قالت شركة البنية التحتية للاتصالات في إيران أمس (الجمعة)، إنها أحبطت هجوماً إلكترونياً على البنك المركزي. وكانت جماعة «أنونيميوس» وجماعات اختراق أخرى قد هددت في أكتوبر (تشرين الأول) بشن هجمات إلكترونية على مؤسسات ومسؤولين في إيران دعماً للاحتجاجات المناهضة للحكومة ولتجاوز الرقابة على الإنترنت في إيران. ونقلت وكالة أنباء إيرانية عن أمير محمد زاده لاجوردي، رئيس شركة البنية التحتية للاتصالات، قوله إن البنك المركزي تعرض لهجوم للحرمان من الخدمات.
وتسعى هجمات الحرمان من الخدمات لتعطيل الخوادم عن طريق إنهاكها بتكثيف المرور على شبكة الإنترنت. وقال لاجوردي: «يستهدف العدد الأكبر من الهجمات الأجنبية هذه الأيام البنوك والمؤسسات المالية والشركات المزودة لخدمات الإنترنت والبنية التحتية للاتصالات، وقد تم صدها». وقال البنك المركزي في سبتمبر (أيلول) إن هجوماً إلكترونياً عطل موقعه على الإنترنت لفترة وجيزة. والوصول إلى الإنترنت محدود للغاية في إيران منذ اندلاع احتجاجات واسعة النطاق بسبب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر الماضي في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق لمخالفتها قواعد الملبس الإلزامية في البلاد.
- مهدي بيكوغلي
على صعيد آخر، أوقف صحافي إيراني بعد إجرائه مقابلات مع عائلات أسرى محكوم عليهم بالإعدام على ارتباط بحركة الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة أميني، على ما أعلنت أمس (الجمعة)، صحيفة «اعتماد» الإيرانية الإصلاحية. وقُتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كذلك أُوقف الآلاف على هامش التحركات التي يعد مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها بمثابة «أعمال شغب» يقف خلفها «أعداء» إيران. وقالت صحيفة «اعتماد» على موقعها الإلكتروني: «أُوقف مهدي بيكوغلي مدير قسم السياسة في صحيفة (اعتماد)، مساء الخميس». وكان الصحافي قد نشر في الأسابيع الأخيرة عدة مقابلات مع عائلات أشخاص حُكم عليهم مؤخراً بالإعدام لضلوعهم المفترض في التظاهرات.
وتشهد إيران حركة احتجاجية اندلعت في 16 سبتمبر إثر وفاة أميني (22 عاماً). ومنذ بداية الاحتجاجات، حكم القضاء بالإعدام على 14 شخصاً لارتباطهم بالتظاهرات، حسب إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية، مبنيٍّ على معلومات رسمية. من بين هؤلاء، نُفّذ حكم الإعدام في حق شخصين منهم حتى الآن. وأضافت الصحيفة: «كتبت زوجته على (تويتر) أن هاتفه الجوال وجهاز الكمبيوتر ومقتنياته الشخصية صودرت خلال اعتقاله». وكانت صحيفة «شرق» اليومية قد نشرت في ديسمبر (كانون الأول) قائمة تضم نحو 40 صحافياً ومصوراً صحافياً اعتُقلوا في إيران على خلفية ارتباطهم بالاحتجاجات. وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت وسائل إعلام محلية توقيف عدة صحافيين آخرين.
- الطاهي الشهير إبراهيمي
وأعلنت منظمات حقوقية إيرانية (الخميس) أنّ قوات الأمن في إيران اعتقلت يوم الأربعاء، في إطار قمعها للاحتجاجات التي تهزّ البلاد، الطاهي الشهير نوّاب إبراهيمي الذي يتابعه الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت منظمة «هرانا» الحقوقية إنّ إبراهيمي اقتيد إلى سجن «إيوين» في طهران. ولم يتّضح في الحال سبب اعتقال هذا الطاهي الذي لديه 2.7 مليون متابع على موقع «إنستغرام» يشاهدون مقاطع الفيديو التي يشرح فيها بسهولة كيفية تحضير أشهى وصفات المطبخ الإيراني التقليدي.
لكنّ متصفّحين للإنترنت قالوا إنّ اعتقاله تمّ في أعقاب نشره على حسابه في «إنستغرام» مقطع فيديو لكيفية تحضير «الكوتليت»، الطبق الإيراني التقليدي الشبيه بالكباب وقوامه خصوصاً اللحمة المفرومة. وحسب هؤلاء فإنّ إبراهيمي نشر هذه الوصفة في نفس اليوم الذي أحيت فيه إيران ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني قبل ثلاث سنوات في غارة جوية أميركية في العراق. وفي ذكرى اغتيال سليماني من كل عام دأب إيرانيون معارضون للنظام على نشر صور لطبق الكوتليت، في إشارة منهم إلى الطريقة التي اُغتيل بها هذا الجنرال في غارة شنّتها طائرة أميركية من دون طيار.
بدوره قال «مركز حقوق الإنسان في إيران» ومقرّه في نيويورك، إنّ «الشيف والمؤثّر نوّاب إبراهيمي اعتُقل في طهران». مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي يطرحون فرضية أنّ اعتقاله مرتبط بشرحه عبر «إنستغرام» طريقة تحضير طبق الكباب التقليدي. ولم تقدّم المنظمة الحقوقية غير الحكومية أي تفاصيل أخرى بخصوص هذه الوصفة، كما أنّ حساب إبراهيمي على «إنستغرام» لم يعد متاحاً للاطلاع على الفيديو المشار إليه.
وفي تغريدة على «تويتر» قال المخرج والمصوّر الإيراني نيك يوسفي، الذي اعتُقل في أكتوبر قبل أن يُطلق سراحه لاحقاً، إنّ إبراهيم اعتُقل، ومقهاه في طهران ويدعى «نوج» أُقفل.
وفي الوقت الذي كانت فيه السلطات الإيرانية تنظّم مراسم شتّى إحياءً لذكرى مقتل سليماني، كان معارضون لها ينشرون على الإنترنت مقاطع فيديو وصوراً لمحتجّين يضرمون النيران في لافتات في مناطق إيرانية مختلفة عليها صورة الجنرال.
- اعتداءات على سجينات
من جهة أخرى، كان مسؤول قضائي إيراني كبير قد طلب يوم الخميس من المدعي العام، التحقيق في مزاعم اغتصاب واعتداءات جنسية على سجينات، حسبما ذكر موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية. وذكر الموقع أن «مساعد الشؤون الدولية في السلطة القضائية وسكرتير لجنة حقوق الإنسان كاظم غريبابادي طلب من النائب العام إجراء تحقيق مفصل في مزاعم الاعتداءات الجنسية والاغتصاب بحق بعض السجينات».
وكان المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود سيتايشي، قد أعرب يوم الثلاثاء عن أسفه «للتأكيدات الكاذبة» حول «التحرش الجنسي بسجينات» كما نقلت «بعض وسائل الإعلام المعادية» للنظام الإيراني.
في الثامن من ديسمبر نفت مصلحة السجون الإيرانية وقوع أي اعتداءات ضد النساء في السجون وهددت بتقديم شكوى ضدّ كل من ينشر مثل هذه المعلومات. ويصف المسؤولون الإيرانيون الاحتجاجات عموماً بأنها «أعمال شغب»، ويؤكدون أن مئات الأشخاص قُتلوا في الاضطرابات بينهم أفراد من قوات الأمن، واعتُقل الآلاف، بما في ذلك نساء.
وكتب غريبابادي في رسالته التي نقلها موقع «ميزان أون لاين» قائلاً: «نظراً إلى الآثار السلبية للغاية لمثل هذه الادعاءات يرجى دراسة هذه المزاعم بعناية والتعامل معها سواء صدرت من داخل البلاد أو خارجها». وأضاف: «قبل كل شيء يجب أن نطلب أدلة من الأشخاص الذين يصدرون مثل هذه التأكيدات» داعياً المدعي العام إلى إحالة «مرتكبي (الاعتداءات) أو الذين قدموا مثل هذه المزاعم على القضاء استناداً إلى نتائج التحقيق».
إيران: أحبطنا هجوماً إلكترونياً على البنك المركزي
توقيف صحافي لنشره مقابلات مع عائلات محكومين بالإعدام
إيران: أحبطنا هجوماً إلكترونياً على البنك المركزي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة