تستعد حدائق تاريخية شهيرة في مصر لاستقبال جمهورها بحُلة جديدة، بعدما أعلنت الحكومة المصرية إدراجها ضمن خطط تطوير جديدة، لإعادة افتتاحها بشكل مُغاير. ومن أبرز تلك الحدائق «حديقة الحيوان بالجيزة»، غرب القاهرة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891 وتعد أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة حيث تقع على نحو 80 فدانا.
وكان مجلس الوزراء في مصر قد أعلن اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعاقد بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والهيئة العامة للخدمات البيطرية، والهيئة القومية للإنتاج الحربي، بشأن مشروع تطوير حديقتي الحيوان والأورمان بمحافظة الجيزة، ضمن «خطة الدولة لتطوير الحدائق الكبرى بالشراكة مع القطاع الخاص، لخدمة المواطنين وتحقيق عائد يضمن استدامة التشغيل، في إطار من الحفاظ على الطابع التاريخي والفني المميز لتلك الحدائق».
وكشف المهندس ماجد السرتي، رئيس مجلس إدارة «شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية»، ومُطوّر حديقة الحيوانات بالجيزة، عن التصوّر الجديد الذي من المنتظر أن تخرج به حديقة الحيوانات بعد التطوير وأبرز ذلك أنها «ستكون بلا حواجز، مع تطبيق أعلى معايير الأمان العالمية، التي تتيح للمواطن الاستمتاع بالحيوانات كأنها في البرية، مع إدخال حيوانات جديدة للحديقة لم تدخلها من قبل» وذلك حسبما قال في تصريحات تلفزيونية.
وأضاف السرتي أن «الهدف الرئيسي من هذا التطوير هو إعادة البريق والرونق لحديقة الحيوان الأثرية والتاريخية، وإعادة التصنيف العالمي للمنظمة الدولية لحدائق الحيوان بعد أن عانت الحديقة من الإهمال لفترات طويلة» على حد تعبيره.
وما زالت بعض أسعار تذاكر الحدائق العامة في مصر زهيدة، ما يجعلها وجهة مثالية لنزهات الأسر باختلاف مستوياتها الاقتصادية، لاسيما الأسر منخفضة ومحدودة الدخل، وهو ما يجعل خطة التطوير مصحوبة بتساؤلات حول ما إذا كانت ستؤثر على أسعار تذاكر الجمهور.
ويعتبر الدكتور عبد الخالق فاروق، الخبير الاقتصادي المصري، أن «إشراك شركات من القطاع الخاص في تطوير وإدارة الحدائق العامة هو جزء من سياق أشمل لسياسات عامة للدولة تهدف لخصخصة وخروج الحكومة من إدارة مشروعات عامة، سواء أنشطة ذات نفع عام أو أخرى إنتاجية».
ويقول فاروق لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة من أقل العواصم التي تتمتع بوجود حدائق عامة، التي تعد في أي مجتمع مؤشراً على التقدم ومراعاة استمتاع الناس بالطبيعة والمساحات الخضراء، لذا نرجو ألا تؤدي تلك السياسات لإضافة أعباء على المواطنين عبر رفع أسعار تذاكر تلك الحدائق التاريخية، أو التطلع فقط إلى الإيرادات المرجوة منها».
ومن المتوقع أن تستمر مرحلة تطوير حديقتي الحيوان بالجيزة والأورمان نحو عام ونصف، ويشارك «خبراء أجانب» في تطوير الحديقتين، حسبما قال مُطوّر المشروع.
خطة تطوير حدائق مصرية تاريخية عامة تثير الجدل
تجري بشراكة الحكومة والقطاع الخاص... ورواد قلقون من غلاء تذاكرها
خطة تطوير حدائق مصرية تاريخية عامة تثير الجدل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة