لندن تتعهد إجراءات انتقامية بحق طهران بعد إعدام بريطاني ـ إيراني

أسرة أكبري تطالب بإنهاء الغموض حول مصير جثته

السفير الفرنسي يوضح لنظيريه البريطاني والألماني ما كتب على حائط السفارة في طهران (تويتر)
السفير الفرنسي يوضح لنظيريه البريطاني والألماني ما كتب على حائط السفارة في طهران (تويتر)
TT

لندن تتعهد إجراءات انتقامية بحق طهران بعد إعدام بريطاني ـ إيراني

السفير الفرنسي يوضح لنظيريه البريطاني والألماني ما كتب على حائط السفارة في طهران (تويتر)
السفير الفرنسي يوضح لنظيريه البريطاني والألماني ما كتب على حائط السفارة في طهران (تويتر)

أكد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، الاثنين، أن لندن لا تستبعد اتخاذ مزيد من الإجراءات الانتقامية بحق إيران بعدما أعلنت تنفيذ الإعدام بحق المسؤول السابق، علي رضا أكبري، الذي واجه اتهامات بالتجسس لصالح بريطانيا.
وقال كليفرلي أمام مجلس العموم، «حالياً يجب علينا، مع حلفائنا، درس الخطوات المقبلة التي سنتخذها لمحاربة التهديد المتزايد الذي تمثله إيران. لا نحصر أنفسنا بالإجراءات التي سبق أن أعلناها».
ورغم إصرار برلمانيين، امتنع الوزير عن أي تكهنات بشأن عقوبات مستقبلية ضد إيران، وتحديد ما إذا كانت المملكة المتحدة ستُدرج «الحرس الثوري» الإيراني على قائمتها للمنظمات «الإرهابية»، لكنه لم يستبعد المزيد من العقوبات والتدابير ضد إيران.
في وقت سابق، قال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، لصحافيين، إن الحكومة «تدرس اتخاذ مزيد من الإجراءات» مع حلفائها.
ورداً على إعدام المواطن الإيراني البريطاني علي رضا أكبري (61 عاماً)، السبت، فرضت المملكة المتحدة عقوبات على المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري.
وأضاف كليفرلي: «يأتي إعدام أكبري بعد عقود من القمع من قبل نظام لا يرحم»، مشدداً على دعم بلاده للشعب الإيراني «الذي يطالب بالحقوق والحريات». وتابع: «نشهد أعمالاً انتقامية لنظام ضعيف ومعزول ومهووس بتدمير شعبه، وقد أضعفه خوفه من فقدان السلطة وإفساد سمعته في العالم».
وأثار إعدام أكبري شجب الدول الغربية ومنظمات غير حكومية. واستدعت لندن وباريس، ممثلي إيران الدبلوماسيين، السبت، بعد ساعات من إعلان القضاء الإيراني إعدام أكبري. وردت طهران باستدعاء سفراء أوروبيين.
واستدعت بريطانيا سفيرها من طهران بغرض التشاور. وأشار كليفرلي إلى مشاورات أجراها مع السفير سايمون شركليف، فور وصوله إلى لندن أمس.
وقبل مغادرة طهران بساعات، نشر شركليف صوراً من جولته مع نظيريه الفرنسي نيكولاس روش، والألماني هانس إيدو موتسيل، في الشوارع المحيطة بسفارات البلدان الثلاثة في طهران. واطلع السفراء الثلاثة على شعارات كتبها الموالون للمؤسسة الحاكمة على حوائط تلك السفارات.
وكتب شركليف في تغريدة على «تويتر»: «التضامن الأوروبي»، في تغريدة تضمنت أعلام فرنسا وبريطانيا وألمانيا.

احتجاج ألماني
في وقت سابق أمس، استدعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، السفير الإيراني في برلين للمرة الثانية خلال أسبوع، في أعقاب تنفيذ طهران عدداً من الإعدامات، حسبما أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية.
وأكد المتحدث كريستوفر برغر، الإجراء الذي اتخذته الوزيرة، رداً على سؤال بشأن تقارير تحدثت عن استدعاء السفير «على خلفية انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وموجة إعدامات».
وهذه المرة الثانية في غضون ثمانية أيام التي تستدعي فيها وزارة الخارجية الألمانية السفير الإيراني. وكانت استدعته الاثنين الماضي للاحتجاج على إعدام رجلين على صلة بالاحتجاجات التي اندلعت إثر وفاة الشابة مهسا أميني.
وأعلن القضاء الإيراني، السبت، إعدام أكبري، دون الإشارة إلى توقيت تنفيذ حكم الإعدام. ويحمل أكبري الجنسية البريطانية، ونفى في تسجيل صوتي الاتهامات الموجهة ضده.
وشغل أكبري منصب نائب الشؤون الدولية لوزير الدفاع الأسبق إبان حكومة محمد خاتمي، عندما كان علي شمخاني يتولى المنصب، وتنقل بين مختلف المناصب الرفيعة في إيران، وكان مستشاراً لقائد القوات البحرية، ورئيساً لقسم في مركز بحوث وزارة الدفاع. وشارك في المفاوضات النووية عندما كان علي لاريجاني أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمن القومي.
وكان الإعلام الرسمي أوضح أن أكبري أوقف قبل زهاء ثلاثة أعوام. وأثار إعدام أكبري في هذا التوقيت، وإعدامه على وجه السرعة، تساؤلات في الأوساط الإيرانية.

البحث عن الجثة
طالبت أسرة أكبري، المسؤول الإيراني السابق، السلطات الإيرانية، بإنهاء الغموض حول مصير جثته. وأبلغت أسرته، خدمة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي فارسي)، الاثنين، أن السلطات رفضت تسليم جثته رغم وعود سابقة من المسؤولين في القضاء.
وقالت أسرته في أول تعليق على إعدامه، إن «كل شيء غامض» و«هناك أسئلة كثيرة». وأشارت إلى تلقيها بلاغاً من المسؤولين في القضاء الإيراني بإمكانية دفن الجثة، الاثنين، بشرط دفنها في مقبرة «بهشت زهرا» بجنوب طهران.
ونقل أفراد الأسرة عن مسؤولين في المقبرة، أن «شخصاً بهذه المواصفات جرى دفنه الخميس الماضي». وقالوا إن مسؤولي المقبرة أبلغوهم بالتقاط تسجيل من مراسم دفنه، موضحين أن «الفيلم بحوزة وزارة الاستخبارات».
كانت معلومات تم تداولها على قنوات «تلغرام» تابعة لـ«الحرس الثوري» قد تناقلت الجمعة خبر إعدام أكبري.
وذكرت «بي بي سي الفارسية» أن أفراد أسرة أكبري يطالبون بمعرفة يوم إعدامه ومكان جثته، واليوم الذي دفن فيه، مطالبين السلطات بتقديم مستندات حول مزاعمهم.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
TT

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يوم أمس (الجمعة)، إن القضاء على الميليشيا الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة هو «الهدف الاستراتيجي» لبلاده، ودعا أعضاء الميليشيا إلى مغادرة سوريا أو إلقاء السلاح.

وفي مقابلة مع قناة «إن تي في» التركية، دعا فيدان أيضاً حكام سوريا الجدد -المعارضة المسلحة التي اجتاحت دمشق والمدعومة من أنقرة- إلى عدم الاعتراف بالميليشيا، المعروفة باسم «وحدات حماية الشعب».

يذكر أن المجموعة متحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لكن تركيا تعتبرها «منظمة إرهابية» وتهديداً أمنياً.

وقال فيدان «يجب على أعضاء وحدات حماية الشعب غير السوريين مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن... يجب على مستوى القيادة بوحدات حماية الشعب بأكمله مغادرة البلاد أيضاً... بعد ذلك، يجب على من يبقوا أن يلقوا أسلحتهم ويواصلوا حياتهم».

وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكرياً في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى إسقاط بشار الأسد.

وقال فيدان، إن «الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكرياً في المعادلة. تحدثنا إلى الروس والإيرانيين وقد تفهموا».

وأضاف: «بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة».

واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وايران، لكان «انتصار المعارضة استغرق وقتاً طويلاً، وكان هذا الأمر سيكون دموياً».

وأضاف: «لكنّ الروس والإيرانيين رأوا أنّ هذا الأمر لم يعد له أيّ معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد يستحق الاستثمار. فضلاً عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك الظروف في العالم لم تعد هي نفسها».

وإثر هجوم استمر أحد عشر يوما، تمكنت الفصائل السورية المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الأحد من إسقاط الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته.