المحكمة العليا الإسرائيلية تتجه لإقرار اتفاق الترسيم مع لبنان

رئيستها أكدت أن للحكومة الحق في اتخاذ القرار

TT

المحكمة العليا الإسرائيلية تتجه لإقرار اتفاق الترسيم مع لبنان

في موقف شبه صريح ضد الاعتراضات على الاتفاق الإسرائيلي اللبناني حول ترسيم الحدود البحرية، أكدت رئيسة المحكمة العليا الإسرائيلية، القاضية إستر حيوت، أن الحكومة تمتلك صلاحيات اتخاذ القرار ولا حاجة لعرقلة جهودها.
وجاءت تصريحات حيوت، خلال جلسة استماع للنظر في أربع دعاوى التمس الذين قدموها وهم من اليمين المتطرف، منع الحكومة من إقرار الاتفاق إلا إذا حصلت على موافقة الكنيست (البرلمان). وقالت رئيسة المحكمة العليا، إنه لا يوجد قانون يقضي بالتصويت في الكنيست على الاتفاقات السياسية التي تبرمها الحكومة الإسرائيلية. ومع أن المحكمة لم تصدر قراراً نهائياً بعد وتحتاج إلى أيام أخرى لأجل ذلك، فإن تصريحات القضاة بينت إلى أين تتجه. فقالت حيوت إنه «وفقاً لأنظمة عمل الحكومة، هناك حالات لا تكون بها ملزمة على الإطلاق بتقديم الاتفاقية إلى الكنيست»، وأضافت: «فيما يتعلق بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية، الوثيقة الرسمية هي اللوائح والأنظمة الحكومية... لم يسنّ الكنيست قانوناً يتطلب التصويت على مثل هذه الاتفاقيات».
وقد التأمت المحكمة لأجل سماع الدعاوى التي تقدم بها النائب إيتمار بن غفير وثلاث جهات مدنية محسوبة على اليمين الإسرائيلي ضد اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان. ولم يتضح موعد إصدار المحكمة العليا قرارها بشأن هذه الالتماسات. وقالت النيابة العامة الإسرائيلية، في ردها على الالتماسات إن «اعتبارات أمنية وسياسية واقتصادية تبرر توقيع الاتفاق قبل موعد الانتخابات دون مصادقة الكنيست عليه».
وشددت حيوت على أن للحكومة «سلطة تقديرية»، وأشارت إلى أنه «نظراً لكون الاتفاقية سرية، فإن للحكومة حرية التصرف». وأضافت: «السؤال هنا هو إذا كانت الحكومة قد درست جميع الجوانب وتوصلت إلى نتيجة مفادها أنه يمكن الاكتفاء بنقل الاتفاقية للكنيست (من دون تصويت) وأنه من الصواب التصرف بهذه الطريقة». كما لفتت حيوت إلى «مسؤولية الحكومة في منع التصعيد»، وقالت إن «ما تقوله الحكومة هو أن الدوافع المركزية لضرورة إبرام هذا الاتفاق بشكل عاجل ومهم، موضح في رسائل سرية لا يمكن عرضها بالكامل على الكنيست بكامل هيئته».
وكانت المحكمة قد انتقلت، في مرحلة معينة من الجلسة، إلى قاعة أخرى؛ حيث استمع القضاة الثلاثة إلى مراجعة أمنية خلف أبواب مغلقة من رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان)، أهرون حليوا، ومسؤولين كبار آخرين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، واطلعوا على مواد سرية قدمتها الحكومة، وعقد هذا الجزء السري من جلسة الاستماع، بحضور ممثلي الدولة فقط. ونقل عن حليوا قوله إنه «إذا لم توقع إسرائيل حتى نهاية الشهر الجاري على اتفاق لترسيم الحدود مع لبنان فمن المحتمل أن يتعذر عليها التوقيع في المستقبل المنظور».
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صوّتت لصالح الاتفاق، ولكنها أرجأت التصويت النهائي إلى الأسبوع المقبل دون موافقة الكنيست. وعرضت الحكومة الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، الاتفاق على الكنيست ولكن دون أن تطلب التصويت عليه.


مقالات ذات صلة

توتّر على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية بعد تظاهرة لأنصار «حزب الله»

المشرق العربي توتّر على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية بعد تظاهرة لأنصار «حزب الله»

توتّر على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية بعد تظاهرة لأنصار «حزب الله»

دعت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، مساء الجمعة، إلى الهدوء بعد توتر بين حرس الحدود الإسرائيليين وأنصار لـ«حزب الله» كانوا يتظاهرون إحياءً لـ«يوم القدس». ونظّم «حزب الله» تظاهرات في أماكن عدّة في لبنان الجمعة بمناسبة «يوم القدس»، وقد اقترب بعض من أنصاره في جنوب لبنان من الحدود مع إسرائيل. وقالت نائبة المتحدّث باسم يونيفيل كانديس أرديل لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ عناصر القبعات الزرق «شاهدوا جمعاً من 50 أو 60 شخصاً يرمون الحجارة ويضعون علم حزب الله على السياج الحدودي».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تباين بين «أمل» و«حزب الله» بشأن صواريخ الجنوب

تباين بين «أمل» و«حزب الله» بشأن صواريخ الجنوب

ذكرت أوساط سياسية لبنانية أنَّ «الصمت الشيعي» حيال إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه منطقة الجليل في شمال إسرائيل لا يعني أنَّ «حزب الله» على توافق مع حركة «أمل» بهذا الشأن، بمقدار ما ينم عن تباين بينهما، إذ ارتأيا عدم إظهاره للعلن لقطع الطريق على الدخول في سجال يمكن أن ينعكس سلباً على الساحة الجنوبية. وقالت المصادر إنَّ حركة «أمل»، وإن كانت تتناغم بصمتها مع صمت حليفها «حزب الله»، فإنها لا تُبدي ارتياحاً للعب بأمن واستقرار الجنوب، ولا توفّر الغطاء السياسي للتوقيت الخاطئ الذي أملى على الجهة الفلسطينية إطلاق الصواريخ الذي يشكّل خرقاً للقرار 1701. وعلى صعيد الأزمة الرئاسية، ذكرت مصادر فرنسية مط

العالم العربي المطارنة الموارنة يستنكرون تحويل جنوب لبنان إلى «صندوق» في الصراعات الإقليمية

المطارنة الموارنة يستنكرون تحويل جنوب لبنان إلى «صندوق» في الصراعات الإقليمية

استنكر المطارنة الموارنة في لبنان، اليوم (الأربعاء)، بشدة المحاولات الهادفة إلى تحويل جنوب لبنان إلى صندوق لتبادل الرسائل في الصراعات الإقليمية. ووفق وكالة الأنباء الألمانية، طالب المطارنة الموارنة، في بيان أصدروه في ختام اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي شمال شرقي لبنان اليوم، الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية بالحزم في تطبيق القرار 1701، بما في ذلك تعزيز أجهزة الرصد والتتبُّع والملاحقة. وناشد المطارنة الموارنة، في اجتماعهم برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، «القوى الإقليمية والمجتمع الدولي مساعدة لبنان على تحمل أعباء لم تجلب عليه ماضياً سوى الخراب والدمار وتشتيت ا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي ميقاتي: عناصر غير لبنانية وراء إطلاق الصواريخ من الجنوب على إسرائيل

ميقاتي: عناصر غير لبنانية وراء إطلاق الصواريخ من الجنوب

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الأحد، أن العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والانتهاك المتمادي للسيادة اللبنانية أمر مرفوض، مؤكدا أن «عناصر غير لبنانية» وراء إطلاق الصواريخ من الجنوب. وقال ميقاتي إن «الهجوم الإسرائيلي على المصلّين في الأقصى وانتهاك حرمته أمر غير مقبول على الإطلاق، ويشكل تجاوزاً لكل القوانين والأعراف، ويتطلب وقفة عربية ودولية جامعة لوقف هذا العدوان السافر». وعن إطلاق الصواريخ من الجنوب والقصف الإسرائيلي على لبنان، وما يقال عن غياب وعجز الحكومة، قال ميقاتي إن «كل ما يقال في هذا السياق يندرج في إطار الحملات الإعلامية والاستهداف المجاني، إذ منذ اللحظة

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنان لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن رفضاً لاعتداءات إسرائيل

لبنان لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن رفضاً لاعتداءات إسرائيل

قررت الحكومة اللبنانية تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن ضد إسرائيل، على خلفية الغارات التي نفذتها على مناطق لبنانية بعد إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

واشنطن تسعى لـ «سد الثغرات النهائية» في «هدنة غزة»

أقارب أسرى لدى «حماس» يتظاهرون خارج مكتب السفارة الأميركية في القدس الخميس (أ.ب)
أقارب أسرى لدى «حماس» يتظاهرون خارج مكتب السفارة الأميركية في القدس الخميس (أ.ب)
TT

واشنطن تسعى لـ «سد الثغرات النهائية» في «هدنة غزة»

أقارب أسرى لدى «حماس» يتظاهرون خارج مكتب السفارة الأميركية في القدس الخميس (أ.ب)
أقارب أسرى لدى «حماس» يتظاهرون خارج مكتب السفارة الأميركية في القدس الخميس (أ.ب)

37 سنة على تأسيسها... ماذا بقي لـ«حماس»

بعد «الطوفان»؟ تحمّل فلسطينيو غزة مجزرة إسرائيلية جديدة، أمس، أودت بحياة العشرات، وهم يتابعون «ماراثون» الهدنة المستمر منذ شهور طويلة، بمشاركة العديد من الوسطاء، مع انخراط أميركي مباشر بقوة، بأمل تحقيق إنجاز مزدوج؛ لإدارة جو بايدن الراحلة، ولإدارة دونالد ترمب الزاجرة.

وبوجود وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جاك سوليفان، في المنطقة، تتحرك أميركا بثقلها لـ«سدّ ثغرات نهائية» لإبرام الاتفاق المطروح على طاولة المفاوضات، وفق تأكيدات أميركية رسمية، ترجح الوصول إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ومطالبات للوسطاء بالضغط على «حماس» وهو ما سعى إليه بلينكن خلال زيارته تركيا، أمس.

«الثغرات النهائية» التي أشار إليها سوليفان، الذي يزور مصر وقطر بعد إسرائيل، تتعلق وفق مصدرين فلسطيني ومصري مطلعين على مسار المفاوضات، تحدثا لـ«الشرق الأوسط»، بأعداد الأسرى الفلسطينيين، والإسرائيليين الأحياء، والانسحابات الإسرائيلية المحتملة من «محور فيلادلفيا»، وإدارة وتسليح معبر رفح. وتوقع المصدران أن «تبرم الصفقة بنهاية الشهر الحالي حداً أقصى».

وفي أنقرة، قال بلينكن: «تحدثنا عن ضرورة أن تردّ (حماس) بالإيجاب على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار... ونُقدِّر جداً الدورَ الذي تستطيع تركيا أن تلعبه من خلال استخدام صوتها لدى (حماس) في محاولة لإنجاز ذلك».