القاهرة وبوخارست لتعزيز التعاون في مجال الطاقة

السيسي خلال استقبال رئيس وزراء رومانيا (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال استقبال رئيس وزراء رومانيا (الرئاسة المصرية)
TT

القاهرة وبوخارست لتعزيز التعاون في مجال الطاقة

السيسي خلال استقبال رئيس وزراء رومانيا (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال استقبال رئيس وزراء رومانيا (الرئاسة المصرية)

تُعزز مصر ورومانيا من تعاونهما في مجال الطاقة، حيث استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الأحد) في القاهرة، رئيس وزراء رومانيا نيكولاي تشويكا، في حضور رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري.
ووفق إفادة للمتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، أحمد فهمي، فإن الرئيس السيسي رحب بزيارة رئيس الوزراء الروماني لمصر، وطالب بنقل التحيات والتقدير إلى الرئيس كلاوس يوهانس، مشيداً بالعلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين التي مر على تدشينها 117 عاماً.
وأعرب السيسي عن التطلع لتعزيز التعاون الثنائي في ضوء الخطوات الإيجابية البناءة بين الدولتين خلال السنوات الأخيرة، التي عبر عنها تبادل الزيارات رفيعة المستوى، وعلى رأسها زيارته إلى بوخارست في يونيو (حزيران) 2019، ثم زيارة الرئيس الروماني إلى مصر في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، فضلاً عن مشاركة الرئيس الروماني في القمة العالمية للمناخ التي عقدت بشرم الشيخ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.
من جانبه، نقل رئيس الوزراء الروماني إلى الرئيس المصري تحيات وتقدير الرئيس الروماني، مؤكداً «الحرص على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين في ضوء دور مصر المحوري في إرساء دعائم الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، وكذلك التطلع إلى تطوير وتعزيز علاقات رومانيا مع مصر في جميع المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية، إلى جانب تبادل الخبرات وتشجيع الاستثمارات المشتركة في القطاعات ذات الميزة التنافسية في كل من مصر ورومانيا».
وبحسب «الرئاسة المصرية» فقد «تم التوافق خلال اللقاء على أهمية عقد الدورة القادمة للجنة المشتركة بين البلدين في أقرب وقت، كما تم التباحث بشأن التعاون في مجال الطاقة بمختلف أنواعها، في ضوء حرص البلدين على تنويع وتأمين مصادرهما من الطاقة، لا سيما في ضوء الأزمة الروسية الأوكرانية، وما فرضته من تحديات عالمية في هذا الصدد».
وأضاف المتحدث الرئاسي المصري أن «اللقاء تناول أيضاً عدداً من القضايا الإقليمية، على رأسها القضية الفلسطينية والجهود المصرية لتحقيق التهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، حيث تم التوافق على أهمية تكثيف الجهود لإيجاد حل عادل وشامل وفقاً لمقررات الشرعية الدولية».
وتطرق اللقاء كذلك إلى مناقشة تطورات الأزمة الروسية - الأوكرانية وتداعياتها السياسية والاقتصادية والإنسانية على مستوى العالم. وفي ذلك الإطار أعرب الرئيس المصري عن «تقدير مصر لاستقبال رومانيا للدارسين المصريين الذين أجبروا على مغادرة أوكرانيا، وتسهيل عودتهم إلى بلادهم».
في سياق آخر، استقبل السيسي (الأحد) أعضاء الأمانة العامة الجديدة لاتحاد الصحافيين العرب، برئاسة رئيس الاتحاد ونقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي، وبحضور رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر كرم جبر، ونقيب الصحافيين المصريين والرئيس الشرفي لاتحاد الصحافيين العرب ضياء رشوان.
وذكر متحدث الرئاسة المصرية أن «اللقاء شهد حواراً مفتوحاً مع الرئيس السيسي بشأن سبل تعزيز الدور الحيوي للصحافة العربية».
وقال السيسي إن «الصحافة عموماً والعربية على وجه الخصوص تواجه أوضاعاً جديدة فرضها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع للغاية، الأمر الذي يستلزم مواصلة الصحافة تحديث دورها باستمرار والتوازن بين مقتضيات المنافسة من جانب، والعمق والموضوعية في الطرح اللذين يميزان العمل الصحافي على الجانب الآخر، وعلى النحو الذي يسهم في بلورة رؤى جادة و(فعالة) للتعامل مع التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية، وعلى رأسها تحقيق السلم والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة»، مؤكداً أن «الكلمة مسؤولية وأمانة كبيرة لتأثيرها في تشكيل الوعي العام والعقل الجمعي للشعوب».
ووفق المتحدث الرئاسي المصري فقد «تطرق اللقاء إلى الأوجه المتعددة للعمل العربي المشترك والتحديات التي تواجهه، وما شهدته الدول العربية خلال السنوات الأخيرة من تحديات غير مسبوقة هددت الدولة الوطنية ذاتها، ككيان وطني جامع للشعب يوفر له الأمن وسبل العيش والحياة».
وأكد السيسي أن «موقف مصر ثابت بشأن القضايا العربية، من إعلاء للتضامن العربي، وترسيخ المؤسسات الوطنية، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مع الحرص الدائم على حسن الجوار وتعزيز روابط الإخاء والمحبة بين الشعوب العربية». وأشار السيسي إلى «أهمية العمل العربي الجماعي في التعامل مع الأزمات القائمة، ودفع جهود التسوية السلمية لها، بما يحقق المصالح العليا للشعوب العربية ويحافظ على مقدراتها، لا سيما في هذا التوقيت الدقيق الذي يمر به النظام الدولي».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)

أطلق رئيس وزراء السودان السابق، عبد الله حمدوك، تحذيراً من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في تسعينات القرن الماضي، مرجعاً ذلك إلى تعدد الجيوش وأمراء الحرب، وتحشيد وتجنيد المدنيين، وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي.

وأعرب حمدوك الذي يرأس تحالف «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات عديدة تصبح بؤراً جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.

وقالت «تنسيقية تقدم» في بيان، إن حمدوك شارك في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر (تشرين الثاني) في اجتماع مجلس «مؤسسة مو إبراهيم» التي تعنى بالحكم الرشيد في أفريقيا، وتسلط الضوء على نماذج لقيادات ناجحة، ومجلس «مؤسسة أفريقيا وأوروبا»، وهو منتدى مستقل يعنى بالتعاون بين الجانبين تأسس عام 2020. وحضر الاجتماع عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب قيادة الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.

تحذير من موجة نزوح الى أوروبا

وقال حمدوك إن الحرب تسببت في قتل أكثر من 150 ألف مواطن، وتشريد 12 مليوناً، نزوحاً ولجوءاً، وتدمير قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية والقطاعات الإنتاجية. وأضاف: «إن الكارثة الإنسانية الكبرى ما يتعرض له المدنيون من أهوال ومخاطر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، في مقابل القصور البين من المجتمع الدولي والأمم المتحدة».

الدكتور عبد الله حمدوك خلال ندوة في لندن الأربعاء 30 أكتوبر (موقع «تقدم» على فيسبوك)

وحذر رئيس الوزراء السابق، من أن استمرار الأوضاع كما هي عليه الآن، سيفاجئ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، وعلى أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط.

وطالب حمدوك المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين، عبر تفعيل قرار الجمعية العمومية المعني بمبدأ مسؤولية الحماية.

وكرر دعوته إلى إنشاء مناطق آمنة، ونشر قوات حماية، والبدء في عملية إنسانية موسعة عبر دول الجوار وخطوط المواجهة كافة دون عوائق، ومحاسبة من يعوقون العون الإنساني المنقذ للحياة.

وطالب مجدداً بفرض حظر الطيران الحربي فوق كل السودان، من أجل حماية المدنيين العزل من القصف الجوي، بما في ذلك المسيّرات.

وقالت «تنسيقية تقدم» في البيان إن المشاركين في الاجتماعات أبدوا اهتماماً وتوافقوا على ضرورة التحرك العاجل لوقف الحرب في السودان.

وذكر البيان أن حمدوك التقى على هامش الاجتماعات بالممثل السامي للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، جوزيف بوريل، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.

تجدد المعارك

ودارت اشتباكات عنيفة الجمعة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منطقة الحلفايا شمال مدينة الخرطوم بحري، استخدما فيها المدفعية الثقيلة والمسيّرات، وهز دوي الانفجارات القوية ضواحي مدن العاصمة الخرطوم.

آثار الدمار في العاصمة السودانية جراء الحرب (د.ب.أ)

وقال سكان في بحري إنهم «شاهدوا تصاعد أعمدة الدخان في سماء المنطقة، مع سماع أصوات الأسلحة الثقيلة وتحليق مكثف لطيران الجيش».

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الجيش نفذت فجر الجمعة هجوماً واسعاً على دفاعات «قوات الدعم السريع» في منطقة السامراب.

في المقابل، قالت «الدعم السريع» إنها شنت هجوماً مباغتاً على قوات الجيش المتمركزة في محور الحلفايا، ودمرت عدداً من السيارات القتالية.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، تمكن الجيش السوداني من عبور جسر الحلفايا الذي يربط بين مدينتي أم درمان وبحري، والوصول إلى عمق المناطق التي كانت تسيطر عليها «الدعم السريع».

من جهة ثانية، قالت كتلة منظمات المجتمع المدني بدارفور إن الطيران الحربي للجيش السوداني قصف مدينة الكومة شمال غربي الإقليم بـ6 صواريخ استهدف مدرسة لإيواء النازحين، أسفر عن مقتل عدد من الأطفال وتدمير مصدر المياه، وعدد من المنازل السكنية.

واستنكر التجمع في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه تكرار القصف الجوي الذي يستهدف المدنيين، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ التدابير كافة لحظر الطيران الحربي.