البحرية الأميركية تحقق في 4 حالات انتحار بشهر واحد داخل نفس المنشأة

مركز الصيانة الإقليمي في وسط المحيط الأطلسي (سي إن إن)
مركز الصيانة الإقليمي في وسط المحيط الأطلسي (سي إن إن)
TT

البحرية الأميركية تحقق في 4 حالات انتحار بشهر واحد داخل نفس المنشأة

مركز الصيانة الإقليمي في وسط المحيط الأطلسي (سي إن إن)
مركز الصيانة الإقليمي في وسط المحيط الأطلسي (سي إن إن)

تحقق البحرية الأميركية في أربع حالات انتحار واضحة في فترة شهر واحد في منشأة على الشاطئ لتحديد ما إذا كانت الوفيات مرتبطة بأي شكل من الأشكال، وما إذا كان البحارة لديهم ما يكفي من الدعم الطبي وذلك المرتبط بالصحة العقلية، وفقاً لمسؤول في البحرية مطلع على الوضع.
تضمنت حالات الانتحار في الفترة من 30 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 26 نوفمبر (تشرين الثاني) بحارة مجندين في مركز الصيانة الإقليمي في وسط المحيط الأطلسي (MARMC) في نورفولك، فيرجينيا، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
أكدت البحرية الوفيات الأربع الأخيرة، وقال النقيب البحري جاي يونغ، الضابط القائد في «MARMC»، في بيان لشبكة «سي إن إن»: «بقلب مثقل يمكننا أن نؤكد أن أربعة بحارة تم تعيينهم في مركز الصيانة الإقليمي في وسط المحيط الأطلسي في نورفولك، فيرجينيا، توفوا في الشهر الماضي. تخضع الظروف المحيطة بهذه الحوادث المنفصلة حالياً للتحقيق من قبل إدارات الشرطة المحلية والبحرية الأميركية».
قال يونغ، «إننا نأسف لفقدان زملائنا وأصدقائنا في البحرية».
https://twitter.com/MidatlanticRMC/status/1598752472369020930?s=20&t=oFUAbPud8YH35HzdvsXWIw
يتم التحقيق في كل حالة وفاة على حدة بموجب إجراءات البحرية الخاصة. لكن المسؤول قال إن هناك أيضاً «تحقيقاً قيادياً» بشأن ما إذا كانت الوفيات ناتجة عن أي ظروف مشتركة. جلبت البحرية مستشاري الصحة العقلية والصدمات، وعقدت عدة جلسات إعلامية إلزامية للتوعية بالانتحار والوقاية.
وأوضح يونغ: «انتحار واحد كثير جداً، وقيادة (MARMC) تتخذ نهجاً استباقياً لدعم الفريق، وتحسين اللياقة العقلية، وإدارة الضغوط. نحن لا نزال منخرطين بشكل كامل مع البحارة وعائلاتهم لضمان صحتهم ورفاهيتهم، ولضمان مناخ من الثقة يشجع البحارة على طلب المساعدة».
https://twitter.com/MidatlanticRMC/status/1598754509156589568?s=20&t=oFUAbPud8YH35HzdvsXWIw
ومركز الصيانة الإقليمي لوسط الأطلسي لديه حوالي 3 آلاف فرد منهم 1500 في الخدمة الفعلية. حوالي ربع أولئك الذين هم في الخدمة الفعلية هم عادة أفراد معينون للمركز في مهمة مقيدة لأنهم غير قادرين على الخدمة على متن السفن لأسباب صحية جسدية أو عقلية. رفضت البحرية، مستشهدة بالخصوصية، التحدث عن وضع البحارة الأربعة المتوفين.
سلط وزير الدفاع لويد أوستن، الضوء على منع الانتحار في الجيش، ودفع وزارة الدفاع لبذل المزيد من أجل إزالة وصمة العار عن الصحة العقلية. وكثيراً ما قال، «الصحة العقلية هي الصحة، نقطة».
في العام الماضي، توفي 519 من أفراد الخدمة منتحرين، وفقاً لتقرير «البنتاغون» السنوي حول الانتحار داخل الجيش. وكان الرقم انخفاضاً عن عام 2020، الذي شهد 582 حالة انتحار في الجيش. رغم الانخفاض الذي حدث في عام واحد، فقد زاد معدل الانتحار الإجمالي ببطء خلال العقد الماضي.
طالب النائب الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس، سيث مولتون، البحرية، بالتحقيق في حالات الانتحار، ووصفها بأنها «فشل خطير على مستويات عديدة».
قال مولتون، الذي خدم أربع جولات مع مشاة البحرية في العراق وعضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، «عندما يقوم الشباب بالتسجيل للخدمة، فإنهم وأسرهم يقبلون مستوى معيناً من المخاطرة. الموت بالانتحار أثناء الخدمة الفعلية يجب ألا يكون تحت أي ظرف من الظروف أحد تلك المخاطر».
في العام الماضي، ساعد مولتون في تمرير قانون براندون، المصمم لجعل خدمات الصحة العقلية في متناول أفراد الخدمة. تم تسمية القانون على اسم براندون كاسيرتا، الذي توفي منتحراً في عام 2018. يلاحظ أنه ترك وراءه مذكرات تتحدث عن المعاكسات والتنمر من أعضاء آخرين في وحدته.
تذكرنا الوفيات في منشأة نورفولك بسلسلة مماثلة من الأحداث في حوض بناء السفن القريب في نيوبورت نيوز. في الربيع الماضي، توفي ثلاثة بحارة على متن حاملة الطائرات الأميركية «جورج واشنطن» منتحرين في غضون أسبوع واحد.
في غضون الاثني عشر شهراً الماضية، عانى طاقم حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية من سبع وفيات، أربعة منها على الأقل اعتبرت انتحاراً. لا تزال البحرية تحقق فيما إذا كانت هناك أي علاقة بين حالات الانتحار وما إذا كانت هناك أي عوامل مشتركة تسببت في حدوثها.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
TT

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

عاد إلى ذاكرة مُؤسِّسة غاليري «آرت أون 56»، نهى وادي محرم، مشهد 4 أغسطس (آب) 2020 المرير. حلَّ العَصْف بذروته المخيفة عصر ذلك اليوم المشؤوم في التاريخ اللبناني، فأصاب الغاليري بأضرار فرضت إغلاقه، وصاحبته بآلام حفرت ندوباً لا تُمحى. توقظ هذه الحرب ما لا يُرمَّم لاشتداد احتمال نكئه كل حين. ولمّا قست وكثَّفت الصوتَ الرهيب، راحت تصحو مشاعر يُكتَب لها طول العُمر في الأوطان المُعذَّبة.

رغم عمق الجرح تشاء نهى وادي محرم عدم الرضوخ (حسابها الشخصي)

تستعيد المشهدية للقول إنها تشاء عدم الرضوخ رغم عمق الجرح. تقصد لأشكال العطب الوطني، آخرها الحرب؛ فأبت أن تُرغمها على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية. تُخبر «الشرق الأوسط» عن إصرارها على فتحه ليبقى شارع الجمّيزة البيروتي فسحة للثقافة والإنسان.

تُقلِّص ساعات هذا الفَتْح، فتعمل بدوام جزئي. تقول إنه نتيجة قرارها عدم الإذعان لما يُفرَض من هول وخراب، فتفضِّل التصدّي وتسجيل الموقف: «مرَّت على لبنان الأزمة تلو الأخرى، ومع ذلك امتهنَ النهوض. أصبح يجيد نفض ركامه. رفضي إغلاق الغاليري رغم خلوّ الشارع أحياناً من المارّة، محاكاة لثقافة التغلُّب على الظرف».

من الناحية العملية، ثمة ضرورة لعدم تعرُّض الأعمال الورقية في الغاليري لتسلُّل الرطوبة. السماح بعبور الهواء، وأن تُلقي الشمس شعاعها نحو المكان، يُبعدان الضرر ويضبطان حجم الخسائر.

الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه (آرت أون 56)

لكنّ الأهم هو الأثر. أنْ يُشرّع «آرت أون 56» بابه للآتي من أجل الفنّ، يُسطِّر رسالة ضدّ الموت. الأثر يتمثّل بإرادة التصدّي لِما يعاند الحياة. ولِما يحوّلها وعورةً. ويصوّرها مشهداً من جهنّم. هذا ما تراه نهى وادي محرم دورها في الأزمة؛ أنْ تفتح الأبواب وتسمح للهواء بالعبور، وللشمس بالتسلُّل، وللزائر بأن يتأمّل ما عُلِّق على الجدران وشدَّ البصيرة والبصر.

حضَّرت لوحات التشكيلية اللبنانية المقيمة في أميركا، غادة جمال، وانتظرتا معاً اقتراب موعد العرض. أتى ما هشَّم المُنتَظر. الحرب لا تُبقى المواعيد قائمة والمشروعات في سياقاتها. تُحيل كل شيء على توقيتها وإيقاعاتها. اشتدَّت الوحشية، فرأت الفنانة في العودة إلى الديار الأميركية خطوة حكيمة. الاشتعال بارعٌ في تأجيج رغبة المرء بالانسلاخ عما يحول دون نجاته. غادرت وبقيت اللوحات؛ ونهى وادي محرم تنتظر وقف النيران لتعيدها إلى الجدران.

تفضِّل نهى وادي محرم التصدّي وتسجيل الموقف (آرت أون 56)

مِن الخطط، رغبتُها في تنظيم معارض نسائية تبلغ 4 أو 5. تقول: «حلمتُ بأن ينتهي العام وقد أقمتُ معارض بالمناصفة بين التشكيليين والتشكيليات. منذ افتتحتُ الغاليري، يراودني هَمّ إنصاف النساء في العرض. أردتُ منحهنّ فرصاً بالتساوي مع العروض الأخرى، فإذا الحرب تغدر بالنوايا، والخيبة تجرّ الخيبة».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه، وربما حيّزه في هذا العالم. تُسمّيه مُتنفّساً، وتتعمّق الحاجة إليه في الشِّدة: «الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه. نرى الحزن يعمّ والخوف يُمعن قبضته. تُخبر وجوه المارّين بالشارع الأثري، الفريد بعمارته، عما يستتر في الدواخل. أراقبُها، وألمحُ في العيون تعلّقاً أسطورياً بالأمل. لذا أفتح بابي وأعلنُ الاستمرار. أتعامل مع الظرف على طريقتي. وأواجه الخوف والألم. لا تهمّ النتيجة. الرسالة والمحاولة تكفيان».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه وربما حيّزه في العالم (آرت أون 56)

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها: الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع، الإسعاف والصراخ... لـ9 أشهر تقريباً، أُرغمت على الإغلاق للترميم وإعادة الإعمار بعد فاجعة المدينة، واليوم يتكرّر مشهد الفواجع. خراب من كل صوب، وانفجارات. اشتدّ أحدها، فركضت بلا وُجهة. نسيت حقيبتها في الغاليري وهي تظنّ أنه 4 أغسطس آخر.