السويد تتعهد تنفيذ مطالب تركيا للانضمام إلى «الناتو»

اعتقال عسكريين بتهمة الانتماء إلى «غولن»... وتمديد عقوبات أوروبية على أنقرة

إردوغان خلال استقباله رئيس وزراء السويد بمراسم رسمية بقصر الرئاسة في أنقرة (الرئاسة التركية)
إردوغان خلال استقباله رئيس وزراء السويد بمراسم رسمية بقصر الرئاسة في أنقرة (الرئاسة التركية)
TT

السويد تتعهد تنفيذ مطالب تركيا للانضمام إلى «الناتو»

إردوغان خلال استقباله رئيس وزراء السويد بمراسم رسمية بقصر الرئاسة في أنقرة (الرئاسة التركية)
إردوغان خلال استقباله رئيس وزراء السويد بمراسم رسمية بقصر الرئاسة في أنقرة (الرئاسة التركية)

سعى رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إلى الحصول على تأكيد بأن تركيا سترفع اعتراضها على انضمام بلاده إلى «حلف شمال الأطلسي (ناتو)».
وبحث إردوغان مع كريسترسون، خلال لقائهما في أنقرة الثلاثاء، موقف تركيا من طلب انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، وهو الطلب الذي عارضته تركيا والمجر فقط، فيما وافق عليه باقي أعضاء «الناتو»، وعددهم 28.
وتناولت المحادثات مطالب تركيا المتعلقة بأن تنأى السويد بنفسها عن دعم «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا، وأن تسلم تركيا المطلوبين منهما ومن «حركة الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، والمتهمة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا في منتصف يوليو (تموز) 2016. كما تطرقت المحادثات إلى مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، المجمّدة منذ سنوات، فضلاً عن القضايا الدولية والإقليمية؛ وفي مقدمتها الأزمة في أوكرانيا، إلى جانب العلاقات الثنائية بين تركيا والسويد.
واستبق كريسترسون لقاءه إردوغان بالتأكيد على أن بلاده ستفي، حتى النهاية، بتعهداتها بموجب «مذكرة التفاهم الثلاثية» التي وقعت بين بلاده وتركيا وفنلندا على هامش قمة «الناتو» بمدريد في يونيو (حزيران) الماضي، وأنها لن تدخل في حوار مع «حزب العمال الكردستاني».
وقال: «أود أن أبلغكم بأن البرلمان السويدي بدأ العمل على إنشاء مجموعة صداقة برلمانية مشتركة مع تركيا. وستفي السويد بمذكرة التفاهم الثلاثية حتى النهاية. ولن تدخل في حوار مع (حزب العمال الكردستاني)».
وتتهم تركيا السويد وفنلندا بإيواء مقاتلين من «العمال الكردستاني» و«الوحدات» الكردية، فضلا عن عناصر من «حركة غولن».
- تمديد عقوبات أوروبية على أنقرة
من ناحية أخرى؛ قرر الاتحاد الأوروبي تمديد العقوبات المفروضة على تركيا بسبب أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط لمدة عام آخر ينتهي في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.
وذكر بيان لـ«المجلس الأوروبي»، الثلاثاء، أن الاتحاد قرر تمديد العقوبات التي اتخذت ضد نائب المدير العام عضو مجلس إدارة «مؤسسة النفط التركية» التابعة للدولة، محمد أكالين، ونائب مدير إدارة البحث في المؤسسة علي نام أوغلو؛ المسؤولين عن تخطيط وإدارة وتنفيذ أعمال التنقيب في شرق المتوسط، في فبراير (شباط) 2020، على خلفية أنشطة تركيا في شرق المتوسط، وتتضمن الإجراءات منعهما من السفر وتجميد أصولهما في دول الاتحاد الأوروبي وحظر تمويل أنشطة الشركة.
- اعتقال عسكريين
توازياً؛ أصدر الادعاء العام في تركيا مذكرات اعتقال بحق 77 شخصاً، بينهم عسكريون، في ولايات إسطنبول وإزمير ومرسين، بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية؛ في إشارة إلى «حركة غولن».
وأمر مكتب المدعي العام في إسطنبول بالقبض على 34 مشتبهاً فيه، وأطلقت قوات الأمن عمليات في 5 أحياء تم خلالها القبض على 27 من المطلوبين؛ بينهم ضباط سابقون وحاليون في الجيش، وطلاب سابقون في المدارس العسكرية، و7 مدنيين متهمين بالعمل مع «متسللين عسكريين للمنظمة الإرهابية».
وأصدر المدعي العام في إزمير (غرب) أوامر بالقبض على 28 ممن وصفوا بأنهم ضمن شبكة من «المتسللين العسكريين» لـ«جماعة غولن»، وبينهم ضباط في الخدمة في القوات البرية والجوية وقوات الدرك، بالإضافة إلى ضباط سابقين طردوا من القوات المسلحة لاتهامهم بالارتباط بـ«حركة غولن».
كما أمر المدعي العام في مرسين (جنوب)، بالقبض على 15 مشتبهاً في انتمائهم إلى «حركة غولن»؛ من بينهم عسكريون سابقون وحاليون، وطلاب عسكريون سابقون، وضابط شرطة سابق، ومعلم.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، أن الضربات التي وجّهتها إسرائيل إلى إيران وحلفائها في الشرق الأوسط أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة برمتها في المستقبل، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نتنياهو، في كلمة موجهة إلى الشعب الإيراني، إن «الأحداث التاريخية التي نشهدها اليوم هي ردود فعل متسلسلة».

وتابع: «ردود فعل متسلسلة على قصف (حركة) حماس والقضاء على (حزب الله) واستهداف (أمينه العام السابق حسن) نصر الله، والضربات التي سدّدناها لمحور الرعب الذي أقامه النظام الإيراني».

واتهم نتنياهو إيران بإنفاق عشرات مليارات الدولارات لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أطاحه هجوم شنّته فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، ودعم حركة «حماس» في قطاع غزة و «حزب الله» في لبنان.

وأكد أن «كل ما تسعى إليه إسرائيل هو الدفاع عن دولتها، لكننا من خلال ذلك ندافع عن الحضارة بوجه الوحشية».

وقال للإيرانيين: «إنكم تعانون تحت حكم نظام يسخركم ويهددنا. سيأتي يوم يتغير هذا. سيأتي يوم تكون فيه إيران حرة». وتابع: «لا شك لديّ في أننا سنحقق هذا المستقبل معاً أبكر مما يظن البعض. أعرف وأؤمن بأننا سنحول الشرق الأوسط إلى منارة للازدهار والتقدم والسلام».

ومع سقوط الأسد، خسرت إيران في سوريا حلقة رئيسية في «محور المقاومة» الذي تقوده ضد إسرائيل، بعد أن خرج حليفها الآخر «حزب الله» ضعيفاً من الحرب مع إسرائيل.

ولطالما أدّت سوريا، التي تتشارك مع لبنان حدوداً طويلة سهلة الاختراق، دوراً استراتيجياً في إمداد «حزب الله» اللبناني المدعوم عسكرياً ومالياً من إيران، بالأسلحة.