أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنّ الولايات المتحدة لن تتراجع عن دعمها إسرائيل، على الرغم من الخلافات السياسية بين إدارة الرئيس جو بايدن والحكومة اليمينية المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي العائد بنيامين نتنياهو.
وكان كبير الدبلوماسيين يتحدث في مؤتمر لجماعة «جاي ستريت» اليسارية المؤيدة لإسرائيل؛ إذ قال إنّ «الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل - وكلّ ما أنتجته لشعبي بلدينا والعالم - كانت دائماً مضمونة بالتزام الولايات المتحدة الصّارم بأمن إسرائيل، وهو التزام لم يكن أقوى مما هو عليه اليوم»، حتى في الوقت الذي تسعى فيه إلى تحقيق أهداف عارضها نتنياهو؛ بما في ذلك تسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حلّ الدولتين واستعادة الاتفاق النووي الإيراني الهالك لعام 2015.
وإذ أضاف: «نحن ملتزمون بالحفاظ على أفق من الأمل، وهذا يعني التمسّك بالقيم التي رسّخت الصداقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل عبر عمليات انتقالية وحكومات لا حصر لها في كلا البلدين»، أكد أنّ إدارة بايدن ستتواصل مع حكومة نتنياهو، على أساس سياساتها، وليس على أساس الشخصيات؛ بمن فيهم وزراء كبار محتملون في الحكومة، عبّروا في الماضي عن آراء معادية بشدّة للفلسطينيين والعرب، مشيراً إلى أنّ «المساعدات الأمنية لإسرائيل مصونة ومكفولة»؛ بما في ذلك أكثر من 3 مليارات دولار تقدّمها الولايات المتحدة لإسرائيل في شكل تمويل عسكري خارجي.
وزاد بلينكن: «سنقيس الحكومة بالسياسات التي تنتهجها وليس بالشخصيات الفردية. سنلتزم بالمعايير المتبادلة التي أنشأناها في علاقتنا على مدى العقود السبعة الماضية».
ومع ذلك، حذّر بلينكن بأنّ الولايات المتحدة ستُعارض السياسات التي تهمّش الفلسطينيين، أو تُضعف «أفق الأمل» لديهم، أو تجعل حلّ الدولتين أكثر صعوبة، مشدّداً على أنّ ذلك سيضرّ بأمن إسرائيل على المدى الطويل، أو مستقبلها كدولة يهودية ديمقراطية. وتوقّع أن «تواصل الحكومة الإسرائيلية الجديدة العمل معنا لتعزيز قيمنا المشتركة، تماماً كما فعلنا مع حكومات سابقة».
وقال: «سنواصل أيضاً معارضة لا لبس فيها لأي أعمال تقوّض آفاق حلّ الدولتين، بما يشمل؛ على سبيل المثال لا الحصر، توسيع المستوطنات، أو خطوات في اتجاه ضمّ الضفة الغربية، أو تغييراً في الوضع التاريخي القائم للمواقع المقدّسة، وعمليات الهدم والإخلاء والتحريض على العنف».
وأكّد بلينكن أنّ إدارة بايدن «تتحدّث بصدق» مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وكذلك مع الفلسطينيين الذين رأى أنّه يتعيّن على قادتهم أيضاً الامتناع عن إثارة التوتّرات التي تعرّض حلّ الدولتين للخطر. وأشار إلى أنّ الإدارة تواصل دعم اعتراف سلفها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتعمل على توسيع «اتفاقات إبراهيم» التي أعلنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لتطبيع العلاقات بين عدد من الدول العربية وإسرائيل. وأشاد باتفاق الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان.
وسبق أن عبّر مسؤولون أميركيون عن مخاوفهم بشأن المناصب المحتملة في حكومة نتنياهو لاثنين في الأقل من السياسيين الإسرائيليين اليمينيين: إيتمار بن غفير وبتسائيل سموتريتش.
وعُرض على بن غفير، وهو مشرّع معروف بتصريحاته العنصرية المناهضة للعرب، منصب وزير الأمن القومي، مما يعني أنّه سيكون مسؤولاً عن الشرطة الإسرائيلية. وعُرض على زعيم حزب «الصهيونية الدينية» سموتريتش؛ الذي يكرّر آراءه المعادية للفلسطينيين، تولّي الإشراف على الوكالة الإسرائيلية للشؤون المدنية الفلسطينية.
واشنطن تؤكد دعمها إسرائيل «رغم الخلافات» مع نتنياهو
واشنطن تؤكد دعمها إسرائيل «رغم الخلافات» مع نتنياهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة