«تدوينة» لإعلامي مصري تثير أزمة حول أدب «العراب»

شريف عامر يواجه انتقادات بعد إبداء رأيه بأعمال أحمد خالد توفيق

أحمد خالد توفيق
أحمد خالد توفيق
TT

«تدوينة» لإعلامي مصري تثير أزمة حول أدب «العراب»

أحمد خالد توفيق
أحمد خالد توفيق

أثارت تدوينة لإعلامي مصري انتقد فيها ما عدّه «سطحية» أعمال الروائي أحمد خالد توفيق، «أزمة» مع محبي الروائي الراحل، ليواجه الإعلامي المصري اتهامات بمحاولة «اكتساب الشهرة»، من خلال التعرض لأعمال توفيق، الملقب بين جمهوره بـ«العراب». وحفلت التعليقات بالعديد من الانتقادات التي تجاوزت في كثير من الأحيان حدود الاختلاف في الرأي.

وكتب شريف عامر، مقدم برنامج «يحدث في مصر» على فضائية «إم بي سي مصر» عبر حسابه على «تويتر» (الاثنين)، رأيه بشأن بعض أعمال توفيق، قائلاً: «سبحان الله، مؤلف وروائي راحل شديد الانتشار والنجاح. رغم شعبيته وسط أجيال لاحقة، كلما تابعت عملاً مأخوذاً عن مؤلفاته، وجدتها شديدة السذاجة، ومحاولة تمصير سطحية لنوع بسيط من الأدب والدراما الأميركية. صحيح، لولا اختلاف الأذواق...».
https://twitter.com/Sherif_Amer_/status/1609668531951669248

وبمجرد نشر التدوينة، انهالت التعليقات الرافضة والمشككة في وجهة نظر عامر، متهمة إياه بـ«السعي إلى الشهرة» من خلال انتقاد أعمال للكاتب الراحل.

في المقابل، كانت هناك بعض التعليقات المؤيدة لرأي عامر. إذ كتب أحد المدونين قائلاً: «أنا قرأت معظم ما كتبه في سنين المراهقة وأتفق معك تماماً. وبالمناسبة، هذا لا ينتقص من أحمد خالد توفيق، في أميركا مثلاً، ستيفن كينج كاتب غزير الإنتاج، ومعظم الأعمال الدرامية المأخوذة عن كتاباته نجحت نجاحاً كبيراً، لكن لا أحد يستطيع أن يقارن أعماله بأعمال هيمنغواي أو إف سكوت فتزجيرالد».

وتحظى أعمال أحمد خالد توفيق (1962 - 2018) الملقب بـ«العراب»، بانتشار واسع بين أجيال الشباب والمراهقين، إذ قدم أعمالاً عدة في مجالات أدب الرعب، والفنتازيا، والخيال العلمي. وتحولت بعض أعماله أخيراً إلى مسلسلات درامية. وأنتجت منصة «نيتفليكس» عام 2020 مسلسلاً مأخوذاً من سلسلة «ما وراء الطبيعة»، التي تُعَد أشهر أعماله.

وفي أعقاب الهجوم الحاد الذي تعرض له، اضطر عامر إلى كتابة تدوينات أخرى لتوضيح وجهة نظره. فكتب في إحداها: «ما المشكلة في أن نقرأ الكتاب نفسه، ويخرج كل منا برأي مختلف؟».
https://twitter.com/Sherif_Amer_/status/1609682067142447104
وقال عامر في تدوينة أخرى: «المزعج الحقيقي الوحيد في كل هذا الجدل، هو أن الأجيال الأحدث في دفاعها الحماسي، لا تقبل رأياً/ ذوقاً مختلفاً. وكان الأمل أن يكونوا هم الأكثر قبولاً وانفتاحاً!!».
https://twitter.com/Sherif_Amer_/status/1609893860662026241

وتفاعل إعلاميون مع الجدل الذي أثارته تدوينة عامر. فكتب الإعلامي المصري أيمن الصياد تدوينة، قال فيها: «أ. عامر لم يقصد سوى التعبير عن أن الأذواق تتباين... ولولا اختلافها لبارت البضائع»، معتبراً تحميل التغريدة ما ليس فيها، من «أعراض المرحلة وثقافة الاتهامات المسبقة».

ويرى الروائي والناقد محمد سليم شوشة، أستاذ الأدب العربي بجامعة الفيوم، أن حالة الاستنفار التي أثارتها تدوينة عامر حول أعمال توفيق، تكشف عن ظاهرة يتسم بها محبو أعمال «العراب»، لافتاً إلى أن «تلك الأعمال موجهة بالأساس إلى جمهور المراهقين والشباب، لذلك يرتبطون بها بشكل نفسي وإنساني، ويتوحدون مع شخصياتها، وهذا ما يجعلهم يرفضون أي رأي مخالف أو انتقاد لها، حتى ولو كان نقداً (منضبطاً ومهذباً) كذاك الذي أبداه عامر».

ويضيف شوشة لـ«الشرق الأوسط»، أنه درس بشكل علمي أعمال توفيق، وتوصل إلى نتائج عدة، مفادها أن توفيق يقدم في أعماله «نماذج لشخصيات مسطحة»، تُعَبر إما عن الخير الكامل أو الشر الكامل، كما أنه يميل إلى بناء عوالم مثالية في أعماله، ما يزيد ارتباط قرائه من المراهقين والشباب الذين تتسم شخصيتهم في تلك المرحلة العمرية بالقطبية والمثالية، بتلك الأعمال «نفسياً ووجدانياً»، وهذا ما «يفسر تلك الحدة في رفض توجيه أي نقد لأعمال الأديب الراحل»، لافتاً إلى أن أولئك القراء يعدون ذلك النقد «تجريحاً شخصياً، وهجوماً عليهم، وليس نوعاً من النقد المباح لعمل أدبي أو فني».

ويتابع الروائي والناقد الأدبي، أن «توفيق استفاد بالفعل من أعمال أدبية أميركية، خصوصاً أعمال الفانتازيا الجديدة والخيال العلمي، وتقديم البطل السينمائي القادر على محاربة الشر. كما ركز على أفكار الاضطهاد والإحساس بالظلم والصراع الطبقي، مستفيداً من مهارته الفائقة في السرد والتشويق، ليقترب من نفسية المراهقين والشباب». ودعا إلى «ضرورة زيادة الدراسات العلمية لهذا النمط من الأعمال الأدبية، لمزيد من فهم أساليب انتشارها وتأثيرها على الجمهور».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.