المشهد التشكيلي الكويتي يتألق في القاهرة بأنامل أنثوية

معرض يتجول بين ملامح التراث والفلكلور

عمل الفنانة سارة الحماطي
عمل الفنانة سارة الحماطي
TT

المشهد التشكيلي الكويتي يتألق في القاهرة بأنامل أنثوية

عمل الفنانة سارة الحماطي
عمل الفنانة سارة الحماطي

بأنامل أنثوية أبدعت في سرد ملامح عن الهوية الكويتية، وبلغة مليئة بالأحاسيس يُقرأ بها ما يزخر به التراث الكويتي من موضوعات فلكلورية ورموز تراثية، يأتي المعرض التشكيلي «الكويت في قلب القاهرة»، الذي تستضيفه حالياً نقابة التشكيليين المصريين في دار الأوبرا المصرية، وتنظمه نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين.
يعد المعرض رحلة فنية تتجول بين جنبات التراث، يُبحر خلالها تشكيليون كويتيون بمجذافَي الأفكار والألوان، لتقديم تراث بلادهم إلى جمهور القاهرة، وللتعبير عن عمق العلاقات الثقافية وتوطيد الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين.

لوحة «أم البرقع» للفنانة ابتهال العوضي

وقال الدكتور نبيل الفيلكاوي، رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين في الكويت، لـ«الشرق الأوسط»: «يأتي المعرض ضمن أسبوع الثقافة الكويتية في القاهرة، ويضم أعمالاً يعبر فيها كل واحد منهم عن فكرة التراث الكويتي، بعد أن طلبنا منهم أن يكون الثيمة التي يدور حولها المعرض. واستطاع كل مشارك أن يطوع فنه وأسلوبه لخدمة الفكرة، وأعتقد أن الجميع قد وُفق في ذلك رغم صعوبة الفكرة». وبيّن أن المشاركين هم 34 فنانة و6 فنانين، وهو ما يعكس حالة المشهد التشكيلي الكويتي الذي يغلب فيه العنصر النسائي.
بالتجول بين اللوحات نجد أن الفنانة الدكتورة منى قاسم، أدخلت الجمهور القاهري الزائر للمعرض إلى تراث بلادها من خلال «باب القصر الأحمر»، الكائن في مدينة الجهراء، فاختارت رسم الباب تحديداً لما يتضمنه من تفاصيل فنية، تحمل الروح القديمة، فعبر ضفتيه الخشبيتين العتيقتين يعبُر المتلقي إلى التاريخ، وتحديداً إلى عام 1896، عندما شيد الشيخ المبارك الصباح القصر الأحمر. وتقول: «اخترت القصر لأنه معلم مهم من المعالم السياحية والتاريخية في الكويت، وهو مكان للتجمع
النسائي، حيث ساحة السيدات داخل القصر، ولكوني فنانة تلفت انتباهي التفاصيل والجماليات المستترة، اخترت باب القصر لأقدمه فنياً، محاولة أن أظهر جماليات أخشابه الصلبة، مستخدمة في ذلك ألوان الأكريلك».

«باب القصر الأحمر» عمل للفنانة الدكتورة منى قاسم

وتلفت قاسم، التي درست الفنون في كلية الفنون الجميلة في جامعة الإسكندرية، إلى أن التراث الكويتي غني وزاخر، مثلما هو الحال مع التراث المصري، لافتة إلى أنها ترى تقارباً بين التراثين، خاصة الملمح البدوي، لا سيما السدو، تلك المنسوجات المطرّزة التقليدية؛ حيث يتقاربان في نمط التطريز والحياكة.
وأطلت الفنانة التشكيلية سارة الحماطي على جمهور المعرض مرتدية الزي التقليدي للعروس الكويتية، لتجذب بزينته ولونه الأخضر الزاهي أنظار الحضور، وذلك في محاكاة للعروس التي تطل أيضاً من لوحتها التي تشارك بها في المعرض. وتقول: «أحب جمال المرأة الكويتية بشكل عام والعروس بشكل خاص، فأرى أن زينتها وذهبها ولباسها التقليدي كل ذلك يعكس تألقها وسط العُرس، فطقوس (اليلوة) وهي أحد مراسم الزفاف التي يتم خلالها تحضير وتجهيز العروس، أرى أن تمثل جانباً من الهوية الكويتية القديمة، التي لا تزال مستمرة حتى اليوم».

الفنانة سارة الحماطي أطلت على جمهور المعرض بالزي التقليدي للعروس الكويتية

وتوضح الحماطي، وهي أيضاً مصممة ديكور مسرحي، أنها تشارك للمرة الأولى في معرض فني بالقاهرة، وهو ما يمثّل لها شعوراً بالفخر لأن الحركة الفنية التشكيلية في القاهرة رائدة.
ما زلنا مع زينة ولباس المرأة الكويتية لكن بملمح تقليدي آخر؛ فقد اختارت الفنانة ابتهال العوضي أن تنقل من خلال لوحتها «البرقع» الكويتي، من خلال لوحتها «أم البرقع»، التي تقول عن مضمونها: «هي لسيدة ترتدي البرقع، وتظهر كرمز لسيدات الكويت اللواتي لا يزلن يفضلن ارتداءه، خصوصاً في المناطق البدوية».

«رقصة السامري» للفنانة ابتسام المطر

أما الفنانة ابتسام المطر، فاختارت الفلكلور الكويتي، والتقطت منه «رقصة السامري»، تلك الرقصة الكويتية الشهيرة، التي حظيت بمكانة كبيرة بين النساء. وتوضح أنها حاولت عبر اللوحات أن تقدم الرقصة بأكثر من أسلوب تشكيلي، منها التجريدي الذي تختفي معه ملامح الراقصات، فيما تأتي الألوان النارية لتعكس حالة البهجة الصارخة، وهناك التعبيري الذي يعبر عن حالة بهجة تروق لفتاتين ترقصان من خلال اللونين الأخضر والأحمر، وحالة بهجة أخرى هادئة عبر اللونين الأزرق والبنفسجي».

«سوق المباركية» عمل للفنانة شيماء ميرزا

إلى سوق المباركية، ببضاعتها وبائعيها وكذلك عبقها وملامحها القديمة، تأخذنا الفنانة شيماء ميرزا إلى الماضي؛ حيث اختارت تعريف الجمهور المصري بإحدى الأسواق الشعبية العتيقة في الكويت، التي تتخصص في الخضار والأسماك، كما تمتد بضاعتها لتشمل التمور والعطارة والأقمشة وغيرها من السلع. وتقول: «اخترت أن أقدم ملمحاً من تراث الكويت عبر رسم مشهد لبيع الخضراوات من سوق المباركية، التي تعد رمزاً حصرياً ومميزاً للكويت دون غيرها، منذ أيام أجدادنا، والتي لا تزال يحمل نفس الملامح القديمة مع بعض التجديدات، إلا أنها تحمل حتى اليوم إيقاع التجارة وحركة البيع والشراء».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)
المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)
TT

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)
المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

انتهت المرحلة الأولى من عملية التحكيم للقائمة الطويلة التي شارك فيها 1967 كاتباً من 49 دولة حول العالم للفوز بـ«جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً»، على أن تبدأ المرحلة الثانية لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر (كانون الأول) قبل إعلان الفائزين في فبراير (شباط) المقبل.

وأكد الدكتور سعد البازعي، رئيس الجائزة، في مؤتمر صحافي بالرياض، أمس، أن أرقام المشاركات التي تلقتها اللجنة مبشّرة وتعطي سِمة عالمية من حيث عدد الدول التي جاءت منها، مبيناً أن الجائزة متفردة لأنها «تربط بين الرواية والسينما، وهو أمر لم نعتد على رؤيته من قبل».

وكانت هيئة الترفيه السعودية أطلقت في سبتمبر (أيلول) الماضي الجائزة التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر قابليةً للتحويل إلى أعمال سينمائية بمجموع جوائز يصل لـ740 ألف دولار.