مصر تودع الموسيقار محمد سلطان

وسط غياب كثير من نجوم الغناء

الموسيقار محمد سلطان شاباً
الموسيقار محمد سلطان شاباً
TT

مصر تودع الموسيقار محمد سلطان

الموسيقار محمد سلطان شاباً
الموسيقار محمد سلطان شاباً

ودّعت مصر (الثلاثاء) الموسيقار محمد سلطان، الذي رحل (الاثنين) عن عمر ناهز 85 عاماً، وسط حضور لأسرته وعدد من المقربين، أبرزهم الموسيقار هاني مهنى، وغياب ملحوظ لنجوم الغناء. وخرجت الجنازة من مسجد «عمر مكرم» بوسط القاهرة.
وكانت حالة من الحزن الشديد انتابت الأوساط الفنية بمصر عقب إعلان نبأ وفاة «سلطان» وحيداً بمستشفى «قصر العيني» بعد صراع لم يدم طويلاً مع المرض. وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات النعي التي ركزت على قصة وفائه النادر لزوجته الفنانة فايزة أحمد، التي وافتها المنية قبل 39 عاماً.
واشتهر الراحل بوسامته الشديدة، حتى إن البعض أطلق عليه لقب «جان الزمن الجميل». واعتبر الموسيقار هاني شنودة أن مصر فقدت «مبدعاً عبقرياً»، مشيراً في منشور على صفحته الشخصية على «تويتر» إلى أنه «شرف بتوزيع بعض ألحانه».
ووصفت الفنانة سميرة سعيد الراحل بـ«السند والداعم الأكبر في مسيرتها الفنية وصاحب الفضل فيما حققته من نجاح». وأكد الموسيقار عمر خيرت أن الراحل «يعد واحداً من أفضل المبدعين الذين أثروا الموسيقى العربية بأعمال خالدة».

مع رفيقة دربه فايزة أحمد
ومن أشهر أعمال الموسيقار الراحل «بكره تعرف يا حبيبي» و«رسالة إلى امرأة» لفايزة أحمد، كما قدم الموسيقى التصويرية لأكثر من 50 فيلماً، منها «الراقصة والسياسي». وكانت له تجربة لم تكتمل في التمثيل؛ فشارك في عدد من الأعمال، أبرزها فيلم «عائلة زيزي»، و«الناصر صلاح الدين» إنتاج 1963. واشتهر «سلطان» بصداقته مع الرئيس الراحل أنور السادات الذي كثيراً ما كان يدعوه لجلسات فنية غير رسمية في استراحته بقرية «ميت أبو الكوم»، ويغني معه مقاطع من أغنية «العيون الكواحل» التي لحنها سلطان لفايزة.
وقال الكاتب الصحافي حمدين حجاج، مؤلف كتاب «فايزة وسلطان... عشنا عمرنا أحباب»، إن «حالة الوفاء لدى سلطان لم تقتصر على زوجته؛ بل امتدت لتشمل والده ووالدته، فضلاً عن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي كان أول من تبناه فنياً وآمن بموهبته، وقدمه إلى الساحة الموسيقية»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» أن «من دخل بيت الموسيقار الراحل في السنوات الأخيرة يفاجئ أنه يعيش حرفياً على الذكريات المتجسدة في الصور والأسطوانات الموسيقية القديمة وفساتين زوجته التي تشغل مساحة ضخمة، ولا تزال بحالة جيدة».

مع سميرة سعيد
وأضاف حجاج أن «الملمح الرئيسي الآخر في مسيرة هذا الموسيقار يمكن تلخيصه في كلمة واحدة، هي العطاء، فقد أعطى فايزة خلاصة عبقريته وفنه ليجعلها في منطقة مختلفة، ويمنحها الشهرة الكبرى دون أي إحساس بالغيرة أو انزعاج من أن الناس في الشارع تشير إلى زوجته، بينما يتوارى هو إلى مساحة خافتة من الضوء. وبعد رحيل فايزة، تواصل عطاؤه عبر اكتشاف كثير من الأصوات التي رسمت ملامح المشهد الغنائي لاحقاً، مثل هاني شاكر ونادية مصطفى التي رتب لها أن تتعلم فن المقامات الموسيقية على يد خبير متخصص على نفقته الشخصية».
حول خصوصية علاقته بفايزة أحمد، يشير الدكتور شريف صالح، أستاذ النقد الفني، إلى أنها «كانت أكبر منه بـ7 سنوات، وتنتمي لأصول سورية لبنانية، وسبق لها الزواج مبكراً جداً، قبل أن تلتقي حب حياتها محمد سلطان، وتعيش معه لسنوات، لكن حدث الانفصال قبل عامين من وفاتها، فتزوجت آنذاك من ضابط مصري، ثم انفصلت عنه، وعادت إلى سلطان»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «سلطان أحب في فايزة طيبتها».


مقالات ذات صلة

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

يصادف اليوم الرابع من شهر مايو (أيار)، مئوية الموسيقار عاصي الرحباني، أحد أضلاع المثلث الذهبي الغنائي الذي سحر لبنانَ والعالمَ العربيَّ لعقود، والعصي على الغياب. ويقول عنه ابن أخيه، أسامة الرحباني إنَّه «أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية». ويقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهم مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهم مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما، طريقة موحدة لتأليف موسيقاه المتنوعة، وهي البحث في تفاصيل الموضوعات التي يتصدى لها، للخروج بثيمات موسيقية مميزة. ويعتز خرما بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، التي تم افتتاحها في القاهرة أخيراً، حيث عُزفت مقطوعاته الموسيقية في حفل افتتاح البطولة. وكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في بطولة العالم للجمباز، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13»، الذي يجري عرضه حالياً في دور العرض المصرية. وقال خرما إنه يشعر بـ«الفخر» لاختياره لتمثيل مصر بتقديم موسيقى حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز التي تشارك فيها 40 دولة من قارات

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق للمرة الأولى... تسجيل مراسم تتويج الملك البريطاني في ألبوم

للمرة الأولى... تسجيل مراسم تتويج الملك البريطاني في ألبوم

تعتزم شركة تسجيلات بريطانية إصدار حفل تتويج ملك بريطانيا، الملك تشارلز الشهر المقبل، في صورة ألبوم، لتصبح المرة الأولى التي يتاح فيها تسجيلٌ لهذه المراسم التاريخية للجمهور في أنحاء العالم، وفقاً لوكالة «رويترز». وقالت شركة التسجيلات «ديكا ريكوردز»، في بيان اليوم (الجمعة)، إنها ستسجل المراسم المقرر إقامتها يوم السادس من مايو (أيار) في كنيسة وستمنستر، وأيضاً المقطوعات الموسيقية التي ستسبق التتويج، تحت عنوان «الألبوم الرسمي للتتويج»، وسيكون الألبوم متاحاً للبث على الإنترنت والتحميل في اليوم نفسه. وستصدر نسخة من الألبوم في الأسواق يوم 15 مايو.

«الشرق الأوسط» (لندن)

افتتاح «مركز الدرعية» الوجهة الأولى لفنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا

المركز يقدم وجوهاً إبداعية تجمع بين الفن التكنولوجيا والابتكار (واس)
المركز يقدم وجوهاً إبداعية تجمع بين الفن التكنولوجيا والابتكار (واس)
TT

افتتاح «مركز الدرعية» الوجهة الأولى لفنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا

المركز يقدم وجوهاً إبداعية تجمع بين الفن التكنولوجيا والابتكار (واس)
المركز يقدم وجوهاً إبداعية تجمع بين الفن التكنولوجيا والابتكار (واس)

نحو إثراء المشهد العالمي لفنون الوسائط الجديدة عبر تقديم وجوه إبداعية من المنطقة، تجمع بين الفن، والتكنولوجيا، والابتكار، افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل أبوابه رسمياً، اليوم (الثلاثاء)، بوصفه أول مركز مخصص لفنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، متخذاً من منطقة الدرعية التاريخية المسجّلة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي موقعاً له.

ويأتي المركز في مبادرة تجمع بين وزارة الثقافة، وهيئة المتاحف، وشركة الدرعية في السعودية، في الوقت الذي انطلق ببرنامج متنوع يشمل أنشطة ومعارض فريدة ومبادرات تفاعلية مع الجمهور، مع التركيز على تمكين الفنانين والباحثين ومتخصصي التكنولوجيا من داخل المنطقة وخارجها، في بيئة إبداعية مجهزة بأحدث المختبرات والاستوديوهات الرقمية ومساحات العرض المبتكرة.

وقالت منى خزندار المستشارة في وزارة الثقافة السعودية إن «مركز الدرعية لفنون المستقبل يجسّد التزامنا بتطوير الإنتاج الفني المبتكر واحتضان أشكال جديدة من التعبير الإبداعي، فمن خلاله نسعى إلى تمكين الفنانين والباحثين ودعمهم لإنتاج أعمال بارزة والخروج بأصواتهم الإبداعية إلى الساحة العالمية».

وأشارت إلى أن المركز سيُوظّف مساحاته للتعاون والإبداع لترسيخ مكانة المملكة في ريادة المشهد الثقافي والتأكيد على رؤيتها في احتضان أشكال التعبير الفني محلياً وعالمياً.

من جانبه، بين الدكتور هيثم نوار مدير مركز الدرعية لفنون المستقبل أن افتتاح المركز يمثّل منعطفاً في السردية القائمة حول فنون الوسائط الجديدة، لكونه يخرج بالمرئيات والتصوّرات الإقليمية إلى منابر الحوار العالمية.

المركز يقدم وجوهاً إبداعية تجمع بين الفن التكنولوجيا والابتكار (واس)

وقال: «إن المركز سيتجاوز حدود الإبداع المتعارف عليها نحو آفاق جديدة، وسيقدّم للعالم مساحة للابتكار والنقد الفني البنّاء عند تقاطع الفن والعلوم والتكنولوجيا».

وتتزامن انطلاقة مركز الدرعية لفنون المستقبل مع افتتاح معرضه الأول بعنوان «ينبغي للفنّ أن يكون اصطناعياً... آفاق الذكاء الاصطناعي في الفنون البصرية» خلال الفترة من 26 نوفمبر (تشرين ثاني) إلى 15 فبراير (شباط) المقبل، حيث يستكشف المعرض، الذي أشرف عليه القيّم الفني جيروم نوتر، تاريخ فن الحاسوب منذ نشأته في ستينات القرن الماضي وحتى يومنا الحاضر، من خلال أعمال فنية متنوعة تحمل توقيع أكثر من 30 فناناً إقليمياً وعالمياً.

وسيحظى الزوار بفرصة استكشاف أعمال من صنع قامات في الفن أمثال فريدر نايك (ألمانيا) وفيرا مولنار (هنغاريا/فرنسا) وغيرهما من المُبدعين في ميادين الابتكار المعاصر مثل رفيق أناضول (تركيا) وريوجي إيكيدا (اليابان).

وسيكون للفنانين السعوديين لولوة الحمود ومهند شونو وناصر بصمتهم الفريدة في المعرض، حيث يعرّفون الزوّار على إسهامات المملكة المتنامية في فنون الوسائط الجديدة والرقمية.

وبالتزامن مع الافتتاح، يُطلق المركز «برنامج الفنانين الناشئين في مجال فنون الوسائط الجديدة»، بالتعاون مع الاستوديو الوطني للفن المعاصر - لوفرينوا في فرنسا. ويهدف البرنامج، الذي يمتد لعام كامل، إلى دعم الفنانين الناشئين بالمعدات المتطورة والتوجيه والتمويل اللازمين لإبداع أعمال متعددة التخصصات.

وأعلن المركز عن برنامج «مزرعة» للإقامة الفنية، المخصص لفناني الوسائط الرقمية، في الفترة من فبراير (شباط) حتى أبريل (نيسان) 2025، ويهدف إلى استكشاف العلاقة بين الطبيعة والتكنولوجيا والمجتمع من خلال موارد المركز.

ويجسد مركز الدرعية لفنون المستقبل «رؤية السعودية 2030»، التي تسعى إلى تعزيز الابتكار، والتعاون العالمي، وترسيخ مكانة المملكة بوصفها وجهة رائدة في الاقتصاد الإبداعي العالمي.