة الأولى من تطبيق الاشتراط التي تشمل المستلزمات الطبية والمواد الكيميائية والأثاث.
وتشمل المرحلة الثانية قطاعات البناء والتشييد ومستهلكات النظافة والمعدات واللوازم الشخصية والمنزلية، يبدأ تنفيذها في سبتمبر (أيلول) المقبل. أما المرحلة الثالثة، فستركز على الأغذية والمنتجات الزراعية، ويبدأ تنفيذها في فبراير (شباط) 2024.
وفي خطوة تعزز حضور المحتوى المحلي، طبقت الحكومة السعودية في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، ضوابط إعطاء الأفضلية للمحتوى المحلي والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في أعمال ومشتريات الشركات المملوكة بالكامل للدولة، أو أي من أجهزتها الحكومية، أو التي تمتلك فيها أكثر من 50 في المائة من رأسمالها.
وتتضمن الضوابط عدداً من الآليّات لتفضيل المحتوى المحلي والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في أعمال ومشتريات الشركات المشمولة بالقرار مثل قائمة المنتجات، وآلية التفضيل السعري للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وآلية التفضيل السعري للمنتج الوطني، وآلية وزن المحتوى المحلي في التقييم المالي.
وأكدت الهيئة حينها أنّ هذه الضوابط تهدف إلى تنمية المحتوى المحلي، وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة من النمو والتطور، لتنظم بدورها ورشات عمل لتأهيل موظفي إدارات المشتريات والمالية في الشركات المشمولة بالقرار لتأكيد جاهزية المنشآت لتفعيل الضوابط.
من جهة أخرى، وقَّعت وزارة الصناعة والثروة المعدنية والهيئة العامة للمنافسة اتفاقية لمشاركة البيانات، مدتها 3 أعوام، وذلك انطلاقاً من مبدأ تعزيز ثقافة مشاركة البيانات وبناء علاقة تكاملية بين الجهات الحكومية، من خلال تمكين الأخيرة من دراسة القطاع، وذلك في إطار جهود الهيئة الدائمة لمراقبة الأسواق وضمان إرساء قواعد المنافسة العادلة بها وإنفاذ النظام.
وتضمنت الاتفاقية مشاركة البيانات اللازمة لفهم التمركز للشركات حسب تصنيف المنتجات الصناعية في الترخيص الصادر من وزارة الصناعة والثروة المعدنية، بالإضافة إلى الاستفادة منها في إعداد الدراسات لسوق المنتجات الصناعية والعمل على تنفيذ توصياتها مع الجهات التنظيمية ذات العلاقة.
وأكد الطرفين أهمية التكامل والتعاون في عملية مشاركة أصول البيانات وضمان استخدامها في إطار من العدالة والنزاهة، والأمانة.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.