درعا: تواصل الاشتباكات بين مجموعات محلية وأخرى متهمة بالانتماء لـ«داعش»

مقتل طفل وإغلاق للمدارس وحظر للتجول نتيجة الأعمال العسكرية في المنطقة

من آثار المعارك في درعا البلد (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
من آثار المعارك في درعا البلد (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

درعا: تواصل الاشتباكات بين مجموعات محلية وأخرى متهمة بالانتماء لـ«داعش»

من آثار المعارك في درعا البلد (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
من آثار المعارك في درعا البلد (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تواصلت الاشتباكات، اليوم (الثلاثاء)، بين المجموعات المحلية في درعا من فصائل المعارضة السابقة من جهة، ومجموعة مسلحة ترفض اتهامها بالانتماء لتنظيم «داعش» الإرهابي من جهة ثانية.
وأودت المواجهات التي جرت وتجري في طريق السد والمخيم بحياة الطفل حسام صالح محمد وعنصر من المجموعات المحلية، وسط استقدام مزيد من التعزيزات العسكرية من مدينتي جاسم وطفس، وقوات من «اللواء الثامن» للمشاركة في العملية العسكرية، بينما أقفلت المحال التجارية والمدارس أبوابها.
وكانت المواجهات قد بدأت صباح أمس، بعد أن أعلنت مجموعات في درعا البلد، الهجوم على الخلايا المتهمة بالانضمام لتنظيم «داعش» في حي طريق السد، والمخيم، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين؛ حيث ترفض المجموعة المتهمة ما توصم به، وتدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق. وتقول إن المهاجمين تحركوا بأوامر من العميد لؤي العلي، مسؤول «جهاز الأمن العسكري» في جنوب سوريا، باعتبارهم من «الثوار القدامى المعارضين للنظام السوري».
وأوضح أحد وجهاء وأعيان مدينة درعا البلد، الشيخ فيصل أبا زيد، وهو عضو في اللجنة المركزية للتفاوض سابقاً، في شريط مصور، اليوم، أن «ما يحدث في مدينة درعا البلد لا علاقة للنظام السوري أو جهاز الأمن العسكري به، ولا تربطنا به أي علاقة أو اجتماعات»؛ مشيراً إلى أن «ما يحدث هو أعمال عسكرية ضد مجموعة مخربة، بغض النظر عن انتمائها لـ(داعش) أو لـ(حزب الله)... هي مجموعة مفسدين قتلة، ارتكبت العديد من الجرائم والاغتيالات والخطف، وفرضت الإتاوة المالية على المحال التجارية في المدينة، ويتعاطى أفرادها المخدرات والحشيش». وأضاف: «لم يتركوا مجالاً بعد أفعالهم للسكوت عنهم، ووجب التحرك ضدهم، بعد أن وصلت المنطقة إلى مرحلة إما قاتل أو مقتول».
بدوره، قال أبو عمر أبا زيد، أحد قادة المجموعات المحلية المشاركة في العمليات العسكرية، في تسجيل صوتي، إن ما يحدث في مدينة درعا البلد هو عملية «ضد مجموعة تابعة بأجهزتها لـ(حزب الله) والمخابرات الجوية، وارتكبت الجرائم، وتعمل للسيطرة على المنطقة (...) عناصرها هم دواعش العصر».
وأكد عدم «التواصل أو التنسيق مع النظام السوري، وإنما قرار العمليات العسكرية جاء تلبية لطلب شعبي، ونتيجة قرار ضروري لإيقاف المجموعة عن أفعالها الدموية التي كان آخرها تفجيراً انتحارياً استهدف أحد البيوت المدنية في حي الأربعين بدرعا البلد، قبل أيام قليلة ماضية». وأكد أن «المقاتلين من المجموعات المحلية باقون على العهد مع أهل حوران، كثوار صادقين مدافعين عن المنطقة ضد كل معتدٍ».
من جهتها، قالت مجموعة المتهمين بالانتماء لتنظيم «داعش» على لسان قائدها محمد المسالمة، المعروف باسم «الهفو»، إن العملية العسكرية ضدهم «تستهدف ثوار المنطقة الذين رفضوا الانضمام لتشكيلات الفرقة الرابعة، والأمن العسكري، والفيلق الخامس، مثل بقية مجموعات المعارضة السابقة في درعا، وإنهم ليسوا فتنة في المنطقة، ولا يتبعون لتنظيم (داعش) ولا لأي أجندات، وإنهم تعهدوا سابقاً لعشائر درعا البلد بعدم إدخال أو احتواء الغرباء، سواء من الدواعش أو غيرهم»، داعياً إلى «تشكيل لجنة من وجهاء وعشائر المنطقة، والقيام بعمليات تفتيش وتحقق من عدم انتماء عناصرهم لـ(داعش)، أو وجود غرباء في مناطق سيطرتهم وانتشارهم في طريق السد والمخيم».
أحد الناشطين في مدينة درعا البلد، تحدث لـ«الشرق الأوسط» رافضاً الكشف عن اسمه، قال إن «المشكلة أكبر من المسميات والاتهامات (...) المجموعة المتهمة بالانتماء لتنظيم (داعش) هي مجموعة من المطلوبين؛ سواء للنظام أو للمجموعات المحلية، وبعد رفضهم ومحاربتهم من الجميع، شكلوا مجموعات ومناطق انتشار خاصة بهم في منطقة طريق السد والمخيم، وباتوا عصابات تنفذ عمليات سرقة وفرض الإتاوات المالية على المحال التجارية، وكذلك عمليات خطف بحق أشخاص ميسورين». وأضاف أن «المجموعة صارت مقصداً لأي مطلوب في المنطقة، سواء كانت تهمته (داعش) أو غير ذلك، ما جعلها دائماً موضع شك».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.