دعوات لـ«موكب مليوني» نحو القصر الجمهوري بالسودان

بالتزامن مع إضرابات الأطباء وعمال الكهرباء

جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 31 أغسطس (أ.ب)
جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 31 أغسطس (أ.ب)
TT

دعوات لـ«موكب مليوني» نحو القصر الجمهوري بالسودان

جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 31 أغسطس (أ.ب)
جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 31 أغسطس (أ.ب)

أعلنت لجان المقاومة السودانية التي تقود الحراك الاحتجاجي في الشارع، عن تظاهرة مليونية اليوم (الثلاثاء) تتجه نحو القصر الجمهوري بالعاصمة الخرطوم. ومن المتوقع أن تلجأ السلطات إلى اتخاذ تدابير استباقية، بإغلاق الجسور والطرق الرئيسية المؤدية إلى قلب الخرطوم.
ودرجت السلطات على نشر قوات كبيرة من الأجهزة الأمنية والنظامية واستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين ومنعهم من الوصول إلى وسط الخرطوم.
وتأتي الدعوة إلى هذه التظاهرة، وهي الأولى في سبتمبر (أيلول) الجاري، مع تصاعد الإضرابات المطلبية في قطاعات مهمة بالدولة، وهي الكهرباء والمستشفيات، وبوادر تقارب وشيك بين القوى السياسية المعارضة في تنسيق العمل المشترك لمناهضة السلطة العسكرية.
ودعت لجان المقاومة في بيان أمس إلى المشاركة في المليونية، تحت شعار تخليد ذكرى شهداء الاحتجاجات. وأكدت عدم تراجعها عن شعار «لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية». وفي موازاة ذلك بدأ إضراب الأطباء والعاملين في الكهرباء، بسبب ما سمُّوه مماطلة السلطات والتأخير في صرف الرواتب واعتماد هيكل الرواتب الجديد.
وكان ائتلاف المعارضة الرئيسي «قوى الحرية والتغيير» قد رحب بدعوة صدرت من لجان المقاومة الأسبوع الماضي، إلى التنسيق المشترك لتأسيس سلطة مدنية كاملة. وعلى الرغم من إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، في يوليو (تموز) الماضي، عن انسحاب المؤسسة العسكرية من الحوار مع المدنيين، فإن القوى الدولية ترى ضرورة مشاركتهم في الحوار للوصول إلى حل للأزمة يفضي إلى تشكيل هياكل السلطة الانتقالية.
وفي موازاة ذلك، بدأت الآلية الثلاثية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الأفريقية «إيقاد» خلال الأيام الماضية، في محاولة جديدة لتنشيط العملية السياسية المتعثرة، من خلال مواصلة المشاورات والحوار مع أطراف الأزمة. وكان رئيس البعثة الأممية في الخرطوم، فولكر بيرتس، قد حذر في تقرير للأمين العام أنطونيو غوتيريش، مؤخراً، من تلاشي فرص الانتقال الديمقراطي في غياب الحل السياسي، الذي دعا بدوره قادة الجيش السوداني إلى الالتزام بتعهداتهم بالخروج من المشهد السياسي، وإفساح المجال لتكوين حكومة بقيادة مدنية.
وتسعى قوى إقليمية ودولية إلى حمل الأطراف السودانية على عقد تسوية سياسية تجنب انزلاق البلاد إلى مآلات يتأثر بها الإقليم، في ظل تنامي الاضطرابات والنزاعات الأهلية وتأزم الأوضاع الاقتصادية. وعلى الرغم من أن هذه المساعي تلقى قبولاً مقدراً من قوى المعارضة في تحالف «الحرية والتغيير» الذي يسعى لإنهاء الحكم العسكري عبر العمل السياسي والاحتجاجات، فإن قوى سياسية أخرى تعارضها وترفض أي دور سياسي للجيش في الفترة الانتقالية.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الجزائر: ترقب تشكيل حكومي جديد بعد عزل 10 محافظين

الرئيس تبون في اجتماع سابق لمجلس الوزراء (الرئاسة)
الرئيس تبون في اجتماع سابق لمجلس الوزراء (الرئاسة)
TT

الجزائر: ترقب تشكيل حكومي جديد بعد عزل 10 محافظين

الرئيس تبون في اجتماع سابق لمجلس الوزراء (الرئاسة)
الرئيس تبون في اجتماع سابق لمجلس الوزراء (الرئاسة)

بينما عزل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون 6 ولاة (محافظين)، وقام بتعيين 6 إداريين بنفس الصفة، تترقب الأوساط السياسية والإعلامية في البلاد تشكيل حكومة جديدة مطلع عام 2025، في سياق فوز تبون بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية، التي جرت في السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي.

وأفادت الرئاسة الجزائرية، في بيان، أمس، بأن تبون «أنهى مهام» محافظي ولايات أم البواقي والجلفة ومعسكر وخنشلة وبرج باجي مختار وسكيكدة. كما قرر نقل 10 محافظين إلى ولايات أخرى مع تعيين 6 محافظين جدد، من دون ذكر أسباب هذه التغييرات.

لكن مراقبين يعتقدون أنها مرتبطة بعجز عن حل مشاكل كثيرة مرتبطة بالتنمية بالنسبة للذين صدر بحقهم قرار العزل، وإعطاء نفس جديد للمشروعات المعطلة في مناطق عديدة، بخصوص المحافظين الذين تم نقلهم بين الولايات التي يبلغ عددها الإجمالي 58.

الرئيس تبون مع الوزير الأول (الرئاسة)

وعد مراقبون التغييرات التي شهدها قطاع المحافظين في الإدارة الحكومية «مذاقاً مسبقاً» لتشكيل حكومي جديد، يرتقب أن يتم الإعلان عنه بعد التوقيع على قانون المالية 2025، وهو إجراء تعودت الرئاسة على إحداثه في آخر يوم من كل سنة.

ويرتبط الطاقم الحكومي المنتظر بالدورة الرئاسية الجديدة، التي فاز بها الرئيس تبون في الاستحقاق الأخير، بعد أن توقعت الأحزاب ووسائل الإعلام الإعلان عنه بعد الانتخاب.

وبعد أن أدى تبون «اليمين الدستورية» في 17 سبتمبر، إيذاناً ببدء ممارسة ولاية ثانية، قدم له الوزير الأول نذير العرباوي استقالة طاقمه الوزاري في اليوم نفسه، لكن الرئيس رفضها، وطلب «تأجيل الاستقالة من أجل مواصلة العمل في ملفات عاجلة تتطلب دراية بالوضع من قبل وزراء حاليين»، وفق بيان للرئاسة، تحدث يومها عن «الحاجة لمواصلة العمل، من أجل نجاح الدخول المدرسي والجامعي والمهني، بالإضافة إلى إعداد مشروع قانون المالية لسنة 2025 قبل عرضه على البرلمان».