جنرال إسرائيلي يدعو لإعادة قضية فلسطين إلى المقدمة

حذر من الإرهاب اليهودي المتصاعد

مزارعون فلسطينيون ينتظرون خلف بوابة أمنية للسماح لهم بالدخول إلى أراضيهم وقطف الزيتون في قرية سالم في الضفة  الثلاثاء (إ.ب)
مزارعون فلسطينيون ينتظرون خلف بوابة أمنية للسماح لهم بالدخول إلى أراضيهم وقطف الزيتون في قرية سالم في الضفة الثلاثاء (إ.ب)
TT

جنرال إسرائيلي يدعو لإعادة قضية فلسطين إلى المقدمة

مزارعون فلسطينيون ينتظرون خلف بوابة أمنية للسماح لهم بالدخول إلى أراضيهم وقطف الزيتون في قرية سالم في الضفة  الثلاثاء (إ.ب)
مزارعون فلسطينيون ينتظرون خلف بوابة أمنية للسماح لهم بالدخول إلى أراضيهم وقطف الزيتون في قرية سالم في الضفة الثلاثاء (إ.ب)

دعا الجنرال إيال بن رؤوبين، أحد أبرز خبراء الأمن الاستراتيجي، الأحزاب الإسرائيلية إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد السياسي، واعتبر الاستمرار في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني «تهديدا وجوديا» لا يقل خطورة عن التهديد الإيراني.
ووجه الخبير الاستراتيجي تحذيرا شديدا لحكومة يائير لبيد وأي حكومة قادمة، من خطورة اعتداءات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، ووصف هذه الاعتداءات بالإرهاب اليهودي الكارثي.
وقال بن رؤوبين في حديث مع إذاعة «إف إم 104.5» في الجليل (الثلاثاء)، إن أحد أهم أسباب الانفجار الحاصل في المناطق الفلسطينية، يعود إلى الحلبة السياسية والحزبية في إسرائيل. فهناك أزمة سياسية متواصلة منذ عدة سنوات «والأحزاب المتصارعة لا تتعاطى مع الموضوع الفلسطيني، ولا تطرح أمام الناخب ضرورة التفتيش عن حل يضمن تسوية هذا الصراع».
وتحدث رؤوبين عن صعف السلطة الفلسطينية، ومحاولة حماس الحلول مكانها في الضفة الغربية. مشددا على أن من يتولى قيادة الشارع «شبان متمردون بعضهم أتى من حقل الجريمة المجتمعية، وبعضهم من حقل العمل السياسي والوطني، وجميعهم يعيشون في إحباط من القيادة الفلسطينية ومن غياب أفق سياسي».
وأضاف بن رؤوبين سببا إضافيا للتوتر هو «الإرهاب اليهودي». فقال «إن من يصب النار على هذا الزيت المشتعل، هم المستوطنون المتطرفون الذين يحاولون أخذ القانون بأيديهم وينفذون اعتداءات دموية على الفلسطينيين الآمنين، فيقذفون الحجارة ويطلقون النار عشوائيا ويخربون أشجار الزيتون في موسم قطفه». وعندما استغرب المذيعان هذه الاتهامات علق بالقول «أنا أحصل على معلومات موثوقة يوميا وأعرف عما أتحدث. الجيش يواجه الهبة الفلسطينية كما يجب ولديه أدوات كافية لفعل ذلك. لكن ما يقلقني هو الإرهاب اليهودي. لا يوجد لدى الجيش ولا المخابرات (الشاباك) ما يلزم من أدوات لمعالجة الإرهابيين اليهود، وإن وجدت فإنه لا يوجد سند سياسي حقيقي يعتمدون عليه. فالأحزاب تمنع الاقتراب من المستوطنين اليهود».
وحذر بن رؤوبين من أن تبعات هذا الواقع وتأثيره، سيمتدان قريبا إلى قلب المجتمع الإسرائيلي وتمزق الجيش الإسرائيلي أيضاً من الداخل، «خصوصاً أن هناك أحزابا إسرائيلية تشجع هذه الظواهر وتحمي المعتدين وتغذي النيران». وقال إن الاستمرار في هذه الحالة سيجر إسرائيل من أنفها إلى «حل الدولة الواحدة»، الذي اعتبره كارثة على الشعب اليهودي ودولة إسرائيل. وأنه خطر وجودي لا يقل تهديدا عن التهديد الإيراني. بل توجد فيه إشكالية أكبر. ففي مواجهة الخطر الإيراني توجد أجوبة واضحة للأسئلة عما يجب فعله. لكن القضية الفلسطينية تتدحرج حاليا من دون أن يجد القادة السياسيون في إسرائيل حلا، بل يوجد جبن في عملية اتخاذ القرارات الصحيحة وتنفيذها. ولا يساندون الجيش الإسرائيلي في مهامه. وهذا هو الخطر الأكبر».
المعروف أن بن رؤوبين كان من القادة الميدانيين الذين خاضوا العديد من المعارك الحربية في بيروت والجنوب اللبناني، خلال حرب لبنان الأولى (1982) وفي حرب لبنان الثانية (2006)، عندما تم استدعاؤه من الصين ليقود المعارك البرية. وشارك في اجتياح الضفة الغربية (2002) وأصبح قائدا لكلية التدريب الحربي. وفيما بعد خاض غمار السياسة مع تسيبي لفني وانتخب للكنيست.
واليوم يدير رؤوبين شركة استشارات أمنية. وهو واحد من مجموعة كبيرة من الجنرالات الذين يحذرون القيادة السياسية من خطورة تجاهل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقد انتقد قيام الإعلام بالتركيز على الجبهة الشمالية وخطر الحرب مع حزب الله بالقول: «لا يوجد خطر لحرب مع حزب الله حاليا. لدى حزب الله قيادة ذكية وتعرف أي ثمن ستدفع في حرب كهذه، ولذلك فهي منزوية في حالة ردع».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

وافقت إيران على تشديد الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشأة فوردو الواقعة تحت الجبال، بعدما سرعت على نحو كبير تخصيب اليورانيوم بما يقترب من الدرجة المطلوبة لصناعة أسلحة.

وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري لدول الأعضاء، أن إيران «وافقت على طلب الوكالة بزيادة وتيرة وكثافة تدابير الرقابة في منشأة فوردو لتخصيب الوقود، وتسهيل تطبيق هذا النهج الرقابي».

والأسبوع الماضي، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران ضاعفت وتيرة تخصيبها إلى نقاء يصل إلى 60 في المائة في منشأة فوردو، وهو مستوى قريب من 90 في المائة المطلوب لصنع الأسلحة النووية، ما اعتبرته القوى الغربية تصعيداً خطيراً في الخلاف مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لفوردو الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.