مُسيَّرة حوثية تهاجم ميناءً يمنياً غداة زيارة السفير الأميركي إلى حضرموت

ارتفاع عدد ضحايا القصف على مأرب وسط دعوات لحماية النازحين

السفير الأميركي في اليمن ستيفن فاغن مع محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي (تويتر)
السفير الأميركي في اليمن ستيفن فاغن مع محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي (تويتر)
TT

مُسيَّرة حوثية تهاجم ميناءً يمنياً غداة زيارة السفير الأميركي إلى حضرموت

السفير الأميركي في اليمن ستيفن فاغن مع محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي (تويتر)
السفير الأميركي في اليمن ستيفن فاغن مع محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي (تويتر)

غداة زيارة السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، إلى محافظة حضرموت (شرق) لدعم الحكومة اليمنية والسلطات المحلية، هاجمت طائرة «درونز» يرجح أنها تابعة للميليشيات الحوثية، ميناءً نفطياً في محافظة شبوة المجاورة، خلال إفراغ حمولة من مادة الديزل، قبل أن يتم إسقاطها.
الهجوم الذي لم يسفر عن خسائر بشرية، هو الثالث من نوعه على مواني تصدير النفط في اليمن؛ حيث سبق أن هاجمت الميليشيات الحوثية ميناء ضبة في حضرموت، وميناء آخر في محافظة شبوة نفسها، في سياق سعي الجماعة لابتزاز الحكومة الشرعية، من أجل تقاسم عائدات النفط.
وفي وقت أكدت فيه مصادر طبية ارتفاع عدد ضحايا القصف الحوثي على مدينة مأرب إلى نحو 27 قتيلاً وجريحاً، أغلبهم من النازحين في المخيمات، قالت مصادر في شركة النفط اليمنية إن الهجوم المُسيَّر على ميناء قنا الواقع في محافظة شبوة على البحر العربي، حدث صباح الأربعاء؛ حيث ألقت المُسيَّرة قنابل في البحر، قرب السفينة التي كانت تفرغ حمولتها.
وطبقاً للمصادر اليمنية، كانت سفينة تحمل شحنة من الديزل تفرغ شحنتها في الميناء، قبل أن تطلق المُسيَّرة الحوثية قذائفها، ويتم إسقاطها بمضادات الدفاع الجوي في محيط وجود السفينة.
وأصيب -حسب ما أورته تقارير يمنية محلية- اثنان من طاقم السفينة بجراح طفيفة، جراء الشظايا المتطايرة، أحدهما يحمل الجنسية المصرية، والآخر الجنسية السودانية.
وفي وقت سابق، كانت الحكومة اليمنية قد تعهدت بحماية المنشآت الاقتصادية والنفطية من الهجمات الإرهابية الحوثية، بعد واقعة قصف ميناء الضبة النفطي في حضرموت؛ حيث تواصل الميليشيات التهديد باستهداف السفن والمواني، وهو الأمر الذي لقي إدانة دولية وأممية، دون أن تكثرت الجماعة الانقلابية لبيانات التنديد.

ارتفاع الضحايا في مأرب

مع وجود مخاوف من استمرار الهجمات الحوثية بالطائرات المُسيَّرة والصواريخ على المدن اليمنية والمنشآت الحيوية في المناطق المحررة، ذكرت بيانات الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب، أن عدد الضحايا جراء القصف الحوثي لأحد مخازن الذخيرة والأسلحة ارتفع إلى 27 شخصاً: 4 قتلى، و23 مصاباً.
وأوضحت الوحدة المعنية بشؤون النازحين الفارين من قمع الحوثيين، أن بين القتلى طفلتين؛ حيث سقط أغلب الضحايا في المخيمات القريبة من مكان القصف، بفعل الشظايا المتناثرة من المستودع التابع لقوات المنطقة العسكرية الثالثة.
واتهمت الوحدة التنفيذية الميليشيات الحوثية بأنها قامت، مساء الاثنين، «بالاستهداف المباشر لمدينة مأرب، بما فيها المخيمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المُسيَّرة، متسببة في مقتل 4 مدنيين، وإصابة 23 آخرين، إصابة 5 منهم خطرة».
وقالت الوحدة إن «13 منزلاً للأسر النازحة تضررت جراء الاستهداف، واحترقت 3 خيام، ودُمر 53 خزاناً للمياه، جراء تطاير شظايا الصواريخ في محيط وسكن الأسر النازحة».
وتحدث بيان وحدة النازحين عن «حالة الخوف والهلع التي عمت في أوساط النازحين؛ خصوصاً النساء والأطفال وكبار السن». وطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على الميليشيا لوقف هجماتها على المخيمات والتجمعات السكانية، والالتزام بالقوانين الدولية والإنسانية.

دعم أميركي للحكومة

التصعيد الحوثي باتجاه المناطق اليمنية المحررة، جاء بالتزامن مع زيارة للسفير الأميركي ستيفن فاجن إلى محافظة حضرموت، التي تعد أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة، في سياق دعم واشنطن للحكومة الشرعية والسلطات المحلية في المحافظة.
وحسب الإعلام الرسمي التابع لمحافظة حضرموت، التقى السفير فاجن مع مرافقيه قيادة السلطة المحلية، برئاسة المحافظ مبخوت بن ماضي، وناقش «تعزيز جوانب الدعم في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، ودعم القطاعات الحيوية المرتبطة بالمواطنين والتنمية».
ونقل المركز الإعلامي التابع لمحافظ حضرموت عن السفير الأميركي قوله: «إن الزيارة تأتي بهدف إظهار دعم الولايات المتحدة لليمن، ولحضرموت على وجه الخصوص».
وأشار فاجن إلى إدانة بلاده لهجوم الميليشيات الحوثية الانقلابية، عبر الطائرات المُسيَّرة، على ميناء الضبة، وأثر ذلك على الاقتصاد اليمني، مؤكداً أن واشنطن خصصت مليار دولار دعماً للمساعدات الإنسانية في اليمن، إلى جانب اعتماد تقديم مشروعات تنموية في قطاعي الصحة والتربية والقطاعات الحيوية.
وحسب المصادر الإعلامية اليمنية، أكد فاجن «دعم المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لإحلال السلام في اليمن، والتزامها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني، نتيجة ما يمر به من ظروف صعبة بسبب الحرب الحالية».
وأدت التهديدات الحوثية الإرهابية خلال الأيام الماضية إلى عرقلة استئناف تصدير النفط الخام اليمني، في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية أنها «قامت بالتنسيق مع الشركات النفطية العاملة للاستمرار في أعمالها».
كما أكدت أن هناك «خلية أزمة تعمل بشكل مستمر لاتخاذ التدابير اللازمة في القطاع النفطي، مع وجود تواصل مع الشركات والشركاء المحليين والدوليين، لضمان استمرار سير العمل».
ويخشى الشارع اليمني أن يقود التصعيد الحوثي والتهديد بالهجمات الإرهابية ضد المصالح الاقتصادية والمنشآت الحيوية، إلى نسف الجهود الأممية والدولية الرامية إلى إحلال السلام في البلاد، وإلى استئناف الأعمال العسكرية.
وفي وقت سابق، قال رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك: «إن التهديدات الحوثية المستمرة للمنشآت الاقتصادية الوطنية والبنى التحتية المدنية في اليمن ودول الجوار، سيتم التعامل معها بحزم لحماية مقدرات الشعب اليمني والملاحة الدولية، واستقرار الطاقة العالمي».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.