بريطانيا تواجه عجزاً بـ69 مليار دولار

خطط متوقعة للتخفيضات الضريبية والإنفاق ستمنع من الالتزام بالقواعد المالية للحكومة بشأن دين المملكة المتحدة (أ.ب)
خطط متوقعة للتخفيضات الضريبية والإنفاق ستمنع من الالتزام بالقواعد المالية للحكومة بشأن دين المملكة المتحدة (أ.ب)
TT

بريطانيا تواجه عجزاً بـ69 مليار دولار

خطط متوقعة للتخفيضات الضريبية والإنفاق ستمنع من الالتزام بالقواعد المالية للحكومة بشأن دين المملكة المتحدة (أ.ب)
خطط متوقعة للتخفيضات الضريبية والإنفاق ستمنع من الالتزام بالقواعد المالية للحكومة بشأن دين المملكة المتحدة (أ.ب)

ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أن المملكة المتحدة تواجه عجزاً قدره 60 مليار جنيه إسترليني (69 مليار دولار)، بحلول منتصف العقد، بسبب التضخم وارتفاع تكاليف الدين الحكومي وخطط الإنفاق الخاصة بوزيرة الخارجية ليز تراس، الأوفر حظاً لتولي منصب رئيس وزراء البلاد.
وأضافت الصحيفة أن خطط تراس للتخفيضات الضريبية والإنفاق الدفاعي ستمنعها من الالتزام بالقواعد المالية للحكومة بشأن دين المملكة المتحدة، الذي يتزايد بشكل كبير، مستشهدة بحساباتها الخاصة التي تستخدم بيانات من مكتب مسؤولية الميزانية.
وفي حين توقع المكتب في مارس (آذار) الماضي، أن تفي المملكة المتحدة بقواعدها المالية، بتوفير نحو 30 مليار جنيه إسترليني، فإن الديون المرتفعة وتكاليف الرعاية الاجتماعية، التهمت كل ذلك، بحسب الصحيفة. وأن هذا، إضافة إلى عزم تراس إلغاء الزيادات في التأمين الوطني والضريبة على الشركات المخطط لها ودعم الإنفاق الدفاعي، سيغير بشكل جذري المالية العامة، حسب الصحيفة.
في الأثناء، انتقدت أنجيلا نايت، الرئيسة التنفيذية السابقة للرابطة التجارية لصناعة الطاقة البريطانية، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جراء «شن حرب اقتصادية ونفسية» بأساليب مثل غلق خط أنابيب غاز رئيسي مؤدٍ إلى أوروبا، ما تسبب في ترك بريطانيا «في حالة من الفزع».
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية بي إيه ميديا أن حديث نايت جاء بعدما أعلنت شركة الطاقة الروسية غازبروم أن خط الأنابيب نورد ستريم1 إلى ألمانيا سوف يظل مغلقاً إلى أجل غير مسمى.
لقد تم إغلاق الخط لثلاثة أيام، لإجراء أعمال صيانة، ولكنه سوف يظل مغلقاً لفترة أطول بعدما قالت غازبروم إنها وجدت تسرباً نفطياً في توربين، ما أثار مخاوف بشـأن زيادة أكثر في أسعار الطاقة حول أوروبا.
وقالت نايت أمس السبت، لمحطة تايمز الإذاعية، إنه كان هناك الكثير من الاعتماد من المملكة المتحدة وأوروبا على إمدادات الطاقة من دول «ليست كلها صديقة». وأضافت «أنه (بوتين) يلعب الحرب الاقتصادية بشكل جيد للغاية. وأنه يلعب الحرب النفسية بشكل جيد للغاية».
في غضون ذلك، حذر مؤسس شركة «أوفو إينيرجي» للطاقة في المملكة المتحدة، ستيفن فيتزباتريك، من أن الأسر في جميع أنحاء بريطانيا ستعاني من «شتاء لم يسبق له مثيل»، ما لم تتصرف الحكومة بسرعة. ودعا فيتزباتريك إلى اتخاذ إجراء «جريء للغاية» للمساعدة في حماية العائلات من «أسوأ ارتفاع في الأسعار».
ومن المتوقع أن يعاني ملايين الأشخاص من ارتفاع فواتير الطاقة الخاصة بهم من 1971 جنيهاً إسترلينياً إلى 3549 جنيهاً إسترلينياً في السنة بدءاً من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ومن المحتمل أن ترتفع أكثر من ذلك خلال الشتاء.
وقال فيتزباتريك: «إذا لم نستخدم كل لحظة متاحة على مدار الأسابيع الـ12 المقبلة لحل هذه المشكلة، فسنشهد شتاءً لم يسبق له مثيل؛ حيث يعاني الناس من الجوع ويصابون بالبرد وترزح هيئة الخدمات الصحية الوطنية تحت وطأة الآثار الصحية المترتبة على ذلك». كما حذر من أن البلاد قد تواجه «سنوات من ارتفاع الأسعار».
وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته بوريس جونسون قد قال إن على بريطانيا «أن تصبح نووية»؛ حيث أعلن عن تمويل حكومي بقيمة 700 مليون جنيه إسترليني للمضي قدماً في مشروع محطة الطاقة النووية سايزويل سي في سوفوك، بتكلفة نهائية تبلغ 20 إلى 30 مليار جنيه إسترليني.
وعلى الفور، صرح وزير الخزانة نديم الزهاوي، بأنه لا ينبغي قطع إمدادات الطاقة عن أي أسرة بسبب الأزمة التي يُلقى باللوم فيها إلى حد كبير على خفض روسيا تدفقات الغاز إلى أوروبا، رداً على دعم هذه الأخيرة لأوكرانيا في العملية العسكرية الروسية.
وإضافة إلى مشكلات الغلاء المباشرة، حذرت صناعة الأغذية البريطانية من تناقص إمدادات ثاني أكسيد الكربون، ليس بسبب استعداد شركة «سي إف إندستريز هولدنغز» لوقف مصنعها ببريطانيا، بل لأن منتجاً كبيراً آخر على وشك الإغلاق لإجراء عمليات صيانة.
كانت «سي إف» لإنتاج الأسمدة، التي تورد نحو 42 في المائة من ثاني أكسيد الكربون في بريطانيا، ذكرت الأسبوع الماضي أنها ستوقف مؤقتاً إنتاج الأمونيا بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.
ووفقاً لوكالة «بلومبرغ»، تعتزم شركة «إنسس»، ثاني أكبر مورد لثاني أكسيد الكربون بالبلاد، وقف الإنتاج لأسابيع قليلة في سبتمبر (أيلول) الجاري لإجراء أعمال صيانة سنوية. وقالت كيت هاليويل، المديرة العلمية باتحاد الأغذية والمشروبات، إننا «قلقون بشكل متزايد حيال إمدادات ثاني أكسيد الكربون خلال الخريف، ومن عواقب محتملة على سلسلة إمدادات الأغذية والمشروبات البريطانية».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)

خفّض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس؛ استجابةً للتباطؤ المستمر في ضغوط التضخم، التي أثارت استياء كثير من الأميركيين، وأسهمت في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وكعادته، يكتسب اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» أهمية؛ حيث يترقبه المستثمرون والأسواق لمعرفة مقدار الخفض الذي سيطال الفائدة لما تبقى هذا العام والعام المقبل، لكن أهميته هذه المرة كانت مضاعفة، كونها تأتي غداة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي أفضت إلى فوز الجمهوري دونالد ترمب، المعروف بانتقاداته للسياسة النقدية المتبعة عموماً، ولرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خصوصاً.

ونقلت «سي أن أن» عن مستشار كبير لترمب أنه من المرجح أن يسمح الأخير لباول بقضاء بقية فترة ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026، بينما يواصل سياسته في خفض أسعار الفائدة.

وجاء خفض 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.5 في المائة - 4.75 في المائة، بعدما خفّض في سبتمبر (أيلول) الماضي سعر الفائدة بمقدار بواقع 50 نقطة أساس.

وبعد نتائج الانتخابات، عزز المستثمرون رهاناتهم على الأصول التي تستفيد من فوز المرشح الجمهوري، أو ما يعرف باسم «تجارة ترمب»، التي تستند إلى توقعات بنمو اقتصادي أسرع، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى تضخم أعلى.

وقفزت عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل بنحو 20 نقطة أساس، في حين سجلت الأسهم الأميركية مستويات قياسية، وارتفع الدولار.

وقد باتت تحركات «الاحتياطي الفيدرالي» المستقبلية غامضةً بعد الانتخابات؛ نظراً لأن مقترحات ترمب الاقتصادية يُنظر إليها، على نطاق واسع، على أنها قد تسهم في زيادة التضخم.

كما أن انتخابه أثار احتمالية تدخل البيت الأبيض في قرارات السياسة النقدية لـ«الاحتياطي الفيدرالي»؛ حيث صرّح سابقاً بأنه يجب أن يكون له صوت في اتخاذ قرارات البنك المركزي المتعلقة بسعر الفائدة.

ويُضيف الوضع الاقتصادي بدوره مزيداً من الغموض؛ حيث تظهر مؤشرات متضاربة؛ فالنمو لا يزال مستمراً، لكن التوظيف بدأ يضعف.

على الرغم من ذلك، استمرّ إنفاق المستهلكين في النمو بشكل صحي، ما يُثير المخاوف من أن خفض سعر الفائدة قد لا يكون ضرورياً، وأن القيام به قد يؤدي إلى تحفيز الاقتصاد بشكل مفرط، وربما إلى تسارع التضخم من جديد.

وفي هذا الوقت، ارتفع عدد الأميركيين الذين قدّموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف الأسبوع الماضي، ما يشير إلى عدم وجود تغييرات ملموسة في ظروف سوق العمل، ويعزز الآراء التي تشير إلى أن الأعاصير والإضرابات تسببت في توقف نمو الوظائف تقريباً في أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت 3 آلاف طلب لتصل إلى 221 ألف طلب، معدَّلة موسمياً، للأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر (تشرين الثاني).

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 221 ألف طلب للأسبوع الأخير، وفق «رويترز».

وتباطأ نمو الوظائف بشكل حاد في الشهر الماضي؛ إذ ارتفعت الوظائف غير الزراعية بواقع 12 ألف وظيفة فقط، وهو أقل عدد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.