النواب الألمان يصنفون جرائم «داعش» في حق الأيزيديين على أنها «إبادة»

سيدات أيزيديات يعرضن صوراً لضحايا «داعش» الإرهابي (أ.ف.ب)
سيدات أيزيديات يعرضن صوراً لضحايا «داعش» الإرهابي (أ.ف.ب)
TT

النواب الألمان يصنفون جرائم «داعش» في حق الأيزيديين على أنها «إبادة»

سيدات أيزيديات يعرضن صوراً لضحايا «داعش» الإرهابي (أ.ف.ب)
سيدات أيزيديات يعرضن صوراً لضحايا «داعش» الإرهابي (أ.ف.ب)

أقر النواب الألمان مذكرة أمس الخميس تصنّف ما ارتكبه تنظيم «داعش» الإرهابي في حق الأيزيديين في شمال غربي العراق عام 2014 على أنه «إبادة جماعية»، وأوصوا بسلسلة من إجراءات المساعدة لهذه الأقلية الناطقة بالكردية.
وجاء في النص أن «الهدف الأساسي» لتنظيم «داعش» كان «القضاء التام على المجتمع الأيزيدي»، مضيفاً: «أكثر من 5000 من الأيزيديين تعرضوا للتعذيب والقتل الوحشي على يد التنظيم خصوصاً في عام 2014».
وأشار إلى أن الرجال الأيزيديين «أجبروا على تغيير (ديانتهم)، وفي حال الرفض، تم إعدامهم أو ترحيلهم على الفور وتحويلهم إلى عبيد يعملون بالسخرة».
وتعرضت الفتيات والنساء «للاستعباد والاغتصاب والبيع»، كما تضيف المذكرة البرلمانية التي تشير إلى أن «العنف الجنسي... هدفه تجريد المجتمعات من إنسانيتها، وإذلالها وتفتيتها». وعليه، فإن «مجلس النواب (البوندستاغ) يعتبر الجرائم المرتكبة ضد المجتمع الأيزيدي إبادة جماعية».
ورحبت وزيرة الخارجية الألمانية أمنالينا بيربوك من على منبر البرلمان بالقرار بحضور الكثير من أفراد منظمات أيزيدية غير حكومية، وقالت: «نحن كمجتمع وكسياسيين، مهمتنا ليست فقط إقرار ذلك بل إحقاق الحق للضحايا».
وأضافت الوزيرة المنتمية إلى «حزب الخضر» بنبرة آسفة: «لماذا لم نتحرك؟» لمنع تلك التجاوزات، مؤكدة أن «ما من قرار برلماني في العالم يمكنه إصلاح المعاناة».
بدوره، قال النائب عن «الخضر» أيضاً ماكس لاكس: «نحن مدينون للأيزيديين لأننا لم نتحرك. صمتنا كلف أرواحاً بشرية».
وسبق لبلجيكا وأستراليا أن اعترفتا بحصول «إبادة»، على ما أفاد مصدر برلماني ألماني. وكذلك فعلت هولندا بحسب جمعية مدافعة عن حقوق الأيزيديين. ورأى الناشط ميرزا ديناي، المدافع البارز عن حقوق الأيزيديين، في بيان أنه «تكمن أهمية الخطوة الألمانية، بكونها تشمل تدابير تهدف إلى القضاء على تداعيات الإبادة الجماعية».
وقالت النائبة عن الحزب «الاشتراكي الديمقراطي» دريا تورك – ناشبور: «الاعتراف بالإبادة الجماعية ليس صدفة فارغة».
وتنص وثيقة البرلمان الألماني على سلسلة من المطالب موجهة للحكومة الألمانية، من ملاحقات قضائية في حق مشتبه فيهم في ألمانيا، ودعم مالي، فضلاً عن جمع أدلة في العراق وصولاً إلى إعادة بناء تجمعات سكنية أيزيدية مدمرة.
وألمانيا حيث تعيش جالية أيزيدية من الأكبر في العالم، هي من الدول القليلة التي سلكت مساراً قضائياً بشأن ممارسات تنظيم «داعش» الإرهابي في حق هذه الأقلية. وقال النائب المحافظ مايكل براند من على منبر مجلس النواب: «يجب ألا يكون هناك مكان واحد على هذا الكوكب يشعر فيه هؤلاء المجرمون بأمان».
وكان القضاء الألماني أدان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إرهابياً عراقياً بتهمة ارتكاب «مجازر إبادة» في حق الأقلية الأيزيدية في سابقة عالمية، حيث رحبت بها الفائزة بجائزة نوبل للسلام الأيزيدية نادية مراد التي اعتبرتها «اعترافاً بالفظائع التي ارتكبها» ذلك التنظيم.
وتحاكم امرأة ألمانية يشتبه في انتمائها لـ«داعش» حالياً في غرب ألمانيا بتهمة اضطهاد أيزيدية واستعبادها.


مقالات ذات صلة

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية عناصر من الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا في شمال سوريا (إعلام تركي)

العملية العسكرية التركية في شمال سوريا تواجه رفضاً روسياً وغموضاً أميركياً

تصاعدت التصريحات التركية في الفترة الأخيرة حول إمكانية شن عملية عسكرية جديدة تستهدف مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».