الصين تجري إحدى كبرى مناوراتها لمواجهة «الاستفزازات» الأميركية بتايوان

تايبيه تهاجم «عقلية» الحزب الشيوعي في بكين

صورة وزعتها وزارة الدفاع الصينية لإحدى الطائرات التي شاركت في المناورات (أ.ب)
صورة وزعتها وزارة الدفاع الصينية لإحدى الطائرات التي شاركت في المناورات (أ.ب)
TT

الصين تجري إحدى كبرى مناوراتها لمواجهة «الاستفزازات» الأميركية بتايوان

صورة وزعتها وزارة الدفاع الصينية لإحدى الطائرات التي شاركت في المناورات (أ.ب)
صورة وزعتها وزارة الدفاع الصينية لإحدى الطائرات التي شاركت في المناورات (أ.ب)

أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، اليوم (الاثنين)، أن الصين نشرت 71 طائرة حربية خلال المناورات العسكرية التي أجرتها في نهاية الأسبوع حول تايوان، من بينها 60 مطاردة، في واحدة من كبرى عملياتها اليومية، فيما أعلن الجيش الصيني في بيان أنه أجرى «مناورات قتالية»، الأحد، رداً على «استفزازات» لم يحددها، وعلى «التواطؤ» بين الولايات المتحدة وتايوان؛ الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
وفي بيان نشرته على «تويتر»، قالت وزارة الدفاع التايوانية إن 60 طائرة مطاردة صينية شاركت في المناورات، بينها 6 من طراز «سو30» التي تُعَدُّ من أكثر الطائرات تقدماً لدى الصين. وأوضحت أن 47 من هذه الطائرات اخترقت «منطقة تحديد الدفاع الجوي» للجزيرة، في ما يشكل ثالث أكبر توغل جوي من نوعه.
ولم تكشف الصين عن عدد الطائرات التي شاركت في مناورات الأحد، ولا المواقع التي جرت فيها المناورات بدقة، لكن بيانات وزارة الدفاع التايوانية تشير إلى أن معظم عمليات التوغل جرى في الطرف الجنوبي الغربي من «منطقة تحديد الدفاع الجوي».
وعبرت بعض الطائرات «الخط الأوسط» الذي يمتد على طول مضيق تايوان ويفصل بين تايوان والصين القارية. وتعدّ هذه الطلعات الجوية طريقة لاستنزاف أسطول تايوان من المطاردات القديمة، ودراسة ردودها الدفاعية.
وقال «جيش التحرير الشعبي» الصيني إن مناورات الأحد كانت «رداً حازماً على التواطؤ المتزايد بين الولايات المتحدة وسلطات تايوان واستفزازاتهما»، بعد أن كانت وزارة الخارجية الصينية أعربت السبت عن «معارضتها الشديدة» تبني نص تشريعي أميركي بشأن الدفاع؛ يسمح، خصوصاً، بتقديم مساعدات عسكرية ومبيعات أسلحة لتايوان بقيمة 10 مليارات دولار.
وردت وزارة الدفاع التايوانية على ذلك بالقول إن «سلوك الحزب الشيوعي الصيني هذا يسلّط الضوء مرة أخرى على عقليته، التي تتعلق باستخدام القوة لتسوية النزاعات وتقويض السلام والاستقرار الإقليميين». وأشارت إلى أنّ «التعاون بين تايوان والولايات المتحدة يساهم في الحرية والانفتاح والسلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي».
وكان «جيش التحرير الشعبي» أجرى مناورات عسكرية كبيرة حول تايوان في أغسطس (آب) الماضي، في استعراض غير مسبوق للقوة، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة.
وتفضّل السلطات الصينية «إعادة التوحيد السلمي» مع جزيرة تايوان، لكنّها لم تتخلَّ مطلقاً عن استخدام القوة لغزوها، خصوصاً في حال أعلنت تايوان استقلالها.
ويُذكر أن دولاً عدة؛ بينها الولايات المتحدة وكندا وكوريا الجنوبية واليابان والصين، تملك «مناطق لتحديد الدفاع الجوي». وهذه المناطق لا تتطابق مع المجال الجوي لأي بلد؛ بل تشمل مساحة أكبر بكثير، والمطلوب من كل طائرة أجنبية تحلق في داخل هذه المناطق التعريف عن نفسها للسلطات الجوية المحلية. وتتداخل المنطقة (لتحديد الدفاع الجوي) التايوانية مع جزء من المنطقة الصينية، وتمتد حتى جزء من الصين القارية.


مقالات ذات صلة

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

دافع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن الوضع القائم في تايوان، محذرا من عواقب اقتصادية مدمرة لحرب، في خطاب تبنى فيه أيضًا نبرة أكثر تصالحا حيال بكين. وقال كليفرلي في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء «لن تكون حرب عبر المضيق مأساة إنسانية فحسب بل ستدمر 2,6 تريليون دولار في التجارة العالمية حسب مؤشر نيكاي آسيا». وأضاف «لن تنجو أي دولة من التداعيات»، مشيرا إلى أن موقعها البعيد لا يؤمن أي حماية مما سيشكل ضربة «كارثية» للاقتصاد العالمي والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء، أن ناشراً تايوانياً، أُبلغ عن اختفائه، خلال زيارة قام بها إلى شنغهاي، يخضع لتحقيق في جرائم متعلقة بالأمن القومي. وقالت تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم «المكتب الصيني للشؤون التايوانية»، إن لي يانهي، الذي يدير دار النشر «غوسا»، «يخضع للتحقيق من قِبل وكالات الأمن القومي، لشبهات الانخراط بأنشطة تعرِّض الأمن القومي للخطر». وأضافت: «الأطراف المعنية ستقوم بحماية حقوقه المشروعة ومصالحه، وفقاً للقانون». وكان ناشطون وصحافيون في تايوان قد أبلغوا عن اختفاء لي، الذي ذهب لزيارة عائلته في شنغهاي، الشهر الماضي. وكتب الشاعر الصيني المعارض باي لينغ، الأسبوع الماضي، عبر صفحته على «ف

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

وصل رئيس غواتيمالا أليخاندرو جاماتي الاثنين إلى تايوان في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هذه الجزيرة التي تعتبر بلاده من الدول القليلة التي تعترف بها دبلوماسياً. وسيلقي جاماتي كلمة أمام البرلمان التايواني خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
العالم بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

أعلنت الصين أمس (الأحد)، أنها قدمت شكوى لدى سيول على خلفية تصريحات «خاطئة» للرئيس يون سوك يول، حول تايوان، في وقت يشتدّ فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين. وتبادلت بكين وسيول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع يون في وقت سابق الشهر الحالي، اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان «مسألة دولية» على غرار كوريا الشمالية، ملقياً مسؤولية التوتر المتصاعد على «محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة».

«الشرق الأوسط» (بكين)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».