بينما قدرت الأمم المتحدة عدد المتضررين من الزلزال المدمر في سوريا بنحو 9 ملايين شخص، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، نداءً طارئاً لجمع نحو 400 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا على مدى ثلاثة أشهر. وقال لصحافيين «اليوم أُعلن أن الأمم المتحدة تُطلق نداءً إنسانياً لجمع 397 مليون دولار للسكان الذين وقعوا ضحايا الزلزال الذي اجتاح سوريا. ستغطّي المساعدات فترة ثلاثة أشهر»، لافتاً إلى أن المنظمة تعمل على إطلاق نداء مماثل للتبرع لضحايا الزلزال في تركيا.
إلى ذلك، دخلت، في وقت سابق اليوم، أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة عبر معبر باب السلامة الحدودي بين تركيا ومناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سوريا، وفق ما أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية عند النقطة الحدودية.
وهذه أول مرة تُدخل فيها الأمم المتحدة مساعدات عبر باب السلامة، منذ توقفها عن استخدامه عام 2020، جراء ضغط روسي على مجلس الأمن الدولي، أدى إلى تعديل آلية إيصال المساعدات عبر الحدود.
وتضم القافلة المقدمّة من المنظمة الدولية للهجرة 11 شاحنة مساعدات استجابة لاحتياجات المنطقة المتضررة بشدة من الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا ومركزه في تركيا المجاورة، متسبباً في مقتل أكثر من 35 ألف شخص في البلدين، أكثر من 3600 منهم في سوريا.
وقال بول ديلون، المتحدّث باسم المنظمة لوكالة الصحافة الفرنسية في جنيف، إن الشاحنات تحمل «مساعدات إنسانية أساسية، بما في ذلك مستلزمات إيواء وفرش وبطانيات وسجاد».
ويربط معبر باب السلامة تركيا بشمال محافظة حلب، حيث يقطن 1.1 مليون شخص في مناطق تحت سيطرة فصائل سورية موالية لأنقرة. وهو معبر تجاري وعسكري تستخدمه تركيا والفصائل الموالية لها.
وتعد المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية في شمال حلب ومحافظة إدلب (شمال غربي)، حيث يقيم قرابة ثلاثة ملايين شخص تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى أقلّ نفوذاً، من أكثر المناطق تضرراً بالزلزال المدمر.
ووجهت منظمات إغاثية محلية وناشطون معارضون في الأيام الأولى بعد الزلزال انتقادات إلى الأمم المتحدة لتأخرها في إرسال قوافل مساعدات إغاثية وإنسانية استجابة للكارثة التي فاقمت معاناة السكان، الذين يعانون أساساً من ظروف معيشية معدمة بعد سنوات الحرب الطويلة.
ومنذ عام 2014، اعتمدت الأمم المتحدة أربعة معابر حدودية لإدخال مساعدات إنسانية عبر الحدود من دون موافقة الحكومة السورية. لكن تحت ضغط مارسته موسكو، أبرز داعمي دمشق في مجلس الأمن الدولي، تمّ تقليص عددها تماماً، لتقتصر على معبر باب الهوى في إدلب منذ عام 2020.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين أنه سيتم إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب السلامة وكذلك معبر الراعي المجاور، لتسهيل إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة بفعل الزلزال. ودخلت عشرات الشاحنات إلى مناطق الشمال السوري عبر معبر باب الهوى في الأيام القليلة الماضية.