«خط الائتمان الإيراني» لم يغطِ الحاجة السورية الفعلية

TT

«خط الائتمان الإيراني» لم يغطِ الحاجة السورية الفعلية

مع اقتراب الشتاء، تجددت هواجس السوريين من فصل سيكون أصعب من الذي سبقه، لا سيما أن وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة صرح بأنه لا يمكن تقديم حل لأزمة الطاقة في سوريا «خلال وقت قصير»؛ لأن «الأزمة تراكمية». تقارير الإعلام الرسمي تحدثت عن بطء شديد في توزيع مخصصات العائلات من مادة مازوت التدفئة بكمية 100 لتر على دفعتين بالسعر المدعوم. وغالباً لا يتم توزيع الدفعة الثانية كما حصل العام الماضي. وعلى الرغم من مضي نحو شهر على بدء عملية التوزيع، فإن نسبة العائلات التي تسلمت الدفعة الأولى لهذا العام لم تتجاوز الـ12 في المائة، من أصل 3.79 مليون أسرة.
وعلى الرغم من وصول نحو عشر ناقلات نفطية من إيران ضمن خط الائتمان الذي أعيد تفعليه قبل نحو ستة أشهر، فإنها لم تغط الحاجة الفعلية. وظلت أزمة المحروقات تهدد السوريين مع سلة الأزمات المنبثقة عنها كأزمات الكهرباء، والماء، والمواصلات. والأخيرة أدت الشهر الماضي إلى تعطيل العمل في العديد من المؤسسات في المناطق النائية؛ لعدم تمكن الموظفين من الوصول إلى أماكن عملهم.
وأقرت الحكومة في دمشق، على لسان معاون مدير عام الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (سادكوب)، مصطفى حصوية، بأن تفعيل «خط الائتمان الإيراني» لا يوفر المشتقات النفطية بالحد المطلوب، خصوصاً أن الناقلات غير منتظمة أو مستقرة، وأن انفراجات بالمادة «آنية».
وبحسب مصادر متابعة، تعول دمشق على تزايد التقارب في علاقتها مع الدول العربية. فقد عبّر وزير النفط السوري بسام طعمة في تصريحات إعلامية على هامش مشاركته في منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» في موسكو، عن أمله بأن «تساعد الانفراجات في العلاقات بين الدول العربية في ترميم قطاع الطاقة»، مع تأكيده عدم وجود أي خطوات فاعلة من الدول العربية في هذا الاتجاه.
وقال طعمة إن حكومته تتواصل مع الجانب اللبناني فيما يتعلق بخط الغاز العربي، مشيراً إلى أن «استفادة سوريا من خط الغاز العربي من مصر إلى لبنان، تتمثل فقط في أجور النقل».
وفي هذا الوقت، عادت دمشق لتواصل مفاوضاتها مع الجزائر للحصول على مشتقات نفطية.
وكانت العقوبات الدولية حالت دون ذلك العام الماضي، ما اضطر الرئيس السوري بشار الأسد إلى التوجه إلى طهران في مايو (أيار) الماضي؛ من أجل تفعيل خط الائتمان الإيراني - السوري الذي كان توقف بسبب اشتراط طهران سداد قيمة وارداتها النفطية إلى سوريا عن طريق الدفع النقدي. وجرى التوصل إلى اتفاق لم يعلن عن تفاصيله تم بموجبه تفعيل خط الائتمان كحل سريع.
وكشف طعمة أنه عقد اجتماعاً في موسكو مع نظيره الجزائري محمد عرقاب، على هامش منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» من أجل استيراد الغاز المنزلي. واتفق الطرفان على تسريع إجراءات الوصول إلى توقيع العقد نظراً لامتلاك الجزائر كميات كبيرة من الغاز المنزلي.
وأكد الوزير عرقاب استعداد الجزائر لاستقبال وفد سوري لإنهاء هذا الموضوع بالسرعة الكلية.
كما ناقش الجانبان طرق التعاون في الاستكشاف وخامات الثروات المعدنية كالفوسفات مثلاً.
ويقدر الإنتاج النفطي في سوريا بين 18 ألف برميل و20 ألفاً من أصل 400 ألف برميل كانت تُنتج سابقاً، بحسب أرقام الحكومة في دمشق التي تتهم الولايات المتحدة باستيلائها على النفط السوري في مناطق الإدارة الذاتية وسرقته.
فيما تفيد مصادر متابعة بأن التعديلات الجديدة التي فرضتها الإدارة الأميركية على قانون العقوبات «قيصر» عقّدت صفقات النفط بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) عبر وكلاء من القطاع الخاص في سوريا. وهو ما عزز توجه دمشق نحو الدول الحليفة.
وقال وزير النفط السوري: «نعوّل على الدول الصديقة في تفعيل اتفاقيات البحث والاستثمار في المناطق الآمنة لزيادة الإنتاج»، لافتاً إلى وجود «مشاريع مهمة» للجانب الروسي، سواء في مجال النفط والغاز أو في مجال الفوسفات. إذ يوجد عقدان في البحر المتوسط مع شركتين روسيتين، وهناك مساع لإيجاد البدائل من أجل تنفيذ المسح الاهتزازي، ثم بدء حفر الآبار.
وقد اجتمع طعمة مع نظيره الروسي نيكولاي شولغينوف، وجرى بحث مشروع ضواغط معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى، وحقلي توينان والبلعاس مع شركة «إس تي جي إنجيريننغ»، ومشروع استكمال محطة تشرين الحرارية مع شركة «تكنو إكسبورت»، ومشروعات الفوسفات مع شركة «إس تي جي لوغستك»، ومشروعات شركات الاستكشاف البري والبحري، وتفعيل مشروع استثمار الصخر الزيتي (الصخر النفطي) في سوريا. واتفق الجانبان على تحديث خريطة طريق للتعاون في مجال الطاقة وتدريب المهندسين السوريين في روسيا.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.