مطالبة إسرائيلية بخطف أبناء قادة «حماس» واستخدامهم في ملف تبادل الأسرى

مطالبة إسرائيلية بخطف أبناء قادة «حماس» واستخدامهم في ملف تبادل الأسرى
TT

مطالبة إسرائيلية بخطف أبناء قادة «حماس» واستخدامهم في ملف تبادل الأسرى

مطالبة إسرائيلية بخطف أبناء قادة «حماس» واستخدامهم في ملف تبادل الأسرى

دعا صحافي إسرائيلي بارز الأمن الإسرائيلي إلى أسر أبناء قادة «حماس» لاستخدامهم كورقة ضغط على الحركة، لإطلاق سراح جنود ومدنيين إسرائيليين تحتجزهم الحركة. وأيد تسفي يحزكالي، معلق الشؤون العربية في «القناة 13» للتلفزيون الإسرائيلي الموقف، قائلاً في حديث إذاعي: «إن إسرائيل لا تفعل ما يكفي، وهي لم تحاول حتى خطف أبناء كبار مسؤولي حماس».
من جهته، طالب سمحا غولدن، والد الضابط الأسير في قطاع غزة، هدار غولدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، بأن يبذل الجهد اللازم لإطلاق سراح الأسرى الأربعة في سجون حركة «حماس»، قائلاً إن لدى إسرائيل أدوات عديدة لفرض صفقة تبادل، لكنها لا تستخدمها.
وكان غولدن الأب يتحدث تعقيباً على تصريحات رئيس «حماس» في غزة يحيى السنوار، التي هدد فيها «بإغلاق ملف الأسرى الإسرائيليين الأربعة إلى الأبد، إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل في القريب».
وقال غولدين: «نحن نسمع عن المفاوضات من حماس، ونشاهد بندقية غولدن في مهرجان لحركة حماس في قطاع غزة، لا نعرف شيئاً من المصادر الإسرائيلية. ثلاثة رؤساء حكومات مروا في حياتنا منذ الأسر وحتى اليوم وجميعهم أخفق في معالجة الموضوع. وشهدنا عدة رؤساء أركان للجيش، تخاذلوا أيضاً في إطلاق سراح الجنود. فما هي الرسالة التي يبثونها للجنود والضباط في الجيش».
وكان السنوار قد أعلن في كلمة ألقاها خلال مهرجان نظمته حماس في غزة احتفالاً بالذكرى الـ35 لتأسيسها، إن حكومة إسرائيل تماطل في هذا الملف «ونحن نعلن أننا سنمهلها وقتاً محدوداً لإتمام هذه الصفقة وإلا فإننا سنغلق ملف أسرى العدو الأربعة من طرف المقاومة إلى أبد الآبدين. وسنجد طريقة أخرى لتحرير أسرانا.
وقال السنوار إن من بين مطالب حماس التي تقدمت بها إلى إسرائيل، الإفراج عن معتقلي صفقة شاليط (الجندي الإسرائيلي الذي حررته حماس في عام 2011)، والأسيرات والأطفال والمرضى والجثامين المحتجزة. وإن المقابل سيكون تسليم إسرائيل (مواطنين إسرائيليين) هما أبراهام منغستو وهشام السيد وصندوقين أسودين إما سيحتويان على جثمانيْ هدار وشاؤول أو أدلة حياة عنهما»، في إشارة إلى الجنديين الإسرائيليين هدار غولدن وشاؤول أرون اللذين تم أسرهما وتدعي إسرائيل أنهما قُتلا عام 2014، وقد عرضت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس بندقية إسرائيلية، قال مسلح ملثم: «اغتنمها مجاهدونا أثناء عملية أسر الضابط هدار غولدن».
وتعليقاً على هذه المشاهد، اتهمت عائلة الضابط غولدين، الحكومة الإسرائيلية، بعدم فعل ما يكفي، بغية الحصول عليه أو على جثمانه. وقال: «حماس اليوم، هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني أكثر من السلطة الفلسطينية، وقد نمت بعد أخطاء أساسية قليلة، ارتكبتها إسرائيل». وعلى حد قوله، فإن الخطأ الأول كان دعم حماس «من عام 1982 وحتى 1987، إسرائيل دعمت حماس، بل وبنت لها مساجد في غزة، لأنها ظنت، أن الحركة ستكون قوة معارضة لمنظمة التحرير الفلسطينية». «بعد ذلك»، قال يحزكالي: «أعلنت حماس الجهاد على إسرائيل في 1987، لنحصل على حركة جهادية عنيفة، لا تقبل وجودنا، وهذا هو نجاح حماس».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

مستشفى تحت أرض القدس... إسرائيل تتحضر لأسوأ السيناريوهات: حرب شاملة مع «حزب الله»

تخطط إسرائيل للتمكن من إجلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً إلى مستشفى تحت الأرض إذا تعرضت القدس للهجوم (سكاي نيوز)
تخطط إسرائيل للتمكن من إجلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً إلى مستشفى تحت الأرض إذا تعرضت القدس للهجوم (سكاي نيوز)
TT

مستشفى تحت أرض القدس... إسرائيل تتحضر لأسوأ السيناريوهات: حرب شاملة مع «حزب الله»

تخطط إسرائيل للتمكن من إجلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً إلى مستشفى تحت الأرض إذا تعرضت القدس للهجوم (سكاي نيوز)
تخطط إسرائيل للتمكن من إجلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً إلى مستشفى تحت الأرض إذا تعرضت القدس للهجوم (سكاي نيوز)

تستمر الحرب ذات المستوى الأدنى مع خطر التصعيد المستمر إلى شيء أكبر بكثير. إذا وصل الأمر، يقول الأطباء في أكبر مستشفى تحت الأرض في القدس أنهم سيكونون جاهزين.

تحت أرض القدس، يستعد الأطباء الإسرائيليون للأسوأ، بحسب تقرير لشبكة «سكاي نيوز».

وبشكل حصري، زارت «سكاي نيوز» مستشفى تحت الأرض في القدس، في إطار «توسيع طاقة إسرائيل الاستيعابية» بحال تفاقم الصراع في حرب غزة.

وفي مخبأ أسفل مركز هرتسوغ الطبي، تمت زيادة عدد الأسرة إلى 350 سريراً، إلى جانب 100 سرير ستتم إضافتها، بحسب «سكاي نيوز».

وقال الطبيب الإسرائيلي يحزقيل كاين لشبكة «سكاي نيوز» من داخل المجمع، إنه «مصمم لمقاومة الهجمات البيولوجية والكيميائية»، وقال: «لدينا غرفة معادلة الضغط مبنية من مجموعتين منفصلتين من الأبواب المضادة للانفجار».

إضافة إلى ذلك، تم تركيب مستوى جديد تماماً من العنابر أسفل المستشفى الموجود تحت الأرض، وتمت إزالة الأرضية اللوجستية وتركيب المزيد من الأسرة والمعدات، وفقاً لكاين.

الطبيب الإسرائيلي حزقيل كين يتحدث من داخل المخبأ الذي يتم تجهيزه تحت الأرض (سكاي نيوز)

وأشار إلى أنه سيتم تفعيل المخابئ إذا احتاجت المستشفيات الأخرى القريبة من الجبهة إلى الإخلاء، فيما يعتبر «تخطيطاً لأسوأ السيناريوهات مثل حرب شاملة مع حزب الله».

وأضاف: «ستكتظ المستشفيات في الشمال بالجرحى وستتعرض هي نفسها لإطلاق النار، وفي هذه الحالة سيتعين عليها إجلاء مرضاها إلى وسط إسرائيل، كما فعلنا في الأسابيع الأولى من الحرب في الجنوب».

وبحسب الطبيب الإسرائيلي، فإن هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنته «حماس» ووابل الصواريخ والطائرات دون طيار التي أطلقتها إيران في وقت سابق من هذا الشهر، «قد غير كل شيء بالنسبة لشعب إسرائيل».

وفوق الأرض، يواصل مركز هرتسوغ الطبي ممارسة أعماله، وتتم معالجة العديد من الإسرائيليين الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بسبب حرب غزة، بحسب «سكاي نيوز».

وأشارت سكاي نيوز إلى أنه «بحال تعرضت القدس نفسها للهجوم، فيمكن للمستشفى إجلاء حتى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر إلى المخابئ الموجودة بالأسفل خلال ساعات قليلة. ويمكن إغلاق المخابئ بالكامل لمدة 96 ساعة فيما يسمى «إجراءات سفينة نوح».

ويدرب «هرتسوغ» موظفيه بانتظام، «استعداداً لواقع يتمنى ألا يأتي أبداً»، على حد تعبير «سكاي نيوز»، التي أشارت أيضاً إلى أن الأحداث على الحدود الشمالية تبدو مشؤومة.

وشنت إسرائيل إحدى كبرى عمليات القصف حتى الآن على «حزب الله» اللبناني، ويرد الحزب بضرب شمال إسرائيل ويحذرها من أي تصعيد.


حكومة نتنياهو ستدفع قدماً نحو عملية رفح للضغط على «حماس» لاستئناف المفاوضات

فلسطينيون بجوار جثث الذين قُتلوا خلال الغارات الإسرائيلية في رفح (رويترز)
فلسطينيون بجوار جثث الذين قُتلوا خلال الغارات الإسرائيلية في رفح (رويترز)
TT

حكومة نتنياهو ستدفع قدماً نحو عملية رفح للضغط على «حماس» لاستئناف المفاوضات

فلسطينيون بجوار جثث الذين قُتلوا خلال الغارات الإسرائيلية في رفح (رويترز)
فلسطينيون بجوار جثث الذين قُتلوا خلال الغارات الإسرائيلية في رفح (رويترز)

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، اليوم (الخميس) إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستدفع قدماً نحو العملية البرية في رفح أقصى جنوب قطاع غزة؛ بغرض الضغط على حركة «حماس»؛ لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى.

ووفقاً للصحيفة، فإن إسرائيل تعتقد بأن التحرك في رفح سيزيد الضغط على «حماس»، ويعزز فرص التوصل إلى اتفاق، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وذكرت أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة تجتمع اليوم؛ لمناقشة ملفات عدة، من بينها العملية البرية في رفح.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي «يضغط على المستوى السياسي؛ لتنفيذ العملية الرامية لتدمير كتائب (حماس) في القطاع»، عادّة أن الجيش جاهز، وينتظر الضوء الأخضر من المستوى السياسي.


تقرير: مصر تعمل على دفع مفاوضات غزة قدماً لوقف التحركات الإسرائيلية برفح

تظهر صورة الأقمار الاصطناعية مخيمات للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
تظهر صورة الأقمار الاصطناعية مخيمات للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

تقرير: مصر تعمل على دفع مفاوضات غزة قدماً لوقف التحركات الإسرائيلية برفح

تظهر صورة الأقمار الاصطناعية مخيمات للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
تظهر صورة الأقمار الاصطناعية مخيمات للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

نقلت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، عن مصادر لم تسمّها، إن مصر تسعى للدفع قدماً في المفاوضات الرامية لإبرام صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، وذلك بهدف التأثير على التحركات الإسرائيلية في رفح، وفق ما نشرت «وكالة أنباء العالم العربي».

ومع زيادة الحديث عن قرب اقتحام الجيش الإسرائيلي للمنطقة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، قالت الهيئة أيضاً إن إسرائيل بدأت بصياغة ما وصفتها بأنها «الخطوط العريضة الجديدة التي ستشكل الأساس للمفاوضات مع (حماس)».

وذكرت، نقلاً عن مصدرين قالت إنهما مطلعان على سير المفاوضات، أن أعضاء مجلس الوزراء الأمني المصغر سيتلقون ملخصاً للمحادثات من الفريق المفاوض خلال جلسة متوقعة اليوم.

وكانت مصر قد أكدت، أمس (الأربعاء)، حرصها على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية.

وحذر رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي من «خطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح الفلسطينية، وانعكاساته التي قد تدفع المنطقة للانزلاق إلى حالة من عدم الاستقرار».

وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوسيط في مفاوضات تستهدف تحقيق هدنة في القطاع، وإتمام صفقة لتبادل الأسرى، لكن جهود الوساطة المستمرة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي لم تنجح حتى الآن.

وكان وزير الخارجية سامح شكري قد أكد في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، الأسبوع الماضي، أن «المحادثات مستمرة، ولم يتم قطعها قط. وهناك أفكار مستمرة تطرح، وسنستمر في ذلك حتى يتحقق الهدف».


خامنئي يرفض ضمناً «السيناريو النووي الليبي» في إيران


صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام مجموعة من العمال الإيرانيين أمس
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام مجموعة من العمال الإيرانيين أمس
TT

خامنئي يرفض ضمناً «السيناريو النووي الليبي» في إيران


صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام مجموعة من العمال الإيرانيين أمس
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام مجموعة من العمال الإيرانيين أمس

رفض المرشد الإيراني علي خامنئي تقديم تنازلات نووية على غرار السيناريو الذي انتهجته ليبيا عام 2003، لكن من دون أن يسمي هذا البلد.

وانتقد خامنئي في خطاب أمام مجموعة من العمال العقوبات الأوروبية والأميركية الأخيرة على بلاده، عاداً أن غايتها «وضع البلاد في مشكلات اقتصادية». ورأى أن «الغربيين يطرحون كذباً قضايا مثل السلاح النووي، وحقوق الإنسان، ودعم الإرهاب». وتابع قائلاً: «البعض ممن يريد الخير لنا ينصحنا بأن نقبل أحد مطالب أميركا لكي تحل المشكلة، أقول شيئاً اسمعوه: توقعاتهم (الأميركيين) لا نهاية لها... يريدون منا التبعية التامة، يقولون استسلموا لنا».

وقال خامنئي إنه طالب الولايات المتحدة، خلال المفاوضات النووية التي جرت قبل سنوات «بأن يحددوا إلى أي مدى سيقتنعون بتراجع إيران في الملف النووي». وقال أيضاً: «إنهم لذلك يريدون المضي قدماً خطوة خطوة، لكي يجمعوا في نهاية المطاف جميع المعدات النووية للبلاد، مثل ما حدث بتلك الدولة الواقعة في شمال أفريقيا». وكان خامنئي يشير ضمناً إلى ليبيا التي تخلت عن برنامجها النووي في 2003.


«أهداف متداخلة» لتقليص الوجود الإيراني في سوريا

عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا (أرشيفية - متداولة)
عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا (أرشيفية - متداولة)
TT

«أهداف متداخلة» لتقليص الوجود الإيراني في سوريا

عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا (أرشيفية - متداولة)
عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا (أرشيفية - متداولة)

بدأت إيران تقليص وجودها العسكري في سوريا، في خطوة رأت مصادر متابعة تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أنها تحمل أهدافاً متداخلة.

وأخلت القوات الإيرانية مقرّات في دمشق وجنوب سوريا، وصولاً إلى الحدود مع الجولان، وفقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، التي ألمحت إلى أن القرار احترازي بعد ضربات استهدفت في الآونة الأخيرة قادة بارزين في «الحرس الثوري» الإيراني.

وقالت مصادر عراقية، إن «تسريب (خبر) الانسحاب قد ينطلي على حيلة إيرانية بأنهم تركوا سوريا»، مشيراً إلى أن هذا «التمويه يمنح لهم الوقت الكافي للتحقيق في تسريب المعلومات لطرف ثالث».

وصرح سياسي شيعي على صلة بالملف السوري، لـ«الشرق الأوسط»، بأنه «رغم استعداد مسلحين عراقيين للانتقال إلى سوريا لشغل الفراغ الذي تركه العسكريون الإيرانيون، فإن العملية قد تكون في إطار التمويه»، لافتاً إلى أن «الحضور الإيراني – بالمعنى الميداني المتعارف عليه – محدود منذ البداية».

وأوضح السياسي الشيعي أن «تقليص الوجود العسكري الإيراني في سوريا إجراء موجه للرئيس الأميركي جو بايدن بالتحديد، لمنحه انتصاراً شكلياً في المنطقة، بسبب الرغبة الإيرانية في عدم فوز الرئيس السابق دونالد ترمب أو أي جمهوري متطرف في الانتخابات الرئاسية الأميركية».

وزعمت المصادر أن طهران تريد «نصب فخ للجواسيس في سوريا، عبر إيهامهم بأنهم انسحبوا، وبالتالي التعرف على الشبكة التي تسرب المعلومات». وأشارت إلى أن إيران ترغب في «إيهام الجميع بأنها تركت الميدان، لتتأكد أن إسرائيل وأميركا في طريقهما إلى تخفيف القبضة عليها في دمشق».


حرب غزة والتعاون الدفاعي يتصدّران مباحثات الرئيس الألماني في تركيا

جانب من مؤتمر صحافي مشترك بين إردوغان وشتاينماير في أنقرة الأربعاء (أ.ف.ب)
جانب من مؤتمر صحافي مشترك بين إردوغان وشتاينماير في أنقرة الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

حرب غزة والتعاون الدفاعي يتصدّران مباحثات الرئيس الألماني في تركيا

جانب من مؤتمر صحافي مشترك بين إردوغان وشتاينماير في أنقرة الأربعاء (أ.ف.ب)
جانب من مؤتمر صحافي مشترك بين إردوغان وشتاينماير في أنقرة الأربعاء (أ.ف.ب)

أكدت تركيا وألمانيا المضي في تعزيز علاقاتهما بمناسبة مرور 100 عام على قيام العلاقات الدبلوماسية بينهما، بينما اشتكى الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير من «تسطيح» زيارته لتركيا والتركيز على مسألة «كباب الدونر» أو (الشاورما).

وبحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع شتاينماير، خلال لقائهما في أنقرة الأربعاء، العلاقات بين البلدين ومفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، والقضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الحرب الروسية - الأوكرانية، والحرب في غزة، والوضع في الشرق الأوسط.

وخلال مؤتمر صحافي عقب المباحثات، التي جرت على جلستين ثنائية وموسعة ضمت وفدي البلدين، لفت إردوغان إلى تنامي التعاون بين البلدين في مجال السياحة؛ حيث استقبلت تركيا 6 ملايين سائح ألماني في 2023، وأشار إلى سعي البلدين إلى رفع حجم التبادل التجاري من 50 إلى 60 مليار يورو. كما عبّر إردوغان عن أمله في إزالة القيود التي تواجهها الصناعات الدفاعية التركية، والتوسع في مشاريع الإنتاج المشترك.

ولفت إلى تصاعد المخاوف في تركيا بشأن المنظمات المناهضة للأجانب والمعادية للإسلام، واليمين المتطرف، والعنصرية التي تتصاعد في ألمانيا وأوروبا.

غزة تفرض نفسها

قال إردوغان إنه كرر، خلال مباحثاته مع نظيره الألماني، الدعوة إلى وضع حد للقمع غير المسبوق المستمر في غزة منذ أكثر من 200 يوم، وأكد أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تُعرّض أمن المنطقة بأكملها، بما في ذلك مواطنوها، للخطر، فقط من أجل سعي نتنياهو لتمديد بقائه في السلطة.

وقال شتاينماير إن هناك تبايناً بين البلدين في الموقف من التطورات في الشرق الأوسط، واعتبر أنه «لولا هجوم (حماس) على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وقتل 1200 إسرائيلي وأسر العشرات، ما كان الوضع وصل إلى ما هو عليه الآن». وأضاف: «علينا العمل على تحسين الوضع الإنساني في غزة، وعلينا أن نمنع انتشار الحرب إلى المنطقة، ونرى أنه إذا لم يتم السماح بقيام دولة فلسطينية، فإن إسرائيل لن تنعم بالأمن. لذلك يجب العمل على تنفيذ حل الدولتين».

ورداً على سؤال من أحد الصحافيين الألمان لإردوغان حول تناقض موقفه بالهجوم الحاد على إسرائيل ونتنياهو ومواصلة التجارة معها في الوقت ذاته، قال إردوغان: «لقد انتهت هذه المسألة. خفضنا التجارة مع إسرائيل، كما أننا لم نقدم لإسرائيل أي أسلحة أو مواد تستخدم في الحرب».

وجدد إردوغان انتقاداته لدعم الغرب لإسرائيل، على الرغم من التفاوت الكبير في إمكانات التسليح بينها وبين «حماس».

قضايا إقليمية

ولفت الرئيس الألماني إلى رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع تركيا، لافتاً إلى أن مبادئ حرية الصحافة وسيادة القانون والديمقراطية هي مبادئ مهمة. ونوّه بالدعم التركي لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وقال إن ألمانيا تعمل أيضاً على مساعدة أوكرانيا، داعياً إردوغان لحضور مؤتمر إعادة لإعمار في أوكرانيا الذي سيعقد في برلين.

وأشار شتاينماير إلى أنه ناقش مع إردوغان المسألة القبرصية، ومفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أنه يؤيد العمل على تحرير تأشيرة الاتحاد الأوروبي (شنغن) للمواطنين الأتراك، ويرى ضرورة العمل على ذلك.

ضجة «الشاورما»

ورداً على سؤال من إحدى الصحافيات الألمانيات حول التركيز على مسألة اصطحابه صاحب أشهر مطاعم كباب الدونر في ألمانيا عارف كيليتش، وهو مواطن ألماني من أصل تركي، انتقد شتاينماير تضخيم هذه المسألة، قائلاً إن زيارته جرى تسطيحها بالحديث عن «دبلوماسية الشاورما».

وأشار إلى أن هناك العديد من القواسم الثقافية المشتركة بين بلاده وتركيا، وأن العلاقات بينهما فريدة وأنه لا يوجد في العالم نموذج آخر لدولة يوجد 3.5 مليون من مواطنيها بالدولة الأخرى على غرار تركيا وألمانيا. وأضاف مازحاً: «ومع ذلك، فإنني أرى أن الشاورما وعارف كليتش من بين هذه القواسم».

الضجة حول الشاورما لم تقتصر على المؤتمر الصحافي لإردوغان وشتاينماير، فقد سُئل وزير الدفاع التركي يشار غولر عما إذا كان سيلتقي الرئيس الألماني لبحث مسألة حصول تركيا على مقاتلات «يوروفايتر» الأوروبية. ورد غولر، خلال مشاركته في احتفال البرلمان التركي ليل الثلاثاء – الأربعاء بيوم الطفولة والسيادة الوطنية: «الرجل يقطع كباب الدونر (الشاورما)، سنسأله بعد انتهائه من ذلك».

تلويح بتعليق حزب كردي

في غضون ذلك، ألقت السلطات التركية القبض على 9 أشخاص، منهم 8 صحافيين، يعملون لصالح وسائل إعلام كردية، 4 نساء و5 رجال، في حملة شملت ولايات إسطنبول وأنقرة وشانلي أورفا، بحسب ما ذكرت جمعية «المحامين من أجل حرية الصحافة».

ويعمل الصحافيون الثمانية في وكالة أنباء ميزوبوتاميا (ما بين النهرين)، وصحيفة «يني ياشام» (الحياة الجديدة)، والتاسع هو موظف إداري. وتم إبلاغ عائلتهم باعتقالهم «في إطار تحقيق مفتوح منذ عام 2022 في أنشطة إرهابية».

بالتزامن، بدأ تحقيق بشأن ما اعتبرته السلطات التركية إهانة أعضاء في حزب «الديمقراطية ومساواة الشعوب» المؤيد للأكراد، مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، والرئيس رجب طيب إردوغان، عبر الإشارة إلى صورهما في مكتب رئيس بلدية سور في ديار بكر.

ورداً على سؤال حول التطورات المتعلقة بالتحقيق، قال وزير العدل يلماظ تونش: «التحقيق مستمر، إذا تلاعبت بالقضايا المتعلقة بوحدة وتضامن بلدنا وأمتنا، فسوف تواجه تحقيقات قضائية وإدارية». وأضاف: «لقد رأينا ذلك عملياً في الماضي، إذا كانت إحدى البلديات تدعم الإرهاب، فلا بد أن يطبق عليها القانون... الأمة لا تصوت لدعم الإرهاب، لقد رأينا ذلك في الماضي وتم إغلاق أحزاب لهذا السبب، وإذا واصل حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب المسار ذاته، فإنه سيواجه المعاملة نفسها وسيتم إغلاقه».


صورة عمّمها نتنياهو مع زوجته تورّطه مع عائلات أسرى «حماس»

يدا متظاهر بالطلاء الأحمر أثناء مسيرة الأربعاء طالبت نتنياهو بالإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة (رويترز)
يدا متظاهر بالطلاء الأحمر أثناء مسيرة الأربعاء طالبت نتنياهو بالإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة (رويترز)
TT

صورة عمّمها نتنياهو مع زوجته تورّطه مع عائلات أسرى «حماس»

يدا متظاهر بالطلاء الأحمر أثناء مسيرة الأربعاء طالبت نتنياهو بالإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة (رويترز)
يدا متظاهر بالطلاء الأحمر أثناء مسيرة الأربعاء طالبت نتنياهو بالإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة (رويترز)

عندما علم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة «حماس»، تنوي الاستمرار في المظاهرات احتجاجاً على الجمود في مفاوضات تبادل الأسرى، في أيام عيد الفصح العبري، وباشروا فعلاً هذه المظاهرات تحت عنوان: «أياديك ملطخة بدماء أبنائنا»، نشر ديوان رئيس الوزراء صورة له مع زوجته سارة نتنياهو مع لوحة تضم صور جميع الأسرى، لإثبات أنه يفكر بهم ولا ينساهم.

لكن الصورة فعلت مفعولاً عكسياً لدى الإسرائيليين وعدّوها معبرة بالضبط عن استخفافه بهم. ونشرت إيلانا كورئيل، قريبة أحد الأسرى، في الشبكات الاجتماعية الصورة وكتبت تحتها: «تمعنوا جيداً في هذه الصورة. رئيس الوزراء وزوجته يحتلان أكثر من 90 في المائة من الصورة، بينما صور المختطفين صغيرة هزيلة بالكاد تُرى. هذا هو حجم اهتمامه بموضوعهم. 90 في المائة من اهتماماته تذهب لنفسه ولزوجته، وأقل من 10 في المائة للمختطفين».

الصورة التي عمّمها مكتب نتنياهو وأثارت موجة سخط لدى الإسرائيليين (مكتب الصحافة الحكومي)

من هنا، انفجرت ردود فعل واسعة تؤيد أقوالها وتقول إن هذه الصورة تعبّر فعلاً عن مشكلة كبرى في حسابات رئيس الحكومة. في أحسن الحالات عدّها بعض مؤيدي نتنياهو بمثابة فشل إعلامي، وتساءلوا: ألم يكن لدى مساعدي رئيس الوزراء القدرة على تكبير صورة المختطفين ضعفين أو ثلاثة؟

وكان نحو 3 آلاف شخص قد تظاهروا ليلة الثلاثاء - الأربعاء، في مواقع عدة في تل أبيب وقيسارية، وألقيت كلمات توسلت فيها العائلات أن ينزل الجمهور إلى الشارع لمساندتهم في مطلبهم بوقف الحرب وإنجاح المفاوضات. وعبّر بعضهم عن خيبة الأمل والإحباط لانفضاض الناس عن المظاهرات.

صور الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر على جدار في تل أبيب (أ.ف.ب)

وقال يهودا، والد الجندي الأسير، نمرود كوهن: «حتى أهالي الأسرى لم يعودوا يجرؤون على المشاركة. فهم يقعون تحت وابل من الافتراءات والادعاءات التي تحاول تشويههم والنيل منهم وتخويفهم»، داعياً الجمهور الإسرائيلي إلى «الخروج للصراخ معنا من أجل إعادة الرهائن فوراً». وانتقد سلوك نتنياهو ودعاه إلى الاستقالة، وقال: «رئيس حكومة العار، أدعوك إلى الاستقالة، أنت الرأس - أنت مذنب».

وقالت عيناف تسنغاوكر، والدة الجندي الأسير متان: «نتنياهو. ابني موجود في غياهب أنفاق (حماس) المظلمة وابنك يتسكع في شوارع ميامي. هذه هي الحكاية كلها. أنت منسلخ عنا. قبل سنتين فقط كنت تتباهى بأنك سيد الأمن وأنه لا يوجد رئيس حكومة يردع أعداء إسرائيل مثلك. وأنا بسذاجتي صدقتك ومنحتك صوتي. اليوم أنت وأنا نعرف أنك تكذب. وقد سمعتك أمس تحيي اليهود وتراهم «خلقوا للحرية». وهنا أيضاً أنت تكذب. فأين هي الحرية عندما يكون لدينا 133 عزيزاً في الأسر ورئيس حكومتنا لا يفعل شيئاً لإطلاق سراحهم. وأنت تعدنا بإطلاق سراحهم بالحرب. لم تعد في غزة حرب. انتهت من زمن، لكن مصلحتك تقتضي ألا تعلن وقفها. وحتى لو قمتم باجتياح رفح، فهذا لن يغير شيئاً سوى زيادة خطر موت أولادنا. لا تدخل رفح. اذهب إلى تسوية، إلى صفقة، إلى أي شيء يعيد الأبناء. فإن لم تكن قادراً، تنحَّ ودعنا نجرّب قائداً آخر مكانك».

متظاهرون كمّموا أفواههم وقيّدوا أياديهم بتل أبيب مطالبين بإطلاق سراح الرهائن في غزة في اليوم الـ200 على أسْرهم (أ.ف.ب)

وقالت نوعم دان، قريبة المخطوف عوفر كلدرون: «يجب أن تتخذ عملية الاحتجاج شكلاً آخر. يجب أن يسمع العالم كله صرختنا. لكي يحدث هذا علينا أن نزعزع الدولة». ودعت المتظاهرين إلى محاصرة الكنيست ومنع النواب من الدخول أو الخروج. وعمل حصار على نتنياهو وحبسه في بيته. وكذلك الأمر مع وزير الدفاع، يوآف غالانت. وقالت: «هؤلاء يهدرون دماءنا. ويحطّمون دولتنا. ويمسكون بخناقنا. ويدبّون أولادنا في حرب بلا هدف حقيقي».

المتظاهرون تمددوا في الشارع وسط تل أبيب يرفعون أكفهم المدهونة باللون الأحمر، في إشارة إلى أن أيدي نتنياهو ملطخة بالدماء. وتظاهر المئات بمشاركة بعض عائلات الأسرى أمام منزل نتنياهو الخاص في مدينة قيسارية، مطالبين باستقالته، معتبرين أنه «العقبة الأساسية في طريق التوصل إلى اتفاق» حول صفقة تبادل أسرى مع حركة «حماس». وهتفوا: «الحكومة تتخلى عن المختطفين»، و«دماء المختطفين تُلطخ أيدي الحكومة الدموية».

لافتات رفعها أقارب الرهائن في غزة أمام مقرّ وزارة الدفاع في تل أبيب الثلاثاء ضد رئيس الوزراء نتنياهو تطالب بإطلاق سراحهم (أ.ف.ب)

وبحسب صحيفة «هآرتس»، شاركت عائلات 12 أسيراً إسرائيلياً في غزة في المظاهرة، بالإضافة إلى مئات الناشطين، وأوضحت أن المتظاهرين عبّروا عن رفضهم لطريقة تعامل نتنياهو مع ملف الأسرى، ونقلت عن والدة أحد الجنود الأسرى في غزة، قولها مخاطبة نتنياهو: «حرّرنا منك حتى نحصل على قائد آخر يستطيع التوصل إلى اتفاق». وأفادت بأن المتظاهرين طالبوا خلال النشاط الاحتجاجي بتنحي نتنياهو، على خلفية «فشله في إدارة الحرب على غزة وإعادة الأسرى»، ونقلت عن ابنة أحد الأسرى قولها مخاطبة نتنياهو: «أنت مسؤول عن الفشل الذريع والمتواصل لاختطاف ذوينا، وعدم عودتهم، وعن الفوضى؟ أنت مسؤول عن كل شيء».

وقالت العائلات في بيان، بعنوان «عيد الفصح عيد الحرية وأولادنا محرومون من الحرية». وكتبوا: «لا توجد حرية ما دام المختطفون في أيدي (حماس)»، وأضافوا أن «نتنياهو الذي فشل في إدارة الحرب وإعادة المخطوفين لا يمكن أن يستمر في القيادة»، وقالت رافيت ابنة الأسير عميرام كوبر: ابنة أحد الأسرى «لا نستطيع أن نحتفل هذه الليلة بالتحول من العبودية للحرية، فيما نشعر بالشوق المؤلم لأحبائنا الذين يعيشون في الظلام ولا يد ممدودة إليهم».

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11) بأن المتظاهرين اتهموا نتنياهو وحكومته بعرقلة التوصل إلى صفقة تبادل لإعادتهم ذويهم المحتجزين لدى في قطاع غزة، والعمل على إطالة أمد الحرب لصالح مسيرته السياسية وفي محاولة لتجنب تحمل المسؤولية وفي ظل تراجع شعبيته في أعقاب هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


نائب إيراني: يمكننا رفع تخصيب اليورانيوم إلى 90% في نصف يوم

النائب المتشدد كريمي قدوسي خلال جلسة برلمانية (إيسنا)
النائب المتشدد كريمي قدوسي خلال جلسة برلمانية (إيسنا)
TT

نائب إيراني: يمكننا رفع تخصيب اليورانيوم إلى 90% في نصف يوم

النائب المتشدد كريمي قدوسي خلال جلسة برلمانية (إيسنا)
النائب المتشدد كريمي قدوسي خلال جلسة برلمانية (إيسنا)

بعد انتقادات حادة، عاد النائب الإيراني المتشدد جواد كريمي قدوسي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، للدفاع عن موقفه بشأن قدرة بلاده على الوصول إلى مستويات الأسلحة في وقت قياسي.

وقال كريمي قدوسي، ممثل مدينة مشهد وعضو «جماعة بايداري» المتشددة، إن بلاده يمكنها استخلاص اليورانيوم بنسبة 90 في المائة في نصف يوم.

وجاء تعليق النائب في مقطع فيديو انتشر الأربعاء في مواقع إيرانية، ويبدو أنه يرد على انتقادات طالته بعد تصريحات مثيرة للجدل.

وكتب كريمي قدوسي مساء الاثنين على منصة (إكس) «إن بلاده يمكنها القيام بأول اختبار نووي خلال أسبوع واحد، إذا صدر أذن بذلك». وقالت وسائل إعلام إيرانية إنه كان يشير إلى فتوى المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن تحريم الأسلحة.

وفي مقطع الفيديو الذي ظهر فيه كريمي قدوسي، أفاد بأن «خبراء قالوا لنا إننا بحاجة إلى نصف يوم لرفع نسبة تخصيب اليورانيوم من 60 إلى 90 في المائة، الوقود الأساسي لرأس نووي» حسبما نقل موقع «انتخاب» الإخباري.

وأضاف النائب أن «الأمر ليس سراً، ويمكننا إطلاع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ذلك». ووصف العملية بـ«الممكنة، والسهلة جداً من الناحية الفنية».

وتقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة في منشأتي نطنز وفوردو منذ شهور طويلة. وعثر المفتشون الدوليون على جزيئات يورانيوم تصل إلى 84 في المائة في يناير (كانون الثاني) العام الماضي، لكن طهران قالت إنه بسبب «خطأ تقني».

وأشار كريمي قدوسي إلى التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل، والمخاوف من تعرض المنشآت الإيرانية لضربات إسرائيلية.

وقال أيضاً إنه «بعد عملية الوعد الصادق، والحديث عن مهاجمة الكيان الصهيوني للمنشآت النووية الإيرانية، وتدمير فوردو ونطنز، اتخذ قائد حماية المنشآت النووية موقفاً مفاده بأن الهجوم على المنشآت يعادل العبور من الخطوط الحمر للجمهورية الإسلامية في إنتاج السلاح النووي، ورجح أن تتغير الفتوى إذا هاجم الأعداء المنشآت النووية».

وكان كريمي قدوسي يشير إلى تحذير أحمد حق طلب، القائد المسؤول عن حماية المنشآت النووية في «الحرس الثوري»، الذي قال الأسبوع الماضي إن بلاده ستعيد النظر في عقيدتها، وسياستها النووية إذا تعرضت منشآتها لهجمات إسرائيلية.

وحاولت الخارجية الإيرانية التخفيف من تلويح المسؤول، وقال المتحدث باسمها ناصر كنعاني الاثنين إن «الأسلحة النووية لا مكان لها في العقيدة النووية الإيرانية»، وأضاف: «قالت إيران مرات عدة إن برنامجها النووي يخدم الأغراض السلمية فقط. ولا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا النووية».

النائب المتشدد كريمي قدوسي يتحدث في فيديو وتبدو خلفه صورة قاسم سليماني

وقال كريمي قدوسي في الفيديو إن «التهديد ليس موجهاً لإسرائيل، إنما موجه لأوروبا، وأميركا».

وأشار كريمي قدوسي في جزء من خطابه إلى رفض خامنئي إنتاج صواريخ باليستية يتخطى مداها ألفي كيلومتر. وقال «إذا امتلكنا رأساً نووياً يجب أن يكون لدينا صاروخ يصل إلى عشرة آلاف كيلومتر، لهذا قال المرشد إن القادة العسكريين طلبوا رفع مدى الصواريخ، لكنني لم أسمح بذلك». وأضاف النائب: «إذا أصدر المرشد ترخيصاً بذلك، فإن العلماء والخبراء لن يتركوا الأمر للحظة».

وأشار النائب للانتقادات التي طالته بسبب تصريحاته. وقال «البعض يقول إن ذلك قد يؤثر على المفاوضات النووية»، وأضاف «لا، هذا الأمر سيزيد من سرعة المحادثات، لكي يتدارك الأوروبيون الأمر، وألا يتمادوا في فرض العقوبات على إيران، يجب أن يجلسوا على طاولة المفاوضات، ويستسلموا لمنطق أمتنا».

ومع ذلك، قال كريمي قدوسي إن «إنتاج واستخدام السلاح أمر غير مقبول بناء على فتاوى المرشد، لكن عندما يُقرر، ويقول، فسنهددهم على أي مستوى يهددوننا، أي إذا وجهوا تهديداً نووياً لنا، فسنرد بتهديدات نووية، حينها لا يمكن أن نرد عليها بصواريخ كاتيوشا».

وحذر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الثلاثاء، من أن إيران أمامها «أسابيع وليست أشهراً» للحصول على ما يكفي من اليورانيوم المخصب لتطوير قنبلة نووية، لكنه أضاف أن «هذا لا يعني أن إيران تمتلك أو ستمتلك سلاحاً نووياً في تلك الفترة الزمنية».

وأفاد غروسي في تصريحات صحافية بأن «الرأس الحربي النووي الفعال يتطلب أشياء إضافية كثيرة بمعزل عن امتلاك المواد الانشطارية الكافية».


مزاعم إسرائيلية بتأييد الإدارة الأميركية «اجتياحاً محدوداً» في رفح

فلسطيني يتفقد منزلاً دُمر بعد أن قصفت طائرة إسرائيلية منزلاً قتل فيه 3 أشخاص وجرح آخرون في  رفح
فلسطيني يتفقد منزلاً دُمر بعد أن قصفت طائرة إسرائيلية منزلاً قتل فيه 3 أشخاص وجرح آخرون في رفح
TT

مزاعم إسرائيلية بتأييد الإدارة الأميركية «اجتياحاً محدوداً» في رفح

فلسطيني يتفقد منزلاً دُمر بعد أن قصفت طائرة إسرائيلية منزلاً قتل فيه 3 أشخاص وجرح آخرون في  رفح
فلسطيني يتفقد منزلاً دُمر بعد أن قصفت طائرة إسرائيلية منزلاً قتل فيه 3 أشخاص وجرح آخرون في رفح

على الرغم من نفي واشنطن، ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن الإدارة الأمريكية غيرت موقفها، مؤخراً، ووافقت على أن تقوم إسرائيل باجتياح لمدينة رفح، ولكن بشرط أن يكون ذلك اجتياحاً محدوداً. لكن هذه الموافقة، زادت من تحذيرات من قوى عديدة داخل إسرائيل، تعد هذا الاجتياح عملاً غير مهني من الناحية العسكرية ولا جدوى منه، بل قد يكون مغامرة غير مضمونة النتائج.

وقالت هذه المصادر، إن واشنطن التي اطلعت على أربع خطط لاحتلال رفح، ما زالت تشكك في قدرة الجيش الإسرائيلي على ضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين خلال هذا الاجتياح، وقد اعترضت على الخطط الأربع وتنتظر تقديم خطة جديدة. الخطة الأخيرة تتحدث عن تقسيم رفح إلى أربعة أقسام، ينفذ احتلالها مربعاً تلو الآخر. فإذا فشلت في حماية المدنيين، توقف العملية وإن نجحت تواصل نحو المربع التالي.

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 18 أبريل لجنوده خلال عملهم في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وبحسب صحيفة «يسرائيل هيوم»، فإن القرار الإسرائيلي بالاجتياح «جاء بعد أشهر طويلة من التأجيلات والمداولات والضغوط الدولية والجدالات الحزبية، والتغيير الأمريكي في الموقف جاء بعد رد قائد حماس في القطاع، يحيى السنوار، قبل بضعة أيام، برفض اقتراح الوسطاء لصفقة المخطوفين».

وأبلغ رئيس فريق المفاوضات، ديفيد بارنياع، رئيس «الموساد»، أن «السنوار لا يريد صفقة إنسانية وإعادة المخطوفين ويواصل استغلال التوتر مع إيران والسعي إلى وحدة الساحات وإلى تصعيد شامل في المنطقة». تضيف الصحيفة: «يمكن الافتراض بأن ضبط النفس الإسرائيلي بالنسبة للرد على هجوم الصواريخ والمسيّرات من جانب إيران، والرد الموضعي المنسوب لها تجاه منظومة الدفاع الجوي الإيراني قرب أصفهان، يرتبطان أيضا بتليين المواقف الأميركية من العملية في رفح».

وذكرت قناة «كان 11»، أن عملية التحضير لاجتياح رفح وإخلاء السكان المدنيين في المدينة الذين يعدون نحو 1.4 مليون فلسطيني ستستغرق نحو ثلاثة أسابيع، على افتراض أن حماس لن تمنع المواطنين الفلسطينيين من الفرار من المكان، وفترة أطول في حال منعتهم. وقالت إن العملية العسكرية نفسها ستستمر، حسب التقديرات، لنحو ستة أسابيع، ولكن هناك شكوك كبيرة في أن تكون مجدية في تحقيق أهدافها المعلنة وهي «تصفية حماس في رفح وتحرير الرهائن المحتجزين هناك».

وتقول «يسرائيل هيوم»، إنه مهما يكن من أمر، فالجيش قال في الفترة الأخيرة إن أربع كتائب لحماس في رفح ليست من الكتائب الأقوى للحركة في القطاع. وإن الكتائب الأقوى التي فككت في الأشهر الأخيرة كانت في مدينة غزة وفي خان يونس. وحسب التقديرات، «تمكن غير قليل من المخربين في الأشهر الأخيرة من الفرار إلى رفح، وبالتالي لا يستبعد الجيش الإسرائيلي قتالاً شديداً في المكان».

تضيف الصحيفة: «يجب الانتباه إلى التقديرات بوجود مخطوفين تم تهريبهم إلى رفح، وإحدى المهام المركزية للقوات ستكون محاولة إعادتهم. فمنذ بداية الحرب نجح الجيش الإسرائيلي في أن ينقذ بقوة الذراع ثلاثة مخطوفين أحياء فقط والعثور على بضع جثث لمخطوفين. قيادة الجيش قالت في الأسابيع الأخيرة إنها تؤيد الصفقة لأنها الطريقة الأفضل لإنقاذ المخطوفين وهم على قيد الحياة. لكن كما أسلفنا، فإن السنوار الذي لا يعاني من ضغط سياسي، يتمتع بمساعدة إنسانية من دولة إسرائيل بالمجان من خلال ضغط العالم، ولا يواجه ضغطاً عسكرياً ذا مغزى في الأسابيع الأخيرة، ويصر على الشروط الأولية غير المقبولة من ناحية إسرائيل».

في الأثناء، باشرت إسرائيل في إقامة «حقل خيام» ضخم لاستيعاب مئات ألوف الفلسطينيين الذين سيتم ترحيلهم من رفح. ويقول أفريام غانور، الذي يعد من أهم الخبراء في مكافحة الإرهاب: «بعد أكثر من نصف سنة على حرب لا ترى نهايتها، في الوقت الذي يوجد هناك من يجعل الدخول المتوقع للجيش الإسرائيلي إلى رفح هدفاً سيوفر صورة النصر لهذه الحرب، فإن الواقع عملياً مختلف تماماً. فالدخول إلى رفح، المعقل المحصّن الأخير لحماس وكذا مكان مخطوفينا الذين سحبوا إلى هناك مع تيار المخربين الذين فروا إلى معركة البقاء الأخيرة، يرفع بقدر كبير الخوف لأنه في أثناء مناورة الجيش سيتأذى المخطوفون أيضاً».

صورة وزعها الجيش الإسرائيلي لأحد أنفاق حركة «حماس» في قطاع غزة يوم الخميس (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

وقال إن من يوهم نفسه بأن رفح ستكون اللحظة الأخيرة لهذه الحرب وستؤدي إلى تقويض حماس، لا يفهم على ما يبدو تصريح نتنياهو بأننا على مسافة خطوة من النصر... نكتة هذيان منقطعة عن الواقع. فمئات المخربين الذين نجوا من هجوم الجيش الإسرائيلي على مدى نصف سنة من الحرب انتشروا في أرجاء القطاع، من بيت لاهيا وبيت حانون في الشمال حتى بني سهيلا وخان يونس في الجنوب. ويسيطرون على الأماكن التي خرج الجيش الإسرائيلي منها، ويطلقون الصواريخ وقذائف الهاون نحو بلدات الغلاف وبينها عسقلان. هم يعرفون المنطقة على نحو ممتاز، الأنفاق وفوهاتها.

واقترح إقامة جهاز مدني من السكان المحليين غير المشاركين في الحرب، يحل المشكلات الإنسانية، كالطب، والتعليم، والأمن الشخصي، والعمل. مشدداً على أنه من دون هذا الجهاز، سيصبح قطاع غزة صيغة أخرى من حرب فيتنام التي تورط فيها الأميركيون في حرب عصابات ضروس على مدى نحو تسع سنوات مع 58 ألف قتيل، وفي النهاية طووا ذيلهم وأعادوا قواتهم إلى الديار مع انتصار شمال فيتنام.

طفلة فلسطينية وسط الأنقاض في رفح جنوب قطاع غزة الأربعاء في أعقاب غارات إسرائيلية (أ.ف.ب)

وعدّ الخطأ الأكبر لهذه الحكومة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أنها بدلاً من أن تقيم أجهزة السيطرة المدنية تلك، يتصرف الجيش الإسرائيلي اليوم في قطاع غزة مثلما في الضفة، «يدخل بقوات محدودة نسبياً لاستعراض القوة ولضرب المخربين، بحسب المعلومات الاستخبارية، ويتعرض للإصابات ويكون بعيداً عن خلق ردع – سيطرة».

ويختتم غامور، بقوله: «هذه وصفة مؤكدة للتورط، لأنه مع الزمن سيتعلم المخربون الذين يعرفون المنطقة والجيش الإسرائيلي جيداً، نقاط ضعف الجيش داخل القطاع، ما سيكلف ثمناً دموياً باهظاً وأليماً».


وزير إسرائيلي يسخر من بايدن... ويدعو لانتخاب ترمب

وزير الخارجية الأميركي مجتمعاً مع زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي مجتمعاً مع زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (رويترز)
TT

وزير إسرائيلي يسخر من بايدن... ويدعو لانتخاب ترمب

وزير الخارجية الأميركي مجتمعاً مع زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي مجتمعاً مع زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (رويترز)

في الوقت الذي يواجه فيه يهود حول العالم تبعات السياسة الإسرائيلية وممارساتها في قطاع غزة والضفة الغربية، خرج المسؤول عن علاقات تل أبيب مع أبناء الديانة، وزير «الشتات» عاميحاي شيكلي، بتصريحات معادية للرئيس الأميركي، جو بايدن. فاتهمه بأنه «ضعيف» وسخر من تحذيراته لإيران وأذرعها بالكلمة الشهيرة: «إياكم أن تفعلوا (Don't)». وقال شيكلي إنه لو كان مواطناً أميركياً لصوت للرئيس السابق، دونالد ترمب.

وتصريحات شيكلي جاءت ضمن سلسلة تصريحات ومقالات ودراسات تهاجم الإدارة الأميركية على سياستها وممارستها للضغوط على إسرائيل، وترى أن إدارة بايدن تمنعها من إعلان حرب على إيران وتوسيع الحرب نحو لبنان واجتياح رفح، وتتهمها بأنها «تقيد إسرائيل، وتشوش على خططها الحربية».

لكن صدور تصريحات كهذه عن وزير من حزب «الليكود» الذي يقوده نتنياهو، يُعدّ اعتلاءً لدرجة أخرى في سلم التبجح الإسرائيلي على الولايات المتحدة وقياداتها، ويثير تساؤلات عدة لدى المعارضة، التي تشعر أن الحكومة تقامر بالعلاقات مع واشنطن. ويُعبّر عن هؤلاء زعيم المعارضة، يائير لبيد، والذي قال عبر منصة «إكس» إن «هجوم الوزير شيكلي يأتي بعد عدة ساعات فقط من مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على مساعدات بـ 14 مليار دولار لإسرائيل، وقبل عدة ساعات من توقيع الرئيس بايدن نفسه على القرار. هذا دليل آخر على أن الحكومة التي تتحكم بمقاديرنا هي حكومة غباء كامل».

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (د.ب.أ)

وكان شيكلي يتكلم، خلال مقابلة في الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان» (الأربعاء)، التي استضافته لتسأله ماذا سيفعل بصفته مسؤولا عن «يهود الشتات» وهو يرى كيف تنفجر مظاهرات طلابية صاخبة في الولايات المتحدة ضد السياسة الإسرائيلية والتي في ظلها يتعرض الكثير من اليهود إلى اعتداءات عنصرية وترتفع شعارات تنادي بسقوط إسرائيل؟... فلم يجد شيكلي من يتهمه بذلك سوى الرئيس بايدن.

وأسهب: «أقوال بايدن بخصوص المظاهرات في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ضعيفة، وسياسة بايدن تُقيّد إسرائيل، ولا تسمح لها بممارسة ضغط كبير في رفح مثلما كنا نريد». وزاد أنه كان «سينتخب ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية؛ لأن الولايات المتحدة بقيادة بايدن لا تعكس قوة وهذا الأمر يضر بدولة إسرائيل، بينما ترمب يبدو رئيساً قوياً».

ومع إقرار شيكلي بأن «بايدن صديق لإسرائيل» لكن الوزير الإسرائيلي عبّر عن اعتقاده بأن «الرئيس الأميركي يخضع لضغوط كبيرة للغاية تؤثر عليه، وتلحق ضرراً حقيقياً بالعلاقات بين الدولتين». وبحسبه «إذا نظرت إلى استراتيجية بايدن بشأن ما حدث في أفغانستان وأوكرانيا والشرق الأوسط تفهم كم هو ضعيف. فهو قال لـ(حزب الله) ولإيران في بداية الحرب بكلمات حازمة: (إياكم أن تفعلوا)، وبعد ذلك رأينا النتائج».

وفيما يتعلق بالمظاهرات في الجامعات الأميركية، وجد شيكلي متهماً آخر، في الدوحة. فقال: «يوجد مال قطري كثير وصل إلى هذه الجامعات في العقود الأخيرة، وخاصة إلى كليات الآداب». وتابع أنه «لا أعلم إذا كان بإمكاننا كوزارة شتات القضاء على هذه الظواهر. فهي جزء من ثقافة تقسم العالم إلى ظالمين ومظلومين، وإسرائيل والرجل الأبيض هم الظالمون القامعون، والفلسطينيون هم أكثر المظلومين والمقموعين».

يذكر أن الحكومة الإسرائيلية تروج أن مظاهرات الاحتجاج الضخمة في العالم ضد حربها على غزة، وما يترافق معها من تدمير ومجازر هي «معادية للسامية، وناجمة فقط عن العداء العنصري لليهود». وتتجاهل الصور التي تعكس ما يجري على أرض غزة، والتي تُظهر كيف تمارس إسرائيل حرباً ضد المدنيين بالأساس، وتتسبب بالجوع وتدمر المستشفيات والمساجد والكنائس، وتقتل الأطباء والممرضات والصحافيين والعاملين في الإغاثة.