منطقة اليورو ترحب بـ«الشقيقة الـ20»

رئيس «المركزي» الأوروبي الأسبق يرى جاهزية للتوسع

رئيس البنك المركزي الأوروبي الأسبق جان كلود تريشيه في مؤتمر صحافي خلال فترة ترؤسه للبنك (د.ب.أ)
رئيس البنك المركزي الأوروبي الأسبق جان كلود تريشيه في مؤتمر صحافي خلال فترة ترؤسه للبنك (د.ب.أ)
TT

منطقة اليورو ترحب بـ«الشقيقة الـ20»

رئيس البنك المركزي الأوروبي الأسبق جان كلود تريشيه في مؤتمر صحافي خلال فترة ترؤسه للبنك (د.ب.أ)
رئيس البنك المركزي الأوروبي الأسبق جان كلود تريشيه في مؤتمر صحافي خلال فترة ترؤسه للبنك (د.ب.أ)

يرى رئيس البنك المركزي الأوروبي الأسبق جان - كلود تريشيه في دخول كرواتيا إلى منطقة اليورو في الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل إشارة جيدة.
وقال تريشيه في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية إنه كان سعيداً للغاية لأنه كان قادراً على الترحيب بخمس دول جديدة في منطقة اليورو خلال فترة عمله كرئيس للبنك المركزي الأوروبي، وأضاف: «من 12 دولة إلى 17 دولة. اليوم نحن 19 دولة في منطقة اليورو. وسنكون أكثر عدداً. أوروبا تصنع بذلك تاريخاً».
ومن المقرر ضم كرواتيا إلى منطقة اليورو لتصبح الدولة رقم 20 في المنطقة التي تطبق العملة الأوروبية الموحدة.
وفي الوقت نفسه يرى تريشيه أن الانضمام إلى منطقة العملة الموحدة يعني مسؤولية كبيرة لكل دولة مرشحة، وقال: «الانضمام إلى منطقة عملة اليورو خطوة مهمة للغاية تحدد مصير بلد بأكمله، وجميع مواطنيه، بغض النظر عن حساسياتهم السياسية».
وأضاف تريشيه، الذي شغل منصب رئيس البنك المركزي الأوروبي في الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) 2003 حتى أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011: «لدينا معايير لتوسيع منطقة اليورو. يجب استيفاء المعايير عندما تنضم دولة ما، لكنني شددت دائماً على أنه يجب الوفاء بها أيضاً حتى بعد الانضمام».
ورأى أن أوروبا تحتاج بوجه عام إلى بذل المزيد من الجهد للدفاع عن نفسها، وقال: «وحدة الاتحاد الأوروبي في غاية الأهمية.
لا يتطلب الأمر فقط أن نكافح على المدى الطويل من أجل اتحاد سياسي، بل يتطلب الأمر أيضاً دفاعاً أوروبياً حقيقياً مرافقاً له. لا يمكن لقارتنا أن تعتمد إلى الأبد على المظلة العسكرية للولايات المتحدة».
وأضاف تريشيه: «في عالم الغد، الذي ستضطلع فيه قوى صاعدة - ليس فقط الصين ولكن أيضاً الهند وإندونيسيا والبرازيل ونيجيريا وغبرها بدور حاسم، سيتعين على الاتحاد الأوروبي تأكيد نفسه كإحدى أهم القوى الجيوستراتيجية على قدم المساواة مع الولايات المتحدة والصين والهند».
وأعرب عن اعتقاده أنه من المهم للغاية أن يقدم الأوروبيون أنفسهم ككيان موحد في مواجهة الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا، مؤكداً أن توثيق العلاقات بين ألمانيا وفرنسا سيكون عاملاً حاسماً في ذلك.
وعن العلاقة بين الألمان والفرنسيين، قال تريشيه: «بالطبع رأينا في الآونة الأخيرة أن هناك خلافات في الرأي بين البلدين. يؤسفني القول إن هذه المناقشات - المشروعة بلا أدنى شك - أصبحت واضحة للغاية... ومع ذلك أنا متأكد من أن هناك إرادة لدى الجانبين لتعزيز الصداقة والتعاون الثنائيين. علاوة على ذلك يظل التعاون الوثيق بين جميع الدول في أوروبا أمراً بالغ الأهمية أكثر من أي وقت مضى لأننا نعيش في عالم مليء بالتحديات».
تجدر الإشارة إلى أن تريشيه بلغ عامه الثمانين في 20 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
وفي مقابلته مع وكالة الأنباء الألمانية عند سؤاله عن عمره، قال: «لم ألحظ، كيف مر الوقت».
وأشار إلى أن «البنك المركزي الفرنسي لديه تقليد للاحتفال بعيد الميلاد الثمانين لمحافظه السابق... وذكرني ذلك ببلوغي عامي الثمانين، وهو أمر لم أكن أتوقعه - بصراحة».
ولا عجب أن تريشيه لا يزال يتلقى طلبات للاستعانة به كمستشار؛ فلا يزال يتم تقدير الخبرة والمهارة الدبلوماسية، التي يتمتع بها، في جميع أنحاء العالم، حتى إن كان قد مر أكثر من 11 عاماً حالياً على تركه لمنصبه بالبنك المركزي الأوروبي.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.