إيران تلقي باللوم على إسرائيل في هجوم أصفهان وتتوعدها بالرد

إيرواني يعلق على اتهام بالتدخل في الحرب الأوكرانية على هامش اجتماع لمجلس الأمن أكتوبر الماضي (الأمم المتحدة)
إيرواني يعلق على اتهام بالتدخل في الحرب الأوكرانية على هامش اجتماع لمجلس الأمن أكتوبر الماضي (الأمم المتحدة)
TT

إيران تلقي باللوم على إسرائيل في هجوم أصفهان وتتوعدها بالرد

إيرواني يعلق على اتهام بالتدخل في الحرب الأوكرانية على هامش اجتماع لمجلس الأمن أكتوبر الماضي (الأمم المتحدة)
إيرواني يعلق على اتهام بالتدخل في الحرب الأوكرانية على هامش اجتماع لمجلس الأمن أكتوبر الماضي (الأمم المتحدة)

غداة اتهام فصائل المعارضة الكردية في التورط بنقل أجزاء مسيّرات هاجمت منشأة في مدينة أصفهان، حمّلت طهران، على لسان مندوبها إلى الأمم المتحدة، عدوَّها اللدود إسرائيل «مسؤولية» الهجوم، الذي وقع الأحد الماضي، متعهدة بالرد بعدما بدا أنه أحدث حلقة في حرب خفية طويلة الأمد.
ووقع الهجوم، وسط توتر بين إيران والغرب بسبب ملف طهران النووي وتزويدها روسيا بالأسلحة في حربها مع أوكرانيا، بما في ذلك «طائرات مسيّرة انتحارية»، إضافة إلى قمع المظاهرات المناهضة للمؤسسة الحاكمة في إيران.
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، قال أمير سعيد إيرواني، مبعوث طهران لدى المنظمة الدولية، إن التحقيقات الأولية تشير إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجوم الذي وقع فجر الأحد. وقالت طهران إنه لم يسفر عن سقوط قتلى ولم يتسبب في أضرار جسيمة.
وأضاف إيرواني، في الرسالة، أن «إيران تحتفظ بحقّها المشروع والطبيعي في الدفاع عن أمنها القومي، والرد بحزم على أي تهديد أو خطأ يرتكبه النظام الصهيوني (إسرائيل) أينما وكلما رأت ضرورة لذلك». وقال: «هذا الفعل الذي ارتكبه النظام الصهيوني (إسرائيل) يتعارض مع القانون الدولي»، وفق ما نقلت «رويترز» عن وكالة «إيسنا» الحكومية.
ورأى المندوب الإيراني أنه على مجلس الأمن الدولي «إدانة التصريحات العدوانية للسلطات الصهيونية، والطلب من هذا النظام التزام القوانين الدولية وإنهاء برامجه الخطِرة ونشاطاته التدميرية في المنطقة»، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» في خدمتها باللغة العربية.
وأعلنت السلطات الإيرانية، ليل السبت، «فشل» هجوم بطائرات مسيّرة صغيرة استهدف «مجمعاً عسكرياً» تابعاً لوزارة الدفاع في محافظة أصفهان وسط البلاد. وأشارت إلى أن وسائط الدفاع الجوي دمّرت إحداها، بينما انفجرت اثنتان أخريان وتسببتا بـ«أضرار طفيفة في سقف» أحد مباني هذا المجمع. ونقلت صحيفة «جيرزاليم بوست» الإسرائيلية عن مصادر استخباراتية أن الضربة حققت نجاحاً هائلاً.
وخلال الأيام الماضية، لم يوجِّه المسؤولون الإيرانيون رسمياً وبشكل مباشر، اتهاماً لأي دولة بالوقوف خلف الهجوم على المنشأة التي وصفتها قنوات تابعة لـ«الحرس الثوري» بأنها منشأة تطوير مسيّرات إيرانية.
وتعبر إسرائيل، منذ وقت طويل، عن استعدادها لضرب أهداف إيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في الحد من برامج طهران النووية أو الصاروخية، لكنها تتبع نهج الإحجام عن التعليق على وقائع بعينها.
ويخيّم الجمود منذ سبتمبر (أيلول) على المحادثات بين إيران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. ووافقت إيران، بموجب الاتفاق الذي خرجت منه واشنطن عام 2018 إبان تولي دونالد ترمب الرئاسة، على الحد من أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات.
واتهمت إيران إسرائيل من قبل بالتخطيط لهجمات باستخدام عملاء على الأراضي الإيرانية.
وفي يوليو (تموز)، قالت طهران إنها ألقت القبض على فريق تخريب يضم مسلَّحين من الأكراد يعملون لصالح إسرائيل وخططوا لنسف مركز «حساس» للصناعة الدفاعية في أصفهان.
وقال موقع «نور نيوز»، المنصة الإعلامية الخاضعة لـ«المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني»، الأربعاء، إن «المتفجرات والعتاد الذي استُخدم في هجوم أصفهان نُقل إلى إيران بمساعدة جماعات مناوئة للثورة تتخذ من كردستان العراق مقراً لها وبأوامر من جهاز أمني أجنبي»، قبل أن يجري «تجميع الأجزاء والمواد المذكورة أعلاه في ورشة مجهزة باستخدام قوات مدربة».
ويقع عدد من المواقع النووية في محافظة أصفهان، بما في ذلك نطنز الذي يمثل محور برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم واتهمت إيران إسرائيل بتخريبه في 2021. ووقع عدد من الانفجارات والحرائق في محيط مواقع عسكرية ونووية وصناعية إيرانية في السنوات القليلة الماضية.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، يوم الأحد الماضي، أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم، الذي وقع بالقرب من مدينة أصفهان وسط إيران، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، لم يجرِ الكشف عن هويتهم، ومصادر مطّلعة على العملية.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل «ليست لديها مصلحة» في خوض مواجهة مع سوريا، وذلك بعد أيام على إصداره أوامر بدخول قوات إلى المنطقة العازلة بين البلدين في هضبة الجولان.

وجاء في بيان بالفيديو لنتنياهو: «ليست لدينا مصلحة في مواجهة سوريا. سياسة إسرائيل تجاه سوريا ستتحدد من خلال تطور الوقائع على الأرض»، وذلك بعد أسبوع على إطاحة تحالف فصائل المعارضة السورية، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، بالرئيس بشار الأسد.

وأكد نتنياهو أن الضربات الجوية الأخيرة ضد المواقع العسكرية السورية «جاءت لضمان عدم استخدام الأسلحة ضد إسرائيل في المستقبل. كما ضربت إسرائيل طرق إمداد الأسلحة إلى (حزب الله)».

وأضاف: «سوريا ليست سوريا نفسها»، مشيراً إلى أن إسرائيل تغير الشرق الأوسط، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل».

وتابع: «لبنان ليس لبنان نفسه، غزة ليست غزة نفسها، وزعيمة المحور، إيران، ليست إيران نفسها».

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه تحدث، الليلة الماضية، مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حول تصميم إسرائيل على الاستمرار في العمل ضد إيران ووكلائها.

وصف نتنياهو المحادثة بأنها «ودية ودافئة ومهمة جداً» حول الحاجة إلى «إكمال انتصار إسرائيل».

وقال: «نحن ملتزمون بمنع (حزب الله) من إعادة تسليح نفسه. هذا اختبار مستمر لإسرائيل، يجب أن نواجهه وسنواجهه. أقول لـ(حزب الله) وإيران بوضوح تام: (سنستمر في العمل ضدكم بقدر ما هو ضروري، في كل ساحة وفي جميع الأوقات)».