الأسواق تتأرجح بين الحذر واقتناص المكاسب

الدولار مستقر ترقباً لـ«البنوك المركزية»

لندن: «الشرق الأوسط»
لندن: «الشرق الأوسط»
TT

الأسواق تتأرجح بين الحذر واقتناص المكاسب

لندن: «الشرق الأوسط»
لندن: «الشرق الأوسط»

تباينت أسواق الأسهم العالمية يوم الثلاثاء بين الحذر الشديد، وموجة واسعة لاصطياد المكاسب اغتناما لتراجع أسعار الأسهم، مع استعداد المستثمرين لخروج نتائج اجتماع تحديد السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي سيستمر ليومين.
وتتوقع الأسواق بالفعل رفع سعر الفائدة الأميركية بما لا يقل عن 75 نقطة أساس، مع وجود فرصة بنسبة 18 في المائة لرفعها بواقع نقطة مئوية كاملة.
وفتحت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على تراجع، فقد انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 131.2 نقطة، أي 0.42 في المائة، إلى 30888.53 نقطة. وهبط المؤشر ستاندرد آند بورز 24.7 نقطة، أي 0.63 في المائة إلى 3875.23 نقطة. كما تراجع مؤشر ناسداك المجمع 94.9 نقطة، أي 0.82 في المائة، إلى 11440.143 نقطة.
لكن الأسهم الأوروبية ارتفعت عند الفتح على خلفية صعود أسهم البنوك، وتقدم المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8 في المائة بعد بداية ضعيفة للأسبوع. وصعدت أسهم البنوك الأوروبية 1.6 في المائة مع استفادة المقرضين من بيئة أسعار الفائدة المرتفعة مع ارتفاع معظم مؤشرات القطاعات بحلول الساعة 07:11 بتوقيت غرينيتش.
وفي آسيا، سجلت الأسهم اليابانية مكاسب طفيفة مع ترقب المستثمرين نتيجة اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان المركزي هذا الأسبوع، إذ من المتوقع أن يعزز البنكان سياستهما المتشددة للتصدي للتضخم.
ومع استئناف الأسواق للتداول بعد عطلة وطنية، فتح المؤشر نيكي على ارتفاع 0.8 في المائة وصعد إلى 1.23 في المائة قبل تقليص مكاسبه لاحقا ليغلق مرتفعا 0.44 في المائة عند 27688.42 نقطة. كما زاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.45 في المائة.
ومن المرجح أن يرفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، مواصلا تشديد سياسته النقدية لمكافحة التضخم الجامح. ومع ذلك، من المتوقع أن يخالف بنك اليابان التيار السائد بين البنوك المركزية من خلال رفضه رفع أسعار الفائدة، حتى مع ارتفاع التضخم. وذكرت بيانات يابانية يوم الثلاثاء أن مؤشر تضخم المستهلكين الأساسي لامس أعلى مستوى له منذ ثماني سنوات في أغسطس (آب) الماضي.
وفي حين أن نسبة تضخم المستهلكين البالغة 2.8 في المائة تقل عنها في العديد من البلدان الأخرى حول العالم هذا العام، فإنها تمثل معدلا يزيد للشهر الخامس على التوالي على هدف بنك اليابان البالغ اثنين في المائة، وهي زيادة مدفوعة جزئيا بانخفاض كبير في قيمة الين.
ومن بين 225 سهما على المؤشر نيكي، حقق 162 مكاسب فيما تكبد 56 خسائر وزاد 46 واستقر سبعة دون تغيير يذكر. وقادت أسهم التكنولوجيا المؤشر نحو الصعود.
ومن جانبه، صمد الدولار يوم الثلاثاء بالقرب من أعلى مستوى له في عقدين مقابل العملات الرئيسية، في وقت يبقي فيه المستثمرون على توقعاتهم بأن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة مرة أخرى لكبح جماح التضخم.
واستهل البنك المركزي السويدي أسبوعا مليئا باجتماعات البنوك المركزية برفع الفائدة بنقطة مئوية كاملة، وهي زيادة أكبر مما توقعه المحللون، مما تسبب في ارتفاع الكرونة السويدية مقابل اليورو والدولار.
وسجلت الكرونة تغيرا طفيفا أمام العملتين إلى 10.764 لكل دولار و10.8 لليورو، بعدما استقرت لفترة وجيزة عند 10.7025 لكل يورو.
واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى، حاليا عند 109.69 بعد التراجع عن أعلى مستوى سجله خلال الشهر الجاري عند 110.79، وهو مستوى لم يتم تسجيله منذ يونيو (حزيران) 2002.
واستطاع اليورو أن يرتفع مرة أخرى فوق مستوى التكافؤ مع العملة الأميركية، إلى 1.0016 دولار. وسبق أن انخفض إلى 0.9864 دولار في السادس من سبتمبر (أيلول) للمرة الأولى في عقدين.
وصعد الجنيه الإسترليني إلى 1.1458 دولار، إلا أنه لا يزال قريبا من أدنى مستوى له في 37 عاما عند 1.13510 دولار، الذي سجله نهاية الأسبوع الماضي. وسيقرر بنك إنجلترا سياسته يوم الخميس. وينقسم المستثمرون على ما إذا كان سيرفع الفائدة بمقدار 50 أو 75 نقطة أساس.
ويتوقع على نطاق واسع أن يبقي بنك اليابان على تدابير التحفيز فائقة التيسير دون تغيير - ومنها تثبيت عائد العشر سنوات قرب الصفر - لدعم التعافي الاقتصادي الهش. ويتلقى الين دعما من هذه السياسة وارتفع الدولار 0.2 في المائة مقابل العملة اليابانية عند 143.49، ليواصل صمودا مستمرا منذ أسبوع بعدما قفز إلى 144.99 في السابع من سبتمبر للمرة الأولى في 24 عاما.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
TT

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، يوم الثلاثاء، إنها خفضت النظرة المستقبلية لتصنيفات 7 كيانات تابعة لمجموعة «أداني» إلى «سلبي» من «مستقر»، بعد ساعات على إعلان وكالة «فيتش» وضعها بعض سندات «أداني» تحت المراقبة لاحتمال خفض تصنيفها. في حين وضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني.

وكانت واشنطن قد اتهمت رئيس مجلس إدارة مجموعة «أداني»، غوتام أداني، وآخرين بتهم الرشوة المزعومة، وهو ما يثير قلقاً حول قدرة المجموعة على الحصول على التمويل ويزيد من تكاليف رأس المال.

وثبَّتت «موديز» التصنيفات على جميع الكيانات السبعة، التي منها: مواني أداني للمواني، والمنطقة الاقتصادية الخاصة المحدودة، ومجموعتين محدودتين مقيدتين من «أداني للطاقة الخضراء».

«فيتش» تراقب التحقيق الأميركي

كما وضعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني بعض سندات مجموعة «أداني» تحت المراقبة لاحتمال تخفيض تصنيفها، مشيرةً إلى لائحة الاتهام.

وقالت «فيتش» في بيان لها، إن سندات «أداني لحلول الطاقة المحدودة» و«أداني للكهرباء» في مومباي وبعض سندات «أداني للمواني والمنطقة الاقتصادية الخاصة» بالروبية والدولار، أصبحت الآن تحت «مراقبة سلبية».

وأوضحت أنه تم تخفيض التصنيف الائتماني لأربعة سندات دولارية غير مضمونة لـ«أداني» من مستقرة إلى سلبية.

وفتحت أسهم «أداني» على انخفاضٍ إضافي، يوم الثلاثاء. ومن بين 10 شركات مدرجة، خسرت نحو 33 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ صدور لائحة الاتهام، كانت شركة «أداني للطاقة الخضراء» هي الأكثر تضرراً، إذ خسرت نحو 9.7 مليار دولار.

وانخفض السهم بنسبة 7.5 في المائة، يوم الثلاثاء.

وتشير مراقبة التصنيفات السلبية إلى زيادة احتمالية خفض التصنيف الائتماني الذي قد يؤثر في تسعير ديون «أداني» التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات.

وقالت «فيتش» في بيانها إنها ستراقب التحقيق الأميركي بحثاً عن أي تأثير على المركز المالي لشركة «أداني». وقالت على وجه التحديد، إنها ستراقب «أي تدهور مادي في الوصول إلى التمويل على المدى القريب إلى المتوسط، بما في ذلك قدرتها على تجديد خطوط الائتمان الحالية أو الوصول إلى تسهيلات جديدة، بالإضافة إلى هوامش ائتمانية أعلى محتملة».

ووضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني بسبب لوائح الاتهام الأميركية.

وتأتي ردود الفعل من الحكومة السريلانكية ووكالة «فيتش» بعد يوم واحد من إعلان شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» الفرنسية أنها ستوقف مساهماتها المالية في استثمارات مجموعة «أداني» بعد لائحة الاتهام التي صدرت الأسبوع الماضي.

ورداً على ذلك، قالت «أداني للطاقة الخضراء» يوم الثلاثاء، إنه لا يوجد أي التزام مالي جديد قيد المناقشة مع «توتال إنرجيز»، وأن قرار الشركة الفرنسية لن يكون له أي تأثير جوهري على عمليات الشركة أو خطط نموها.

ومع ذلك، تلقت المجموعة الهندية دعماً من أحد الداعمين الرئيسيين لها، وهي شركة GQG Partners. ولم ترَ شركة الاستثمار المدرجة في أستراليا أن لوائح الاتهام سيكون لها تأثير مادي على أعمال «أداني»، حسبما أخبرت عملاءها في مذكرة.

سريلانكا

هذا وتنظر سريلانكا في اتهامات الرشوة الأميركية ضد مجموعة «أداني».

وتمتلك «أداني للمواني»، وهي أكبر مشغل خاص للمواني في الهند، 51 في المائة من مشروع محطة حاويات جديدة من المتوقع أن تبدأ عملياتها العام المقبل في مدينة كولومبو السريلانكية المجاورة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الوزراء السريلانكي ناليندا جاياتيسا، للصحافيين، إن وزارتَي المالية والخارجية في سريلانكا تراجعان هذه الاتهامات، مضيفةً أن الحكومة ستنظر في جميع جوانب مشاريع المجموعة في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.

ورفضت جاياتيسا الإفصاح عن المدة التي سيستغرقها تقييم التقارير الوزارية.

جاءت هذه التصريحات بعد أيام من إعلان وكالة أميركية كانت قد وافقت على إقراض أكثر من 550 مليون دولار لتطوير الميناء السريلانكي أنها تراجع تأثير اتهامات الرشوة الموجَّهة إلى بعض المسؤولين التنفيذيين الرئيسيين في «أداني».