العلم يكشف 5 أسرار عن توت عنخ آمون

من بينها أنه رحل في الشتاء ودفن بين مارس وأبريل

فتح تابوت الملك توت عنخ آمون بعد ثلاث سنوات من اكتشاف المقبرة (ويكيميديا)
فتح تابوت الملك توت عنخ آمون بعد ثلاث سنوات من اكتشاف المقبرة (ويكيميديا)
TT

العلم يكشف 5 أسرار عن توت عنخ آمون

فتح تابوت الملك توت عنخ آمون بعد ثلاث سنوات من اكتشاف المقبرة (ويكيميديا)
فتح تابوت الملك توت عنخ آمون بعد ثلاث سنوات من اكتشاف المقبرة (ويكيميديا)

وُلد الفرعون الذهبي توت عنخ آمون نحو عام 1305 قبل الميلاد، وحكم مصر لمدة عشر سنوات فقط، ومع ذلك، كانت مقبرته تحتوي على ثروات لم يسبق لها مثيل.
ومنذ مائة عام، قادت الصدفة في 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى اكتشاف هذه المقبرة، والتي ارتبط اكتشافها بشائعات وفاة مكتشفيها بما يسمى «لعنة الفراعنة»، ولكن هذه الفزاعة لم تمنع علماء من سبر أغوار مومياء الملك الشاب ومقبرته، ليخرجوا بخمسة أسرار مهمة.
أول تلك الأسرار يتعلق بحالته الصحية قبل الوفاة، حيث أظهرت الدراسات التي أجريت باستخدام الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب واختبار الحمض النووي، في الآونة الأخيرة، أن الملك الشاب كان مصاباً بالملاريا، إلى جانب بعض الحالات الطبية الأخرى مثل الحنك المشقوق، كما كسرت ساقه قبل وفاته بقليل، وهذه المعلومات من شأنها أن تساعد في تكوين صورة عن صحة توت عنخ آمون قبل وفاته، لكنها لا تخبر بالضبط كيف مات.
وتقول جينيفر ميتكالف، الباحثة في علم المصريات الطبية الحيوية بجامعة مانشستر البريطانية، في مقالة نشرتها الخميس بموقع «ذا كونفرسيشن»: «من الصعب معرفة سبب وفاة شخص عاش منذ زمن طويل، وتوت عنخ آمون ليس استثناءً، وقد عاش الناس في مصر القديمة حياة أقصر لأنهم لم يكن لديهم نفس الرعاية الصحية التي نتمتع بها، لكن توت عنخ آمون توفي عن عمر يناهز 19 عاماً، وهو ما كان صغيراً حتى بالنسبة لمصر القديمة».
ومن الأسرار الأخرى التي كشفت عنها تلك المومياء الشهيرة، هو أن الملك توت عنخ آمون، ربما توفي في الشتاء وتم دفنه ما بين شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، وقادت إلى هذه النتيجة الزهور التي طوقت عنق المومياء.
وتقول ميتكالف: «تظهر الدراسات التي أجريت على الأزهار المستخدمة في الطوق أن توت عنخ آمون دفن بين منتصف مارس وأواخر أبريل، ولأن تحضير جسده للدفن يستغرق 70 يوماً». خلص الباحثون إلى أن «توت عنخ آمون مات على الأرجح في فصل الشتاء».

وبحسب ميتكالف فإن العثور على باقات من الزهور تطوق عنق مومياء ليس جديداً، لكن مقبرة توت عنخ آمون، هي الدفن الملكي الوحيد حيث تم العثور على جميع الزهور تماماً كما تركها المعزون المصريون القدماء.
وعلى عكس ما كان يعتقد، وهو أن توت عنخ آمون قد تم تحنيطه بسرعة وبطريقة سيئة. تقول الباحثة في علم المصريات الطبية الحيوية، إن أحدث فحوصات التصوير المقطعي المحوسب أظهرت كفاءة في تحنيطه، ظهرت في تغليف الوجه حيث يستغرق وقتاً ومهارة.
ومن الأشياء التي لا يعرفها كثيرون، أن توت عنخ آمون لم يكن الشخص الوحيد المدفون في مقبرته، وتم العثور على نعشين صغيرين في صندوق خشبي في خزانة المقبرة.
وأظهرت دراسة نُشرت في عام 2011 أن هذه التوابيت تحتوي على جنينين، وكان أحدهما متوفى في عمر خمسة إلى ستة أشهر من الحمل، والآخر كان نحو تسعة أشهر، ومات في وقت الولادة أو حوله، ومن المرجح أنهما بنتا توت عنخ آمون وزوجته عنخسين آمون، وأنهما توفيتا قبل والدهما.
وتقول ميتكالف: «من النادر العثور على جنين محنط، وقام المصريون القدماء بتحنيط بعض الأطفال ولكن حتى هذا كان غير شائع، ومن الواضح أن فقدان أطفاله كان مهماً جداً لتوت عنخ آمون، لذلك أرادهم معه في الحياة الآخرة».
ومن المحتمل أن يكون توت عنخ آمون أكثر المومياوات دراسة في العالم، وأظهرت أحدث الدراسات التي أجريت على المومياء باستخدام الأشعة المقطعية المتطورة أن جسده لم يعد سليماً أو حتى مكتملاً.
وتوضح ميتكالف أن الدراسة الأولى تمت في عام 1925، بعد وقت قصير من اكتشاف المقبرة، ولحرص أصحاب الدراسة على رؤية توت عنخ آمون نفسه، قاموا بإزالته بالقوة من نعشه لأنه كان عالقاً به بالراتنج (الصمغ)، وأدت المعاملة القاسية إلى فصل أطرافه ورأسه عن جذعه.
وتوت عنخ آمون هو المومياء الملكية الوحيدة التي بقيت في مقبرته بمصر، وفي مرحلة ما، ربما خلال الحرب العالمية الثانية، دخل مقبرته مرة أخرى شخص أو أشخاص مجهولون، وتم قطع وإزالة بعض ضلوع توت عنخ آمون أثناء البحث عن التمائم أو المجوهرات، كما تقول ميتكالف.
وتضيف: «لقد ساعدنا العلم في فهم المزيد عن صحة وحياة توت عنخ آمون واستعداده للحياة الآخرة، وإرثه ليس مجرد دراسة لحياته الشخصية. إنه سجل يوضح كيف يغذي العلم انبهارنا بالملك الصبي».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
TT

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

اختار «مهرجان برلين السينمائي» الفيلم المصري «شرق 12» للمخرجة هالة القوصي، ليكون فيلم افتتاح برنامج «أسبوع النقاد» خلال دورته الـ75 المقررة في الفترة من 13 إلى 22 فبراير (شباط) 2025.

وكان الفيلم الذي يُعدّ إنتاجاً مشتركاً بين هولندا، ومصر، وقطر، قد عُرض للمرة الأولى عالمياً في مهرجان «كان السينمائي» ضمن برنامج «نصف شهر المخرجين»، خلال دورته الـ77، كما انفرد مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بعرضه الأول في الشرق الأوسط ضمن برنامج «رؤى جديدة»، وحاز الفيلم على تنويه خاص من لجنة التحكيم في مهرجان «كيرالا السينمائي الدولي» بالهند، للتناغم بين عناصر الديكور والصوت والتصوير، كما جاء في حيثيات لجنة التحكيم. ويشارك الفيلم في مهرجان «روتردام السينمائي» ضمن قسم «أفضل الأفلام العالمية» في دورته التي تنطلق في 30 يناير (كانون الثاني) المقبل.

الفيلم من بطولة منحة البطراوي، وأحمد كمال، وعمر رزيق، وفايزة شمة، وينتمي لفئة «الكوميديا السوداء»، حيث تدور أحداثه في إطار الفانتازيا الساخرة من خلال الموسيقي الطموح «عبده» العالق في مستعمرة صحراوية معزولة ويقضي وقته بين حفر القبور وتأليف الموسيقى باستخدام آلات موسيقية اخترعها من أدوات منزلية، ويخطّط عبده للهروب من المستعمرة رفقة حبيبته للتخلص من هيمنة «شوقي بيه»، بينما الحكاءة «جلالة» تروي للناس قصصاً خيالية عن البحر، والفيلم من تأليف وإخراج هالة القوصي في ثاني أفلامها الطويلة بعد «زهرة الصبار».

وأبدت المخرجة المصرية الهولندية سعادتها باختيار الفيلم في «برلين»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تفاجأت باختياره لأن موزعته هي من تقدمت به، وأضافت: «لم أكن أعرف أن مهرجان (برلين) يقيم أسبوعاً للنقاد، على غرار مهرجاني (كان) و(فينيسيا)، عَلِمتُ بذلك حين اختاروا فيلمنا بوصفه فيلم افتتاح، هذا في حد ذاته شرف كبير، وقد قال لي الناقد طارق الشناوي إنها ربما المرة الوحيدة التي يتم فيها اختيار فيلم مصري لافتتاح هذا القسم».

المخرجة هالة القوصي في مهرجان «البحر الأحمر» (الشرق الأوسط)

وتلفت هالة إلى أن «أسبوع النقاد يُعد جهة مستقلة في جميع المهرجانات الكبرى عن إدارة المهرجان نفسه، ويقام تحت إدارة نقاد، وهو في مهرجان (برلين) لديه طبيعة نقدية وله بعد مفاهيمي من خلال عقد مناقشات بين الأفلام».

وترى هالة أن «أول عرض للفيلم يحدّد جزءاً من مسيرته، وأن التلقي الأول للفيلم في مهرجان (كان) الذي يُعد أكبر تظاهرة سينمائية في العالم، ويحضره عدد من نقاد العالم والمنتجين ومبرمجين من مختلف المهرجانات يتيح للفيلم تسويقاً أكبر وحضوراً أوسع بمختلف المهرجانات».

وعُرض فيلم «شرق 12» في كلٍ من السعودية والبرازيل وأستراليا والهند، حيث شاهده جمهور واسع، وهو ما تراه هالة القوصي غاية السينما؛ كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات، في حين يرى الناس في بلاد مختلفة صدى لتجربتها الشخصية بالفيلم، موضحة: «لذلك نصنع السينما، لأنه كلما شاهد الفيلم جمهور مختلف وتفاعل معه، هذا يجعلنا أكثر حماساً لصناعة الأفلام».

بوستر اختيار الفيلم في مهرجان «برلين» (الشرق الأوسط)

وعن صدى عرض الفيلم في مهرجان «البحر الأحمر» مؤخراً، تقول المخرجة المصرية: «كان من المهم بالنسبة لي عرضه في مهرجان (البحر الأحمر) لأتعرف على ردود فعل عربية على الفيلم، وقد سعدت بها كثيراً، وقد سألني كثيرون، كيف سيستقبل الجمهور العربي الفيلم؟ فقلت، إن أفق الجمهور أوسع مما نتخيل، ولديه قدرة على تذوّق أشكالٍ مختلفة من الفنون، وهذا هو رهاني دائماً، إذ إنني لا أؤمن بمقولة (الجمهور عايز كده)، التي يردّدها بعض صناع الأفلام، لأن هذا الجمهور سيزهد بعد فترة فيها، وفي النهاية فإن العمل الصادق سيلاقي حتماً جمهوره».

لا تستعين هالة بنجوم في أفلامها، وتبرر ذلك قائلة: «لأن وجود أي نجم بأفلامي سيفوق أجره ميزانية الفيلم كلّه، فنحن نعمل بميزانية قليلة مع طموحٍ فني كبيرٍ، ونقتصد في كل النفقات التي لا تضيف قيمة للفيلم، نعمل في ظروف صعبة ليس لدينا كرافانات ولا مساعدين للنجوم، ونحرص على تكثيف فترات العمل وضغط النفقات في كل شيء، وهو ما لا يناسب النجوم».

ووفق الناقد خالد محمود، فإن «مهرجان (برلين) دائماً ما يمنح فرصاً للتجارب السينمائية الجريئة والمختلفة من المنطقة العربية والشرق الأوسط، والأفلام خارج سياق السينما التجارية، التي تجد متنفساً لها في مهرجان (برلين)».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «فيلم (شرق 12) يُعدّ أحد الأفلام المستقلة التي تهتم بها المهرجانات الكبرى وتُسلط عليها الضوء في برامجها، وقد حقّق حضوراً لافتاً في مهرجانات كبرى بدءاً من عرضه الأول في (كان)، ومن ثمّ في (البحر الأحمر)، ولا شك أن اختياره في أسبوع النقاد بـ(برلين) يمثل إضافة مهمة له».