بوتين يلتقي «أمهات الجنود»... ويشيد بـ«أبطال حقيقيين» على جبهات القتال

لرفع الروح المعنوية في «عيد الأم»... وتزامناً مع نفي موجة جديدة من التعبئة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

بوتين يلتقي «أمهات الجنود»... ويشيد بـ«أبطال حقيقيين» على جبهات القتال

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

في إطار جهود الكرملين النشطة لرفع الروح المعنوية للروس، ومواجهة ما وُصف بأنه «حملات الخداع والتضليل» التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي حول مسار عمليات القتال، وحجم الخسائر الروسية التي تقول موسكو إنه يتم تضخيمها والتهويل منها بشكل متعمد؛ نظم الديوان الرئاسي الروسي لقاء جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أمهات عدد من العسكريين الذين شاركوا في القتال.
جاء اللقاء بمناسبة إحياء النسخة الروسية من «عيد الأم» الذي صادف (الجمعة). وتم انتقاء المدعوات إلى اللقاء بعناية. ليشمل الحضور أمهات بعض من سقطوا في المعارك، وأخريات تلقى أبناؤهن إصابات خطرة خلال القتال. كما حضرت أمهات قادة بعض الفصائل والوحدات التي تشغل مواقع مهمة على خطوط التماس.
استهل الرئيس الروسي حديثه في المناسبة بتكريم الحاضرات، وتأكيد حرصه على إحياء «عيد الأم» معهن. وفي تأكيد على الأهمية الخاصة التي يوليها الكرملين لتعزيز «صمود الأمهات» على الجبهة الخلفية، أعرب بوتين عن تعاطفه مع «الأم التي يوجد أبناؤها في مناطق القتال، وترتبط حياتها طوال الوقت بالشعور بالقلق والمسؤولية».

وشدد على أن «جميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة هم أبطال حقيقيون، ولا أحد سواهم يعرف نوع العمل البطولي الذي يقومون به ومدى خطورته». وفي إشارة إلى تأكيد واجب البلاد تجاه المقاتلين على الجبهات، قال الرئيس الروسي مخاطباً الحاضرات: «نحن نشارك ألم الخسارة مع أولئك الذين فقدوا أبناءهم، وسنبذل قصارى جهدنا لنشعرهم بالدعم، وأننا نقف إلى جانبهم كتفاً بكتف».
وواجه بوتين الحملات التي تنتشر على شبكات التواصل حول حجم الخسائر الروسية، والتي ترى موسكو إنها تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية، وأكد لأمهات الجنود المشاركات في اللقاء، أن هناك «الكثير من الخداع والأكاذيب على شبكة الإنترنت، لا شيء يمكن الوثوق به، المعلومات هي أحد أسلحة الصراع، ووسيلة فعالة إلى حد كبير»، مشيراً إلى أنه «يتحدث شخصياً مع المشاركين في العملية الخاصة عبر الهاتف».
وكان لافتاً الحرص الدقيق في اختيار المشاركات في اللقاء مع الرئيس الروسي؛ إذ تمت دعوة أمهات 17 جندياً جئن من مناطق مختلفة من أقاليم روسيا.

ورصدت وسائل إعلام حكومية، أن بينهن الشيشانية جارادات أغويفا، التي يقاتل اثنان من أبنائها في أوكرانيا، أحدهما قائد كتيبة «أحمد» في القطاع الغربي، والثاني مسؤول منطقة كورتشالوي.
وبين الحاضرات مفتشة الضرائب، عالية سوخوفسكايا، التي جاءت من منطقة ريازان، وقد فقدت ابنها الوحيد في مارس (آذار) الماضي خلال معارك ضارية في منطقة بوتشا، تاركاً وراءه زوجة وابنة، وقد حصل على وسام الشجاعة بعد وفاته.
كما دُعيت ربة المنزل يلينا أليكسييفا، من مدينة ستاري أوسكول، وهي أم لولدين، تم استدعاء الأصغر منهما إلى منطقة العمليات العسكرية، وأصيب بجروح خطرة، وهو يعالج حالياً في مستشفى مدينة روستوف على نهر الدون.
وعلى قائمة الضيفات، المتقاعدة من مدينة كاسبيسك، وقد أصيب نجلها، بجروح مرتين، عاد بعدها إلى الخدمة، وحصل على لقب «بطل روسيا».

كذلك حضرت اللقاء الطاهية والمرشدة في مركز بيريغينيا للدعم الشامل للأيتام، من مدينة ماغان في ياقوتيا، في أقصى شرق البلاد، ويشارك اثنان من أبنائها الثلاثة في العمليات العسكرية، أحدهما عمل مدرباً في اللواء رقم (83) المحمول جواً في إقليم بريمورسكي بعد إصابته بجروح في وقت سابق، في حين يخدم الابن الأكبر في طاقم اللواء الحادي عشر المحمول جواً في بورياتيا.
وحضرت أيضاً عضو مجلس حقوق الإنسان التابع للرئاسة، وهي أم لأربعة أولاد، أحدهم خضع للتدريب في منطقة نيجني غورود في بيلاروسيا، ويخضع الآن للفحص في مستشفى «نارو – فومينسك». والنائبة في مجلس الدوما، أولغا بيلتسيفا، التي يخدم ابنها بموجب عقد مع القوات الخاصة للحرس رقم (45) التابع للقوات المحمولة جواً، وحصل على وسام «الشجاعة»، ويخضع حالياً للعلاج بعد إصابته.
رسائل بوتين خلال اللقاء مع أمهات الجنود، تزامنت مع رسائل أخرى وجّهها الكرملين أخيراً، ركزت على عدم نية موسكو إعلان موجة جديدة من التعبئة العسكرية، وكذلك على الأهمية الخاصة التي توليها القيادة الروسية لتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة الحملات الإعلامية الغربية حول مسار المعارك وحجم الخسائر الروسية.


مقالات ذات صلة

الكرملين يتهم كييف بمحاولة اغتيال بوتين بمسيرتين

العالم الكرملين يتهم كييف بمحاولة اغتيال بوتين بمسيرتين

الكرملين يتهم كييف بمحاولة اغتيال بوتين بمسيرتين

قال الكرملين الأربعاء إنه أسقط طائرتين مسيّرتين أطلقتهما أوكرانيا، واتّهم كييف بمحاولة قتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضح الكرملين في بيان: «استهدفت مسيّرتان الكرملين... تم تعطيل الجهازين»، واصفاً العملية بأنها «عمل إرهابي ومحاولة اغتيال رئيس روسيا الاتحادية». وقال الكرملين إن العرض العسكري الكبير الذي يُقام في 9 مايو (أيار) للاحتفال بالنصر على ألمانيا النازية في عام 1945 سيُنظم في موسكو رغم الهجوم بمسيَّرات. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قوله: «العرض سيقام. لا توجد تغييرات في البرنامج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية تدشين أول مفاعل نووي لتوليد الكهرباء في جنوب تركيا

تدشين أول مفاعل نووي لتوليد الكهرباء في جنوب تركيا

أكّدت تركيا وروسيا عزمهما على تعزيز التعاون بعد نجاح إطلاق أكبر مشروع في تاريخ العلاقات بين البلدين اليوم (الخميس)، وهو محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء التي أنشأتها شركة «روسآتوم» الروسية للطاقة النووية في ولاية مرسين جنوبي تركيا. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال مشاركته إلى جانب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو الخميس، في حفل تزويد أول مفاعل للمحطة التركية بالوقود النووي، أن تركيا ستصبح من خلال هذا المشروع واحدة من القوى النووية في العالم.

يوميات الشرق محمد بن سلمان وبوتين يبحثان العلاقات

محمد بن سلمان وبوتين يبحثان العلاقات

أجرى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس. وقدم الرئيس الروسي في بداية الاتصال التهنئة لولي العهد بعيد الفطر المبارك. وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين السعودية وروسيا وسبل تطويرها في مختلف المجالات.

«الشرق الأوسط» (جدة)
بوتين يقر بـ«صعوبات» في دونباس

بوتين يقر بـ«صعوبات» في دونباس

اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، بالصعوبات التي تواجهها قوات بلاده في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا، وطالب بوضع تصورات محددة حول آليات تطوير الحكم الذاتي المحلي في المناطق التي ضمتها روسيا الخريف الماضي. وقال بوتين خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس تطوير الحكم الذاتي المحلي الذي استحدث لتولي الإشراف على دمج المناطق الجديدة، إنه على اتصال دائم مع حاكم دونيتسك دينيس بوشيلين. وخاطب بوشيلين قائلاً: «بالطبع، هناك كثير من المشكلات في الكيانات الجديدة للاتحاد الروسي.

العالم تقرير: المعارضة الروسية مشتتة وتعول على هزيمة في أوكرانيا

تقرير: المعارضة الروسية مشتتة وتعول على هزيمة في أوكرانيا

في روسيا وفي المنفى، أُضعفت المنظمات والمواطنون المناهضون للحرب ولبوتين بسبب القمع وانعدام الوحدة بين صفوفهم، وفق تقرير نشرته الأربعاء صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. حسب التقرير، يعتبر المعارضون الديمقراطيون الروس أن هزيمة الجيش الروسي أمر مسلَّم به. «انتصار أوكرانيا شرط أساسي للتغيير الديمقراطي في روسيا»، تلخص أولغا بروكوبييفا، المتحدثة باسم جمعية الحريات الروسية، خلال اجتماع نظمه المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري) مع العديد من ممثلي المعارضة الديمقراطية الروسية، وجميعهم في المنفى بأوروبا. يقول المعارضون الروس إنه دون انتصار عسكري أوكراني، لن يكون هناك شيء ممكن، ولا سيما تمرد السكان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».