وفد وزاري لبناني إلى دمشق اليوم لمساندة سوريا «في ظرفها العصيب»

TT

وفد وزاري لبناني إلى دمشق اليوم لمساندة سوريا «في ظرفها العصيب»

ينتظر أن يتوجه اليوم وفد وزاري لبناني إلى دمشق لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين تتناول الشؤون الإنسانية، وتداعيات الزلزال المدمّر الذي وقع في عدة مناطق في شمال غربي سوريا، والإمكانات اللبنانية المتاحة للمساعدة في مجال الإغاثة.
ويضم الوفد وزراء الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والأشغال العامة والنقل علي حمية، والشؤون الاجتماعية هكتور حجار، والزراعة عباس الحاج حسن، والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، ومدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف حلو.
وتم اتخاذ قرار بإرسال الوفد الذي يضم وزراء من الائتلاف الحكومي الذي يضم وزراء يمثلون حركة «أمل» و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، للتعبير عن الوقوف إلى جانب سوريا في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها، كخطوة تكاملية مع البعثة اللبنانية التي تقرر إيفادها للمساعدة في عمليات الإغاثة الإنسانية، وكذلك مع قرار وزارة الأشغال العامة والنقل بفتح المرافق الجوية والبحرية اللبنانية أمام الشركات والهيئات التي تنقل المساعدات إلى سوريا.
وكان مجلس الوزراء اللبناني قد اتخذ قراراً بتكليف وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية بالتواصل مع السلطات السورية، ووضع جُل الإمكانات المتاحة لأجل المساعدة الإنسانية في عمليات البحث والإنقاذ... وغيرها.
وفي سياق تلك المواقف، أجرى الرئيس اللبناني السابق ميشال عون اتصالاً هاتفياً بالرئيس السوري بشار الأسد، وقدّم له التعازي في ضحايا الزلزال، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، والنجاح في إنقاذ المفقودين، وأعرب عن التضامن مع الشعب السوري في محنته.
ودعا عون المجتمع الدولي، وبشكل خاص الدول العربية، إلى تجاوز كل الاعتبارات والمواقف السياسية، والمسارعة إلى نجدة الشعب السوري لا سيما في الأماكن المنكوبة والمساهمة في أعمال الإنقاذ. وأعرب المفتي اللبناني الشيخ عبد اللطيف دريان عن «ألمه وحزنه الشديدين من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وأسفر عن وقوع آلاف القتلى والجرحى». وأكد تضامن دار الفتوى «مع أسر الضحايا والمصابين من الأشقاء السوريين والأتراك في هذه الكارثة الأليمة التي أصابت أيضاً الإنسانية جمعاء». وبتوجيه من المفتي دريان دعت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية جميع أئمة وخطباء المساجد في لبنان إلى إقامة صلاة الغائب عن أرواح الضحايا.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد عقد أمس سلسلة اجتماعات ولقاءات مع وزراء وسياسيين أعربوا عن تضامنهم مع الشعب السوري في الكارثة التي تعرض لها. وشدد النائب طوني فرنجية على «أهمية وقوف لبنان إلى جانب تركيا وسوريا بعد الزلزال الكارثي الذي ضربهما، لا سيما إلى جانب الدولة السورية التي لا بد من أن تتعامل مختلف الدول مع الفاجعة التي ألمَّت بها بمنظور إنساني حفاظاً على أرواح الناس وحقهم في الحياة».
كما عقد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض اجتماعاً لتنسيق استجابة القطاع الصحي للكوارث الزلزالية والأزمات. وضم الاجتماع رؤساء الدوائر المعنية في وزارة الصحة، ونقابة المستشفيات الخاصة، ونقابة الممرضين والممرضات، والصليب الأحمر اللبناني، وممثلي المنظمات الدولية التي تُعنى بالقطاع الصحي، وممثل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
كما اجتمع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بنائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية عمران رضا، في حضور رؤساء المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليونيسيف، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وممثلة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، وجرى استعراض حجم الدمار والخسائر الفادحة التي لحقت بسوريا جراء الزلزال المدمّر، وضرورة مسارعة المجتمع الدولي لمد يد العون والمساعدة لإغاثة المنكوبين والتخفيف من وطأة الكارثة. وأكد الوزير بو حبيب استعداد لبنان لتقديم المساعدة لتسهيل عمل المنظمات الدولية، ولمرور قوافل الإغاثة، بما يخفف من معاناة الجرحى والمصابين والمنكوبين في سوريا.
واتصل وزير الإعلام زياد المكاري بنظيره السوري الدكتور بطرس الحلاق، والقائم بالأعمال في السفارة السورية علي دغمان، معزياً في ضحايا الزلزال. وأبدى المكاري خلال الاتصال «استعداد لبنان لمد يد العون والمساعدة في جميع المجالات، لدعم الأشقاء السوريين في مواجهة تداعيات هذه المحنة».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.