عدم اهتمام الطفل بـ«كلام الأم» مؤشر مبكر لتشخيص حالة التوحد

اختبار جديد لتتبع حركة العين أثناء المحادثة

عدم اهتمام الطفل بـ«كلام الأم» مؤشر مبكر لتشخيص حالة التوحد
TT

عدم اهتمام الطفل بـ«كلام الأم» مؤشر مبكر لتشخيص حالة التوحد

عدم اهتمام الطفل بـ«كلام الأم» مؤشر مبكر لتشخيص حالة التوحد

ربما تكون الطريقة التي يتحدث بها جميع البالغين بشكل تلقائي إلى الأطفال فعلاً مشتركاً بين البشر في مختلف الثقافات. وهي تعتمد بشكل أساسي على تلحين الكلمات بصوت عالي النبرة منغّم وأقرب للغناء منه إلى الحديث العادي.
وبطبيعة الحال؛ نظراً إلى أن الأم تلازم الطفل بشكل خاص تقريباً طوال الوقت؛ فقد أطلق العلماء مصطلح «كلام الأمهات (motherese)» على هذه الطريقة من الكلام.
وأشارت أحدث دراسة تناولت «طيف التوحد (autism)» إلى إمكانية استخدام تفاعل الأطفال مع هذه الطريقة من الكلام وسيلةً للتشخيص المبكر للإصابة بالمرض.

تشخيص التوحد
الدراسة؛ التي نشرت في مطلع فبراير (شباط) 2023 في النسخة الإلكترونية من مجلة «الرابطة الطبية الأميركية (JAMA Network Open)» لباحثين من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا - سان دييغو بالولايات المتحدة، أوضحت أن عدم اهتمام أو عدم تفاعل الطفل مع الأحاديث التي يغلب عليها «كلام الأمهات»؛ سواء في نطاق الأسرة وبشكل عام، ربما يكون علامة مبكرة على الإصابة بالتوحد، وذلك في الفئة العمرية من عمر عام وحتى 4 أعوام (أي الطفولة المبكرة «Toddlers»).
وأشارت إلى ضرورة تفاعل الطفل بشكل كاف مع محاولات الحديث أو اللعب معه أو تدليله، وإلى أن عدم التفاعل يعكس صورة مستقبلية لضعف مهارات التواصل الاجتماعي وعدم المقدرة على التكيف مع المجتمعات المختلفة، وهو الأمر الذي يتطلب محاولة علاجه وتغييره. وذكر الباحثون أنهم طوروا اختباراً معيناً لتتبع العين لتحديد مستوى اهتمام الطفل بالأحاديث المثارة حوله والتي تحمل الطابع المرح والملحن لمحاولة جذب انتباهه. ويرى الباحثون إمكانية تشخيص «اضطراب طيف التوحد (ASD)» من خلال هذه الاختبار.
من المعروف أن طريقة «كلام الأمهات» تثير انتباه الأطفال، وتعلمهم المفردات اللغوية المختلفة، وتطوِّر التفاعل العاطفي لديهم، عن طريق تحفيز القشرة المخية المسؤولة عن التعامل مع الأصوات المختلفة واللغة. وفي حالة الأطفال المصابين بالتوحد فإنهم لا يتفاعلون مع حديث الأم بالقدر نفسه من الاهتمام، وهو ما يؤثر بالسلب على اكتسابهم المهارات الاجتماعية لاحقاً.

اختبار تتبّع العين
هذا الاهتمام والتفاعل يمكن رصده مهما كان عمر الطفل صغيراً، حتى لو كان بمجرد حركة العين في رد الفعل. ولذلك عرض الباحثون صوراً متحركة على الأطفال الذين كانت أعمارهم تتراوح بين 12 و48 شهراً، واستخدموا «تتبع العين» لتقييم انتباههم. وكانت النتيجة أن بعض الأطفال الذين اهتموا بقدر أكبر بالمشاهد التي من دون أشخاص بدلاً من شخص يقول عبارات مرحة وبطريقة مثيرة، جرى تشخيصهم لاحقاً بـ«التوحد» بدقة تصل إلى 94 في المائة، وهي نسبة كبيرة جداً يمكن الاعتماد عليها.
أوضح الباحثون أن الاختبار الخاص بـ«تتبع العين (eye - tracking test)» مفيد بشكل خاص في العثور على مجموعة جديدة فرعية من الأطفال المصابين بالتوحد، وهم الذين يعانون من مشكلات تتعلق بالكلام أو عدم الاهتمام الكافي به والتفاعل معه؛ حيث إن هؤلاء الأطفال يصعب التعرف عليهم وتشخيصهم؛ لأن نحو 18 في المائة فقط من الأطفال المصابين بالتوحد بالفعل هم الذين فشلوا في «اختبارات تتبع العين»؛ بينما غالبية الأطفال المصابين اجتازوا الاختبار بالفعل.
أجرى الفريق البحثي التجربة على 653 طفلاً تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة و4 سنوات، وهؤلاء الأطفال كان بعضهم مصاباً بالفعل بمرض التوحد والبعض الآخر غير مصاب، وعُرضت مقاطع فيديو على جميع الأطفال. وكان أحد هذه المقاطع لسيدة تتحدث بطريقة «كلام الأمهات»، والمقطع الآخر كان إما مجرد تصوير لطريق سريعة مزدحمة، وإما مجرد فيلم بأشكال وأرقام مجردة مصحوباً بموسيقى إلكترونية فقط وليست لها دلالات معينة. ورُصدت حركة عيون الأطفال للحكم على تعلقهم بفيديو معين دون الآخر.
أظهرت النتيجة أن الأطفال الطبيعيين وغير المصابين قضوا نحو 80 في المائة من الوقت في مشاهدة الفيديو الذي تظهر فيه السيدة التي تتحدث بـ«لغة الأمهات»، بينما كان الأطفال الذين قضوا 30 في المائة فقط أو أقل من الوقت في التركيز مع السيدة هم المصابين بالفعل بـ«التوحد». وجرى التعرف عليهم فقط بتتبع حركة العين، كما حصل هؤلاء الأطفال المصابون على درجات أقل في اختبارات اللغة والمهارات الاجتماعية المختلفة.
وأشار العلماء إلى أنه حتى الأطفال المصابون بالحالة، لكن الذين ركزوا وقتاً أطول في متابعة الحديث الذي يغلب عليه طابع الأمومة، تمتعوا بمهارات اجتماعية ولغوية أفضل من أقرانهم الآخرين المصابين أيضاً، ولكن لم يهتموا بالقدر نفسه بالحديث.
أوضح الباحثون أن تتبع حركات العيون فيما يتعلق بالمحفزات السمعية والبصرية وليس فقط بالمحفزات البصرية، يجب أن يساعد في فهم طبيعة المرض ويمهد للعلاج؛ خصوصاً إذا حدث تدخل مبكر. ومع الوقت يمكن لتقنية «تتبع العين» مستقبلاً أن تصبح أكبر من مجرد وسيلة للكشف المبكر عن التوحد فقط؛ بل أيضاً تساعد في تحديد الأطفال الأكثر عرضة لخطر التأخر اللغوي ومشكلات الكلام بشكل خاص.
نصحت الدراسة الآباء بضرورة أن يقوموا بملاحظة سلوك أطفالهم في عمر مبكر بداية من عمر السنة، ويعرفوا حدود التصرفات الطبيعية وغير الطبيعية. وعلى سبيل المثال؛ يجب أن يلتفت نظر الأم إلى عدم تفاعل طفلها معها بشكل دائم (خصوصاً إذا كان سليماً من الناحية العضوية)؛ سواء كان هذا التفاعل محاولة مشاركة الحديث واللعب والضحك، وحتى مجرد التحديق في الأشياء الجديدة والمثيرة للاهتمام؛ بما فيها الأحاديث المختلفة من الأم أو التلفزيون أو البيئة المحيطة.
* استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

/////الرجاء عدم النشر... سيجدول لوقت لاحق /// تساعدك في بناء جسمك المثالي... تمارين منزلية للنساء

صحتك يأمَل جميع النساء في الحصول على جسم مثالي رشيق (رويترز)

/////الرجاء عدم النشر... سيجدول لوقت لاحق /// تساعدك في بناء جسمك المثالي... تمارين منزلية للنساء

يأمل جميع النساء في الحصول على جسم مثالي رشيق، إلا أن كثيرات منهن قد لا يمتلكن الوقت الكافي للذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية، في ظل الضغوط والمسؤوليات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سر السعادة في العمل التركيز على التقدم بدلاً من الكمال مما يؤدي إلى تحقيق قدر أكبر من الرضا (رويترز)

نصائح للتغلب على الهوس بتحقيق الكمال

نصحت الدكتورة في مركز جامعة بوسطن لدراسات الاضطرابات والقلق، إلين هندريكسن، بضرورة التمييز بين السعي إلى الكمال والشعور الدائم بعدم الرضا عن النفس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تحتوي بعض أنواع الأخشاب على تركيزات عالية من المركبات المضادة للميكروبات الطبيعية (أرشيفية - شبكة «إيه بي سي»)

هل الطهي بالملاعق الخشبية آمن لصحتنا؟ وهل تحبس البكتيريا؟

يختلف متابعون حول مدى صحة استخدام الملاعق الخشبية في الطهي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا مفيدة للأفراد في المناطق النائية أو ذات التحديات الاقتصادية.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

قال موقع «ساينس أليرت» إن دراسة حديثة خلصت إلى أن الفحوصات التي تُجرى للعيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

/////الرجاء عدم النشر... سيجدول لوقت لاحق /// تساعدك في بناء جسمك المثالي... تمارين منزلية للنساء

يأمَل جميع النساء في الحصول على جسم مثالي رشيق (رويترز)
يأمَل جميع النساء في الحصول على جسم مثالي رشيق (رويترز)
TT

/////الرجاء عدم النشر... سيجدول لوقت لاحق /// تساعدك في بناء جسمك المثالي... تمارين منزلية للنساء

يأمَل جميع النساء في الحصول على جسم مثالي رشيق (رويترز)
يأمَل جميع النساء في الحصول على جسم مثالي رشيق (رويترز)

يأمل جميع النساء في الحصول على جسم مثالي رشيق، إلا أن كثيرات منهن قد لا يمتلكن الوقت الكافي للذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية، في ظل الضغوط والمسؤوليات المنزلية.

إلا أن أولئك النساء ما زال بإمكانهن تحقيق الفوائد المبتغاة من التمارين، من خلال ممارستها بالمنزل.

تمارين منزلية سهلة التنفيذ تساعد في بناء جسم رشيق

ذكرت المدربة الشخصية الأميركية المعتمدة راشيل دي فوكس، لموقع «غود هاوس كيبينغ» المعني بالموضوعات الصحية، أن هناك عدة تمارين منزلية يمكن للنساء ممارستها للحصول على جسم مثالي.

ونصحت باختيار 6 من هذه التمارين، وممارستها 3 مرات يومياً، للحصول على أقصى فائدة.

تمارين للساقين والأرداف

- القرفصاء

تنشِّط تمارين القرفصاء العضلات التي تُعد الأكبر في الجسم ومن بين أقوى عضلاته، وهي عضلات الساقين والأرداف والوركين. ويسمح حجمها وقوتها بحرق سعرات حرارية أكبر.

وبالإضافة لتمارين القرفصاء العادية، نصحت دي فوكس بالقيام أيضاً بتمارين القرفصاء باستخدام الأوزان، حتى لو كانت هذه الأوزان هي عبارة عن زجاجة كبيرة من المنظفات يمكن حملها للحصول على بعض المقاومة الإضافية أثناء ممارسة التمرين.

- تمرين الجِسر

يعتمد هذا التمرين على الاستلقاء على الظهر مع ثني الركبتين، وإبقاء القدمين مستويتين على الأرض، ثم رفع البطن إلى أعلى في وضع يشبه الجسر.

وتنصح دي فوكس بالقيام بالتمرين اعتماداً على ساق واحدة فقط بعد ذلك، مشيرة إلى أن هذا الأمر فعَّال للغاية في تقوية الساقين والأرداف وعضلات الركبة أيضاً.

- تمارين «الستيب»

تُصنف تمارين «الستيب» على أنها من ضمن التمارين الهوائية، وتعتمد طريقة أدائها على القيام ببعض الخطوات، وتحريك الأقدام إلى الأمام والخلف، أو الصعود والنزول من على درج صغير أو صندوق، بشكل متكرر وسريع، بهدف رفع نبضات القلب إلى أقصى حد.

وتقول دي فوكس: «ابحثي عن صندوق متين أو مقعد أطفال قوي، لأداء تمارين (الستيب). هذه التمارين رائعة للحفاظ على توازن الجسم وبناء العضلات. ولمزيد من المقاومة، أمسكي بعض الأوزان أو زجاجات المنظفات على جانبي جسمك أثناء ممارسة هذه التمارين».

تنشِّط تمارين القرفصاء عضلات الساقين والأرداف والوركين (أ.ف.ب)

- القرفصاء الحائطي

يعتمد هذا التمرين على الثبات في وضع القرفصاء أثناء الارتكاز بظهرك على الحائط، والبقاء في هذا الوضع فترة.

وتقول دي فوكس إن «هذا التمرين الفعَّال والبسيط ينشِّط عضلات الأرداف وأوتار الركبة. جرِّبي القيام بهذا التمرين لمدة 30 ثانية، والراحة لمدة 30 ثانية، ثم كرريه من 3 إلى 4 مرات».

تمارين للبطن والذراعين

- تمارين الضغط

هي تمارين رائعة لكامل الجسم؛ حيث تعمل على تشغيل كل عضلة تقريباً، مع التركيز بشكل كبير على الجزء العلوي من الجسم؛ خصوصاً الذراعين والبطن.

- تمارين «البلانك»

تقول دي فوكس: «ربما يكون تمرين (البلانك) هو التمرين الأكثر فعالية لعضلات البطن، والذراعين أيضاً؛ بل إنه يفيد الجسم كله، ويتطلب قدراً كبيراً من الثبات في جميع أنحاء جسمك».

تمرين البطن العادي

للقيام بهذا التمرين، قومي بالاستلقاء على الأرض على ظهرك، مع ثني ركبتيك وتثبيت قدميك على الأرض، ثم تشبيك كلا اليدين خلف رأسك، ثم رفع الرأس والجزء العلوي من الجسم بعيداً عن الأرض بمسافة 15– 20 سنتيمتراً قبل الرجوع إلى وضع البداية.

للحصول على أقصى استفادة ينبغي تكرار هذا التمرين من 10 إلى 12 مرة.

تمارين لشد الجسم بالكامل

- تمارين بوربي Burpees

تدمج هذه التمارين بين الضغط والقرفصاء والوقوف والقفز؛ حيث يقوم الشخص بهذه التمارين الأربعة بشكل متتالٍ وسريع جداً، وهي مثالية لرفع معدل ضربات القلب.

وتنصح دي فوكس بتكرار هذا التمرين من 4 إلى 8 مرات للحصول على أفضل نتيجة.

- تمرين «سوبرمان»

للقيام بهذا التمرين، ينبغي على النساء أن يقمن بالاستلقاء على الأرض على بطونهن، مع فرد الساق لأقصى درجة، ومد اليدين إلى الأمام وفردها لأقصى درجة، ثم رفع كلتا القدمين واليدين لبضعة سنتيمترات عن الأرض، والبقاء في هذا الوضع أطول مدة ممكنة.

- «نط الحبل»

تقول دي فوكس: «يعمل هذا التمرين الشامل للجسم على تعزيز قوة القلب والأوعية الدموية، وشد الجسم كله، والحفاظ على اللياقة في أحسن صورة ممكنة».

هناك عدة تمارين منزلية يمكن للنساء ممارستها للحصول على جسم مثالي (رويترز)

نصائح وتحذيرات قبل ممارسة التمارين المنزلية

- ممارسة التمارين لمدة 30 دقيقة يومياً

ينصح خبراء الصحة النساء بممارسة التمارين المعتدلة يومياً، لمدة لا تقل عن 30 دقيقة، للحصول على أفضل نتائج وأقصى استفادة.

- شرب كمية كافية من الماء

ينبغي على النساء شرب قدرٍ كافٍ من الماء قبل ممارسة التمارين الرياضية وأثناءها وبعدها.

ويساعد الماء في الحفاظ على نشاط ونضارة الجسم وتنظيم درجة حرارته، بالإضافة إلى الحفاظ على مرونة المفاصل.

- التأكد من أن مساحة التمرين خالية من أي عقبات

ينبغي التأكد من أن مساحة التمرين خالية من أي عقبات أو عوائق -مثل لعب الأطفال- تجنباً للتعثر والسقوط أو إيذاء النفس.