توم هانكس: تجربة العيش في حياة محدودة وضيّقة «مُحزنة حقاً»

النجم توم هانكس (إ.ب.أ)
النجم توم هانكس (إ.ب.أ)
TT

توم هانكس: تجربة العيش في حياة محدودة وضيّقة «مُحزنة حقاً»

النجم توم هانكس (إ.ب.أ)
النجم توم هانكس (إ.ب.أ)

يجسد النجم توم هانكس، دور البطولة في فيلمه الجديد، «A Man Called Otto» (رجل اسمه أوتو)، وهو عمل كوميدي درامي أميركي، تم طرحه بدور العرض في مستهل العام الحالي.
وفي سياق أحداث الفيلم، نرى أن الجميع يزعج أوتو. فقد اجتمع جيرانه وأصدقاؤه القدامى، وحتى ساعي الطرود، على تدمير قواعده ولوائحه ضيقة الأفق.
وقد انسحب أوتو إلى حد كبير من المجتمع حوله، حيث إنه لا يظهر إلا للتنفيس عن شكواه البسيطة، والدخول في نقاشات غير ضرورية مع أولئك الموجودين في محيطه المباشر.
وفي أحدث أفلامه، يعتمد هانكس، الممثل والمنتج الأميركي (66 عاماً)، على مادة روائية للكاتب السويدي، فريدريك باكمان، وهي كتاب «إيه مان كولد أوف» من إنتاج عام 2012. وبعد 3 أعوام من طرح الكتاب، تم إنتاج فيلم سويدي مقتبس من الرواية نفسها ويحمل اسمها نفسه، للمخرج السويدي المعروف هانيس هولم (60 عاماً).
وعن مشاهدته للفيلم السويدي مع زوجته، وهي الممثلة الأميركية ريتا ويلسون، قال هانكس لوكالة الأنباء الألمانية: «كنا نشاهده معاً... كنت أفكر في ذلك، وقد قالت هي ذلك بالفعل، وهو أن هذا فيلم مهم، ويجب أن يتم إنتاجه في أميركا الآن».
وسرعان ما قام المؤلف الأميركي ديفيد ماجي، وهو كاتب سيناريو فيلم «Life Of Pi» (حياة باي) الشهير في عام 2012، بتعديل النص، وتم لاحقاً تكليف المخرج الألماني السويسري الشهير، مارك فورستر (53 عاماً)، مخرج فيلم «Quantum Of Solace» (كم من العزاء)، بإخراجه.
وتدور قصة الفيلم حول حي في أميركا الشمالية، في مكان ما يوجد على أطراف مدينة لم تتم تسميتها ضمن أحداث الفيلم. ويتعلق الأمر بالجيران والوافدين الجدد، وعن علاقاتنا مع الآخرين من حولنا.
وفي هذه الأثناء، يحاول أوتو الحفاظ على النظام في العالم، حيث أحياناً ما يكون ذلك بسخرية، وغالباً ما يكون بعدوانية، وغالباً ما يكون منزعجاً، وحتى في مواجهة اللطف والتعاطف من جانب إخوانه من البشر.
ثم تأتي شابة مرحة تدعى ماريسول - التي تجسد دورها الممثلة المكسيكية ماريانا تريفينيو (45 عاماً) - حيث تصل مع عائلتها إلى عالم أوتو، وسرعان ما تقلب حياته رأساً على عقب. وفجأة يجد أوتو نفسه جليساً للأطفال رغماً عنه، ويواجه حسن الجوار العام. حتى إن هناك قطاً ضالاً يفرض وجوده في حياة أوتو.
ولكن ما يجعل هذا الفيلم مختلفاً، هو أن الحبكة الدرامية لا تلتزم بالتجسيد الكوميدي لرجل عجوز عنيد اضطر إلى العودة إلى القيم العائلية القديمة الجيدة بسبب الظروف.
ويعاني أوتو كثيراً. ومع وفاة زوجته الحبيبة، ينتهي الفرح في حياته، ونتعرف على ذلك من خلال مشاهد ارتجاعية «فلاش باك» يسترجعها أوتو من ذكرياته الماضية. ويحرص أوتو على زيارة المقابر بشكل متكرر، ويأخذ وقتاً في تذكر وشرح ما يحدث في حياته.
وعندما يحتاج إلى مساعدة نفسه، تذكره جارته الجديدة ماريسول، أنه على عكس معتقداته، لا يمكن لأحد أن يقوم بكل شيء بمفرده.
ويرى هانكس نفسه أنها رسالة رئيسية تتعلق بعقلية ماريسول، حيث يقول: «بالتأكيد، لديك الحق في هذا النوع من الخصوصية». ويضيف: «ولكن إذا لم تفتح حياتك للتأثيرات والتجارب، وحتى الإلهام الذي ستحصل عليه من شخص آخر، فستكون حياتك محدودة وضيقة جداً. أعتقد أن تجربة أن يعيش المرء حياة ضيقة محزنة حقاً».
ويقول هانكس عن شخصيته في الفيلم، إن كثيراً من كبار السن يرتكبون خطأ باعتقادهم أن الأقل هو الأفضل. ويوضح أنه «في النهاية يبدأ المرء يعيش حداً أدنى من الحياة تتضاءل فيه حياته بالفعل».
ويضيف هانكس أن الممثل يريد في هذا الفيلم أن يرسم خطاً تحت مزايا العمل الجماعي، مؤكداً أن «روح الجماعة تمثل الفرق بين السعادة والوحدة».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

الموسيقى تُساعد مرضى «ألزهايمر» على التذكُّر

الاستماع إلى الموسيقى يُنشّط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة (بيكسلز)
الاستماع إلى الموسيقى يُنشّط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة (بيكسلز)
TT

الموسيقى تُساعد مرضى «ألزهايمر» على التذكُّر

الاستماع إلى الموسيقى يُنشّط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة (بيكسلز)
الاستماع إلى الموسيقى يُنشّط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة (بيكسلز)

أثبتت دراسة حديثة أجراها باحثون من «جامعة سيمون فريزر» الكندية أنّ الاستماع إلى الموسيقى يعزّز الصحة الإدراكية لدى كبار السنّ. وأفادت نتائج الدراسة التي قادتها باحثة علوم الأعصاب في الجامعة سارة فابر، ونُشرت في دورية «نتورك نيوروساينس»، بأنّ الاستماع إلى الموسيقى يُنشّط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة لدى كبار السنّ، بغضّ النظر عن مدى استمتاعهم بها.

وقالت فابر، في بيان نشره موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي: «سماع الموسيقى يشمل شبكات عدّة داخل أدمغتنا»، مشدّدة على أنه مفيد لكبار السن الذين يعانون تنكساً عصبياً، مثل مرض «ألزهايمر»، لأنه «قد يساعدهم على استعادة الذكريات ويوفّر وسيلة للبقاء على اتصال بماضيهم وحاضرهم، وكذلك مع أحبائهم وأقرانهم».

وأضافت: «ثمة فوائد عدّة للاستماع إلى الموسيقى لكل من البالغين والأكبر سناً. فإذا كنت تمرّ بوقت عصيب، يمكن أن تحفّزك أو تساعدك على الاسترخاء، ويمكن أن تساعدنا في تكوين روابط اجتماعية»، وعدَّت «الارتباط مع شخص ما من خلال الموسيقى المشتركة التي تحبّها معه، وسيلةً فعالة جداً للتواصل».

وراقب باحثو الدراسة نشاط الدماغ لدى مجموعتين من المشاركين الذين يستمعون إلى الموسيقى: مجموعة أصغر سناً من البالغين بمتوسط عمر 19 عاماً، ومجموعة من كبار السنّ بمتوسط عمر 67 عاماً.

استمع المشاركون في الاختبارات إلى 24 عيّنة موسيقية، بما فيها الأغنيات التي اختاروها بأنفسهم، والموسيقى الشعبية والمميّزة التي اختارها الباحثون عمداً، والأغنيات المُعدّة خصّيصاً للدراسة.

وذكرت فابر أنّ «فهم كيفية عمل الموسيقى في الدماغ أمر معقّد جداً، خصوصاً أن أدمغتنا تتطوّر باستمرار مع تقدُّم العمر. ومع التدريب، يمكن لشبكة المكافأة السمعية أن تصبح أكثر تفاعلاً مع جميع أنواع الموسيقى».

وتابعت: «حتى عندما لا تكون الموسيقى مألوفة بالنسبة إلينا، فإنها لا تزال تتمتّع بالقدرة على تحريك أجسادنا، والمساعدة في تحقيق عنصر التوازن في عواطفنا من خلال تنشيط تلك المناطق في الدماغ».

وعادة ما تنشط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة عند حصول الإنسان على مال أو طعام لذيذ، أو عندما يحظى بالثناء والمديح، وفق الدراسة. تعلق فابر: «وجدنا أنّ هياكل الدماغ المسؤولة عن معالجة المكافأة - والمعروفة أيضاً باسم شبكة المكافأة - تُنشَّط لدى البالغين الأصغر سناً في أثناء استماعهم إلى الموسيقى التي يحبّونها أو المألوفة لديهم، ويجري تحفيزها لدى كبار السن أيضاً».

وأضافت: «يحدث الأمر حتى عندما تكون المقطوعة الغنائية جديدة، أي عندما تكون تلك هي المرّة الأولى التي يستمعون فيها إليها، أو حتى في حال أَبلغوا عن عدم إعجابهم بها كثيراً».


ضمادة تُسرّع شفاء الحروق

ضمادة مصنوعة من مواد نباتية متوافقة حيوياً مع البيئة (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)
ضمادة مصنوعة من مواد نباتية متوافقة حيوياً مع البيئة (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)
TT

ضمادة تُسرّع شفاء الحروق

ضمادة مصنوعة من مواد نباتية متوافقة حيوياً مع البيئة (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)
ضمادة مصنوعة من مواد نباتية متوافقة حيوياً مع البيئة (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)

طوّرت مجموعة بحوث المواد الذكية في «المعهد الإيطالي للتكنولوجيا» ضمادة مصنوعة من مواد نباتية متوافقة حيوياً مع البيئة، ومحمَّلة بفيتامين «سي»، حيث تسرّع عملية الشفاء من الحروق.

وتساهم الضمادة المبتكرة أيضاً في إمكانية تطوير منتجات مماثلة لعلاج أنواع مختلفة من إصابات الجلد، بما فيها التمزّقات الجلدية والقروح.

ووفق نتائج الدراسة المنشورة، الجمعة، في دورية «ACS Applied Bio Materials»، تمثّل الضمادة الجديدة بديلاً واعداً ومستداماً بيئياً لجروح الحروق الجلدية.

وعادة ما تتعرّض المنطقة المُصابة بعد الحرق للاحمرار والتورّم نتيجة الالتهاب، إذ يأتي ذلك بمثابة ردّ فعل مناعي طبيعي للجسم. إلا أنّ الالتهاب المفرط يمكن أن يؤدّي إلى نتائج عكسية نتيجة توليد الجذور الحرة للأكسجين، ما يعوق عملية الشفاء، وفق الدراسة.

تمثل الضمادة بديلاً واعداً لجروح الحروق الجلدية (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)

لمعالجة هذا القلق، ابتكر الباحثون ضمادة صديقة للبيئة قادرة على منع الزيادة المفرطة في مستوى الالتهاب وتقليل عدد الجذور الحرة، وبالتالي تقصير الوقت اللازم للشفاء. إلى ذلك، تتحلّل بشكل طبيعي خلال أيام، ما يقلّل من إنتاج مزيد من النفايات الطبّية.

وأوضحت الدراسة أنها مصنوعة من مادة جديدة قابلة للتحلُّل، طوّرها الفريق البحثي، وتتكون من بروتين مستخرج من نبات الذرة، ومركب «البكتين»، وهو سكر موجود في قشور عدد من الفواكه، مثل التفاح، و«ليسيثين الصويا»، وهي مادة مصدرها نبات يحمل الاسم عينه.

وتتشرّب الضمادة فيتامين «سي»، المشهور بخصائصه المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة. فبمجرّد وضعها على الحرق، تُطلق هذا الفيتامين تدريجياً، ما يساعد على تراجع مستويات الالتهاب وتخفيف إنتاج الجذور الحرة.

ووفق النتائج، جرى التحقُّق من توافق المنتج الجديد مع الخلايا البشرية. كما كشفت النتائج عن انخفاض في عدد الجذور الحرة للأكسجين بنسبة وصلت إلى 70 في المائة. وأخيراً، لوحظت زيادة في إنتاج «الكولاجين»، وهو جزء مهم في عمليات شفاء الجلد، إلى جانب زيادة في الخلايا الليفية المُشاركة في إصلاح الجروح.

وقال فابريزيو فيورنتيني، الباحث في مختبر المواد الذكية: «بدأنا بفكرة استخدام مواد ذات أصل طبيعي فقط، ولكن الآن نودُّ الذهاب أبعد من ذلك». وأضاف: «نسعى إلى تصنيع منتج من مواد مشتقّة من نفايات الطعام وفق مفهوم الاقتصاد الدائري».

بدورها، قالت أثناسيا أثناسيو، الباحثة الرئيسية في وحدة المواد الذكية بالمعهد: «هذا مجرّد واحد من التطبيقات الممكنة لهذه الفئة من المواد. نعمل على تطبيقات أخرى قادرة على تسريع عملية الشفاء، ليس من الحروق فقط، بل تشمل أنواعاً أخرى مختلفة من الجروح، مثل التمزّقات أو تقرّحات الجلد، وهي أمراض تؤثّر في أكثر من نصف مليون شخص بإيطاليا وحدها».


المصوّرون على السجادة الحمراء يُحرّكهم الشغف وبالصبر يقتنصون اللحظة

الممثلة سميّة رضا في إطلالة لافتة على السجادة الحمراء (الشرق الأوسط)
الممثلة سميّة رضا في إطلالة لافتة على السجادة الحمراء (الشرق الأوسط)
TT

المصوّرون على السجادة الحمراء يُحرّكهم الشغف وبالصبر يقتنصون اللحظة

الممثلة سميّة رضا في إطلالة لافتة على السجادة الحمراء (الشرق الأوسط)
الممثلة سميّة رضا في إطلالة لافتة على السجادة الحمراء (الشرق الأوسط)

ما الذي يدفع المصوّرين للوقوف ساعات في انتظار مرور نجمات السينما والفنانين على السجادة الحمراء لثوانٍ؟ ولماذا يتنافس الفنانون، وخصوصاً الفنانات، على هذه اللحظة الذهبية، فيرتدون أفخر الملابس للظهور بأفضل حُلة أمام فلاشات «الريد كاربت»؟ أسئلة تقفز إلى الأذهان بالتزامن مع مهرجان «أفلام السعودية» المُقام حالياً في مركز «إثراء» بالظهران، وسط كثافة النجوم الذين استضافهم حفل الافتتاح، وامتداد فعاليات السجادة الحمراء لأكثر من 3 ساعات، اصطفّ المشاهير خلالها في طوابير طويلة.

لفهم كيف أصبحت السجادة الحمراء شائعة ومرتبطة إلى هذا الحدّ بالمهرجانات السينمائية، تجدُر العودة إلى نحو 2480 عاماً. تشير المراجع الأكثر شعبية إلى أنّ أصولها تعود إلى الكاتب المسرحي اليوناني إسخيلوس، الذي ذكر السجادة الحمراء في مسرحية «أجاممنون» عام 458 قبل الميلاد، وفق كتاب «الموضة على السجادة الحمراء: تاريخ جوائز الأوسكار والأزياء والعولمة»، الصادر عام 2021 للدكتورة إليزابيث كاستالدو لوندين، الباحثة في كلية الفنون السينمائية بـ«جامعة جنوب كاليفورنيا».

مصوّرون يتنافسون على التقاط الصور على السجادة الحمراء في المهرجان (الشرق الأوسط)

تجربة التصوير

لا يبدو الأمر سهلاً على المصوّرين، وفق البعض، فتصوير السجادة الحمراء يتطلّب كثيراً من الصبر والإتقان. عن ذلك، يتحدّث المصوّر الإعلامي عيسى الدبيسي، الذي اعتاد سنوياً تصوير السجادة الحمراء في مهرجان «أفلام السعودية». يقول إنه يحضر قبل أكثر من ساعة ليسبق وصول الفنانين، ويتأكد من اختيار الموقع المثالي، فيتمركز فيه طويلاً، ويلتقط صوره من أجمل زاوية ممكنة.

بسؤاله عن التحدّيات، يجيب: «أحياناً، لا يلتفت الفنان، أو يمرّ سريعاً. هنا أعطيه إشارة بلُطف لينظر إلى الكاميرا»، كاشفاً عن أنّ المصوّرين يطاردون المشاهير الذين يرتدون أزياء لافتة مقارنةً بغيرهم، فمظهرهم المختلف يشدّ الكاميرا. ويضيف: «لصور السجادة الحمراء أهمية لدى الفنانين، ورونق خاص، لذا يطلبونها مني، ويسألونني عنها أكثر من سواها، رغم أنني أصوّرهم من جميع أرجاء المهرجان، وليس عليها فقط».

الممثلة زارا البلوشي لفتت الكاميرات بإطلالة باللون الأزرق الفاقع (الشرق الأوسط)

تنافُس النجمات

منذ اللحظات الأولى لمهرجان «أفلام السعودية»، بدا لافتاً تنافُس الفنانات في الظهور على السجادة الحمراء، فأطلّت الفنانة سميّة رضا بفستان منفوخ باللون الوردي الفاتح، بينما فضَّلت الممثلة نرمين محسن الظهور بقبّعة سوداء ضخمة لفتت أنظار المصوّرين الذين أكثروا التقاط الصور لها. أما الممثلة زارا البلوشي، فأطلّت بفستان أزرق فاقع اللون ومجوهرات براقة.

أكثر من سؤال يوجّهه المراسلون الصحافيون على السجادة الحمراء للفنانة؛ أبرزها: «ماذا ترتدين؟». هو سؤال يعود إلى منتصف التسعينات، حين لمعت بطرحه الإعلامية الأميركية جوان ريفرز على النجوم في أثناء سيرهم على السجادة الحمراء، ما خوّلها لتصبح أيقونة للموضة في الإعلام، ويصبح سؤالها رائجاً لدى جميع المراسلين الحاضرين على السجادة الحمراء، للاستعلام عن دار الأزياء أو المصمِّم، مروراً بنوعية المجوهرات، ووصولاً إلى مصفّف الشعر وخبير الزينة خلف مظهر الفنانة.

في المقابل، يفضّل بعض الفنانين والفنانات الظهور بمظهر بسيط، ولا يكترثون كثيراً لإطلالتهم على السجادة الحمراء، من دون أن يعني ذلك أنهم لا يتفاعلون مع عدسات المصوّرين على السجادة الحمراء. يحدُث ذلك خصوصاً في المهرجانات السينمائية العربية حيث يقلّ الاهتمام بالمظهر مقارنة بالمهرجانات العالمية، مثل «كان» الذي يُعد تظاهرة أزياء عالمية بالتوازي مع كونه حدثاً سينمائياً بالدرجة الأولى.

الزيّ السعودي ظهر بوضوح على السجادة الحمراء (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى «أفلام السعودية» الذي يُقام بتنظيم «جمعية السينما» بالشراكة مع «مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي» (إثراء)، ودعم «هيئة الأفلام» التابعة لوزارة الثقافة، فإنّ دورته العاشرة تتضمّن عرض 75 فيلماً، يتنافس 53 منها على 35 جائزة، وتُعقد على هامش الفعاليات 10 ورشات تدريبية، تشمل ورشتين مخصَّصتين لمشاركي سوق الإنتاج ومعلّمي تطوير السيناريو القصير والطويل، إلى جانب ندوات عن عروض الأفلام، وإنتاج الأفلام الروائية في السينما السعودية، ومفهوم الفيلم السعودي وشعرية السينما وجماليتها، علماً بأنّ المهرجان يستمرّ حتى الخميس 9 مايو (أيار) الحالي.


منيرة الصلح تعيد أوروبا لموطنها في الشرق

القارب الفينيقي يتوسط الجناح اللبناني (الشرق الأوسط)
القارب الفينيقي يتوسط الجناح اللبناني (الشرق الأوسط)
TT

منيرة الصلح تعيد أوروبا لموطنها في الشرق

القارب الفينيقي يتوسط الجناح اللبناني (الشرق الأوسط)
القارب الفينيقي يتوسط الجناح اللبناني (الشرق الأوسط)

يمتزج الحاضر مع الأسطورة في جناح لبنان ببينالي فينيسيا، هنا نرى تنويعات على أسطورة أوروبا الأميرة الفينيقية التي اختطفها زيوس، كبير آلهة الأولمب في الميثولوجيا الإغريقية، من شواطئ مدينة صور. لا نرى هنا الأسطورة التي كتبها اليونان، حيث يظهر «زيوس» على شكل ثور أبيض يختطف أوروبا ويحملها على ظهره نحو شواطئ جزيرة كريت. الأسطورة التي اختارتها الفنانة اللبنانية منيرة الصلح موضوعاً لعملها في البينالي، تكتسب أبعاداً جديداً ولمحات طريفة خطتها يدها على الورق، وعلى القماش وعبر الفيلم.

قارب فينيقي

تمتد تصورات منيرة الصلح على كامل مساحة الجناح، وترتكز على القطعة الأساسية المتمثلة في قارب خشبي بسيط على الطراز الفينيقي، احتفظ بهيكله التاريخي كما ورد في المراجع والرسوم القديمة، ولكن يد الفنانة أضافت له الكثير من القطع تخرج به من مساحة التاريخ لتدخله واقعاً خاصاً أرادت تصويره لزوار العرض.

الأقنعة المنتظمة على الممشى الخشبي ترمز للمجتمع المحافظ (الشرق الأوسط)

الأجواء بحرية بامتياز انطلاقاً من اللون الأزرق على الجدران الذي يربط الجناح وموقعه في مدينة البندقية العائمة، مع البحر المتوسط الذي شهد حمل أوروبا لموطنها الجديد، وفي جانب من القاعة نرى ممراً خشبياً زينه الطلاء الأزرق ينساب متعرجاً، وكأنه مقام على الماء. لماذا الأسطورة القديمة وما علاقة أسطورة أوروبا وزيوس بالجناح اللبناني؟ سؤال مستحق إذ إن أسطورة أوروبا وزيوس هي من أهم الأساطير اليونانية التي ترتبط بوجهٍ عام بالقارة العجوز أوروبا أكثر منها بلبنان. تقول ندى غندور، المفوضة العامة والقيمة الفنية للجناح، إن منيرة الصلح اختارت العودة بأوروبا لأصولها الفينيقية، فهي اختطفت من شواطئ مدينة صور بلبنان، ومن هنا نرى أن الصلح قررت إعادة استملاك الأسطورة. إعادة القصة لأصولها المنسية قد يكون في حد ذاته كافياً للعمل الفني، ولكن لمنيرة الصلح هنا نظرة أخرى قلبت بها الأسطورة على رأسها لتصور من خلالها حركة احتجاج تعيد للمرأة السلطة على حكايتها، فأوروبا هنا ليست الأميرة المغلوبة على أمرها بحسب تصوير الفن الأوروبي لها في أعمال شهيرة، بل هي هنا المسيطرة، وهي من اختطفت زيوس. بحسب غندور، تقترح الفنانة قراءة بديلة معاكسة للرواية، وتضيف لمسة من الفكاهة تظهر في الرسوم المعروضة في أرجاء الجناح، وفي تفاصيل القارب وسط القاعة.

جانب من الجناح اللبناني في بينالي فينيسيا (الشرق الأوسط)

في حديث مع «الشرق الأوسط» تقول ندى غندور إن التحضير للجناح اللبناني أخذ في الاعتبار أن يكون العرض متعلقاً بلبنان وأن يكون له جانب عالمي أيضاً. ومن هنا جاء تصور الفنانة منيرة الصلح لعمل «رقصة من حكايتها»: «نحكي هنا عن فينيقيا بوصفها من حضارات البحر المتوسط وأيضاً عن حضارات اليونان والرومان». تشير إلى أن «أسطورة أوروبا عدّت جزءاً من التراث اليوناني، ولم يفكر أحد في القول إنها في الأصل من الميثولوجيا الفينيقية. من أجل ذلك كان يهمنا أن نعيد الحضارة الفينيقية لمكانها الحقيقي». بصرياً تطرح الصلح صلة الأميرة الفينيقية أوروبا بلبنان عبر تصويرها، وهي تحمل فرعاً من شجرة الأرز، وهو رمز للبنان، ونرى ذلك مكرراً في الرسومات المحيطة بنا. تضع الصلح رسوماتها لأوروبا الفينيقية في مواجهة لوحات أوروبية شهيرة للأسطورة اليونانية التي سجلها المؤرخ اليوناني هيرودوت والكاتب الروماني أوفيد وغيرهم، وخلدتها لوحات كبار الفنانين في العالم، ومن أشهرهم الفنان تيشيان والفنان الإيطالي فيرونيزي. تتحدث ندى غندور عن لوحة فيرونيزي قائلة: «تصور لوحة (اختطاف أوروبا) لفيرونيزي، الأميرة، وقد حملها زيوس متخفياً في هيئة ثور أبيض، تلقي ببصرها إلى الشاطئ الذي اختطفت منه، تلتفت هنا لبلدها، وهو ما تصوره منيرة الصلح أيضاً فأوروبا تركت بلدها في صور بجنوب لبنان مرغمة». عمل الفنانة هنا يدعو زوار الجناح للمشاركة في «رحلة البحث عن أوروبا... وفي صنع مصير أنثوي متحرر دون الخضوع للرجال والسعي إلى حالة تكافؤ بين الجنسين».

تقدم الصلح رؤية للمرأة على أنها قوية ليست الأسيرة المغلوبة على أمرها كما تحكي الأسطورة (الفنانة وغاليري صفير- زملر بيروت/هامبورغ - © LVAA تصوير: ©Quinn Oosterbaan)

بحسب غندور، فالقصة القديمة التي نظمها رجال «تعبر عن الرغبة في السيطرة على المرأة وإخضاعها. تذكرنا رحلة أوروبا إلى جزيرة كريت، بداهة، بغنائم الحرب التي أخذها الكريتيون من الفينيقيين. على مر القرون، لا سيما في الرسم الغربي، تتطور تصورات الأسطورة من فعل الاختطاف إلى حالة من الموافقة والرضا»، وهو ما ترفضه الفنانة هنا عبر رؤيتها للأسطورة من وجهة نظرها فهي تختار إنشاء علاقة مساواة بين المرأة، وتمثلها أوروبا، وزيوس، ويمثل الرجال، ولكنها أيضاً تقدم بلمحة فكاهية أوروبا وهي تتلاعب بزيوس، وفي جانب آخر وهي تختطفه.

تنسيق الجناح

عند الحديث عن تأثير العمل لا يمكننا أن نغفل دور مصمم السینوغرافیا المھندس المعماري كریم بكداش وتقديم أجزاء العمل الفني لتصبح عملاً واحداً مركباً يربط بين أطرافه عبر اختيار اللون الأزرق للحوائط أو الممر الخشبي المتعرج الذي يربط بين عناصر فنية استخدمتها الفنانة، وهي الأقنعة الطينية. ترتبط كل هذه العناصر مع القارب الذي يتوسط مساحة العرض. تعلق ندى غندور قائلة: «كل العناصر هنا تتمحور حول الزورق»، حالة الزورق وهو في منتصف اكتماله تمكنه من أخذ المشاهد في رحلة رمزية لصلب موضوع الجناح، وهو التعادل بين المرأة والرجل، وهي أيضاً رحلة لم تكتمل بعد. هنا نرى نحن المشاهدين الرموز المستخدمة تمسك بيد بعضها على طريق واحد ونحو غاية محددة.

الجناح اللبناني في بينالي البندقية (الفنانة وغاليري صفير- زملر بيروت/هامبورغ - تصوير: Federico Vespignani)

تشير منسقة الجناح إلى أن القارب ورمز الرحلة المستمرة تسانده مجموعة من الرسومات واللوحات المعروضة، إضافة إلى الأقنعة الموزعة بشكل نصف دائري. معاً، تقدم اللوحات والأقنعة أكثر من إجابة عن السؤال «لماذا لم نصل للغاية المنشودة؟». اللوحات المعروضة على يسار الداخل للقاعة تمثل تصور الفنانة للانعتاق، أما الأقنعة على اليمين والمنتظمة على الممشى الخشبي فترمز للمجتمع المحافظ الممانع لهذا التقدم.

تستخدم الصلح مفردات بصرية جديدة لتقدم رؤية للمرأة على أنها صاحبة شخصية قوية وليست الأسيرة المغلوبة على أمرها كما تحكي الأسطورة. تحكي المنسقة أن إحدى زائرات العرض سألتها «إن كانت أوروبا مختطفة فالتصوير لم يظهرها وهي تقاوم أو تدفع زيوس بعيداً عنها؟» وكان رد غندور: «الفكرة من خلف عمل منيرة هو الحلم بالتعادل والمساواة وليس المعركة».

منيرة الصلح: غيرت الأسطورة

منيرة الصُّلح (الفنانة ومن غاليري صفير- زملر بيروت/هامبورغ - تصوير: Federico Vespignani) ©️ LVAA

تختار الفنانة أن تبدأ حديثها معي حول سبب اختيارها أسطورة أوروبا: «عند القراءة أو البحث عن الفينيقيين، نرى أشياء متفرقة عن تاريخهم ولكن لا نجد ذكراً لأسطورة أوروبا، وربما يعود ذلك لأنها اختطفت وكأن الأمر فيه وصمة عار ولا يدعو للفخر مثل أساطير أليسا أو أدونيس. لهذا أخذت هذه الأسطورة وغيّرتها، فجعلت أوروبا هي من تختطف زيوس وتحمله معها، وتقرر مصيره».

تقول: «أريد أن يرى الزائر أنني أعيد كتابة أسطورة أوروبا التي نقلها لنا كتاب رجال من اليونان، أعدت كتابة الأسطورة اليونانية من وجهة نظري من الجانب الآخر من البحر المتوسط. قمت باستعادة قصة الأميرة الفينيقية أوروبا، نحن أحق بالقصة لأن معظم اللوحات الشهيرة عنها تصورها كضحية، أريد أن أغير هذا الأمر».

حرصت الفنانة على إظهار العنصر الفينيقي في الرموز والصور وأيضاً في المواد المستخدمة مثل ورق البردي، مشيرة إلى أن استخدامه في لبنان كان نتيجة للتجارة مع مصر الفرعونية، وهو تعاون امتد لتصميم القوارب الخشبية. تظهر في رسوماتها هنا أيضاً إشارات إلى الزهور والمثلثات والحيوانات المأخوذة من الأساطير الفينيقية، كما استوحت في عملها الألوان التي استخدمها الفينيقيون مثل اللون الذي تنتجه صدفة الموريكس.

الجناح اللبناني في بينالي البندقية (الفنانة ومن غاليري صفير- زملر بيروت/هامبورغ - تصوير: Federico Vespignani)

وبالنظر إلى القارب الخشبي المعروض هنا، فنلحظ أن الفنانة أضافت له الكثير من لمساتها الخاصة التي تعبر عن موضوعات وهواجس تهمها، مثل استخدام قوارير الماء البلاستيكية على جوانب القارب في إشارة إلى أزمة المناخ.

تمد الفنانة حبل السرد من الماضي السحيق المتمثل في الأساطير، للحاضر الذي تنشد تغييره لتصل للمستقبل، حيث التعادل بين الجنسين والعناية بكوكب الأرض.


لينا شماميان على مسرح «الجمنازيوم» الباريسي... رحلة طربية فريدة

«الجمنازيوم» التاريخي يحتضن لينا شماميان (حسابها في «فيسبوك»)
«الجمنازيوم» التاريخي يحتضن لينا شماميان (حسابها في «فيسبوك»)
TT

لينا شماميان على مسرح «الجمنازيوم» الباريسي... رحلة طربية فريدة

«الجمنازيوم» التاريخي يحتضن لينا شماميان (حسابها في «فيسبوك»)
«الجمنازيوم» التاريخي يحتضن لينا شماميان (حسابها في «فيسبوك»)

على مسرح «الجمنازيوم» التاريخي في العاصمة الفرنسية، يُقام، الأحد، حفلٌ موسيقي فريد يستعيد الأغنيات الكلاسيكية الطربية العربية.

نجمة الحفل هي المغنّية السورية لينا شماميان، برفقة أوركسترا «الأوتار المتشابكة»، التي تضمّ 60 عازفاً فرنسياً بقيادة المايسترو المصري مصطفى فهمي.

عنوان الحفل «رحلة سيمفونية في عالم الأغنية العربية الكلاسيكية». وهو الأول في سلسلة حفلات تحيي روائع جيل المطربين الكبار، من أمثال أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وفيروز، وعبد الحليم حافظ، وأسمهان، وداليدا، ومحمد فوزي، وفريد الأطرش، ووردة الجزائرية.

ملصق حفل لينا شماميان

تولّى توزيع الأغنيات الفنان محمد الموجي، الذي أخذ اسمه عن جدّه الملحّن الكبير. ويأتي الحفل بدعم من أسرة الموسيقار عبد الوهاب، والكاتبة المسرحية والمنتجة السعودية منى خاشقجي، وبشراكة مع مصمِّمة المجوهرات مها السباعي.

تقول منتجته إنها بدأت اهتمامها بالغناء العربي منذ طفولتها. كان والدها وقبله جدّها، يستمعان إلى أم كلثوم. بيتهم مثل جميع البيوت، تصدح فيه أصوات كبار المطربين العرب الكلاسيكيين. وهي لاحظت أنّ هناك من الجيل الجديد مَن لا يستمع إلى «كوكب الشرق» ولا يحبّ أغنياتها، لهذا فكرت في تقديم مسرحية تستعيد فيها مقاطع شهيرة من تلك الأغنيات بأسلوب جاذب يستوقف الأذن، التي تعلّمت سماع بيونسيه، مثلاً، وغيرها من مغنّي هذا العصر. كما أنّ الهدف هو تقديم الموسيقى العربية للمستمع الغربي، ومدّ جسر بين الطرفين. وهي تستعدّ لتقديم المسرحية باللغة العربية في الأردن، الشهر المقبل.

منى خاشقجي عاشقة الكبار (تصوير: سو شاهين)

تضيف منى خاشقجي: «أغنيات أم كلثوم لا تموت. أسمعُها أثناء تنقّلاتي في سيارات الأجرة بالقاهرة. وهناك مغنّون أجانب استخدموا مقاطع من أغنياتها في مزيج مع موسيقاهم».


المنزل «الأكثر حزناً» عصيٌّ على البيع رغم خفض سعره

منزل الأحلام الباهظة (الوكيل العقاري نايت فرانك)
منزل الأحلام الباهظة (الوكيل العقاري نايت فرانك)
TT

المنزل «الأكثر حزناً» عصيٌّ على البيع رغم خفض سعره

منزل الأحلام الباهظة (الوكيل العقاري نايت فرانك)
منزل الأحلام الباهظة (الوكيل العقاري نايت فرانك)

عُرِض المنزل الذي ظهر في برنامج «غراند ديزاينز» التلفزيوني مجدّداً في سوق العقارات بعدما طرحه محصِّلو الديون للبيع مقابل سعر منخفض جداً، مقداره 5.5 مليون جنيه إسترليني. فمنزل «تشيزيل كليف هاوس» الواقع في شمال ديفون بجنوب غربي إنجلترا، كلَّف مالكه إدوارد شورت كل شيء، متسبِّباً في فشل زواجه، وتراكم ديون تُقدَّر بـ7 ملايين جنيه إسترليني.

ووفق صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، عُرض المنزل للبيع في سوق العقارات للمرّة الأولى خلال فبراير (شباط) الماضي، بسعر 10 ملايين جنيه إسترليني. لكن رغم جذبه اهتمام بعض أصحاب الثروات، من بينهم هاري ستايلز، ظلَّ عصياً على البيع؛ فالسعر المطلوب وُصِف بالمرتفع جداً.

بدأ المنزل ذو الفنار مشروعاً طموحاً لإدوارد وهيزل، زوجته آنذاك، منذ 12 عاماً. كانا يأملان في بناء منزل الأحلام لأسرتهما للاستمتاع بإيقاع حياة أبطأ من إيقاع حياتهما في لندن. خصَّصا كل مدخراتهما البالغة 1.8 مليون جنيه إسترليني، للمشروع، واعتقدا أنهما قد يتمكّنان من إتمامه خلال 18 شهراً، رغم موقعه الصخري المعقَّد على الساحل.

«تشيزيل كليف هاوس» (الوكيل العقاري نايت فرانك)

مع ذلك، عندما ظهرت عملية بنائه للمرة الأولى في برنامج «غراند ديزاينز» عام 2019، وصفه المشاهدون بأنه «الأكثر حزناً على الإطلاق». حينها أشار المقدّم كيفين ماكلاود إلى أنه من العجيب والمدهش أن يخطّط الزوجان لإتمام «عمل فذّ من الهندسة المعقَّدة» في فترة زمنية قصيرة. وبسبب تعقيد عملية البناء، تضخّمت التكاليف، وازداد الوقت المطلوب بالنسبة إلى الأسرة التي اضطرت إلى اقتراض 2.5 مليون جنيه إسترليني من مستثمرين في القطاع الخاص، و500 ألف جنيه إسترليني من مصدر آخر.

حاولت ابنتا الزوجين المساعدة في تمويل المشروع الطَموح بإقامة معرض لبيع ممتلكات لم يعد أصحابها يريدون الاحتفاظ بها. وبعد 7 سنوات من بدء عملية البناء، التي شهدت هدم المنزل الأصلي الذي كان موجوداً في تلك البقعة والعائد تاريخه إلى الخمسينات، لم يتم الانتهاء من منزل الفنار العصري المشيَّد على طراز «آرت ديكو» الزخرفي. وذكر إدوارد لاحقاً أنّ ما جعل زوجته تمرُّ به خلال تلك الفترة كان «رهيباً».

عاد برنامج «غراند ديزاينز» لزيارة المشروع عام 2022. وجد أنّ عملية البناء كلّفت إدوارد كل شيء في حياته. خسر ماله، وزواجه، وحتى معاملة جيرانه الطيّبة. لقد جعل المنزل المقدِّم ماكلاود منبهراً بالمناظر الطبيعية التي يطلّ عليها، وبالتصميم الداخلي الذي بدا شبيهاً بالخارج بفضل النوافذ الكبيرة، كذلك إطلالته على 360 منظراً طبيعياً، بالإضافة إلى وجود مسبح لا متناهٍ (يتدفّق الماء فيه على حافة أو أكثر لينتج تأثيراً مرئياً للمياه بلا حدود)، وعزمه الحصول على تصريح لإنشاء مهبط مروحية.

وإذ اعترف إدوارد أنّ النهاية قد تكون «الإفلاس»، كشف ماكلاود أنه رغم تمكُّن صاحبه من «تمويله ليُبنى بالكامل»، ربما «لن يتمكن أبداً من الإقامة في منزل الفنار الأثير المحبَّب إلى نفسه» بسبب طريقة التمويل نفسها. وختم إدوارد: «الأمر يستحق العناء بعد الانتهاء من بنائه. لم يكن ليصبح مُجدياً لو أنّ عملية البناء لم تنتهِ، بل لكان الوضع مؤلماً جداً».


مشاهير تعرّضوا للعنف صغاراً وانتصروا على صدمات الطفولة

نجوم عالميون قاسوا طفولة عنيفة - درو باريمور- أوبرا وينفري- ويل سميث- إمينيم (إكس)
نجوم عالميون قاسوا طفولة عنيفة - درو باريمور- أوبرا وينفري- ويل سميث- إمينيم (إكس)
TT

مشاهير تعرّضوا للعنف صغاراً وانتصروا على صدمات الطفولة

نجوم عالميون قاسوا طفولة عنيفة - درو باريمور- أوبرا وينفري- ويل سميث- إمينيم (إكس)
نجوم عالميون قاسوا طفولة عنيفة - درو باريمور- أوبرا وينفري- ويل سميث- إمينيم (إكس)

مَن حصدوا النجوميّة والثراء والسلطة كباراً، ليسوا طالعين جميعاً من ماضٍ محفّز على النجاح. فمن بين المشاهير مَن اختبر طفولةً معذّبة، تنوّعت المعاناة فيها بين تعنيف جسديّ ومعنويّ، واعتداءات جنسية، وفقر، وإدمان، وسواها من العذابات التي لا تمتّ إلى الطفولة بصِلة. لكن لعلّ تلك الندوب العميقة هي التي ألهمت قصص نجاحهم، وجعلتهم مميّزين، كل واحد منهم في مجاله.

أمّها قتلت أباها أمامها...

هي بالنسبة إلى المتابعين ممثلة فائقة الجمال والبراعة، وحاصلة على جوائز عالمية. لكنّ قلّةً من الناس تعرف أنّ تشارليز ثيرون شاهدت أمّها وهي تقتل أباها. كانت في الـ15 من عمرها يومذاك. دخل الوالد إلى البيت مخموراً، وباشر بضربها، ووالدتها، مهدّداً بسلاحه. فما كان من الأم سوى أن ترفع مسدّساً في وجهه وترديَه قتيلاً.

لم يُحكم على والدة ثيرون، لأنّ تصرّفها اعتُبر دفاعاً عن النفس. أما النجمة الجنوب أفريقية فحاولت ألّا تعيش تحت وزر المشهد الصادم. وقالت في إحدى مقابلاتها التلفزيونية إن ذلك الحادث، ورغم الألم الذي تسبّب لها به، علّمها ألّا تجعل من نفسها ضحيّة.

قتلت والدة تشارليز ثيرون زوجها أمام ابنتها دفاعاً عن النفس (إنستغرام)

وجه كريستينا الدامي

أثقل العنف الأبويّ طفولة المغنية الأميركية كريستينا أغيليرا. تذكر والدتها مشهداً تظهر فيه كريستينا، البالغة 4 أعوام، بوجهٍ دامٍ أمامها. وعندما سألتها عن السبب أجابت: «أراد أبي أن يأخذ قيلولة وأنا كنت أُحدث ضجّة».

لطالما وصفت أغيليرا والدها بالعنيف جسدياً ومعنويا معها، ومع والدتها، التي انفصلت عنه يوم كانت ابنتها في السادسة من العمر.

كريستينا أغيليرا ووالدها فاوستو الذي تعرّض لها بالتعنيف خلال الطفولة (إكس)

سرق أثاث البيت لشراء مخدّرات...

«ظننتُ أننا سنكون سعداء، لكن مع والدٍ مدمنٍ على المخدرات، لا توجد سعادة». بهذه الكلمات تختصر مغنية الراب نيكي ميناج ذكرياتها إلى جانب أبيها روبرت. لم تتردّد النجمة التي يتابعها عشرات الملايين في الإفصاح عن عذابات الطفولة، فقالت: «عندما يسرق والدك أثاث المنزل ليشتري مخدّرات بثمنها، تكون المعاناة كبيرة. كنت أعود من المدرسة لأجد أن الأريكة قد اختفت».

عاشت ميناج تحت وطأة الخوف من أن يقتل أبوها أمّها، إذ إنّ إدمانه جعل منه رجلاً عنيفاً عرّض زوجته وابنته للإهمال، وتعمّد إحراق المنزل مراراً.

والدا مغنية الراب نيكي ميناج وصورة تجمعها بوالدتها (إنستغرام/ فيسبوك)

فكّر بقتل والده...

في مذكّراته التي نشرها منذ سنتين، كشف الممثل ويل سميث أنّ والده كان مدمناً على الكحول، كما أنه كان يرعب عائلته، ويعتدي بالضرب على والدة سميث. صدمة تلك التجربة، التي سيطرت على طفولة الفنان الأميركي، دفعت به إلى التخطيط جدياً لإيذاء والده، أو حتى قتله، وفق ما يخبر في سيرته الذاتية.

رغم النجاحات التي حصدها في عالم التمثيل والموسيقى، فإنه كان من الصعب على سميث تجاوز ذلك الماضي. يبوح في الكتاب بأنه وقف في سن الـ9 عاجزاً أمام أمّه وهي تُضرب على يد أبيه. يقول: «لم أتمكن من تخطّي فكرة أنني خيّبت والدتي، وكنت جباناً تجاهها».

ويل سميث في صورتَين تجمعانه بوالدته ووالده (فيسبوك)

ديمي مور... ذكريات مُرّة

أمضت الممثلة الأميركية ديمي مور طفولتها إلى جانب والدتها وزوجها المدمنَين على الكحول. لم تعرف الاستقرار يوماً، وفي سن الـ14 كانت قد تنقّلت بين 30 منزلاً. أما في الـ15 من عمرها، فتعرّضت لاعتداءٍ جنسي من قبل أحد أصدقاء والدتها. توثّق مور لمرارة طفولتها ومراهقتها في مذكّراتها الصادرة عام 2019، حيث تكشف أنّها انغمست في تعاطي المخدّرات هرباً من الواقع الذي فرضته البيئة التي عاشت فيها.

تتحدّث ديمي مور في مذكّراتها عن طفولة صعبة إلى جانب والدتها وزوجها (إنستغرام)

طفولة وسط الجريمة

صحيح أنه يتربّع اليوم على عرش إمبراطوريّة موسيقية ومالية، إلّا أن طفولة «جاي زي» بدأت في غرفة داخل مجمّع سكني شعبي. أما مراهقة المنتج الموسيقي ومغنّي الراب الأميركي، فقد أمضاها في الشارع حيث احترف العنف، وتجارة المخدّرات، والجريمة.

عاش «جاي زي» مع والدته بعد أن هجرهما والده الذي كان مدمناً على المخدّرات، فاضطرّ صغيراً إلى إعالة أمّه، حتى وإن اقتضى الأمر السرقة، والتعرّض لإطلاق النار.

جاي زي ووالدته غلوريا كارتر (إكس)

جِراح أوبرا الكثيرة

من بين المشاهير الذين عانوا كثيراً في سنّ صغيرة، الإعلاميّة الأميركية أوبرا وينفري التي لا يمكن القول إنها اختبرت معاني الطفولة. فهي كانت في التاسعة من عمرها يوم بدأ أحد أقاربها، البالغ 19 عاماً، الاعتداء عليها جنسياً بشكلٍ متكرّر. تزامنَ ذلك مع تعرّضها للضرب المبرّح، وللتحرّش من قِبَل مجموعة من أقربائها، ما دفع بها إلى إدمان المخدّرات. ولم تتوقف المصائب عند هذا الحدّ، فهي وجدت نفسها حاملاً في سن 14 عاماً، وقد توفّي طفلها بعد ولادته المبكرة بأسبوعَين.

لم تختبئ وينفري يوماً في ظلّ هذه التراجيديا، بل جاهرت بها من أجل أن تُشفى، وكي تساعد الآخرين على البوح والشفاء.

تعرّضت أوبرا وينفري خلال طفولتها لكل أنواع العنف الجسدي والجنسي (إنستغرام)

إمينيم... فقر وتنمّر وتعنيف

لم يبصر «إمينيم» وجه أبيه يوماً، فالأخير غادر البيت ولم يعد عندما كان ابنه في شهره السادس. أمضى مغنّي الراب الأميركي سنواته الأولى وسط فقر مدقع، مع أمّه التي كانت تعاني من الإدمان، ومن اضطرابات نفسية. كما تعرّض للتنمّر في المدرسة، وللاعتداءات الجسدية خلال الطفولة، والمراهقة.

ويوم انقلب الدهر وصار إمينيم نجماً عالمياً، لم يتأخر في مشاركة تجاربه المؤلمة مع جمهوره من خلال كلمات أغانيه، وكتاب المذكرات الذي نشره عام 2008.

مغنّي الراب إمينيم ووالدته ديبي ماثرز (فيسبوك)

«فتاة صغيرة تائهة»

عرفت درو باريمور النجوميّة في سنّ صغيرة، ما انعكس سلباً على استقرارها النفسي. خرجت عن وصاية ذويها في الـ14 من عمرها، وباتت تمضي لياليها في نوادي السهر، كما بدأت تتعاطى المخدّرات في سنّ مبكّرة. أمضت الممثلة الأميركية شهوراً في مراكز علاج الإدمان، والمصحّات العقليّة.

وثّقت باريمور لتلك الحقبة الصعبة من حياتها في مذكّرتها، لا سيّما في أوّل كتابٍ صدر لها عام 1990 بعنوان «فتاة صغيرة تائهة».

دخلت درو باريمور عالم هوليوود في سن مبكرة (أ.ب)

جيم كاري والنوم في الخيمة

جيم كاري، الذي عرفه الجمهور ممثلاً يوزّع الضحكات على وجوه الناس، اختبر مراهقة متعبة بعد أن واجه والده مشكلاتٍ ماليّة. اضطرّت العائلة حينها إلى العيش في شاحنة صغيرة، كما استعانت أحياناً بالخيَم لإمضاء الليالي. أما كاري الصغير، فقد اضطرّ إلى العمل ليلاً في تنظيف المراحيض، لكنه لم ينقطع عن الدراسة، بل كان من بين الأوائل في صفّه.


رحيل الأمير بدر بن عبد المحسن... «مهندس الكلمة» وأيقونة الشعر السعودي

الأمير بدر بن عبد المحسن (حسابه الرسمي على «إكس»)
الأمير بدر بن عبد المحسن (حسابه الرسمي على «إكس»)
TT

رحيل الأمير بدر بن عبد المحسن... «مهندس الكلمة» وأيقونة الشعر السعودي

الأمير بدر بن عبد المحسن (حسابه الرسمي على «إكس»)
الأمير بدر بن عبد المحسن (حسابه الرسمي على «إكس»)

توفي، اليوم السبت، الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، عن عمر ناهز 75 عاماً.

ونعى مسؤولون ومشاهير سعوديون وعرب الأمير بدر بن عبد المحسن الملقب بـ«مهندس الكلمة».

وكتب رئيس الهيئة العامة للترفيه، المستشار تركي آل الشيخ، في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»: «رحم الله الأمير الشاعر صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن وغفرله وأسكنه فسيح جناته، عزائي لأسرته الكريمة وأبنائه ولآل سعود الكرام والشعب السعودي، خبر حزين وأحس فقدت أب لي ولكن لا أقول إلا الحمدلله على كل حال».

ولد الأمير بدر بن عبد المحسن في الثاني من أبريل (نيسان) 1949، وكان من أبرز الشعراء في الجزيرة العربية، وساعد على انتشار قصائده تقديمها في أغنيات لحنها أبرز ملحني الخليج من أمثال طلال مداح وعبد الرب إدريس وسامي إحسان.

وهو الملقب بـ«مهندس الكلمة»، وأيقونة الشعر السعودي، والفنان والفيلسوف الذي لا يكل ولا يمل من إبهار جمهوره المتعطش له دائماً، ليبقى البدر مضيئاً منذ نحو نصف قرن.

وعُرف على الساحة السعودية والعربية بأنه أحد أبرز روّاد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية وله مجهودات كبيرة في وضع نصوص أدبية تجمع بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي والسياسي للسعودية خصوصاً والعالم العربي عموماً.

وتغنى بقصائده بها بعض من أبرز المطربين مثل طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبد المجيد عبد الله وخالد عبد الرحمن وعبد الله الرويشد وكاظم الساهر وصابر الرباعي وراشد الماجد.

نال الأمير الراحل عدة تكريمات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بمنحه وشاح الملك عبد العزيز عام 2019. كما كرمته الهيئة العامة للترفيه عام 2019 في ليلة كان عنوانها (ليلة الأمير بدر بن عبد المحسن: نصف قرن والبدر مكتمل). وقد أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ تسمية المسرح المبنيّ خصيصا لهذه المناسبة بمسرح الأمير بدر بن عبد المحسن.

خادم الحرمين خلال تكريمه الأمير بدر بن عبد المحسن إلى جانب الأمير خالد الفيصل (واس)

وفي مارس (آذار) 2021 أعلنت هيئة الأدب والنشر والترجمة عزمها على جمع وطباعة الأعمال الأدبية الكاملة للأمير بدر تقديرا لإسهاماته في الحراك الإبداعي السعودي خلال خمسة عقود من الزمن. كما كُرّم في مارس آذار 2023 في ختام مهرجان القرين الثقافي في دولة الكويت في دورته الثامنة والعشرين باختياره شخصية المهرجان.

درس الأمير بدر بين السعودية ومصر، حيث التحق بمدرسة الملكة فيكتوريا في الإسكندرية، كما درس في بريطانيا وفي الولايات المتحدة.

وتولى سنة 1973 رئاسة الجمعية السعودية للثقافة والفنون، وعُين رئيسا لتنظيم الشعر بالسعودية، وتم تكليفه لعدة سنوات بكتابة الأوبريتات الافتتاحية لعدة مهرجانات محلية أبرزها مهرجان الجنادرية. وضمت خمسة دواوين هي: هام السحب، وشهد الحروف، ورسالة من بدوي، وما ينقش العصفور في تمرة العذق، ولوحة.. ربما قصيدة.

وبعد ركض في ميدان الشعر لامس نصف قرن، صدرت أعماله الشعرية الكاملة تزامنا مع معرض الرياض الدولي للكتاب عام 2022، وهي «هام السحب، شهد الحروف، ما ينقش العصفور في تمرة العذق، لوحة ربما قصيدة، رسالة من بدوي»، بإشراف مؤسسة بدر بن عبد المحسن الحضارية، وبمبادرة من وزارة الثقافة، ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتنفيذ شركة «المحترف السعودي»، التي تسهم بإشراف الهيئة، على ترجمة هذه الأعمال الشعرية إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، من خلال لجان متخصصة، لنقل تجربة الأمير بدر بن عبد المحسن الشعرية إلى العالمية.

ونعى العديد من الفنانين والشعراء والأمراء، الأمير الراحل، وقال الأمير عبد الرحمن بن مساعد: «فراقك أدمى قلبي يابدر».

وقال الفنان عبادي الجوهر: «رحم الله الأمير الشاعر صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن وغفرله واسكنه فسيح جناته».

ونعت الفنانة نوال الكويتية الأمير الشاعر، قائلة: «رحل الأمير الشاعر الكبير، الصديق والأب والقريب ستبقى دائما في قلوبنا وقلوب كل اللي يحبونك».

وخيم الحزن على منصات التواصل الرقمية بنعي الراحل البدر، متداولين مقتطفات من أشعاره أبرزها: «ذبلت أنوار الشوارع.. وانطفى ضي الحروف، ما نشدت الشمس عن حزن الغياب، علّمتنا الشمس نرضى بالرحيل».

وكانت هذه ‏آخر أبيات غرد فيها الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن قبل وفاته على منصة «إكس».

وخلال أزمته الصحية الأخيرة، قال أبيات شعرية مخاطباً فيها أخاه الأمير سعود:

كن السنين استكثرت طول عرسي... ‏سبعين، غيري ما حصله بعضها

‏ولابدها يا سعود بتغيب شمسي‏... ذي سنةٍ رب الخلايق فرضها

‏ولعلها حريتي بعد حبسي‏... ولعلّي ألقى عند ربي عوضها


حمار وحشي هارب يُشغل الشبكات الاجتماعية في أميركا

الحمار الوحشي يخطف الضوء (أ.ف.ب)
الحمار الوحشي يخطف الضوء (أ.ف.ب)
TT

حمار وحشي هارب يُشغل الشبكات الاجتماعية في أميركا

الحمار الوحشي يخطف الضوء (أ.ف.ب)
الحمار الوحشي يخطف الضوء (أ.ف.ب)

انشغل مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة بقضية حمار وحشي لا يزال البحث جارياً عنه في غرب البلاد، بعدما هرب الأحد الماضي خلال نقله إلى حديقة حيوانات أليفة.

وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ الحمار الوحشي الذي يحمل اسم «زي» كان واحداً من 4 حيوانات ثديية هربت من مقطورة على جانب أوتوستراد في ولاية واشنطن.

وكانت المالكة كريستين كيلتغن تأخذ الحيوانات إلى مونتانا عندما توقّفت لتصليح سجادة أرضية.

وفي اللحظة التي فتحت فيها المقطورة، هربت الحمير الوحشية الـ4، وكلّها إناث.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن كيلتغن قولها: «أول ما فكّرت فيه هو إبعاد الحيوانات عن الطريق. ثم تبيّن لي أنني أحتاج إلى مساعدة».

وتلقّت كيلتغن مساعدة من مصارع ثيران ومدرّبي خيول.

لكنّ هؤلاء لم يتمكّنوا من استعادة سوى 3 حيوانات، فيما هرب «زي» وقفز فوق السياج متّجهاً إلى بعض الغابات قرب نورث بيند.

وأشار أفراد مراقبة الحيوانات المحلّيون إلى أنّ عدداً من السكان رأوا الحمار الوحشي، والتقطت كاميرات المراقبة صوراً له وهو يبدو بصحّة جيدة.

وطلبوا من أي شخص يرصده أن يتواصل معهم. وقالوا: «يُطلب من السكان عدم الاقتراب من الحمار الوحشي، أو محاولة الإمساك به».

وأُغلِق، الجمعة، مسار للمشي الطويل في الطبيعة بالمنطقة، نظراً إلى كونه «منطقة يرتادها الحمار الوحشي»، وفق ما أوضحت السلطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.


«أفلام السعودية»... افتتاح مبهر لدورة استثنائية

مقدّما حفل الافتتاح محمد الشهري وسمية رضا (صور المهرجان)
مقدّما حفل الافتتاح محمد الشهري وسمية رضا (صور المهرجان)
TT

«أفلام السعودية»... افتتاح مبهر لدورة استثنائية

مقدّما حفل الافتتاح محمد الشهري وسمية رضا (صور المهرجان)
مقدّما حفل الافتتاح محمد الشهري وسمية رضا (صور المهرجان)

عاش عشّاق الفن السابع ليلة استثنائية مع حفل إطلاق الدورة العاشرة من مهرجان «أفلام السعودية»، في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي»، (إثراء)، بالظهران.

بدأ الحفل بعرض فني مبهر، تخلّله وثائقي يسبق تكريم الفنان السعودي عبد المحسن النمر، لتُعلن هناء العمير، رئيسة مجلس إدارة «جمعية السينما»، إطلاق مشروع الموسوعة السينمائية السعودية، إلى جانب برنامج رئيسي جديد للتجربة السينمائية الدولية، مشيرةً إلى تأسيس «سينماتيك الخُبر»، بوصفه مركزاً سينمائياً ثقافياً يوفّر مزايا وخدمات وفعاليات عدّة لصنّاع الأفلام.

وبلغ عدد المشاركات المسجَّلة 826؛ ويقدّم المهرجان 35 جائزة سينمائية، يُتوَّج بها الفائزون خلال حفل الختام مساء الخميس المقبل، 9 مايو (أيار) الحالي.

ومرّ مهرجان «أفلام السعودية» بمرحلة حافلة بالتحدّيات والإنجازات منذ انطلاقه كمسابقة للأفلام عام 2008، ليكبُر ويتحوَّل مهرجاناً سينمائياً عريقاً.

(تفاصيل ص22)