الأسواق تنتعش مع انقشاع «غيوم الحذر»

مع تراجع القيود الصينية وهدوء مخاوف الفائدة

شاشة في هونغ كونغ تعرض ارتفاعات في بورصة هانغ سينغ (إ.ب.أ)
شاشة في هونغ كونغ تعرض ارتفاعات في بورصة هانغ سينغ (إ.ب.أ)
TT

الأسواق تنتعش مع انقشاع «غيوم الحذر»

شاشة في هونغ كونغ تعرض ارتفاعات في بورصة هانغ سينغ (إ.ب.أ)
شاشة في هونغ كونغ تعرض ارتفاعات في بورصة هانغ سينغ (إ.ب.أ)

استهلت الأسهم العالمية تداولات يوم الجمعة على ارتفاع، إذ عززت أنباء تخفيف الصين لقواعد كوفيد الصارمة عدداً من القطاعات الاستهلاكية، فيما تراجع الحذر الزائد الذي اجتاح الأسواق خلال الفترة الماضية من رفع كبير الوتيرة للفائدة الأميركية عقب صدور بيانات أميركية تظهر أن التضخم ربما يكون عبر نقطة الذروة.
وخففت الصين بعض قيود كوفيد، بما في ذلك خفض فترة الحجر الصحي للمخالطين والمسافرين الوافدين بيومين، وإلغاء معاقبة شركات الطيران التي تنقل عدداً كبيراً من حالات الإصابة. وتسود المعنويات الإيجابية الأسواق إلى حد كبير منذ الجلسة السابقة، بعدما عزز ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة بأقل من المتوقع في أكتوبر (تشرين الأول) الآمال في أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) برفع أسعار الفائدة بشكل أقل في المستقبل.
وفي أوروبا، زاد المؤشر ستوكس 600 بواقع 0.4 في المائة بحلول الساعة 0812 بتوقيت غرينتش، وارتفعت أسهم الشركات الكبرى للسلع الفاخرة المنكشفة على الصين بما يتراوح بين 1.2 و3.7 في المائة، ما صعد بمؤشر الأسهم القيادية في منطقة اليورو 0.7 في المائة. وقفز المؤشر الأوروبي لقطاع الموارد الأساسية 2.5 في المائة، فيما قفزت أسهم الطاقة 0.4 في المائة وسط ارتفاع لأسعار المعادن الأساسية والنفط.
كما أنهى المؤشر نيكي الياباني معاملات الجمعة عند أعلى مستوى في شهرين، مدعوماً بصعود أسهم مرتبطة بالنمو. وقفز نيكي 2.98 في المائة ليغلق عند 28263.57 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ 13 سبتمبر (أيلول). وزاد المؤشر 3.91 في المائة هذا الأسبوع، وحقق مكاسب لثالث أسبوع على التوالي. وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 2.12 في المائة إلى 1977.76 نقطة، وصعد 3.26 في المائة هذا الأسبوع.
من جانبها، تراجعت أسعار الذهب يوم الجمعة، لكنها كانت تتجه لتحقيق أكبر ارتفاع أسبوعي منذ أكثر من ثمانية أشهر. وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1751.29 دولار للأوقية (الأونصة)، بحلول الساعة 0240 بتوقيت غرينتش. لكن الأسعار ارتفعت 4.2 في المائة خلال الأسبوع. وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المائة إلى 1752.80 دولار.
واستقر مؤشر الدولار بعد انخفاضه الخميس، لكنه يتجه صوب أكبر انخفاض أسبوعي منذ مارس (آذار) 2020، وضعف الدولار يجعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين في الخارج.
وقال كريستوفر وونغ، الخبير الاستراتيجي في «أو.سي.بي.سي إف.إكس»: «قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الأميركيين التي جاءت أضعف من المتوقع، تدعم تراجعاً في وتيرة الرفع في اجتماع مجلس الاحتياطي في ديسمبر (كانون الأول)، الذي يمكن أن يؤدي إلى استئناف الاتجاه النزولي للدولار، مما يتيح فرصة للذهب لتحقيق انتعاش معتدل».
ويعتبر الذهب تحوطاً ضد التضخم، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 21.59 دولار للأوقية، لكنها تتجه لتسجيل ثاني ارتفاع أسبوعي على التوالي. وارتفع البلاتين 0.2 في المائة إلى 1034.31 دولار للأوقية، متجهاً إلى تحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ فبراير (شباط) 2021، وتراجع البلاديوم 0.5 في المائة إلى 1954.29 دولار.
وهوى الدولار خلال الليلة السابقة بعد صدور البيانات الأميركية، وسجل أسوأ يوم له مقابل الين الياباني منذ عام 2016، إذ انخفض 3.7 في المائة. وعوض منذ ذلك الحين بعض تلك الخسائر وارتفع في أحدث التعاملات 0.53 في المائة إلى 141.69 ين.
وحقق الجنيه الإسترليني أفضل مكاسب يومية منذ عام 2017، إذ قفز بأكثر من 3 في المائة خلال الليل، كما قفز الدولار الأسترالي نحو 3 في المائة، وهي أكبر زيادة منذ 2011، ومقابل سلة من العملات، تراجع مؤشر الدولار أكثر من 2 في المائة خلال ليل الخميس الجمعة، في أكبر هبوط منذ أكثر من عقد، وسجل 108.06 نقطة.
وقالت كارول كونغ، محللة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي: «كانت التحركات الليلية في الدولار حادة جداً... أعتقد أن نتائج مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي لشهر أكتوبر ستدعم تحولاً نزولياً لرفع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول)». وأضافت: «سيكون مسؤولو الحكومة اليابانية سعداء بالتأكيد بشأن انخفاض الدولار-الين ليلاً... وقد كان مدفوعاً بشكل أساسي بالانخفاض الحاد في عوائد سندات الخزانة الأميركية».
وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية بشكل حاد خلال الليل، إذ انخفضت عوائد السندات القياسية لأجل عشر سنوات إلى ما دون 4 في المائة، مسجلة أدنى مستوياتها في أكثر من شهر.
وبالنسبة للعملات المشفرة تراجعت بتكوين 0.3 في المائة إلى 17501 دولار، بعد أن انخفضت إلى ما دون 16 ألف دولار للمرة الأولى منذ أواخر عام 2020 في وقت سابق من الأسبوع.


مقالات ذات صلة

نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

الاقتصاد نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

وسط تعاملات محدودة نتيجة إجازات عيد العمال في كثير من الدول حول العالم، انخفضت أسعار الذهب يوم الاثنين متأثرة بارتفاع الدولار؛ إذ ينتظر المستثمرون بحذر قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشأن رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وبحلول الساعة 0531 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 1980.42 دولار للأوقية (الأونصة)، وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المائة إلى 1989.10 دولار. وارتفع مؤشر الدولار 0.2 في المائة؛ مما جعل المعدن الأصفر المقوم بالدولار باهظ التكلفة للمشترين في الخارج.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نتائج الأعمال تدعم الأسواق في ختام أبريل

نتائج الأعمال تدعم الأسواق في ختام أبريل

ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة لتسير على درب المكاسب التي حققتها وول ستريت الليلة السابقة، مدعومة بنتائج قوية للشركات. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 في المائة، لكنه في طريقه لأول انخفاض أسبوعي له في ستة أسابيع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أصداء الأزمة المصرفية تزيد قلق أسواق العالم

أصداء الأزمة المصرفية تزيد قلق أسواق العالم

استقر الدولار والين، وكلاهما من أصول الملاذ الآمن، دون تغير يذكر يوم الأربعاء بعد ارتفاعهما الليلة السابقة مع تراجع الإقبال على المخاطرة، نتيجة لتجدد المخاوف حيال القطاع المصرفي والاقتصاد الأميركيين. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسية منافسة بنسبة 0.01 في المائة إلى 101.80 نقطة، بعدما زاد 0.5 في المائة الليلة السابقة. والمؤشر منخفض 0.76 في المائة هذا الشهر. وتراجعت أسهم بنك «فيرست ريبابليك» نحو 50 في المائة الثلاثاء بعدما أعلن البنك انخفاض ودائعه أكثر من 100 مليار دولار في الربع الأول؛ متأثرا بتراجع الثقة في القطاع المصرفي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد قلق الأسواق المالية يزداد مع اقتراب تخلف أميركا عن سداد ديونها

قلق الأسواق المالية يزداد مع اقتراب تخلف أميركا عن سداد ديونها

يزداد شعور الأسواق المالية بالقلق كلما تأخر حسم الخلاقات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والجمهوريين في الكونغرس، حول رفع سقف الدين الأميركي، مع اقتراب موعد استحقاقات سندات الخزانة الأميركية يوليو (تموز) المقبل، وهو التوقيت الذي قد تتخلف فيه الولايات المتحدة عن سداد ديونها في ظل غياب توافق على إجراء تشريعي واتفاق بين الطرفين. يمارس الجانبان لعبة عض الأصابع انتظاراً لمن يصرخ أولاً ويتنازل، لكن تداعيات هذه اللعبة السياسية تقع على حاملي السندات الذين سيعجزون عن الحصول على أموالهم المستحقة في الوقت المحدد. وقد حذر بنك جيه بي مورغان من مخاطر حقيقية من التخلف عن سداد سندات الخزانة الأميركية.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد الأسواق العالمية تترقب «مستقبل الفائدة»

الأسواق العالمية تترقب «مستقبل الفائدة»

تراجعت الأسهم الأوروبية الخميس بعد تباين نتائج عدد من الشركات المدرجة في بورصة وول ستريت، بينما كان المستثمرون يترقبون مزيدًا من البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو ونتائج الشركات لتقييم قوة المنطقة. وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 في المائة، وقادت أسهم المرافق وأسهم شركات السيارات المؤشر الرئيسي نحو التراجع بعد انخفاضهما 1.2 و2.1 في المائة على التوالي، لكن أسهم البنوك ارتفعت 1.0 في المائة مما حد من الخسائر. وفي آسيا، ارتفع المؤشر نيكي الياباني يوم الخميس معوضاً خسائره في اليوم السابق، إذ قفزت أسهم شركات التجزئة مدعومة بزيادة الزوار الأجانب، وتعافت أسهم شركات تصنيع أشباه الموصلات بعد انخفاض

«الشرق الأوسط» (لندن)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.