القضاء المغربي يؤكد تراجع الجرائم الإرهابية

عنصر أمن مغربي (الشرق الأوسط)
عنصر أمن مغربي (الشرق الأوسط)
TT

القضاء المغربي يؤكد تراجع الجرائم الإرهابية

عنصر أمن مغربي (الشرق الأوسط)
عنصر أمن مغربي (الشرق الأوسط)

أفاد تقرير لرئاسة النيابة العامة (الادعاء العام) في المغرب أنه جرى تسجيل 115 قضية إرهابية خلال سنة 2021، قدم بموجبها 152 شخصاً إلى النيابة العامة، واتخذت في حقهم الإجراءات اللازمة.
ووفق التقرير؛ الذي نشر مساء أول من أمس، فإن المعطيات الإحصائية توضح أن قضايا الإرهاب المسجلة خلال السنوات الأخيرة؛ بما في ذلك سنة 2021، حافظت على المنحى التنازلي نفسه، كما تراجع عدد الأشخاص المتابعين بشكل طفيف، من 123 شخصاً خلال سنة 2020 إلى 119 شخصاً خلال السنة الماضية.
ووفق التقرير؛ جاءت جرائم: الإشادة بالإرهاب والتحريض عليه، وتكوين عصابة الإعداد، وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي، بهدف المس الخطير بالنظام العام، في أعلى قوائم الجرائم الإرهابية التي توبع من أجلها الأشخاص المتورطون في ارتكاب أفعال إرهابية خلال سنة 2021، مبرزاً أن «الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها كانت تسعى لتهديد أمن واستقرار المملكة واستهداف مواطنيها، وذلك بعد أن تبنى أعضاؤها توجهات عقائدية متطرفة، وموالاتهم للتنظيمات الإرهابية التي تنشط ببؤر التوتر، خصوصا التنظيم الإرهابي (داعش)، إلى جانب نشاطهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الإشادة بعمليات هذه التنظيمات الإرهابية، والتحريض على ارتكابها».
في سياق ذلك، أشار التقرير إلى أن عمليات ضبط وتفكيك هذه الخلايا «مكنت من حجز مجموعة من الأسلحة والأدوات الإلكترونية والكهربائية، والمواد الكيميائية الخطيرة، التي تدخل في صناعة المتفجرات».
أما بخصوص العقوبات الصادرة في حق الأشخاص المتابعين بسبب ارتكاب أفعال إرهابية خلال سنة 2021، فقد صدرت عقوبات تفوق 5 سنوات ضد 30 شخصاً، وما بين سنتين و5 سنوات ضد 27 شخصاً. كما جرى تسجيل 33 ملفاً على صلة كذلك بقضايا مرتبطة بالجماعات المتطرفة، أو شكاوى تم تقديمها بشأن التهديد بأعمال إرهابية موجهة ضد أشخاص أو مؤسسات عمومية أو خاصة، وجرت معالجة هذه الملفات وتتبعها مع النيابات العامة لدى مختلف محاكم المملكة.
من جهة أخرى؛ أفاد التقرير ذاته بأنه في إطار برنامج التعاون بين رئاسة النيابة العامة، و«مجلس أوروبا» و«المعهد العالي للقضاء» و«المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج»، و«الرابطة المحمدية للعلماء»، تم إحداث فريق عمل يضم ممثلين عن المؤسسات المذكورة، بهدف إعداد درس نموذجي حول موضوع «الوقاية من التطرف»،
وتشمل محاور الدرس النموذجي وحدتين تخصان النيابة العامة، مرتبطتين بالجوانب الخاصة بالمسطرة الجنائية والقانون الجنائي، ويجمع استعمال الأدلة في سياق قضايا الإرهاب، حيث تم إعطاء الانطلاقة الرسمية لهذا الدرس في 10 ديسمبر (كانون الأول) 2021.


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.