مظلوم عبدي: أميركا منعت عملية تركية... وقائد القوات الروسية زارني للتوسط مع أنقرة

قائد «قوات سوريا الديمقراطية» قال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه لن يذهب إلى دمشق قبل نضج ظروف الحل السياسي

عربة عسكرية أميركية قرب منشأة نفط في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
عربة عسكرية أميركية قرب منشأة نفط في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

مظلوم عبدي: أميركا منعت عملية تركية... وقائد القوات الروسية زارني للتوسط مع أنقرة

عربة عسكرية أميركية قرب منشأة نفط في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
عربة عسكرية أميركية قرب منشأة نفط في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)

(حوار سياسي)
قال قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، إن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب «خانت» حلفاءها في «قسد» لدى عدم وقوفها ضد التوغل التركي في نهاية 2019، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية لم تسمح إلى الآن بعملية برية تركية.
وسُئل عن قلقه من تعرّض قواته لـ«خيانة» أخرى، فأجاب «نحن دائماً قلقون، ولكن نأمل بأن تفي الإدارة الأميركية الجديدة بوعودها وبالتزاماتها وأن لا تسمح لتركيا بالقيام بأي عملية». وأشار إلى أن طائرات تركية «دخلت إلى منطقة دير الزور واستهدفت (مخيم الهول) بعمق 80كلم في الداخل. كل الأجواء السورية كانت مفتوحة»، وأن أميركا لم تفعل شيئاً سوى الإدلاء بتصريحات.

مظلوم عبدي (الشرق الأوسط)

وكشف عبدي عن مضمون محادثاته مع قائد القوات الروسية، العماد الأول ألكسندر تشايكو، الذي زاره في مقره شرق الفرات، ووساطته مع أنقرة، قائلاً «يمكن أن نقول إن روسيا حالياً في موقف محايد بيننا وبين تركيا، وتحاول أن تجعل اتفاق سوتشي للعام 2019 ساري المفعول، وأن تعالج الخروقات التي تحصل. نحن من جهتنا لدينا ملاحظات كثيرة جداً على تركيا والخروقات الكثيرة التي تقوم بها». وقال رداً عن سؤال، إن «قسد» جزء من «المنظومة الدفاعية للجيش السوري بشكل عام. لكن لدينا شروطاً وتفاصيل. فلدينا أكثر من 100 ألف مسلح مضى عليهم عشر سنوات وهم يقاتلون، وهم في حاجة إلى حل دستوري وحل قانوني. (قسد) يجب أن يكون لها دور وخصوصية ضمن الجيش». وأضاف «نحن نرسل وفوداً إلى دمشق (للتفاوض). وأنا أريد الذهاب إلى دمشق عندما تنضج الظروف للحل». وهنا نص الحديث الذي جرى عبر تطبيق «زووم» مساء أول من أمس:
> أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) رسميا وقف التعاون مع التحالف في قتال تنظيم «داعش»، ولاحظنا في الوقت ذاته أن قوات التحالف والأميركيين سيّروا مجموعة دوريات على نقاط التماس بالتعاون مع «قسد». هل تستطيع شرح الأمر لنا؟
- لتُفهم الأمور بشكل دقيق، صرّحنا بأن القصف التركي المستمر واستهداف القوات التي تقوم بتسيير الدوريات أدى إلى توقف هذه العلميات. كان الوضع كذلك، وفي فترة قصف الطائرات بشكل خاص تراجع تسيير الدوريات وأصبح يجري بقدر الإمكان. حالياً، بدأ العمل المشترك من جديد. كان الأمر يتعلق بالوضع الأمني، وبما أنه تحسن قليلاً عاد التعاون المشترك.
> إذن، عاد العمل بين قوات «قسد» والتحالف إلى الوضع السابق، سواءً فيما يتعلق بمحاربة «داعش» أو فيما يتعلق بالدوريات.
- بالضبط، عاد إلى ما قبل 20 من الشهر.
> لاحظنا في الأيام الأخيرة أن القصف التركي المكثف تراجع عما كان عليه سابقاً. ما هو سبب تراجع هذا القصف؟ هل هو بالفعل نتيجة ضغط أميركي على أنقرة؟
- أظن أن الضغط الأميركي على أنقرة كان له تأثير إلى حد ما، ومع مرور الوقت تزايد الضغط الدولي على أنقرة. أنقرة قامت بخروقات لتفاهمات كانت أجرتها، سواءً مع روسيا أو مع أميركا، وهذا نتج منه ضغط كبير أدى إلى انخفاض القصف. والعامل الثاني، بصراحة، هو أننا كقوات عسكرية كنا أعددنا تحضيراتنا بشكل جيد. على سبيل المثال، منطقة كوباني (عين العرب) ومنبج وتل رفعت تعرضت لقصف شديد جداً بطائرات «إف – 16» وآلاف الاستهدافات بالمدفعية، ومع ذلك لم تخسر قوات «قسد» أي جريح في هذه المنطقة. الأتراك لم يحصلوا على النتيجة المرجوة. ولا حتى على صعيد المدنيين والبنية التحتية في محافظة الحسكة.
> هناك من يعتقد أنه كان هناك ضوء أخضر أميركي غير معلن بأن تركيا «سُمح لها» بأن تضرب وتقصف لمدة 10 أيام؛ لذلك شاهدنا تدميراً للبنية التحتية للغاز والنفط، وقصفاً قريباً من القواعد العسكرية الأميركية. هل لديك أي معلومات عن هذا الاحتمال؟ وما تعليقك؟
- لا نستطيع القول إن هناك ضوءاً أخضر أو تنسيقاً بين القوات العاملة على الأرض، ولكن انتقادنا بشكل دقيق لقوات التحالف يعود إلى كونهم موجودين على الأرض، فلو قاموا بالتزاماتهم بشكل جيد لما كان حصل قصف بهذا المستوى. كان موقفهم ضعيفاً ضد الهجمات؛ لأن الأتراك، مثلما صرحت وزارة الدفاع (البنتاغون)، عرّضوا الجنود الأميركيين للخطر.
> هل دخلت الطائرات التركية بالفعل الأجواء السورية؟ هناك من يقول إنها دخلت إلى فوق دير الزور تقريباً؟
هم دخلوا إلى منطقة دير الزور، فبلدة مكمن تقع على بعد 70كلم داخل الحدود، واستهدفوا مخيم «الهول» بعمق 80كلم في الداخل. كل الأجواء السورية كانت مفتوحة.
> أميركا لم تفعل شيئاً لوقفهم؟
- بالطبع، ما عدا التصريحات الصحافية.
> أميركا أو الغرب خانوا الأكراد 7 مرات خلال 100 عام. هل لديك بالفعل قلق من «خيانة» أميركية أو أن تتخلى واشنطن عن الأكراد بعد التضحيات الكبيرة في قتال «داعش» وبعدما سقط عدد منهم في الحرب ضد التنظيم؟ هل هناك خوف أو قلق من «خيانة» أميركية؟
- العملية السابقة كانت في 2019، في ذلك الوقت كان هناك تنسيق بين إدارة ترمب والأتراك على أساسه الحملة، وأسميناها خيانة. حالياً، صرحوا بأن إدارة بايدن لن تسمح بدخول عسكري بري وبتدمير المنطقة. وبصراحة، حتى الآن ومنذ 2019 كان هناك ضغط من الإدارة الأميركية إلى أقصى حد حتى لا تقوم تركيا بعمليات عسكرية برية جديدة، ولم يسمحوا في ذلك.
نحن دائماً قلقون، ولكن نأمل بأن تفي الإدارة الأميركية الجديدة بوعدها وبالتزاماتها السابقة الموجودة مع تركيا، وأن تفي الإدارة الجديدة بالتزاماتها وألا تسمح لتركيا بالقيام بأي عملية.
> قلت قبل أيام إن هذا القصف أو هذا التصعيد التركي هو اختبار لإدارة بايدن. هل أنت مطمئن بعدما حصل لنتيجة الاختبار؟ وهل أنت مطمئن بأنه ليست هناك خيانة أميركية؟
- حتى الآن نجد أن الأميركيين وجميع المؤسسات الأميركية تواصلوا بشكل مباشر مع الأتراك، ونستطيع القول إننا طلبنا منهم أن يستمروا في الضغوط ليلاحظ الأتراك، وبالأخص إردوغان، أنه ليس بإمكانهم القيام بأي عملية إذا كانوا يريدون الاستمرار في السلطة والاحتفاظ بالحكم خلال الانتخابات المقبلة.
> أحاول أن أجعلك تقول كلمة «خيانة». ألست قلقاً من الخيانة؟
- لنكون واضحين، هذا للآن لم يحصل. نحن قلقون، ونرى صراحة أن الموقف الأميركي غير كافٍ، ولكن نترك الأمر للزمن.
> هناك اتفاقات بين روسيا وتركيا وأميركا في عام 2019 كما تعرف. وتركيا تقول، إن «قسد» لم تنفذ تعهداتها بالانسحاب إلى عمق 30 أو 32كلم. هل صحيح أن «قسد» لم تنفذ التعهدات، أم أن الصورة غير ذلك؟
- الجميع يعرف أننا التزمنا بالاتفاقات بحذافيرها. ومنذ 2019 إلى اليوم، الضامنون الروس موجودون، وهم مسؤولون عن الاتفاقية. ومع الأميركيين هناك اتفاقية مع الجانب التركي.
> ماذا فعلتم عملياً من جانبكم فيما يتعلق بتنفيذ تفاصيل البنود؟
- أولاً، وقبل كل شيء، بالنسبة للأتراك كانت حجتهم الأساسية هي وجود تهديد للأمن القومي التركي. وحتى الآن، وخارج بعض الأمور الاستثنائية، نحن كـ«قوات سوريا الديمقراطية»، ردنا كان بشكل العام، أننا لم نقم حتى الآن بأي عملية تهدد الأمن القومي التركي من هذه المناطق. فلا عمليات عسكرية بشكل مباشر ضد تركيا من هذه المناطق تحديداً.
> هم طلبوا سحب قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية وسحب السلاح الثقيل، أليس كذلك؟
- هذه القوات غير موجودة في هذه المناطق. بشكل رسمي، من يتواجد على الحدود، أي القوات الموجودة حالياً هي قوات الجيش السوري، وهي تنتشر على كامل الحدود.
> قلتم إنكم لم تهددوا أمن تركيا. طبعاً تركيا تقول إن تفجير إسطنبول نُفذ من قبل بعض الأشخاص الذين لهم علاقة بـ«قسد» أو «وحدات حماية الشعب» الكردية، وهي تقول إن لديها الأدلة. ولكن، أعرف أن أميركا وبريطانيا ودولاً أوروبية تقول إنه ليس لديها أدلة كهذه، وتركيا لم تقدم هذه الأدلة. هل قُدمت لكم الأدلة التركية عن وجود علاقة لـ«قسد» بتفجير إسطنبول؟
- المشكلة في الأساس هي أن الأتراك لا يتعاونون مع أحد، ولم يعطوا معلومات إلى الجانب الأميركي. المعلومات تقول إنهم لم يتعاونوا، وهم يعطون المعلومات من طرف واحد وعبر الإعلام، ويريدون من العالم أن يصدق معلوماتهم. صرحنا من جهتنا بأننا نعتبر العملية إرهابية، وأنه ليس لنا أي علاقة بتلك العملية.
أعطيك معلومة جديدة: نحن نعتمد على المعلومات التي تقدمها تركيا عبر الإعلام وليس بشكل رسمي. اليوم أنهينا القسم الأول من التحقيق في كل المعلومات التي أعطتها تركيا وسلمناها إلى كل المعنيين بالأمر، بمن فيهم الجانب الأميركي، وبعض المعلومات قدمها الأتراك من جديد، والتحقيق صدر خلال فترة قصيرة جداً. ومن التحقيقات أثبتنا أن لا علاقة لنا بهذه العملية من جميع الجوانب. ما توصلنا إليه أن الأشخاص الذين قدم الأتراك أسماءهم، قسم منهم من مدن كانت مع «داعش»، ونحن أعطيناهم التحقيقات، وسلمناهم الأسماء بالتفصيل مع الصور، والبنت التي قامت بالعملية قامت قبلها بفترة قصيرة بزيارات عدة إلى عفرين، حيث يقيم أخوها وعمها وعدد من أفراد عائلتها.
> عفرين تحت سيطرة الأتراك؟
- نعم. قياديون في ما يسمى الجيش الوطني وأشخاص آخرون كانوا قبل ذلك موجودين وطردناهم من المنطقة قبل 2018، ثم انتقلوا إلى مناطق أخرى. الأشخاص الذين قدم الأتراك أسماءهم لهم روابط مع الفصائل المسلحة الموجودة في جرابلس ومناطق أخرى. قدمنا الأسماء الآتية من جرابلس وعفرين مع الأدلة، ونكمل الجزء الثاني من التحقيق في الأيام القليلة المقبلة.
> من يقف وراء العملية في اعتقادك؟
- لا نريد أن نتهم أحداً، لكن ما نعرفه أن لها علاقة بالمناطق المحتلة من قِبل تركيا، عفرين وجرابلس، وأشخاص ترددوا إلى تلك المناطق. ولدينا أدلة بأن قسماً من المتفجرات أتى من تلك المنطقة، وأسماء الأشخاص ذاتهم وردت ضمن الدائرة الضيقة، وأرادوا أن يقوموا بعمليات خارج مناطقنا. هم موجودون في منطقة عفرين وجرابلس، ولهم يد في تلك المسألة، والتحقيق يجب أن يثبت أن «قسد» لا علاقة لها.
> طبعاً، اليوم حصل قصف على موقع تركي من عفرين؟
- ليس عندي علم بذلك.
> ماذا عن المحادثات مع روسيا؟ قرأنا في الإعلام أن الأتراك سرّبوا معلومات كثيرة، وقائد القوات الروسية وصل إلى القامشلي. بعيداً عن هذا التفصيل، ماذا عرض عليكم الروس بالضبط بعد التصعيد التركي؟
- لنصحح أولاً هذه المعلومة. يقولون، إنه جاء من مطار القامشلي. عندما يزورونا يأتون إلى قواعدنا.
> هل يمرون عبر الحواجز الأميركية لزيارتكم؟
- يأتون إلى قواعدنا.
كانوا في زيارتنا، والقيادة الروسية جاءت إلينا، وأنهينا اجتماعاتنا قبل فترة قصيرة مع قائد القوات الروسية، العماد الأول ألكسندر تشايكو. تركيا تتهم روسيا بأنها لم تفرض علينا الالتزام ببنود اتفاقية سوتشي العام 2019. ومن جانبها روسيا تحاول أن تجعل الأتراك يلتزمون ببنود الاتفاقية. يمكن أن نقول، إن روسيا حالياً في موقف محايد بيننا وبين تركيا، وتحاول أن تجعل الاتفاقية سارية المفعول، وأن تعالج الخروقات التي تحصل. نحن من جهتنا لدينا ملاحظات كثيرة جداً على تركيا والخروقات الكثيرة التي تقوم بها.
على سبيل المثال، هم يتحدثون عن 30كلم، بينما في الفترة الأخيرة هم دخلوا إلى عمق 70 - 80كلم، وأقاموا بنية تحتية، ولديهم القوة العسكرية والمدنيون، وهذه كلها خروقات. من جانبنا نطلب منهم أن يلعبوا دورهم بأن يجعلوا تركيا تلتزم بالاتفاق. بالطبع تركيا لديها ملاحظات علينا، منها أننا نهدد الأمن القومي. ونحن من جانبنا نلتزم، حتى لو كانت هناك خروقات فردية كرد فعل. من جانبنا سنلتزم باتفاقات 2019. نحن رسمياً غير موجودين على الحدود حتى يُطلب منا أن ننسحب إلى عمق 30كلم. قوات أمن الداخل (الأسايش) موجودة، ولكن هؤلاء خارج الاتفاقية. الأسايش سيتواجدون في كل الأماكن، فهم ليسوا مشمولين بمسألة الانسحاب وجدول الانسحاب، والناس تحرس بيوتها، وقوات الحماية المجتمعية هي قوات مدنية. قوات «قسد» ملتزمة من الأساس بالاتفاقيات.
وبالمجمل، اجتماعاتنا مع الجانب الروسي هي لدراسة الخروقات التي نطلب منهم بشأنها أن يلتزموا بالاتفاقات، وأيضاً تركيا لديها ملاحظات علينا.
> قيل إن روسيا عرضت انسحاب قوات «قسد» من كوباني ومنبج، مقابل أن تنتشر قوات النظام عوضاً عنها.
- سأعطيك معلومة: بالأساس، قوات النظام الموجودة في هذه المناطق أكثر من قواتنا (نحو ضِعف عدد قواتنا). قوات النظام موجودة في كوباني ومنبج وتل رفعت، والنظام له وجود كافٍ في تلك المناطق. وحتى حالياً، إذا حصل هجوم على كوباني ومنبج، فإن ذلك سيكون مشكلة للنظام أكثر من أن يكون مشكلة بالنسبة لنا. قوات النظام موجودة على الحدود، وهي التي ستكون مستهدفة. وعندها على النظام أن يتخذ قراراً إما بالانسحاب وعدم القتال وترك تلك المناطق للجيش التركي والانسحاب منها، أو أن يقاتل. فهم موجودون هناك مع دباباتهم ومدافعهم وأسلحتهم الثقيلة. وإذا قارنا وجودهم هناك بقواتنا، فهم القوات الأساسية. حالياً ليس هناك أي ضرورة لانسحاب قواتنا ودخول قوات النظام لأنها موجودة. وإذا أرادوا أن يتحدثوا عن قوات «الأسايش» أو «قوات الأمن الداخلي» أو المؤسسات المدنية الموجودة ومؤسسات الإدارة الذاتية، فلدينا الناس هي التي تحرس نفسها، فهذا أمر آخر، ونحن لن ننسحب.
> اللقاء مع قائد القوات الروسية تم في قاعدة الرميلان أم في مزرعة الوزير؟
- أعفني من الجواب.
> هل صحيح أن إيران أيضاً حرّكت قواتها في ريف حلب، وباتت تطرح نفسها كشريك على الأرض؟
- حالياً، الإيرانيون موجودون في منطقة تل رفعت والشهباء، ونبل والزهراء بريف حلب. أما في شرق الفرات والجزيرة، فهم غير موجودين بشكل رسمي، بل مع النظام.
> ماذا عن المحادثات مع دمشق؟ نعرف أنك وقّعت مذكرة أو ورقة في 2019 بينك وبين رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، ثم حدث اتفاق على انتشار في مناطق محددة. هل نفذ هذا الاتفاق بشكل كامل؟
- نعتبر أن ما اتفق عليه نُفذ بشكل كامل، سواء مع النظام أو مع روسيا التي تم الاتفاق بينها وبين تركيا والآخرين. نعتبر أنه تم الالتزام بالاتفاق بشكل كامل؛ لأننا لم نتفق على عودة مؤسسات النظام. فقط اتفقنا على حرس الحدود ووجود النظام على الحدود، والتزمنا بذلك، وساعدناهم على أن ينتشر الجيش على كامل الحدود. وحالياً لا نحتاج إلى أي اتفاقات إضافية. وحتى موضوع حرس الحدود، المسألة بشأنه منتهية. وفيما يتعلق بالمؤسسات الأخرى؛ فذلك يحتاج إلى اتفاقية. وفي الفترة الأخيرة، هناك نقاط نتفق فيها مع النظام، فيما يتعلق بالسيادة الوطنية وبالحدود وبالعَلم والرموز الوطنية. نحن متفقون على هذه النقاط الأساسية: الحفاظ على وحدة الأراضي السورية بشكل عام، وجعل المفاوضات أو الحوار ضمن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. في المسائل الأساسية نحن متفقون. المشكلة هي في المسائل الأخرى الإدارية، مثل موضوع التعليم مثلاً.
> لكن هناك خلافات حول اللغة الكردية ومستقبل «قسد» والإدارة الذاتية؟
- بشكل عام، وكمثال، نحن لسنا ضد أن تكون «قسد» جزءاً من المنظومة الدفاعية للجيش السوري بشكل عام. لكن لدينا شروطاً وتفاصيل. فلدينا أكثر من 100 ألف مسلح مضى عليهم عشر سنوات وهم يقاتلون، وهم في حاجة إلى حل دستوري وحل قانوني. «قسد» يجب أن يكون لها دور وخصوصية ضمن الجيش. الأمور العامة متفقون عليها، لكن عند التفاصيل هناك مشاكل؛ ما يجعل الأمر يأخذ وقتاً.
> يبدو أن دمشق تطالب بأن ترسلوا إليها كمية أكبر من النفط. فأنتم ترسلون إلى الشيخ مقصود في حلب كمية نفط أكبر، ولكن مناطق الحكومة تعاني من أزمة كبيرة في فيول والطاقة.
- سأعطيك معلومة: تركيا تهدد تل رفعت والشيخ مقصود، وبالتزامن مع التهديدات التركية اليومية النظام فرض حصاراً شديداً على هذه المناطق، حصار بكل ما للكلمة من معنى. فهو لا يسمح بمرور المازوت والطحين والطعام، والناس هناك جائعون ويعانون من البرد، ولا كهرباء لديهم؛ لأن الكهرباء تعتمد على المولدات، والأفران معطلة، وهذا منذ أن بدأ الأتراك بتهديداتهم. وهذا غير مقبول، ولا نعتبره بادرة حسن نية. وإذا استمر ذلك سنضطر إلى الرد بالمثل.
> ما هو مستوى الدمار من القصف التركي للبنية التحتية للغاز والنفط؟
- القصف كان بهدف إخراج مؤسسات من الخدمة، مثل المؤسسة الوحيدة التي تنتج الغاز المنزلي والتي خرجت من الخدمة بعد تعرضها للقصف بشكل مباشر، وكثير من المصافي. أكثر من 50 في المائة من تلك القطاعات تضررت، وما زالت قيد التصليح وإعادة الإعمار.
> كما نعرف، اللواء مملوك وهاكان فيدان، مدير الاستخبارات التركية، التقيا في موسكو في شهر يوليو (تموز)، وجرى لقاء آخر في كسب بين ضباط من الأمن السوري والأمن التركي. هل أنت قلق من التعاون الأمني السوري – التركي؟ وهل تعتقد أن هناك تنسيقاً أمنياً بين أنقرة ودمشق، خصوصاً فيما يتعلق بكيفية مواجهة «قسد»؟
- لنكن دقيقين: أولاً، نحن نعرف أن الدولة السورية بشكل عام وأن دمشق هي ضد الاحتلال التركي للمزيد من الأراضي السورية، وهذا موقف وطني بشكل عام. ولكن، نحن قلقون. وما نعتبره غير وطني هو أنه عندما تنفذ تركيا تهديداتها يجب أن تكون أولويتنا مقاومة الاحتلال والوقوف معاً ضد محاولة الاحتلال. في النهاية، تركيا تحاول احتلال جزء من الأراضي السورية، سواء كوباني أو منبج أو تل رفعت أو المناطق الأخرى، ونحن نرى أن موقف دمشق من هذه النقطة ضعيف. هم يحاولون الاستفادة من بذلك بدلاً من الوقوف معاً ضد الاحتلال التركي. يريدون استغلال الوضع للضغط على المناطق التي يمكن أن نتحاور حولها مستقبلاً، مثل منبج ودير الزور والرقة والمناطق الأخرى. هذه مسألة أردت إثارتها؛ لأن هذا ليس موقفاً وطنياً. ولكن، بشكل عام، نحن نعرف أنه تمت لقاءات كثيرة، وهم لا ينكرون ذلك. هناك لقاءات، وأحياناً نسمع أن تركيا تطلب منهم أن تنسق معهم لضرب أهداف محددة، ونسمع منهم أنهم ضد هذا الأمر، ونتمنى أن يكون ذلك صحيحاً بحيث لا يكون هناك أي اتفاق أو تنسيق أمني ضدنا في هذه المناطق. ولكن، هناك - حسب ما تم نقله لنا وما ورد في الإعلام أيضاً -، رفضاً من قِبل الرئيس السوري بشار الأسد للقاء إردوغان إلى ما بعد الانتخابات التركية. نعتبر هذا الموقف صحيحاً، وسيساعد على حل المشكلة السورية؛ لأن إردوغان همه النجاح في الانتخابات والقضاء على الحركة الكردية بشكل خاص. وأمامه خياران: إما القيام بعملية عسكرية ما، يعلن بعدها عن انتصار عسكري مزعوم يستثمره في الداخل من أجل النجاح في الانتخابات، أو أن يتفق مع دمشق على حساب القضية الكردية، وهذا يستثمره أيضاً في الانتخابات. الموقف الأخير للرئيس الأسد كان موقفاً عاقلاً بأنه رفض الالتقاء بإرودغان إلى ما بعد الانتخابات التركية.
> حسب معلوماتي، أنك ترفض الذهاب إلى دمشق. لماذا ترفض الذهاب إلى دمشق، وما هي شروط ذهابك إليها للتفاوض؟
- نحن نرسل وفوداً إلى دمشق. وأنا أريد الذهاب إلى دمشق عندما تنضج الظروف للحل، وأريد أن يكون ذهابي إلى دمشق يساعد في الوصول إلى حل سلمي للأزمة الموجودة، وهذه تحتاج إلى جملة من الزيارات والتمهيد حتى تنضج الظروف بحيث ينتج منها الحل السياسي للأزمة.


مقالات ذات صلة

سوريا: مليون دولار وأسلحة في «مزرعة البغدادي» بالرقة

المشرق العربي سوريا: مليون دولار وأسلحة في «مزرعة البغدادي» بالرقة

سوريا: مليون دولار وأسلحة في «مزرعة البغدادي» بالرقة

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن وحدة مشتركة من «قوات سوريا الديمقراطية» والقوات الأميركية، عثرت على أموال وذهب خلال الأيام الفائتة، في مزرعة واقعة بمنطقة «كسرة فرج» في أطراف الرقة الجنوبية، وتعرف باسم «مزرعة البغدادي»، وذلك لأن أبو بكر البغدادي كان يمكث فيها إبان قيادته تنظيم «داعش» الإرهابي على المنطقة. ووفقاً للمرصد، فإن المداهمة جاءت بعد معلومات للأميركيين و«قسد» بوجود مخبأ سري، حيث عُثر عليه بالفعل وبداخله 3 غرف مموهة بشكل دقيق، وفيها 4 براميل مملوءة بكميات كبيرة من الذهب وأموال تقدر بنحو مليون دولار أميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي موسكو تتهم «إرهابيين» في إدلب بـ«التحضير لاستفزاز»

موسكو تتهم «إرهابيين» في إدلب بـ«التحضير لاستفزاز»

في وقت كُشفت فيه معلومات عن خطط أوكرانية لشن هجمات ضد القوات الروسية في سوريا، اتهمت وزارة الدفاع الروسية تنظيمات «إرهابية» منتشرة في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا بـ«الاستعداد لهجوم استفزازي على المدنيين»، واتهام الجيش السوري والقوات الروسية به.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي مقتل قيادي في «سوريا الديمقراطية» بغارة تركية

مقتل قيادي في «سوريا الديمقراطية» بغارة تركية

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، وإصابة مرافق له، بعدما استهدفتهما طائرة مسيّرة تركية، بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، قرب معبر نصيبين في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة على الحدود مع تركيا. ولفت «المرصد» إلى أن الاستهداف جاء بعد حوالي أسبوع من نجاة القائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، من محاولة اغتيال بمسيّرة تركية في محيط مطار السليمانية بكردستان العراق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي قتيل وجرحى في اشتباكات بين «قسد» وقوات مدعومة من روسيا

قتيل وجرحى في اشتباكات بين «قسد» وقوات مدعومة من روسيا

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، بمقتل عنصر من فصيل «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا خلال اشتباكات عنيفة مع عناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في بلدتي الطابية وجديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي. وأضاف المرصد أن الاشتباكات العنيفة قد أسفرت أيضا عن سقوط جرحى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، فيما من المرجح ارتفاع عدد القتلى لوجود إصابات في حالة حرجة في صفوف الطرفين. وتوجه رتل روسي إلى بلدة طابية بريف دير الزور، لوقف الاشتباكات بين الطرفين، وسط حالة من التوتر والاستنفار في المنطقة، وفقا للمرصد. بالتوازي، حلق طيران مروحي لـ«التحالف الدولي» في أجواء قرى خشام والطابية ومظلوم بريف دير الزور ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي نجاة مظلوم عبدي من محاولة اغتيال في السليمانية

نجاة مظلوم عبدي من محاولة اغتيال في السليمانية

نجا قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، مساء أمس، من محاولة اغتيال استهدفته في مطار السليمانية بكردستان العراق. وتحدث مصدر مطلع في السليمانية لـ «الشرق الأوسط» عن قصف بصاروخ أُطلق من طائرة مسيّرة وأصاب سور المطار.


«أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة

يتوقع أن يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار من شأنه منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (رويترز)
يتوقع أن يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار من شأنه منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (رويترز)
TT

«أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة

يتوقع أن يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار من شأنه منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (رويترز)
يتوقع أن يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار من شأنه منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (رويترز)

نقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤولين فلسطينيين وأميركيين وإسرائيليين، قولهم إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفض طلباً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يدعوه لعدم المضي قدماً في تصويت مجلس الأمن على منح فلسطين عضوية دائمة بالأمم المتحدة.

وذكر الموقع أن إدارة بايدن تحاول منع الفلسطينيين من الحصول على أصوات كافية في مجلس الأمن لتمرير قرار العضوية الكاملة كيلا تضطر لاستخدام حق النقض ضده.

ويتوقع أن يصوت مجلس الأمن في وقت لاحق اليوم الخميس على مشروع قرار من شأنه منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بدلاً من وضعها الحالي كمراقب.

ووفقاً للموقع، فإن التوتر آخذ في التزايد بين الحكومة الفلسطينية والإدارة الأميركية طيلة السنوات الثلاث الماضية. وقال إن عباس يرى أن الإدارة الأميركية لا تضغط من أجل تطبيق حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال «أكسيوس» نقلاً عن مسؤول إسرائيلي لم يسمّه، أن الفلسطينيون يحظون بدعم 8 أعضاء في مجلس الأمن بينهم روسيا والصين والجزائر وهم بحاجة إلى 9 أصوات لتمرير القرار.

وتوقع المسؤول الإسرائيلي أن تمتنع بريطانيا عن التصويت على قرار منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة، مضيفاً أن أميركا وإسرائيل تضغطان على فرنسا وسويسرا واليابان وكوريا الجنوبية والإكوادور للتصويت ضد القرار أو الامتناع عن التصويت لحرمان الفلسطينيين من الحصول على الأغلبية الكافية.

ويوم الأربعاء، ناشدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة الدول الأعضاء في مجلس الأمن ألا تعرقل مساعي حصول فلسطين على عضوية كاملة بالمنظمة الدولية، داعية المجلس إلى «تلبية نداء المجتمع الدولي» والموافقة على منحها لها دون تأخير.

وأضافت المجموعة العربية في بيان أن مجلس الأمن إذا لم يمنح فلسطين العضوية فسيكون بذلك قد تخلى عن مسؤوليته في تطبيق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.


«حزب الله» يواكب التوتر الإسرائيلي ــ الإيراني


شاحنة عسكرية إيرانية تحمل طائرة مسيّرة من طراز «أراش» تمر أمام الرئيس إبراهيم رئيسي وضباط خلال عرض بمناسبة يوم الجيش في طهران أمس (أ.ف.ب)
شاحنة عسكرية إيرانية تحمل طائرة مسيّرة من طراز «أراش» تمر أمام الرئيس إبراهيم رئيسي وضباط خلال عرض بمناسبة يوم الجيش في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يواكب التوتر الإسرائيلي ــ الإيراني


شاحنة عسكرية إيرانية تحمل طائرة مسيّرة من طراز «أراش» تمر أمام الرئيس إبراهيم رئيسي وضباط خلال عرض بمناسبة يوم الجيش في طهران أمس (أ.ف.ب)
شاحنة عسكرية إيرانية تحمل طائرة مسيّرة من طراز «أراش» تمر أمام الرئيس إبراهيم رئيسي وضباط خلال عرض بمناسبة يوم الجيش في طهران أمس (أ.ف.ب)

واكب «حزب الله» التوتر الإسرائيلي - الإيراني بتصعيد عسكري نوعي وغير مسبوق من جنوب لبنان، حيث تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية على ضفتي الحدود أمس (الأربعاء)، وأدى رد الحزب على الاغتيالات الإسرائيلية لقيادييه إلى إصابة 18 إسرائيلياً بجروح، جراء استهداف مركز مستحدث للجيش، وسيارة في بلدة عرب العرامشة الحدودية مع لبنان بطائرتين مسيرتين مفخختين، وصاروخين مضادين للدروع، حسبما قال الجيش الإسرائيلي.

ويعد هذا العدد من الإصابات الأعلى في إسرائيل في يوم واحد منذ إطلاق «حزب الله» معركة «مساندة، ودعماً لقطاع غزة» من جنوب لبنان.

وردّت إسرائيل بقصف واسع استهدف عدة بلدات جنوبية، وطال محيط مدينة بعلبك.

وتحدثت وسائل إعلامية محلية عن 3 غارات استهدفت سهل ايعات في غرب مدينة بعلبك في شرق لبنان لم تسفر عن وقوع ضحايا.

وفيما اتخذت إسرائيل قراراً بالرد على الهجوم الإيراني الأخير، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال عرض عسكري أقيم بمناسبة يوم الجيش أمس «أي هجوم للنظام الصهيوني على أراضينا سيواجه برد قاسٍ».

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوزيري خارجية بريطانيا وألمانيا أن إسرائيل «تحتفظ بالحق في حماية نفسها».

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه يأمل في أن تنفذ إسرائيل ذلك بطريقة تُبقي على التصعيد عند الحد الأدنى.

وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول «مجموعة السبع» أمس عزمها تشديد العقوبات على إيران في خطوة ينظر إليها على أنها تهدف لتهدئة إسرائيل، ولجم ردها على الضربات الإيرانية السبت الماضي.


إسرائيل تحضّر لاجتياح رفح مع «تعثّر» الهدنة

المندوب دولة فلسطين المراقبة رياض منصور يصافح رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة المالطية فانيسا فرايزر (صور الأمم المتحدة)
المندوب دولة فلسطين المراقبة رياض منصور يصافح رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة المالطية فانيسا فرايزر (صور الأمم المتحدة)
TT

إسرائيل تحضّر لاجتياح رفح مع «تعثّر» الهدنة

المندوب دولة فلسطين المراقبة رياض منصور يصافح رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة المالطية فانيسا فرايزر (صور الأمم المتحدة)
المندوب دولة فلسطين المراقبة رياض منصور يصافح رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة المالطية فانيسا فرايزر (صور الأمم المتحدة)

في ظل تأكيدات لـ«تعثر» مفاوضات التهدئة وتبادل المحتجزين بين إسرائيل وحركة «حماس»، وسّع جيش الاحتلال هجومه وسط قطاع غزة، بوصفه جزءاً من خطة أوسع ستقوده نحو رفح الحدودية مع مصر.

وعمّق الجيش الإسرائيلي عمليته البرية المستمرة منذ 7 أيام في المنطقة الممتدة من مخيم النصيرات إلى دير البلح في وسط القطاع، في وقت انسحب فيه من بيت حانون في الشمال.

ويسبق الهجوم المركّز على وسط القطاع، اقتحاماً مرتقباً لمدينة رفح، إذ رفع الجيش الإسرائيلي مستوى التأهب استعداداً لمهاجمتها، بينما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تمت الموافقة على الفكرة العملياتية الرئيسية من قبل وزير الدفاع وهيئة الأركان، وتم عرضها على مجلس الحرب.

على صعيد آخر، قالت مصادر في «حماس»، لـ«الشرق الأوسط»، إن المحادثات حول وقف النار في غزة «لم تنهَرْ، لكنها شبه معلَّقة، بسبب الفجوات والتطورات الأخيرة». جاء ذلك بينما قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن محادثات وقف النار والإفراج عن المحتجزين تمر بمرحلة حساسة وتشهد بعض التعثرات. وأضاف: «هناك محاولات قدر الإمكان لتذليل العقبات».

في غضون ذلك، جدّدت الولايات المتحدة معارضتها القويّة لمنح فلسطين العضوية الناجزة في الأمم المتحدة، ما يوحي بأنها قد تلجأ إلى استخدام حق النقض «الفيتو» اليوم (الخميس) أو غداً (الجمعة)، إذا مضت الجزائر حتى النهاية في طلب التصويت على هذه الخطوة في مجلس الأمن، حيث يبدو أن الغالبية تميل إلى الموافقة مع توقع تصويت 11 دولة على الأقل لمصلحة القرار، وامتناع بريطانيا. ولا يزال موقف اليابان وكوريا الجنوبية غامضاً.


السوداني: العراق ليس بلداً مفتوحاً لكل من هب ودب


الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مستهل لقاء ثنائي بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض يوم الاثنين 15 أبريل 2024 (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مستهل لقاء ثنائي بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض يوم الاثنين 15 أبريل 2024 (د.ب.أ)
TT

السوداني: العراق ليس بلداً مفتوحاً لكل من هب ودب


الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مستهل لقاء ثنائي بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض يوم الاثنين 15 أبريل 2024 (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مستهل لقاء ثنائي بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض يوم الاثنين 15 أبريل 2024 (د.ب.أ)

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن «العراق ليس بلداً مفتوحاً لكل من هبّ ودبّ»، مؤكداً «أننا سنستخدم حقنا القانوني والدبلوماسي لحماية أراضينا من أي اعتداء».

ورأى السوداني في لقاء مع الصحافيين في واشنطن، ليل الثلاثاء – الأربعاء، أن «التحالف الدولي لمحاربة (داعش)، المكون من 86 دولة لم يعد له مبرر بعدما تمكّن العراق من هزيمة التنظيم الذي لم يعد يملك متراً واحداً في العراق». ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بشأن الجدل الدائر حول وجود قوات قتالية أميركية في العراق، وهل تضمنت المباحثات التي أجراها مع الإدارة الأميركية جدولاً واضحاً للانسحاب، قال السوداني: «لا وجود لقوات قتالية في العراق لكي تنسحب». وأكد أن «العراق في 2024 مختلف عن العراق في 2014، حينما بدأ عمل قوات التحالف».

وفي رده على الهجمات المسلحة التي تقوم بها «كتائب حزب الله» بالعراق على المقار والمنشآت الأجنبية، قال السوداني إنه يرفض أي اعتداءات مسلحة في المناطق التي يوجد فيها المستشارون، ولا يسمح لأي مجموعة مسلحة بالعبث بالأمن والاستقرار.

ونفى رئيس الوزراء العراقي أن تكون بلاده تلقت تقارير أو مؤشرات من إيران حول إطلاق صواريخ وطائرات مسيرّة في الهجوم على إسرائيل، خاصة أن الهجوم الإيراني اخترق المجال الجوي العراقي في طريقه إلى إسرائيل. ورفض تورط العراق في التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران.

وشدد السوداني على أن المشكلة الجذرية للتصعيد الحالي هي القضية الفلسطينية، وقال: «موقفنا هو ضرورة إيقاف الحرب في غزة وتوصيل المساعدات، وأي حديث آخر عن ملفات ثانوية هو هروب عن القضية الأساسية، وهي القضية الفلسطينية».


سبعة قتلى بينهم سيدة و3 أطفال بقصف إسرائيلي على شرق رفح

فلسطينيون قرب موقع قصف إسرائيلي على منزل في رفح (رويترز)
فلسطينيون قرب موقع قصف إسرائيلي على منزل في رفح (رويترز)
TT

سبعة قتلى بينهم سيدة و3 أطفال بقصف إسرائيلي على شرق رفح

فلسطينيون قرب موقع قصف إسرائيلي على منزل في رفح (رويترز)
فلسطينيون قرب موقع قصف إسرائيلي على منزل في رفح (رويترز)

أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، الأربعاء، بمقتل سبعة أشخاص بينهم سيدة وثلاثة أطفال إثر قصف إسرائيلي استهدف أرضاً وغرفة سكنية شرق رفح بجنوب قطاع غزة. وذكرت الوكالة أن الغرفة السكنية كانت تؤوي نازحين.

وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد ذكرت في وقت سابق اليوم أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ارتفع إلى 33 ألفا و899، بينما زاد عدد المصابين إلى 76 ألفا و664 مصابا.


مفوّض «الأونروا»: إسرائيل حولت غزة إلى منطقة «غير واضحة المعالم»

شاب فلسطيني ينظر عبر نافذة إلى مبانٍ دمرها القصف الإسرائيلي في خان يونس (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني ينظر عبر نافذة إلى مبانٍ دمرها القصف الإسرائيلي في خان يونس (أ.ف.ب)
TT

مفوّض «الأونروا»: إسرائيل حولت غزة إلى منطقة «غير واضحة المعالم»

شاب فلسطيني ينظر عبر نافذة إلى مبانٍ دمرها القصف الإسرائيلي في خان يونس (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني ينظر عبر نافذة إلى مبانٍ دمرها القصف الإسرائيلي في خان يونس (أ.ف.ب)

قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، الأربعاء، إن إسرائيل حولت غزة إلى منطقة «غير واضحة المعالم» خلال الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وأضاف لازاريني، في كلمة أمام مجلس الأمن، أن إسرائيل تسعى إلى إنهاء أنشطة الوكالة في غزة، مضيفا أن طلبات الوكالة لإرسال المساعدات إلى شمال القطاع تقابل بالرفض، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأشار المفوض العام إلى مقتل 178 من موظفي الوكالة منذ السابع من أكتوبر الماضي وتدمير أكثر من 160 مقراً للوكالة كلياً أو جزئياً.

فلسطينيون يحملون أمتعتهم يفرون من منازلهم في النصيرات بوسط قطاع غزة وسط احتدام المعارك (أ.ف.ب)

وقال لازاريني إن عدداً من الدول ما زالت تعلق تمويلها للوكالة، محذراً من أن هذا يقوض استقرارها المالي وأن «تفكيك الوكالة سيكون له تبعات على المدى القصير وتشمل تعميق الأزمة الإنسانية وتسريع المجاعة».

ودعا المفوض العام أعضاء مجلس الأمن إلى العمل على الحفاظ على دور الوكالة.

كان جوزيب بوريل، منسق السياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، قال في وقت سابق اليوم إن «سكان غزة بحاجة ماسة للإغاثة ولا يزال الوصول الآمن ودون عوائق للمساعدات أمرا بالغ الأهمية». وأضاف «نحن بحاجة إلى الأونروا أكثر من أي وقت مضى ودور الوكالة لا يمكن الاستغناء عنه».


«الأونروا»: بعض موظفينا ومحتجزون آخرون في غزة تعرضوا لسوء المعاملة

نازحون فلسطينيون في جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
نازحون فلسطينيون في جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

«الأونروا»: بعض موظفينا ومحتجزون آخرون في غزة تعرضوا لسوء المعاملة

نازحون فلسطينيون في جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
نازحون فلسطينيون في جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) إن بعض موظفيها وغيرهم من الأشخاص الذين تحتجزهم القوات الإسرائيلية في غزة تعرضوا لسوء المعاملة، لا سيما الضرب المبرح والإجبار على التعري، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وقالت «الأونروا» في تقرير نشر، أمس (الثلاثاء)، إن الموظفين الذين تم احتجازهم، في بعض الحالات أثناء أداء مهامهم الرسمية، «تم احتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي وتعرضوا لنفس الظروف وسوء المعاملة مثل المعتقلين الآخرين»، التي قالت إنها تشمل عدة أشكال مختلفة من الإساءة.

وأضافت الوكالة أن الموظفين أفادوا بتعرضهم للضرب والمعاملة الشبيهة بالإيهام بالغرق والتهديد بالاغتصاب والصعق بالكهرباء، وأجبروا على التعري، من بين أشكال أخرى من سوء المعاملة.

وتابعت: «الأونروا قدمت احتجاجات رسمية إلى السلطات الإسرائيلية بشأن ما تردد عن معاملة موظفي الوكالة أثناء وجودهم في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية». ولم تتلق «الأونروا» أي رد على هذه الاحتجاجات حتى الآن.

وعلقت وزارة الخارجية الأميركية على لسان نائب المتحدث باسمها، فيدانت باتيل، وقال إن واشنطن تشعر بقلق عميق إزاء الادعاءات الواردة في تقرير «الأونروا» بأن موظفيها وآخرين احتجزتهم القوات الإسرائيلية في غزة تعرضوا لسوء معاملة. وأضاف باتيل أن واشنطن ستضغط على إسرائيل بشأن ضرورة إجراء تحقيق كامل في الادعاءات المتعلقة بموظفي «الأونروا» بعد أن أورد التقرير تعرضهم للضرب المبرح وإجبارهم على التعري.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه يتصرف وفقاً للقانون الإسرائيلي والدولي، وإن من يعتقلهم يحصلون على الغذاء والماء والأدوية والملابس المناسبة. ولم يرد الجيش أو مصلحة السجون الإسرائيلية على الفور على طلب للتعليق على المزاعم الواردة في تقرير «الأونروا».

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن إسرائيل ترفض الكشف عن معلومات عن عدد الأشخاص من غزة الذين اعتقلتهم خلال الأشهر الستة الماضية أو أماكن احتجازهم.

ووثقت «الأونروا» إطلاق السلطات الإسرائيلية سراح 1506 معتقلين من غزة من بينهم 43 طفلاً و84 امرأة عبر معبر كرم أبو سالم حتى الرابع من أبريل (نيسان).

وذكرت «الأونروا» أن المعتقلين المفرج عنهم تعرضوا إلى «التحقير والإهانة، مثل إجبارهم على التصرف كالحيوانات أو التبول عليهم، وإجبارهم على سماع موسيقى صاخبة وضوضاء، والحرمان من الماء والطعام والنوم ودورات المياه، والحرمان من الحق في الصلاة والتقييد بالأصفاد لفترات طويلة، مما تسبب في جروح مفتوحة وإصابات نتيجة الاحتكاك».

وقالت «الأونروا»: «تم تهديد المعتقلين بالاحتجاز لفترات طويلة، وإصابة أو قتل أفراد عائلاتهم إذا لم يقدموا المعلومات المطلوبة».

وأضافت: «في معظم حوادث الاعتقال المبلغ عنها، أجبر الجيش الإسرائيلي الذكور، بما في ذلك الأطفال، على خلع ملابسهم باستثناء ملابسهم الداخلية. كما وثقت (الأونروا) مناسبة واحدة على الأقل حيث أُجبر الذكور الذين لجأوا إلى إحدى منشآت (الأونروا) على خلع ملابسهم تماماً وتم احتجازهم وهم عراة».

وكانت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة قد بدأت رداً على هجوم شنته حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

وأدى القصف المتواصل منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني، بحسب مسعفين فلسطينيين، ونزوح غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسبب في أزمة إنسانية خطيرة.


العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة دونها «الفيتو» الأميركي

المندوب دولة فلسطين المراقبة رياض منصور يصافح رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة المالطية فانيسا فرايزر (صور الأمم المتحدة)
المندوب دولة فلسطين المراقبة رياض منصور يصافح رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة المالطية فانيسا فرايزر (صور الأمم المتحدة)
TT

العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة دونها «الفيتو» الأميركي

المندوب دولة فلسطين المراقبة رياض منصور يصافح رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة المالطية فانيسا فرايزر (صور الأمم المتحدة)
المندوب دولة فلسطين المراقبة رياض منصور يصافح رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة المالطية فانيسا فرايزر (صور الأمم المتحدة)

كررت الولايات المتحدة معارضتها القويّة لمنح فلسطين العضوية الناجزة في الأمم المتحدة، ما يوحي أنها قد تلجأ إلى استخدام حق النقض (الفيتو)، بعد ظهر الخميس أو الجمعة، إذا مضت الجزائر حتى النهاية في طلب التصويت على هذا الخطوة في مجلس الأمن، حيث يبدو أن الغالبية تميل إلى الموافقة مع توقع تصويت 11 دولة على الأقل لمصلحة القرار، وامتناع بريطانيا. ولا يزال موقف اليابان وكوريا الجنوبية غامضاً.

ويعقد أعضاء مجلس الأمن جلسة صباح الخميس على مستوى وزاري لإجراء المناقشات الشهرية المعتادة حول «الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية»، على أن يعقد جلسة علنية بعد الظهر (قد تتأجل إلى الجمعة) للتصويت على الطلب المتجدد الذي ورد في رسالة بعثها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، في 2 أبريل (نيسان) الماضي، لتجديد النظر في الطلب المقدم في 23 سبتمبر (أيلول) 2011 إلى الأمين العام السابق بان كي - مون للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وأحيل الطلب إلى رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة المالطية الدائمة فانيسا فرازير، التي أحالته بدورها إلى لجنة قبول الأعضاء الجدد في المجلس.

وأكد دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط» أن الطلب الفلسطيني سيحصل للمرة الأولى على الأصوات التسعة المطلوبة لإحالة الطلب إلى الجمعية العامة. غير أن «الفيتو» الأميركي سيعطل هذه المحاولة على الأرجح.

رفض أميركي

المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد خلال مؤتمر صحافي في سيول الأربعاء (أ.ب)

وظهر اعتراض إدارة الرئيس جو بايدن المتجدد بشكلين مختلفين داخل المنظمة الأممية؛ إذ صرحت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، من سيول، حيث سألها صحافي عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لإقرار طلب السلطة الفلسطينية الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، فأجابت: «لا نرى أن الموافقة على قرار في مجلس الأمن سيوصلنا بالضرورة إلى مرحلة يمكننا أن نجد فيها أن حل الدولتين يمضي قدماً»، مضيفة أن الرئيس بايدن حازم في أن واشنطن تدعم حل الدولتين وتعمل على تحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن. كما ظهر الاعتراض في المداولات التي أجرتها «لجنة قبول العضوية» التي ألّفها مجلس الأمن من أعضائه الـ15 الأسبوع الماضي للنظر في الطلب الفلسطيني. ولم تتمكن هذه اللجنة من الوصول إلى الإجماع الضروري من أجل دفع هذه العملية إلى الأمام. وجاء في تقرير اللجنة أنها «لم تتمكن من تقديم توصية بالإجماع»، بشأن ما إذا كان الطلب الفلسطيني يفي بالمعايير المطلوبة.

وسارع الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إلى رفض تصريحات توماس غرينفيلد لأنها «لا ترقى إلى المواقف الأميركية التي تتحدث عن حل الدولتين وإقامة سلام عادل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية»، عادّاً أن «(الفيتو) يشكك في صدقية الولايات المتحدة نتيجة تراجعها المستمر عن تنفيذ وعودها وتبنيها المواقف الإسرائيلية المتهورة».

الموقف العربي

ورغم اعتراضات الولايات المتحدة، وزَّعت الجزائر، العضو العربي في المجلس، مشروع قرار قصير يهدف إلى قبول عضوية فلسطين. وهو ينص على الآتي: «إن مجلس الأمن، بعد دراسة طلب دولة فلسطين للقبول في الأمم المتحدة، يوصي الجمعية العامة بقبول عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة». وتعتزم الدول العربية الذهاب إلى الجمعية العامة أولاً لمناقشة «الفيتو» الأميركي، ومن ثم التصويت على مشروع قرار مشابه للغاية ذاتها، فيما يمكن أن يُظهر عزلة الولايات المتحدة مجدداً على الساحة الدولية.

سفراء المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة (صور الأمم المتحدة)

ولهذه الغاية، أصدرت البعثة السعودية الدائمة لدى الأمم المتحدة بياناً بصفتها رئيسة المجموعة العربية حالياً، بياناً بعد اجتماع السفراء العرب يفيد بأن المجموعة «تواصل جهودها للعمل البناء مع مجلس الأمن في تأدية واجباته في صون الأمن والسلم الدوليين، خصوصاً واجباته حيال دولة فلسطين والشعب الفلسطيني، عبر التعبير عن الدعم الثابت لطلب دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة»، مؤكدة أن هذه «الخطوة التي طال انتظارها كان يجب القيام بها ليس فقط منذ عام 2011، بل منذ عام 1948».

ودعا البيان «كل أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لمصلحة مشروع القرار الذي قدمته الجزائر نيابة عن المجموعة العربية وبدعم من دول في كل مناطق العالم»، مؤكداً أنه «على الأقل، نناشد أعضاء المجلس عدم عرقلة هذه المبادرة الحرجة».

وأكدت المجموعة العربية أن «عضوية الأمم المتحدة خطوة حيوية في الاتجاه الصحيح نحو تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية، بما يتسق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة»، مشددة على أن «الوقت حان لتمكين الشعب الفلسطيني بشكل تام من ممارسة كل حقوقه المشروعة على الساحة الدولية كخطوة مهمة في اتجاه إقرار حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق الإجماع الدولي على حل الدولتين على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967». ورأت أن «إنكار المكانة الصحيحة لفلسطين بين مجموعة الأمم قد تأخر كثيراً»، مضيفة أن «الوقت حان لتصحيح هذا الخطأ والوفاء بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وسيادته، ودولته». وحضت مجلس الأمن على «الاستجابة لدعوة المجتمع الدولي والموافقة على طلب عضوية فلسطين من دون أي تأخير إضافي».

الاعتراف أوروبياً

ومن بين العقبات التي تقف أمامها التوسع في المستوطنات الإسرائيلية. وخلافاً لهذا التوجه، قال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إن السلطة الفلسطينية لم تستوفِ المعايير المطلوبة لإقامة الدولة.

وحتى الآن، اعترفت 137 من الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين. غير أن هذا العدد يرجح أن يزيد وسط ملامح موافقة العديد من الدول الأوروبية على القيام بمثل هذه الخطوة.

وأفاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الثلاثاء بأنه ينبغي الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في أسرع وقت ممكن. وقال إن «إسبانيا ستسعى جاهدة لكي تصير فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة».

ووقَّعت إسبانيا وإيرلندا ومالطا وسلوفينيا في أواخر مارس (آذار) الماضي بياناً مشتركاً أعربت فيه عن استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، عندما يمكن لهذه الخطوة أن «تقدم مساهمة إيجابية وتكون الظروف مناسبة».

وأعلنت سلوفينيا أن «السؤال الرئيسي: متى تعترف بفلسطين (...) ليس إذا، ولكن متى».


أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق الاثنين

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
TT

أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق الاثنين

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)

توقع تركيا والعراق اتفاقية استراتيجية تغطي التعاون في مجال مكافحة حزب العمال الكردستاني وضمان أمن الحدود، وذلك خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان لبغداد الاثنين المقبل.

وسوف تتصدر قضايا المياه والطاقة والتعاون في مكافحة الإرهاب ونشاط حزب العمال الكردستاني ومشروع «طريق التنمية» أجندة المباحثات خلال زيارة إردوغان الأولى للعراق منذ 12 عاماً، التي قد تأخذه أيضاً إلى أربيل.

وأكد إردوغان، في تصريحات، ليل الثلاثاء – الأربعاء، عقب اجتماع مجلس الوزراء التركي برئاسته في أنقرة، أن قضية المياه ستكون واحدة من أهم بنود جدول الأعمال خلال زيارة العراق. وقال إردوغان: «ندرس طلبات تقدم بها الجانب العراقي بخصوص المياه، سنسعى لحل هذه المشكلة معهم... هم يريدون منا حلها وستكون خطواتنا بهذا الاتجاه». وأضاف: «هناك أيضاً قضايا تتعلق بتدفق الغاز الطبيعي والنفط إلى تركيا، وسنسعى إلى معالجتها أيضاً».

ولمح الرئيس التركي إلى إمكانية زيارة أربيل عقب انتهاء مباحثاته في العاصمة بغداد.

وأكد إردوغان، في كلمة خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بمقر البرلمان التركي الأربعاء، أن بلاده لن تتنازل أبداً عن الحرب ضد الإرهاب. وأضاف: «سنجعل بلادنا وأمتنا أكثر أماناً، في الداخل والخارج... في الأمور المتعلقة بأمن تركيا، سنسعى للحصول على حقوقنا دون تراجع».

مكافحة «العمال الكردستاني»

بدوره، قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إنه «تم بالفعل إنشاء ممر آمن بعمق 30 كيلومتراً على حدودنا مع العراق، ومع ذلك، لدينا المزيد من العمل للقيام به هناك، ونحن نعمل بالفعل».

وأضاف غولر، في تصريحات قبيل اجتماع المجموعة البرلمانية للعدالة والتنمية: «الأنشطة في نطاق الحرب ضد الإرهاب مستمرة، لقد وضعنا خططنا، والعمل مستمر، رئيسنا (إردوغان) سيكون في العراق يوم الاثنين، للمرة الأولى منذ سنين طويلة، سنوقع اتفاقية استراتيجية، أصدقاؤنا العراقيون لم يعلنوا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، لكن للمرة الأولى قبلوا فيها مصطلحاً قريباً من ذلك».

وكانت بغداد أعلنت «العمال الكردستاني» تنظيماً محظوراً خلال الاجتماع الأمني رفيع المستوى العراقي التركي في العاصمة العراقية في 13 مارس (آذار) الماضي، مؤكدة أنها لن تقبل أن يكون مصدر تهديد لجيرانها عبر أراضيها.

وعن البنود التي ستتضمنها الاتفاقية الاستراتيجية وما إذا كان بينها إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً، قال غولر: «لقد تم بالفعل إنشاء ممر آمن بعمق 30 كيلومتراً، المسألة ليست ما إذا كان سيتم إنشاؤه أم لا، لكن هناك بعض الأمور الأخرى التي يتعين علينا القيام بها هناك، ونحن نعمل عليها».

وبشأن هذه الأمور، قال وزير الدفاع التركي: «نحن نقول إن هناك (قنديل)، وهناك (غارا)، ألا ينبغي لنا أن نتعامل معهما؟». وعما إذا كان إردوغان سيتوجه إلى أربيل بعد زيارة بغداد، قال غولر: «ما أعلمه أن هناك زيارة للعراق».

مباحثات مع أميركا

في السياق ذاته، ناقش مسؤولون أتراك التنسيق بشأن الأمن الإقليمي ومكافحة التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها «العمال الكردستاني» مع وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الإدارية القائم بأعمال وكيل الوزارة للشؤون السياسية، جون باس، خلال زيارته لأنقرة يومي الاثنين والثلاثاء.

وتطرق وزير الخارجية هاكان فيدان خلال لقائه، الاثنين، إلى مسألة مكافحة «العمال الكردستاني» والدعم الأميركي المقدم لـ«وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تشكل ذراعاً له في سوريا، والتي تتسبب في خلافات مع تركيا.

كما جرى بحث الملف خلال اجتماع الوفدين الأميركي والتركي بوزارة الخارجية في أنقرة الثلاثاء، التي ترأس الجانب التركي فيها نائب وزير الخارجية بوراك أكجابار، حيث تم التأكيد على تطلعات تركيا حيال مكافحة «العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب الكردية»، وهو ما تم تناوله أيضاً خلال اجتماع باس ومستشار الرئيس التركي للأمن القومي عاكف تشاغطاي كليتش.

عملية مشتركة

وتسعى تركيا للقضاء على وجود حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق، وقطع صلته مع «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، المدعومة أميركياً، في إطار الحرب على «داعش»، بالتعاون مع بغداد.

وفي هذا الإطار، عقدت سلسلة من الاجتماعات بدأت باجتماع أمني رفيع المستوى بأنقرة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعقبته زيارات متبادلة لوزراء الخارجية والدفاع ومسؤولي المخابرات والأمن في البلدين، إلى جانب زيارات المسؤولين الأتراك لأربيل.

وتريد تركيا شن عملية عسكرية واسعة للقضاء على وجود «العمال الكردستاني» في شمال العراق بالتعاون مع بغداد، التي ربطت مشاركتها في هذه الجهود بالتعاون في ملفات الطاقة والمياه والنقل، إلى جانب مشروع طريق التنمية، وهو ما لاقى ترحيباً من أنقرة.

وأكدت مصادر تركية أن الخطط الخاصة بعملية كبيرة للقضاء على «الكردستاني» باتت جاهزة، ومن المتوقع مناقشة تنفيذها خلال زيارة إردوغان لبغداد، وأنها تهدف إلى إغلاق الحدود البالغ طولها 378 كيلومتراً بشكل كامل بعمق 40 كيلومتراً، أسوة بما يجري العمل عليه في شمال سوريا.

وقالت إن العملية تهدف إلى الوصول إلى الخط الحدودي، بما في ذلك منطقة «غارا» المعروفة بكهوف وملاجئ «العمال الكردستاني» لتدميرها، ووضع المنطقة تحت السيطرة الدائمة للقوات التركية لمنعه من استخدامها مرة أخرى، ومن المتوقع أن تقدم حكومتا بغداد وأربيل الدعم الاستخباري، وأن تتخذا إجراءات ضد «العمال الكردستاني» في السليمانية وسنجار.

تأثير الصراع الإيراني الإسرائيلي

وكان إردوغان أكد في تصريحات سابقة أن تركيا ستستكمل خلال الصيف المقبل إقامة منطقة آمنة في العراق بعمق 40 كيلومتراً، وستستكمل العمل على المنطقة الآمنة في شمال سوريا أيضاً.

لكن خبراء عسكريين رأوا أن التطورات في المنطقة قد تؤثر على العملية العسكرية التركية في شمال العراق وتؤدي إلى تأخيرها.

وقال العميد المتقاعد، علي إر، إن نهاية الصراع بين إيران وإسرائيل ليست واضحة بعد، وبالطبع سيؤثر هذا الوضع على العملية العسكرية التي تخطط لها تركيا في العراق.

وعد أنه سيكون من المفيد لتركيا أن تحافظ على وضعها الحالي في العراق إلى أن يتضح اتجاه بوصلة الصراع الإسرائيلي الإيراني، قائلاً: «هناك ضرورة لتعزيز التعاون بين تركيا والعراق، يجب على تركيا أن تحافظ على نفوذها من خلال دبلوماسية الباب الخلفي بشأن قضية العراق، والابتعاد عن كونها محاوراً للقوى التي لها مطالب في المنطقة في هذه الفترة».

ونبه إلى أن تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران يمكن أن يخلق مشاكل أمنية أكبر لتركيا في سوريا، ويتعين على تركيا ضمان أمنها في سوريا.

طريق التنمية

ويشكل مشروع طريق التنمية بنداً مهماً على أجندة إردوغان في العراق. وكشف وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، في تصريحات الجمعة الماضي، عن قرار تركي عراقي بإنشاء آلية مشتركة شبيهة بـ«المجلس الوزاري»، قد يشمل الإمارات وقطر أيضاً، لمتابعة المشروع.

وقال إن مشروع طريق التنمية من بين القضايا المهمة التي ستتم مناقشتها في إطار تعزيز التعاون بين تركيا والعراق خلال زيارة إردوغان لبغداد، لافتاً إلى أنه تم اتخاذ خطوات مهمة خلال العام الماضي بشأن «طريق التنمية»، وعقدت جولات من المباحثات الوزارية بين البلدين لتطوير التعاون، ونتيجة لاجتماعاتنا المنتظمة مع العراق، قررنا إنشاء آلية شبيهة بالمجلس الوزاري بين البلدين. وأضاف أورال أوغلو: «ننتظر مشاركة الإمارات وقطر إلى جانب تركيا والعراق في المجلس الوزاري».


سفراء «الخماسية» يستكملون لقاءاتهم لإنهاء أزمة الرئاسة ويؤكدون على حيادهم

خلال لقاء سفراء «اللجنة الخماسية» في غياب السفير السعودي مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية (الوكالة الوطنية)
خلال لقاء سفراء «اللجنة الخماسية» في غياب السفير السعودي مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية (الوكالة الوطنية)
TT

سفراء «الخماسية» يستكملون لقاءاتهم لإنهاء أزمة الرئاسة ويؤكدون على حيادهم

خلال لقاء سفراء «اللجنة الخماسية» في غياب السفير السعودي مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية (الوكالة الوطنية)
خلال لقاء سفراء «اللجنة الخماسية» في غياب السفير السعودي مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية (الوكالة الوطنية)

استكمل سفراء «اللجنة الخماسية» جولتهم على الأفرقاء اللبنانيين بلقاء رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، وتكتل «الاعتدال الوطني»، حيث كان التأكيد على أن «اللجنة» لا تتحدث حول أسماء المرشحين، ولا يوجد توجه مع أو ضد أحد، والتأكيد على استمرار العمل لإيجاد حل للملف الرئاسي، بحسب ما قال السفير المصري علاء موسى.

وشارك في لقاءات يوم الأربعاء سفير دولة قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وسفير الجمهورية الفرنسية هيرفيه ماغرو، وسفير جمهورية مصر العربية علاء موسى، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، فيما اعتذر السفير السعودي وليد بخاري عن الحضور بفعل وعكة صحية طارئة.

وفيما من المتوقع أن يستكمل سفراء «الخماسية» جولتهم في الأيام المقبلة، على أن يلتقوا الخميس رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ويقول مصدر في حزب «الكتائب» لـ«الشرق الأوسط»: «من الواضح أنه باتت هناك نية لديهم للانتقال إلى الخيار الثالث، غير أن دعوات الحوار والتشاور إذا لم تقرن بضمانات بالتخلي عن فرنجية، أو بالالتزام بحضور الجلسات، فستبقى عقيمة، ولن تلقى إيجابية من المعارضة».

وقال السفير المصري المتحدث باسم اللجنة بعد اللقاء مع رئيس «تيار المردة»: «إن اللقاء شكل فرصة جيدة للحوار، والنقاش، والتداول، والإضاءة على مواضيع مهمة، وأمور كثيرة تتعلق بحالة الانسداد السياسي، لا سيما حيال انتخاب رئيس للجمهورية، والتداول في مواضيع مهمة يمكن من خلالها إحداث انفراجة قريبة في هذا الملف الشائك، والمعقد».

وأكد أن اللقاء مع فرنجية لم يكن بصفته مرشحاً للرئاسة، «إنما بصفته السياسية، وهذا الشيء الأهم»، ورداً على سؤال حول وجود «فيتو» على فرنجية، قال «اللجنة الخماسية لا تتحدث حول أسماء المرشحين، ولا يوجد توجه مع أو ضد أحد المرشحين، وهي تتعامل مع الرئيس ووجوده طالما تم انتخابه من القوى اللبنانية المختلفة».

ووصف أجواء اللقاء بالـ«إيجابية» قائلاً «نحن نستمع إلى أفكار، وليس بالضرورة أن تلقى قبولاً، وهذا يدل على أن هناك حواراً، وهو الذي يؤدي في النهاية إلى شيء يرضي الجميع، ويتوافق عليه الجميع». ولفت في رد على سؤال حول عقبات الاستحقاق الرئاسي إلى «أن هناك تفاصيل كثيرة، ويجب على الجميع بما فيها اللجنة الخماسية أن يعمل من أجل زيادة الثقة ما بين القوى السياسية المختلفة، والبحث عن أرضية مشتركة».

وعما سمعه السفراء من فرنجية، قال موسى «سمعنا منه أفكاراً إيجابية كثيرة تحدث فيها بشكل صريح، وكان حريصاً على ألا يخلط بين الأمور، بل كان يتحدث عن هدفه الأساسي، وهو وحدة هذه الدولة، وانتماؤه لها، وهو على استعداد تام للتفاعل مع أية طروحات تتناسب مع تطلعاته، ووحدة واستقرار هذا البلد، وسمعنا منه أنه لا يزال مرشحاً».

وأضاف «كل شخص وطني لبناني هو مهتم بهذا البلد، وبحدوث انفراجة، ونحن نستمع إلى أفكار، وهذه الأفكار قد تتناسب معه، أو قد يفضل أن يضيف إليها بعض الأشياء، أو يعدلها. في النهاية هو هدف وطني».

وأفادت قناة «إل بي سي» بأن سفراء «اللجنة» استوضحوا من فرنجية عن علاقته بـ«حزب الله»، فأكّد لهم تأييده للمقاومة، وقال إن «حزب الله» هو حزب لبنانيّ قويّ، وفاعل»، مشدداً على أنه «مع سلاحٍ واحدٍ، وجيشٍ واحدٍ في لبنان، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل إلا من خلال التوصّل إلى حلّ في المنطقة، وأن الخوض حالياً في موضوع الاستراتيجيّة الدفاعيّة ليس في مكانه».

وبعد اللقاء مع فرنجية، التقى سفراء «الخماسية» رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، وتكتل «الاعتدال الوطني».

ووصف موسى اللقاء مع الجميل بـ«البناء والإيجابي»، مقدراً موقف رئيس «الكتائب». وقال رداً على سؤال عما إذا تم التطرق إلى مرشح ثالث، قال «لم يتم التداول بأسماء مرشحين، فالخماسية تتناول مسألة وضع خريطة طريق تجيب عن غالبية الهواجس، والنقاط غير الواضحة».

من جهته، قال الجميل بعد اللقاء «لن نقبل بأن يُفرض على لبنان من قبل (حزب الله) رئيس جديد مرة أخرى، ولن نقبل بناطق رسمي بـ(اسم حزب الله)...»، مضيفاً «سفراء الخماسية يبذلون جهداً لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لكننا نؤكد أن التسهيلات جميعها تبقى حبراً على ورق إن لم يكن هناك التزام علنيّ بالتخلي عن سليمان فرنجية»، مشدداً في المقابل على «الانفتاح على الأسماء، ونريد رئيساً بأسرع وقت ممكن، لكن الأمر الوحيد الذي لن نقبل به هو الاستسلام لـ(حزب الله)».

وأكد الجميل أنه «بعيداً عن الشكليات حول الحوار، وشكله، ومن سيترأسه، يبقى المهم والأساس هو: هل (حزب الله) مستعد للتخلي عن مرشحه، والذهاب إلى مرشح مقبول من الجميع؟ وهل هو مستعد لملاقاة اللبنانيين إلى منتصف الطريق؟ عندما نحصل على جواب عن هذا السؤال عندها تصبح كل الشكليات تفاصيل بالنسبة إلينا.»...

وجاء لقاء «السفراء» مع «الاعتدال الوطني» بعد أيام على لقاء التكتل كتلة «حزب الله» النيابية التي أبلغتهم موافقتها على الحوار لإيجاد مخرج رئاسي، شرط أن يكون برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما رأى فيه البعض نعياً لمبادرة «الاعتدال» وذلك لرفض المعارضة ترؤس بري الحوار على اعتبار أنه طرف في الانقسام الحاصل. من هنا، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى مبادرة «الاعتدال الوطني»، بحسب ما تقول مصادر نيابية في «التكتل» لـ«الشرق الأوسط»، وذلك بعد أن يلتقي نوابها عدداً من الأفرقاء السياسيين، ليبنى على الشيء مقتضاه لجهة الاستمرار في المبادرة أو نعيها.

وتنص مبادرة «الاعتدال» على أن يتداعى النواب لجلسة تشاورية في محاولة للتوافق على اسم رئيس للجمهورية، ويدعو بعدها بري لجلسة لانتخاب رئيس، بغض النظر عن نتائج المشاورات، ويتعهد الجميع بالمشاركة فيها من دون أن يعمد أي فريق إلى تطيير النصاب.