اتهامات لفصائل مسلحة باقتلاع 650 ألف شجرة من عفرين

أحزاب كردية تطالب تركيا بـ«تحمل مسؤولياتها» في حماية البيئة

TT

اتهامات لفصائل مسلحة باقتلاع 650 ألف شجرة من عفرين

اتهم «المجلس الوطني الكردي» المعارض جماعات مسلحة بتدمير طبيعة مدينة عفرين الكردية، الواقعة بريف حلب الشمالي، بعد قطع الأشجار الحرجية ضمن مساحات واسعة تُقدَّر بمئات الهكتارات في نواحي جندريس وسد ميدانكي، وهي مناطق خاضعة لسيطرة فصائل سورية مسلحة موالية لتركيا. وتحدث المجلس في بيان نُشر على موقعه، أمس، عن «انتهاكات فظيعة بحق سكان منطقة عفرين وطبيعتها، دون أي رادع للضوابط الأخلاقية».
وتقول «منظمة حقوق الإنسان في عفرين» العاملة في مناطق «الإدارة الذاتية»، إن فصائل مسلحة موالية لتركيا قطعت 650 ألف شجرة في إحدى مناطق عفرين. وتزعم المنظمة، في تقرير منشور على موقعها على شبكة الإنترنت، أن عناصر من «الجيش الوطني السوري» (يضم فصائل تدعمها تركيا) قاموا بقطع الأشجار الغابية في جبل بيرقدار وصولاً إلى وادي عرب بمسافة كيلومترين، وبمساحة إجمالية قدرها أكثر من 50 هكتاراً.
وتتحدث جهات حقوقية سورية عن تحوُّل بعض الغابات المحيطة ببحيرة ميدانكي إلى أرضٍ صحراوية قاحلة نتيجة استمرار تقطيع الأشجار بشكل منظم من قِبل جماعات مسلحة تريد بيعها كحطب للتدفئة خلال فصل الشتاء المقبل.
وتعليقاً على المعلومات عن قطع الأشجار في عفرين، قال أحمد شيخو، الناطق باسم «منظمة حقوق الإنسان في عفرين»، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن عناصر من فصائل «فرقة السلطان مراد» و«فيلق الشام» و«أحرار الشام» و«المعتصم بالله» و«صقور الشمال»، من بين أطراف أخرى، قطعوا ما يصل إلى 650 ألف شجرة من أشجار الغابات المحيطة بسد وبحيرة ميدانكي والقرى المحيطة بها خلال السنوات الأربع التي مضت على طرد القوات الكردية من هذه المنطقة، اعتباراً من مارس (آذار) 2018.
واستنكر تحالف أحزاب «المجلس الكردي» المنضوية في صفوف «الائتلاف» السوري المعارض، ما وصفها بـ«الممارسات المنهجية» التي طالت طبيعة عفرين، معتبراً أنها «بعيدة عن الأخلاق والقيم الوطنية».
وطالبت هذه الأحزاب الدولة التركية بممارسة مسؤولياتها، باعتبارها تتحكم في هذه المنطقة عسكرياً وإدارياً، وبـ«محاسبة المجرمين، وحماية المنطقة بسكانها وطبيعتها من العبث والتدمير الممنهج على يد هذه العصابات»، على حد تعبير البيان.
وتحالف أحزاب «المجلس الكردي» معارض لأحزاب كردية تهيمن على منطقة الإدارة الذاتية شرق الفرات.
وتتحدث تقارير إعلامية وحقوقية باستمرار عن وقوع أحداث أمنية وانتهاكات مزعومة في عفرين التي نزح قرابة نصف سكانها، البالغ عددهم، قبل عام 2018، نحو نصف مليون نسمة، وتمركزوا في مخيمات بمناطق الشهباء في ريف حلب الشمالي على بُعد عشرات الكيلومترات من منازلهم.
وتُقدَّر أعداد أشجار الزيتون في مدينة عفرين الكردية بنحو 20 مليون شجرة تعود ملكيتها لسكان المدينة، ويصل إنتاجها السنوي لأكثر من 270 ألف طن من الزيتون، أي ما يعادل نحو 55 ألف طن من زيت الزيتون، وفقاً لإحصائيات مهندسين زراعيين وخبراء اقتصاديين. وذكرت إحصاءات سورية رسمية أن مزارعي الزيتون في عفرين تعادل نسبتهم قرابة 20 في المائة من إجمالي مزارعي الزيتون على الصعيد السوري.


مقالات ذات صلة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

المشرق العربي «قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

أعلنت سوريا، أمس، سقوط قتلى وجرحى عسكريين ومدنيين ليلة الاثنين، في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط مدينة حلب بشمال سوريا. ولم تعلن إسرائيل، كعادتها، مسؤوليتها عن الهجوم الجديد الذي تسبب في إخراج مطار حلب الدولي من الخدمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تأكيد ما أعلنته تركيا عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني القرشي في عملية نفذتها مخابراتها في شمال سوريا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن قوات بلاده حيدت (قتلت) 17 ألف إرهابي في السنوات الست الأخيرة خلال العمليات التي نفذتها، انطلاقاً من مبدأ «الدفاع عن النفس».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم أمس (الأحد)، مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية. وقال إردوغان خلال مقابلة متلفزة: «تم تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها أمس (السبت) جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا». وكان تنظيم «داعش» قد أعلن في 30 نوفمبر (تشرين الأول) مقتل زعيمه السابق أبو حسن الهاشمي القرشي، وتعيين أبي الحسين القرشي خليفة له. وبحسب وكالة الصحافة الفرنيسة (إ.ف.ب)، أغلقت عناصر من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية المحلية المدعومة من تركيا، السبت، منطقة في جينديرس في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

قالت الرئاسة التونسية في بيان إن الرئيس قيس سعيد عيّن، اليوم الخميس، السفير محمد المهذبي سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية التونسية لدى سوريا، في أحدث تحرك عربي لإنهاء العزلة الإقليمية لسوريا. وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل نحو عشر سنوات، احتجاجاً على حملة الأسد القمعية على التظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، والتي تطورت إلى حرب أهلية لاقى فيها مئات آلاف المدنيين حتفهم ونزح الملايين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

أثار تمسك سوريا بانسحاب تركيا من أراضيها ارتباكاً حول نتائج اجتماعٍ رباعي استضافته العاصمة الروسية، أمس، وناقش مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة.


إسرائيل تختبر دفاعات «عاصمة الحدود» اللبنانية

مشيّعون يقرأون الفاتحة على أرواح 16 شخصاً قُتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة برجا قُبيل مراسم الجنازة في مدينة صور جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)
مشيّعون يقرأون الفاتحة على أرواح 16 شخصاً قُتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة برجا قُبيل مراسم الجنازة في مدينة صور جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تختبر دفاعات «عاصمة الحدود» اللبنانية

مشيّعون يقرأون الفاتحة على أرواح 16 شخصاً قُتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة برجا قُبيل مراسم الجنازة في مدينة صور جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)
مشيّعون يقرأون الفاتحة على أرواح 16 شخصاً قُتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة برجا قُبيل مراسم الجنازة في مدينة صور جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)

اختبرت القوات الإسرائيلية على مدى الأيام الماضية، دفاعات «حزب الله» في محيط مدينة بنت جبيل التي تعرف بأنها «عاصمة الحدود»، وأكبر المدن الحدودية في جنوب لبنان، في محاولة لنقل المعركة إلى المدينة بعد فشل التوغل في مدينة الخيام خلال اليومين الماضيين، وذلك في ظل مراوحة في العملية البرية، حولتها إلى «حرب استنزاف» وتراشق صاروخي، بعد أربعة أسابيع على انطلاقها.

ونفذت مجموعات إسرائيلية محاولتي تسلل، إحداها سلكت طريقاً بين يارون ومارون الراس من الجهة الشرقية، بينما حاولت الثانية أن تسلك الطريق الممتد في الحدود بين رميش وعين إبل، وصولاً إلى الأطراف الجنوبية لبنت جبيل. وبدت «كمجموعات استطلاع ومناورة، لكنها لم تدخل إلى أحياء بنت جبيل»، حسبما قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط».

وجاءت تلك المحاولات في أعقاب مراوحة في المعركة البرية. وقالت المصادر إن المعركة «تحوّلت إلى حرب استنزاف، حيث لم تطرأ أي تغيرات على خريطتها منذ أسبوعين، فيما تدخل القوات الإسرائيلية إلى القرى الحدودية مجموعات هندسة، تفخخ المنازل والأحياء، وتفجرها في اليوم التالي».

وتمضي إسرائيل بمواصلة قصفها الجوي الموسع في العمق اللبناني، الذي أسفر عن خسائر بلغت ضعفي خسائر حرب يوليو (تموز) 2006، لناحية الأعداد البشرية التي فاقت الثلاثة آلاف، والتدمير الذي فاق 35 ألف وحدة سكنية مدمرة بشكل كامل، فضلاً عن خسائر تفوق الـ10 ملايين دولار.