«لا تنفجر»... هل من السهل إسقاط «مناطيد التجسس» الصينية؟

صورة للمنطاد الصيني (أ.ب)
صورة للمنطاد الصيني (أ.ب)
TT

«لا تنفجر»... هل من السهل إسقاط «مناطيد التجسس» الصينية؟

صورة للمنطاد الصيني (أ.ب)
صورة للمنطاد الصيني (أ.ب)

يعدّ المنطاد الصيني، الذي حلّق فوق الأراضي الأميركية هذا الأسبوع، مسبباً تأجيل زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى الصين، أداة يوجّهها الذكاء الاصطناعي، وفقاً لخبير أميركي.
ويرى ويليام كيم الخبير في مناطيد المراقبة في مركز أبحاث «ماراثون إنيسياتيف» في واشنطن، أن هذه الأجهزة تعد أدوات مراقبة قوية من الصعب إسقاطها.
وأشار كيم إلى أن مظهر المنطاد الصيني يشبه شكل منطاد الأرصاد الجوية العادي، إلا أنّ هناك بعض العناصر المختلفة، إذ تتكوّن حمولته الضخمة التي يمكن رؤيتها بوضوح، من أدوات إلكترونية للتوجيه والمراقبة، بالإضافة إلى الألواح الشمسية لتشغيلها.
وأوضح الخبير أنّه يمكن أن يحمل المنطاد تقنيات توجيه لم يتمّ اعتمادها بعد لدى الجيش الأميركي، مشيراً إلى أنّه مع تقدّم الذكاء الاصطناعي، بات من الممكن الآن توجيه المنطاد عبر تغيير الارتفاع للوصول إلى نقطة مناسبة للعثور على رياح تدفعه نحو الوجهة المطلوبة.
وقبل ذلك، كان يجب توجيهه من الأرض بكابل «أو إطلاقه، على أن يتوجّه إلى حيث تأخذه الريح»، وفقاً لويليام كيم. وأضاف أنّ «ما حصل أخيراً في ظلّ تقدّم الذكاء الاصطناعي، أنه بات يمكننا الحصول على منطاد (...) لا يحتاج حتى إلى وسائل دفع خاصة به. بمجرّد التحكّم بالارتفاع يمكن التحكّم باتجاهه».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1621622801839833089
ولا يزال من الممكن أن تشمل مثل هذه التكنولوجيا اتصالات مع قاعدتها. وقال كيم إنّ الأقمار الاصطناعية باتت معرّضة بشكل متزايد للهجوم من الأرض والفضاء.
كذلك تتمتّع المناطيد بالعديد من المزايا، بدءاً من قدرتها على الهروب من الرادار. وأضاف: «إنها مصنوعة من مواد لا تعكس الضوء، فهي ليست معدنية. لذا، حتى لو كانت كبيرة إلى حدّ ما (...) سيكون اكتشاف (وجودها) صعباً».
فضلاً عن ذلك، بما أنّ أجهزة التجسّس والحمولة الصافية لهذه الأجهزة تعدّ صغيرة، فهي يمكن أن تمر من دون ملاحظة.
كما أنّ المناطيد تتمتع بميزة الحفاظ على موقع ثابت فوق الهدف الذي تريد مراقبته، خلافاً للأقمار الاصطناعية التجسسية التي يجب أن تبقى في المدار.
وأوضح الخبير أنه «يمكنها التحليق فوق الموقع نفسه على مدى أشهر».
بالنسبة لويليام كيم، هذا «احتمال حقيقي». من الممكن بالفعل أن يكون المنطاد الصيني قد أُرسل في البداية لجمع البيانات خارج الحدود الأميركية أو أعلى من ذلك، قبل أن يتعطل. وقال: «هذه المناطيد لا تعمل دائماً بشكل مثالي»، مشيراً إلى أنّ المنطاد الصيني حلَّق على ارتفاع 46 ألف قدم تقريباً فوق سطح الأرض، مقابل 65 ألفاً إلى 100 ألف قدم، عادة لهذا النوع من الأدوات.
وأضاف: «إنه بالتأكيد منخفض بعض الشيء (...) إذا كان الهدف هو جعل اكتشافه أكثر صعوبة، ومن الصعب إسقاطه، لكان من المنطقي إرساله إلى ارتفاع أعلى».
وحذّر كيم من أنّ إسقاط المنطاد ليس سهلاً كما يبدو. وأوضح الخبير أنّ «هذه المناطيد تعمل على الهيليوم (...) لا يمكنك إطلاق النار عليها بكل بساطة وإشعال النار فيها».
ولفت إلى أنها «ليست أشياء تنفجر»، مشيراً إلى أنه «في حال ثقبته، سوف ينكمش ببطء شديد».
وقال ويليام كيم إنه في عام 1998 أرسل سلاح الجو الكندي طائرة «إف 18» مقاتلة في محاولة لإسقاط منطاد أرصاد جوية انحرف عن مساره. وأضاف: «استهدفوه بنحو ألف طلقة من عيار 20 ملم. واستغرق الأمر ستة أيام قبل أن ينزل إلى الأرض».
وفق كيم، ليس من الواضح ما إذا كانت صواريخ أرض جو تعمل ضدّ هذا النوع من المناطيد. فقد تمّ تصميم أنظمة التوجيه الخاصة بها لتعقّب الأهداف السريعة.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بايدن يحذّر من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك

الرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترمب خلال اجتماعهما في البيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)
الرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترمب خلال اجتماعهما في البيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)
TT

بايدن يحذّر من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك

الرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترمب خلال اجتماعهما في البيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)
الرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترمب خلال اجتماعهما في البيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)

حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك، وذلك بعد تصريحات لخليفته المنتخب دونالد ترمب بشأن فرض رسوم جمركية على البلدين الجارين للولايات المتحدة.

وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال بشأن خطة ترمب: «أعتقد أنه أمر سيأتي بنتائج عكسية... آخر ما نحتاج إليه هو البدء بإفساد تلك العلاقات».

وأعرب الرئيس الديمقراطي عن أمله في أن يعيد خليفته الجمهوري «النظر» في تعهّده فرض رسوم تجارية باهظة على البلدين «الحليفين» للولايات المتحدة.

بايدن مستقبِلاً ترمب في البيت الأبيض (د.ب.أ)

وأثار ترمب قلق الأسواق العالمية، الاثنين، بإعلانه عبر منصات التواصل الاجتماعي أنّ من أولى إجراءاته بعد تسلّمه مهامه في يناير (كانون الثاني) المقبل ستكون فرض رسوم جمركية نسبتها 25 بالمائة على المكسيك وكندا، اللتين تربطهما بالولايات المتحدة اتفاقية للتجارة الحرة، إضافة إلى رسوم نسبتها 10 بالمائة على الصين.

وتعهّد ترمب عدم رفع هذه الرسوم عن البلدين الجارين للولايات المتحدة قبل توقف الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، مؤكداً أن التجارة ستكون من أساليب الضغط على الحلفاء والخصوم.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

وبعدما أعربت عن معارضتها لتهديدات ترمب، أجرت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب الأربعاء، تطرقت إلى تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة عبر حدود البلدين ومكافحة تهريب المخدرات.

وأعلن ترمب أنّ شينباوم «وافقت» على «وقف الهجرة» غير الشرعية، بينما سارعت الزعيمة اليسارية إلى التوضيح بأنّ موقف بلادها «ليس إغلاق الحدود».

ورداً على سؤال بشأن التباين في الموقفين، قالت الرئيسة المكسيكية، في مؤتمرها الصحافي اليومي، الخميس: «يمكنني أن أؤكد لكم... أننا لن نقوم أبداً، ولن نكون قادرين أبداً، على اقتراح أن نغلق الحدود».

وحذّر وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرار، الأربعاء، من أنّ مضيّ ترمب في فرض الرسوم التجارية على المكسيك سيؤدي إلى فقدان نحو 400 ألف وظيفة.

وأكدت شينباوم، الخميس، أنّ أيّ «حرب رسوم تجارية» بين البلدين لن تحصل.

وأوضحت أنّ «المهم كان التعامل مع النهج الذي اعتمده»، في إشارة إلى ترمب، معربة عن اعتقادها أن الحوار مع الرئيس الجمهوري سيكون بنّاء.

إلى ذلك، شدّد بايدن في تصريحاته للصحافيين في نانتاكت، حيث يمضي عطلة عيد الشكر مع عائلته، على أهمية الإبقاء على خطوط تواصل مع الصين.

وقال: «لقد أقمت خط تواصل ساخناً مع الرئيس شي (جينبينغ)، إضافة إلى خط مباشر بين جيشينا»، معرباً عن ثقته بأنّ نظيره الصيني لا «يريد ارتكاب أيّ خطأ» في العلاقة مع الولايات المتحدة.

وتابع: «لا أقول إنه أفضل أصدقائنا، لكنه يدرك ما هو على المحك».