يخطط وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لإقالة مفوض عام الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي من منصبه إذا لم ينصع لأوامره وتوجيهاته، في ذروة خلاف حول إدارة المواجهة مع الفلسطينيين في القدس الشرقية.
واعترف عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب «القوة اليهودية» تسفيكا فوغل بأن رئيس حزبه (بن غفير) قد يطرد شبتاي من منصبه كرئيس للشرطة الإسرائيلية إذا لم «يلتزم بالأوامر».
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن فوغل قوله: «إذا لم يكن شبتاي مستعداً لقبول الأسلوب الجديد للحكومة الحالية، فقد لا يكون هناك خيار سوى فصله».
وهاجم فوغل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، قائلاً إنهما «يردان على الإرهاب بطريقة لا تختلف كثيراً عن تلك التي اتبعتها الحكومة السابقة». وأضاف أن «رؤساء الأجهزة الأمنية أسرى لنظرية أنه يجب الاحتماء من الإرهاب واحتواؤه».
وأكد ضرورة الانتقال للهجوم واستعادة الردع وإلا فسيكون الثمن أغلى وأثقل.
وتفاقم الخلاف بين بن غفير وشبتاي بعد عملية يوم الجمعة قبل الماضي، عندما هاجم فلسطيني في القدس مستوطنين في المدينة، وقتل اثنين منهم، فأمر بن غفير بمحاصرة بلدة العيساوية التي خرج منها المنفذ، ثم أمر بعملية «السور الواقي 2» في القدس، في إشارة إلى عملية «السور الواقي» التي نفذتها إسرائيل عام 2002 في الضفة الغربية، وكانت عبارة عن عملية اجتياح كبيرة واستمرت عدة أسابيع، استهدفت فيها القوات الإسرائيلية مراكز السلطة والمسلحين الفلسطينيين، وقتلت واعتقلت وخاضت مواجهات عنيفة في قلب المدن والمخيمات. لكن شبتاي رفض تنفيذ الاقتراحات لأسباب متعلقة بالوضع السياسي والأمني ولأسباب قانونية كذلك.
وأظهرت لقطات مصورة نقاشاً متوتراً بين بن غفير وشبتاي في موقع العملية في القدس. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن شبتاي لا تعجبه طريقة بن غفير ولا يحسن التعامل معه. وأكدت قناة «ريشت كان» أنه وقعت مواجهة حادة بين بن غفير وشبتاي، بعد أن رفض الأخير طلب الأول بفرض إغلاق تام على العيساوية.
وقال مسؤول في الشرطة الإسرائيلية كان حاضراً في اجتماع تقييم الوضع، الذي ترأسه بن غفير بحضور شبتاي: «كان متهوراً، بعدما طالبنا بالتفكير خارج الصندوق، وعندما أدرك أنه يمكن محاصرة العيساوية، ضرب على الطاولة وقال أطالب بـ(السور الواقي 2)».
وهاجم ضباط شرطة بن غفير وقالوا إنه يأخذ قراراته بدافع اللحظة ويسحب الخطط من جيبه، من دون أن يفهم ما هي العواقب.
لكن بن غفير أظهر لاحقاً أنه مصمم على تنفيذ خططه تجاه الفلسطينيين، بغض النظر عن موقف الشرطة، وأطلق حملة انتقامية واسعة في القدس، تم خلالها نصب حواجز وحصار مناطق وتنفيذ عمليات اعتقال وهدم، وهي حملة أثارت مخاوف الأجهزة الأمنية الأخرى التي انضمت للشرطة، وطالبت بوقف هذه الحملة فوراً.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن هذا المطلب طرح خلال اجتماع في مكتب نتنياهو حول الاستعدادات لشهر رمضان المبارك. وحذرت الدوائر الأمنية من تصعيد محتمل في الأحياء العربية بسبب الحملة.
وجاء ذلك بعدما تحدث رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار مع بن غفير، وحذره من أن حملته القمعية في القدس الشرقية رداً على الهجمات الأخيرة، من المرجح أن تحرض على المزيد من العنف.
وقال بار لبن غفير: «نشاطك يخلق شعوراً بالعقاب الجماعي. هذا يؤدي إلى تأجيج التوترات في القدس، وقد يتسبب في تصعيد واسع النطاق في هذا الوقت الحساس».
وبحسب ما ورد، رفض بن غفير تحذيرات بار، وأجاب بأن الأساليب التي استخدمها بار في الماضي لم تحقق الأمن.
والإجراءات التي اتخذها بن غفير حتى الآن، عطلت حياة نحو 10 آلاف من سكان القدس الشرقية، مع توقيف أو اعتقال 100 فلسطيني. بالإضافة إلى ذلك، تم توزيع 500 مخالفة وقوف سيارات أو مخالفات مرور، وهدم مجموعة من البيوت. وكان بن غفير يريد هدم المزيد من المنازل، لكن نتنياهو أوقفه من دون أن يطلب منه وقف حملته بشكل عام.
وفي رد أولي، دعت القوى الوطنية والإسلامية، والحراك الشبابي، ومجموعة من الأهالي وعشائر وسكان مخيم شعفاط وبلدة عناتا في القدس، إلى إضراب شامل، وإعلان العصيان المدني، الأحد.
وقال بيان مشترك إن هذه الخطوة تأتي رداً على جرائم الحكومة الإسرائيلية في القدس وجميع المناطق، خصوصاً الإجراءات الإجرامية والانتقامية من تنكيل وتعذيب وإذلال وقهر يومي على حاجز مخيم شعفاط.
وبينت أن الخطوات ستبدأ بدعوة العمال إلى عدم التوجه إلى أماكن عملهم في الداخل، ودعوة المواطنين إلى مقاطعة إسرائيل وعدم التعامل معها بشتى الطرق (المعاملات الرسمية، ودفع الفواتير والرسوم والضرائب، وبلدية الاحتلال) وإغلاق الطرق المؤدية إلى حاجز مخيم شعفاط ومدخل بلدة عناتا.
والدعوة لعصيان مدني عززت مخاوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن تتوسع العمليات خلال شهر رمضان في الضفة والقدس.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إنهم يعتبرون تصاعد العنف أمراً مفروغاً منه، بالنظر إلى فشل الجهود لتهدئة التوترات في القدس ومع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد تصعيداً للتوترات في الآونة الأخيرة.
بن غفير ماضٍ في معاندة الأجهزة الأمنية... ويلوّح بإقالة مفوض الشرطة
الأمن الإسرائيلي يطالب نتنياهو بوقف «حملة القمع» في القدس تجنباً لتصعيد في رمضان
بن غفير ماضٍ في معاندة الأجهزة الأمنية... ويلوّح بإقالة مفوض الشرطة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة