دعا الجنرال إيال بن رؤوبين، أحد أبرز خبراء الأمن الاستراتيجي، الأحزاب الإسرائيلية إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد السياسي، واعتبر الاستمرار في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني «تهديدا وجوديا» لا يقل خطورة عن التهديد الإيراني.
ووجه الخبير الاستراتيجي تحذيرا شديدا لحكومة يائير لبيد وأي حكومة قادمة، من خطورة اعتداءات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، ووصف هذه الاعتداءات بالإرهاب اليهودي الكارثي.
وقال بن رؤوبين في حديث مع إذاعة «إف إم 104.5» في الجليل (الثلاثاء)، إن أحد أهم أسباب الانفجار الحاصل في المناطق الفلسطينية، يعود إلى الحلبة السياسية والحزبية في إسرائيل. فهناك أزمة سياسية متواصلة منذ عدة سنوات «والأحزاب المتصارعة لا تتعاطى مع الموضوع الفلسطيني، ولا تطرح أمام الناخب ضرورة التفتيش عن حل يضمن تسوية هذا الصراع».
وتحدث رؤوبين عن صعف السلطة الفلسطينية، ومحاولة حماس الحلول مكانها في الضفة الغربية. مشددا على أن من يتولى قيادة الشارع «شبان متمردون بعضهم أتى من حقل الجريمة المجتمعية، وبعضهم من حقل العمل السياسي والوطني، وجميعهم يعيشون في إحباط من القيادة الفلسطينية ومن غياب أفق سياسي».
وأضاف بن رؤوبين سببا إضافيا للتوتر هو «الإرهاب اليهودي». فقال «إن من يصب النار على هذا الزيت المشتعل، هم المستوطنون المتطرفون الذين يحاولون أخذ القانون بأيديهم وينفذون اعتداءات دموية على الفلسطينيين الآمنين، فيقذفون الحجارة ويطلقون النار عشوائيا ويخربون أشجار الزيتون في موسم قطفه». وعندما استغرب المذيعان هذه الاتهامات علق بالقول «أنا أحصل على معلومات موثوقة يوميا وأعرف عما أتحدث. الجيش يواجه الهبة الفلسطينية كما يجب ولديه أدوات كافية لفعل ذلك. لكن ما يقلقني هو الإرهاب اليهودي. لا يوجد لدى الجيش ولا المخابرات (الشاباك) ما يلزم من أدوات لمعالجة الإرهابيين اليهود، وإن وجدت فإنه لا يوجد سند سياسي حقيقي يعتمدون عليه. فالأحزاب تمنع الاقتراب من المستوطنين اليهود».
وحذر بن رؤوبين من أن تبعات هذا الواقع وتأثيره، سيمتدان قريبا إلى قلب المجتمع الإسرائيلي وتمزق الجيش الإسرائيلي أيضاً من الداخل، «خصوصاً أن هناك أحزابا إسرائيلية تشجع هذه الظواهر وتحمي المعتدين وتغذي النيران». وقال إن الاستمرار في هذه الحالة سيجر إسرائيل من أنفها إلى «حل الدولة الواحدة»، الذي اعتبره كارثة على الشعب اليهودي ودولة إسرائيل. وأنه خطر وجودي لا يقل تهديدا عن التهديد الإيراني. بل توجد فيه إشكالية أكبر. ففي مواجهة الخطر الإيراني توجد أجوبة واضحة للأسئلة عما يجب فعله. لكن القضية الفلسطينية تتدحرج حاليا من دون أن يجد القادة السياسيون في إسرائيل حلا، بل يوجد جبن في عملية اتخاذ القرارات الصحيحة وتنفيذها. ولا يساندون الجيش الإسرائيلي في مهامه. وهذا هو الخطر الأكبر».
المعروف أن بن رؤوبين كان من القادة الميدانيين الذين خاضوا العديد من المعارك الحربية في بيروت والجنوب اللبناني، خلال حرب لبنان الأولى (1982) وفي حرب لبنان الثانية (2006)، عندما تم استدعاؤه من الصين ليقود المعارك البرية. وشارك في اجتياح الضفة الغربية (2002) وأصبح قائدا لكلية التدريب الحربي. وفيما بعد خاض غمار السياسة مع تسيبي لفني وانتخب للكنيست.
واليوم يدير رؤوبين شركة استشارات أمنية. وهو واحد من مجموعة كبيرة من الجنرالات الذين يحذرون القيادة السياسية من خطورة تجاهل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقد انتقد قيام الإعلام بالتركيز على الجبهة الشمالية وخطر الحرب مع حزب الله بالقول: «لا يوجد خطر لحرب مع حزب الله حاليا. لدى حزب الله قيادة ذكية وتعرف أي ثمن ستدفع في حرب كهذه، ولذلك فهي منزوية في حالة ردع».
جنرال إسرائيلي يدعو لإعادة قضية فلسطين إلى المقدمة
حذر من الإرهاب اليهودي المتصاعد
جنرال إسرائيلي يدعو لإعادة قضية فلسطين إلى المقدمة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة