تيغراي: إعادة الإعمار... بين الالتزام الحكومي والعهود الدولية

إثيوبيا دعت شركاءها إلى دعم المناطق المتضررة من الحرب

مستشار الأمن القومي الإثيوبي رضوان حسين يقدم إحاطة بشأن اتفاق السلام (وزارة الخارجية)
مستشار الأمن القومي الإثيوبي رضوان حسين يقدم إحاطة بشأن اتفاق السلام (وزارة الخارجية)
TT

تيغراي: إعادة الإعمار... بين الالتزام الحكومي والعهود الدولية

مستشار الأمن القومي الإثيوبي رضوان حسين يقدم إحاطة بشأن اتفاق السلام (وزارة الخارجية)
مستشار الأمن القومي الإثيوبي رضوان حسين يقدم إحاطة بشأن اتفاق السلام (وزارة الخارجية)

بعد أيام من احتفاء محلي ودولي بتوقيع اتفاق سلام بين الحكومة الإثيوبية وزعماء في إقليم تيغراي شمال البلاد لإنهاء حرب دامية بدأت قبل عامين، يترقب سكان الإقليم الشمالي تدفق المساعدات، وتنفيذ حكومة أديس أبابا تعهداتها بإعادة الإعمار، التي بدورها ألقت جزءاً من الأعباء على «شركائها» الدوليين ممن قاموا برعاية الاتفاق الموقع في جنوب أفريقيا.
ووقّعت حكومة إثيوبيا و«جبهة تحرير تيغراي»، الأربعاء، اتفاق سلام في جنوب أفريقيا، ينص على وقف فوري للأعمال العدائية ونزع سلاح المتمردين وإيصال المساعدات الإنسانية.
ويلزم الاتفاق الحكومة الفيدرالية، بموجب استعادتها للسيطرة على الإقليم، بإعمار المناطق المتضررة من الصراع. وبينما أكدت «التزامها بتخصيص موارد للمناطق المتضررة»، دعت الحكومة «أصدقاء إثيوبيا وشركاءها» إلى دعم جهود إعادة الإعمار، وإعادة البناء في تلك المناطق.
وقال رضوان حسين، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء، في إحاطة للدبلوماسيين المقيمين في أديس أبابا، نشرتها وزارة الخارجية الإثيوبية، الاثنين، إن «أصدقاء إثيوبيا وشركاءها رحّبوا بالاتفاقية، والعديد منهم مهتمون بدعمها».
ورعى الاتحاد الأفريقي، اتفاق بريتوريا، بحضور مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة «الإيغاد»، فضلاً عن زعماء أفارقة.
وأكد المسؤول الإثيوبي، أن «الحكومة ملتزمة بتنفيذ الاتفاقية بالتواصل والنقاش مع (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي)».
وبحسب المستشار، فإن «أجزاء من ولايتي أمهرا وعفر تأثرت بشكل خاص بهذا الصراع... في حين تتأثر بعض المناطق في ولاية أوروميا وبني شنغول - جوموز وغامبيلا أيضاً بنزاعات أخرى». وتابع: «الحكومة ملتزمة بتخصيص الموارد للمناطق المتضررة من الصراع، وستلتمس الدعم من الشركاء»، موجهاً الشكر لـ«جميع الشركاء الذين دعموا هذه العملية كمراقبين». وأضاف: «قد لا نتفق على كل شيء، لكن العديد من الشركاء قدّموا نصائح قيّمة. لقد حان الوقت الآن لتنشيط العلاقات منذ انتهاء الصراع».
وبينما تعهد الطرفان المتنازعان باحترام وتنفيذ بنود الاتفاق، قال كبير وسطاء الاتحاد الأفريقي أولوسيجون أوباسانجو، الاثنين، إن الحكومة الإثيوبية وقوات تيغراي أقامتا خطاً ساخناً للاتصال الهاتفي، عقب هدنة تم التوصل إليها الأسبوع الماضي.
كما أكد الاتحاد الأفريقي استمرار دعمه لتنفيذ البنود كافة، وهو الأمر الذي تعهدت بمساندته القوى الدولية الكبرى كافة.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية ياسين بعقاي، إن الجميع يترصد الآن لمدى التزام الطرفين بتطبيق الاتفاق، خاصة ما يتعلق بوقف إطلاق النار ونزع السلاح، واستئناف المساعدات العاجلة للمتضررين، تمهيداً للبدء في إعادة الإعمار وسيطرة الحكومة الفيدرالية.
وبموجب الاتفاق، تتولى قوات الأمن الفيدرالية الإثيوبية السيطرة الكاملة على جميع المرافق والمنشآت الفيدرالية والبنية التحتية الرئيسية، مثل المطارات والطرق السريعة داخل إقليم تيغراي.
وأرغمت الحرب، التي بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، بسبب الصراع حول النفوذ السياسي، أكثر من مليوني شخص على النزوح من ديارهم، وأودت وفق أرقام أميركية، بأرواح ما يصل إلى نصف مليون شخص.
وعلى عكس الهدنة الأحادية الجانب التي أعلنها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في مارس (آذار) 2022، فإن اتفاقية سلام بريتوريا مكتوبة، وتتضمن آلية للمراقبة والإشراف والتحقق. ومن المقرر أن يعيّن الاتحاد الأفريقي 10 خبراء أفارقة، بالإضافة إلى أطراف الصراع، لإنشاء آلية مشتركة.
وبموجب الاتفاق، فإنه على الحكومة أن تعمل لاستعادة الخدمات الأساسية ووصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، خاصة أن الإقليم منذ أكثر من شهرين (اندلعت المواجهات في أغسطس/ آب) يعاني من عدم وصول المساعدات الإنسانية، ومضى أكثر من عام على الخدمات المعطلة.


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

قبل البرازيل... 8 دول تحجب منصة «إكس»

شخص برازيلي يتصفح تطبيق «إكس» قبل حظره في بلاده (أ.ف.ب)
شخص برازيلي يتصفح تطبيق «إكس» قبل حظره في بلاده (أ.ف.ب)
TT

قبل البرازيل... 8 دول تحجب منصة «إكس»

شخص برازيلي يتصفح تطبيق «إكس» قبل حظره في بلاده (أ.ف.ب)
شخص برازيلي يتصفح تطبيق «إكس» قبل حظره في بلاده (أ.ف.ب)

تحظر دول عدة، لا سيما ذات الأنظمة الاستبدادية، منصة «إكس» التي بدأ (السبت) حجبها في البرازيل؛ بسبب دورها في «نشر معلومات كاذبة»، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأثبتت هذه الشبكة الاجتماعية، المحظورة أيضاً بشكل مؤقت في عديد من الدول، قدرتها على نشر المعلومات حول الاحتجاجات السياسية التي وقعت، على سبيل المثال، في مصر خلال عام 2011 وتركيا في عامَي 2014 و2023 أو حتى في أوزبكستان قبل الانتخابات الرئاسية عام 2021 وبعدها.

الصين

حظرت الصين منصة «تويتر» (الاسم السابق لـ«إكس») حتى قبل أن يذيع صيتها في العالم. واعتاد الصينيون عدم استخدامها منذ يونيو (حزيران) 2009، أي قبل يومين من إحياء الذكرى العشرين لحملة القمع الدامية التي شنّتها الصين في ساحة تيانانمين، واستبدلوا بها منصتَي «ويبو» و«ويتشات» على نطاق واسع.

إيران

حظرت السلطات «تويتر» في أعقاب الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، التي جرت في يونيو 2009، وهو قرار لا يزال سارياً حتى الآن بعد مرور 15 عاماً على إصداره.

لكن التطبيق أسهم في نقل أخبار تتعلق بالحركات الاحتجاجية للخارج، على غرار تلك المناهضة للقمع الذي تتعرّض له النساء، في نهاية عام 2022.

تركمانستان

بدأت الدولة المعزولة للغاية في آسيا الوسطى حجب «تويتر» في مطلع 2010، بالإضافة إلى عديد من الخدمات والمواقع الأجنبية الأخرى.

ويخضع تصفح الإنترنت الذي توفره حصراً شركة «تركمان تيليكوم» المملوكة للدولة، لمراقبة السلطات.

كوريا الشمالية

بعد تقاربها مع «الأجانب المهتمين بالبلاد» وفتح حسابها الخاص على «تويتر» في عام 2010، حجبت كوريا الشمالية التطبيق في أبريل (نيسان) 2016، إلى جانب «فيسبوك» و«يوتيوب» ومواقع المراهنة والمواد الإباحية.

ويخضع الوصول إلى الإنترنت، باستثناء عدد قليل من المواقع الحكومية، لمراقبة شديدة من النظام المنغلق على نفسه، الذي يحصر استخدام الشبكة بعدد قليل من المسؤولين.

ميانمار

يتعذّر الوصول إلى المنصة منذ فبراير (شباط) 2021، بعد حظرها على خلفية الاحتجاجات المناهضة للانقلاب العسكري الذي أطاح حكومة أونغ سان سو تشي المدنية.

ومنذ ذلك الحين، ظل المجلس العسكري الحاكم مصمماً على تقييد الإنترنت.

روسيا

قيدت موسكو استخدام «تويتر» عبر إبطاء الوصول إليه منذ عام 2021، مستنكرة نشر «محتوى غير قانوني».

ثم منعت الوصول إلى الموقع رسمياً في مارس (آذار) 2022، فور بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا. لكن عديداً من الروس يستخدمون «إكس» عبر برنامج «الشبكة الافتراضية الخاصة» أو «في بي إن (VPN)» الذي يخفي عنوان المتصل بالبرنامج، وبالتالي يتيح الالتفاف على الحظر.

باكستان

حظرت الحكومة، المدعومة من الجيش، منصة «إكس» منذ الانتخابات التشريعية في فبراير (شباط) 2024. وعزت القرار إلى «أسباب أمنية».

وكان حساب معارض، هو حساب حزب رئيس الوزراء السابق عمران خان المسجون، قد نشر عبر المنصة اتهامات بحصول عمليات تزوير على نطاق واسع.

فنزويلا

أمر الرئيس نيكولاس مادورو، الذي أُعيد انتخابه في يوليو (تموز) على الرغم من التشكيك بحدوث عمليات تزوير، بحظر المنصة لمدة 10 أيام في التاسع من أغسطس (آب)، بالتزامن مع مظاهرات تم قمعها بعنف في جميع أنحاء البلاد.

والحظر لا يزال سارياً رغم انقضاء المهلة.

البرازيل

تم الحجب بموجب أمر قضائي تضمّن فرض غرامات قدرها 50 ألف ريال (نحو 9 آلاف دولار) على الأشخاص الذين يلجأون إلى «الحيل التكنولوجية» للالتفاف على الحجب، مثل استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (في بي إن).