محكمة سودانية تأمر بتوجيه دعوى جنائية ضد مدير السجن المركزي

جانب من الاحتجاجات في الخرطوم يوم 8 ديسمبر (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات في الخرطوم يوم 8 ديسمبر (أ.ف.ب)
TT

محكمة سودانية تأمر بتوجيه دعوى جنائية ضد مدير السجن المركزي

جانب من الاحتجاجات في الخرطوم يوم 8 ديسمبر (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات في الخرطوم يوم 8 ديسمبر (أ.ف.ب)

أمرت محكمة سودانية النيابة العامة بتقييد دعوى جنائية ضد مدير السجن القومي «كوبر»، وهو ضابط شرطة بدرجة لواء، لرفضه تنفيذ قرارها بنقل متظاهر متهم بالقتل، من الحبس الانفرادي إلى الحبس الجماعي، وذلك بعد أن كانت شرطة السجون قد اقتادته إلى المحكمة الأسبوع الماضي مقيداً بالسلاسل وتبدو عليه آثار اعتداء، ما اضطر القاضي لتأجيل الجلسة. وقال قاضي المحكمة زهير بابكر عبد الرازق، في حيثيات قراره، أمس، إن محكمته أصدرت في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قراراً بنقل المتهم محمد آدم الشهير بـ«توباك» من محبسه الانفرادي وضمه لبقية المتهمين، وأحضر للمحكمة في جلسة وعلى يديه القيود التي تركت مفاتيحها في السجن، وبدت عليه إصابة موثقة بتقرير طبي، في مخالفة لقرار سابق صادر عن المحكمة بعدم إحضار أي متهم مقيداً للمحكمة.
وأوضح القاضي أن سلطات السجن المركزي في كوبر لم تلتزم بتوجيهات المحكمة بحبس المتهمين، وهم أربعة في ذات الاتهام، في محبس واحد، والإفادة بأسباب حبس المتهم توباك الانفرادي وأسباب تقييده، وعدم إحضار متهم وهو مقيد للمحكمة، وذلك قبل جلسة أمس، وأن عدم التزامها بقرارات المحكمة يوقع إدارة السجن بمخالفة القانون.
وأضاف القاضي تسبيباً لقراره: «في ظل هذه الظروف فإن المحكمة لا تطمئن على سلامة المتهم»، وقد صدر قرار بقيد دعوى جنائية تحت المادة 90 من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991 ضد مدير السجن لواء الشرطة الطيب أحمد عمر، ومخاطبة النيابة المختصة بذلك ونقل المتهم إلى سجن آخر، وهو السبب الذي أجلت بسببه المحكمة جلستها السابقة». وتنص المادة 90 من القانون الجنائي على إساءة استعمال سلطة الإحالة للمحكمة أو الاعتقال، وهي أفعال تعد مخالفة للقانون، ويعاقب الموظف العام الذي يرتكبها حال إدانته بالسجن مدة لا تتجاوز الثلاث سنوات، مع جواز معاقبته بالغرامة.
وقال المحامي المعز حضرة إن قرار القاضي زهير بابكر أعاد للقضاء السوداني هيبته وقوته، وأرسل رسالة واضحة لمنسوبي الأجهزة النظامية خصوصاً الشرطة لاحترام مبدأ سيادة حكم القانون وعدم الإفلات من العقاب. ودعا حضرة النيابة العامة لتنفيذ قرار القاضي بفتح بلاغ جنائي ضد مدير السجن. وأضاف: «فتح هذا البلاغ لا يحتاج إلى رفع حصانة، وإلى موافقة مدير عام الشرطة... لأن الجريمة وقعت عمداً وبقصد وإصرار، رغم أوامر القاضي». وتابع: «فتح هذا البلاغ ربما يكون رسالة أخيرة للشرطة السودانية ومديرها العام لاحترام مبدأ سيادة حكم القانون».
وفي 13 يناير (كانون الثاني) الماضي، لقي ضابط الشرطة علي محمد بريمة، وهو ضابط برتبة عميد في شرطة الاحتياطي المركزي «مكافحة الشغب» حتفه، إثر إصابته بآلة حادة أثناء إشرافه على قواته التي كانت تفض تظاهرات اندلعت بالقرب من تقاطع شارعي السيد عبد الرحمن والقصر وسط الخرطوم، في مسافة تبعد بضعة أمتار عن القصر الرئاسي. ولاحقاً، ألقت الشرطة القبض على أربعة من المتظاهرين وهم محمد آدم أرباب الملقب بـ«توباك»، وأحمد الفاتح ولقبه «الننة»، ومحمد الفاتح ولقبه «ترهاقا»، وجهت لهم اتهامات بقتل العميد بريمة تحت المادة 130 من القانون الجنائي «القتل العمد»، فيما وجهت تهمة التستر لطبيبة صيدلانية. وقالت عضو هيئة الدفاع عن المتظاهرين المتهمين المحامية سعاد محمود لـ«الشرق الأوسط»، إن المتهمين تعرضوا للتعذيب أثناء التحقيق معهم، وإن المتهم توباك تعرض للضرب مرة أخرى أثناء حبسه الانفرادي، وإن تقرير الطبيب أكد تعرضه للاعتداء. وكانت المحكمة قد استجابت في وقت سابق لطلب هيئة الدفاع عن المتهمين الاطلاع على يومية التحري، في أول سابقة من نوعها في تاريخ القضاء السوداني، بموازاة بيانات صحافية صادرة عن الدفاع وأسر المتهمين ذكرت أنهم تعرضوا للتعذيب داخل السجن وحرموا من العلاج، للحصول على بيانات تدينهم. ونقل عن رئيسة هيئة الدفاع عنهم المحامية إيمان عبد الرحيم وقتها، أن أي بيانات أخذت تحت التعذيب مردودة قانوناً، وتمثل جريمة يعاقب عليها القانون حال ثبوتها.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

وفاة أكثر من 73 شخصاً في ولاية الجزيرة بالسودان بسبب تفاقم الوضع الصحي

سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

وفاة أكثر من 73 شخصاً في ولاية الجزيرة بالسودان بسبب تفاقم الوضع الصحي

سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن أكثر من 73 شخصاً لاقوا حتفهم في مدينة الهلالية ومناطق مجاورة بولاية الجزيرة بسبب تفاقم الوضع الصحي.

وجاء في بيان للجنة، اليوم (الأربعاء): «تواجه مناطق شرق الجزيرة في السودان كارثة إنسانية متفاقمة، نتيجة لهجمات عنيفة ومستمرة تشنها ميليشيا (الدعم السريع)».

وتابعت: «يعاني مستشفى الصباغ الريفي، الذي يعد المحطة الرئيسية لتقديم الرعاية الطبية للنازحين، من تدفق هائل للمرضى يفوق طاقته الاستيعابية، ويعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية».

وأضافت: «يعيش النازحون في مدينة حلفا الجديدة وقراها في أوضاع مأساوية، حيث ينامون في العراء دون مأوى أو أغطية، ويفتقرون إلى مصادر مياه شرب نظيفة».

وطالبت اللجنة المجتمع الإقليمي والدولي «بالتدخل الفوري لوقف هذه المأساة الإنسانية».

وتصاعد العنف في ولاية الجزيرة بشرق السودان في الأسابيع الأخيرة، وقالت الأمم المتحدة إن نحو 135 ألف شخص نزحوا منها إلى ولايات أخرى.

وأدت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023 إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد، بالإضافة إلى نزوح الملايين.