أثارت أزمة «نقص أعلاف الدواجن» قلقاً شعبياً وبرلمانياً في مصر، والتي تفجرت إثر انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لعمليات إعدام لصغار الدواجن «الكتاكيت» بسبب عدم وجود أعلاف كافية، مما دفع أصحاب المزارع (المربين) إلى اللجوء للتخلص منها.
وأكدت شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية المصرية صحة فيديو إعدام «الكتاكيت»، ومشاهده التي أثارت قلقاً شعبياً واسعاً حظي باهتمام إعلامي كبير من الصحف المحلية. وقال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية المصرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما حدث يهدد قطاعاً حيوياً من القطاعات الغذائية، فأصحاب المزارع لجأوا إلى التخلص من (الكتاكيت) بسبب عدم وجود أعلاف. وكثير من مصانع الأعلاف المحلية أغلقت أبوابها وخرجت من السوق بسبب العجز في مستلزمات الإنتاج وصعوبة الاستيراد»، موضحاً أن «عدم وجود عملة صعبة أدى إلى تراكم البضائع من مستلزمات الإنتاج في المواني، ويجب أن تقوم الحكومة باتخاذ إجراء عاجل والإفراج عن هذه البضائع».
لكن السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وصف مشاهد إعدام «الكتاكيت» بأنها «حالة فردية»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «إعدام (الكتاكيت) ظهر في فيديو واحد وغير متكرر»، مشيراً إلى أن «كونها حالة فردية لا يعني وجود أزمة، فالأزمة موجودة بالفعل وهي جزء من الأزمة العالمية»، وأكد الوزير أن «مصر تستورد كميات ضخمة من الذرة وفول الصويا؛ حيث تصل إلى 7 ملايين طن ذرة، وثلثهم من فول الصويا».
ووصلت الأزمة إلى قاعات البرلمان، ووفق صحف محلية تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بشأن أزمة إعدام ملايين «الكتاكيت» بسبب نقص الأعلاف في الأسواق، معتبراً ذلك «يهدد الأمن الغذائي المصري من اللحوم البيضاء». وقال النائب في طلب الإحاطة: «انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي عدد من الفيديوهات، لبث مباشر، يظهر فيها إعدام ملايين (الكتاكيت) دون رحمة أو شفقة، بسبب نقص الأعلاف بالأسواق، وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، مما دفع بعض مربي الدواجن إلى التخلص من (الكتاكيت)، في مشهد شديد القسوة».
وذكرت تقارير صحافية محلية أن النائب هشام الحصري، رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، أعلن (الأحد) عن عقد اجتماع مع رئيس الوزراء ووزير الزراعة وبعض المنتجين، لإيجاد حلول واقعية لأزمة الأعلاف، وما ترتب عليها من مشكلات تعوق عمل مزارع الدواجن.
وأثارت مشاهد إعدام «الكتاكيت» استياءً وجدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب المحامي طارق العوضي في تغريدة على «تويتر»: «دلالات كبيرة وخطيرة. يجب على الحكومة أن تحذر وتتعامل بمنتهى الجدية مع هذه الأزمة، وغيرها من الأزمات».
واعتبر الدكتور خيري حامد العشماوي، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، أن أزمة نقص الأعلاف تحتاج إلى إجراءات عاجلة من الحكومة، تعقبها خطة علمية واقتصادية تضمن عدم تكرارها، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإجراءات العاجلة المطلوبة فوراً هي الإفراج عن مستلزمات إنتاج الأعلاف الموجودة في الجمارك، كي يمكن للمصانع أن تستأنف العمل»، مستطرداً أنه «توجد إجراءات أخرى يجب أن تُتخذ، مثل تبني مشروع لدعم المصانع المحلية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، من خلال تصنيع الأعلاف من المخلفات الزراعية، وهذه ستكون بجودة المستورد نفسها، وتكلفة إنتاجها أقل».
وأشار العشماوي إلى أنه «تجب إعادة توجيه الاستثمارات إلى القطاعات الحيوية، وخصوصاً المشروعات الإنتاجية الخاصة بالغذاء؛ لأن أزمة الغذاء ستتصاعد في العالم بسبب التغيرات المناخية، وتأثر الإنتاج العالمي وحركة التجارة بالحرب الأوكرانية».
أزمة «نقص الأعلاف» تثير قلقاً شعبياً وبرلمانياً في مصر
مربو الدواجن يعدمون «الكتاكيت» لتعذر توفير تغذيتها
أزمة «نقص الأعلاف» تثير قلقاً شعبياً وبرلمانياً في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة