الأميركيون يضغطون لهدوء في الضفة و«كبح العضوية الكاملة»

لقاءات لعمرو في تل أبيب ورام الله تبحث كذلك التسهيلات والإصلاحات

هادي عمرو يتحدث افتراضياً من رام الله مع مسؤولين بقطاع غزة (حساب الخارجية الأميركية)
هادي عمرو يتحدث افتراضياً من رام الله مع مسؤولين بقطاع غزة (حساب الخارجية الأميركية)
TT

الأميركيون يضغطون لهدوء في الضفة و«كبح العضوية الكاملة»

هادي عمرو يتحدث افتراضياً من رام الله مع مسؤولين بقطاع غزة (حساب الخارجية الأميركية)
هادي عمرو يتحدث افتراضياً من رام الله مع مسؤولين بقطاع غزة (حساب الخارجية الأميركية)

تضغط الولايات المتحدة على السلطة الفلسطينية من أجل وقف محاولة طلب «عضوية كاملة» في الأمم المتحدة، وتحاول في الوقت نفسه دفع خطة لتهدئة الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية، بحسب مصدر فلسطيني.
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن المبعوث الأميركي هادي عمرو وصل إلى رام الله، الأربعاء، مستبقاً وصول باربارا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، الخميس، إلى تل أبيب ورام الله.
وأكد المصدر أن الأميركيين يركزون على قضيتين رئيسيتين؛ وقف التحرك الفلسطيني للحصول على دولة بعضوية كاملة لأن ذلك يعني إحراج واشنطن التي قد تضطر لاستخدام الفيتو في مرحلة ما، وتهدئة الأوضاع في الضفة الغربية، إضافة إلى دفع تسهيلات إسرائيلية للأمام وتعزيز الاقتصاد الفلسطيني. ويفترض أن تصل ليف إلى إسرائيل أولاً، وقال موقع «واللا» الإسرائيلي إنها ستلتقي مسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس الشاباك «رونين بار» ومستشار الأمن القومي «إيال حولتا». ثم تنتقل إلى رام الله وستلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومساعديه.
وقبل وصول ليف، التقى عمرو، الأربعاء، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الذي طلب من عمرو، دعم التوجه الفلسطيني لطلب «العضوية كاملة» في الأمم المتحدة وإخراج وعود الإدارة الأميركية فيما يخص فلسطين «إلى حيز التنفيذ».
وقال أشتية إن الشعب الفلسطيني وقيادته يواجهون ضغوطات كبيرة، من ناحية تصعيد إسرائيل لإجراءاتها القمعية غير المسبوقة من اقتحامات الأقصى والاعتقال والاغتيال ومصادرة الأراضي والاستيطان، ومن ناحية أخرى عدم وجود أفق سياسي، وصعوبة الوضع المالي. وأضاف: «نسعى إلى تحريك الملف السياسي مجدداً من خلال طلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، في ظل غياب المبادرات السياسية لحل القضية الفلسطينية».
ودعا أشتية، عمرو إلى عدم تعطيل ذلك المسعى، وحثّ بدلاً من ذلك على وجود إرادة سياسية أميركية لدعم الجانب الفلسطيني، وتنفيذ التعهدات، لا سيما فيما يخص إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس للحفاظ على حل الدولتين.
وبحسب المصادر، حضرت أيضاً على الطاولة مسألة تنفيذ أجندة الإصلاح المالي والإداري، والخطوات التي تم اتخاذها في مختلف القطاعات لخفض النفقات ومواجهة العجز المالي. وبحث الطرفان سبل إنجاح اجتماع المانحين (AHLC) المزمع عقده في سبتمبر (أيلول) في نيويورك.
وأخبر عمرو، أشتية بالموقف الأميركي من مسألة العضوية الكاملة، وهو موقف رافض نقله مسؤولون أميركيون قبل ذلك للمسؤولين الفلسطينيين، باعتبار أن مثل هذه الخطوة لن تؤدي إلى أي مكان سياسياً أو عملياً، وأن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض إذا طرحت القضية فعلاً.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، قبل أيام، إن «الولايات المتحدة ملتزمة بحل الدولتين، وتركز على تهيئة الظروف التي تسمح باستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، والطريقة الواقعية الوحيدة لحل سلمي، هي من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، ولا توجد طرق مختصرة لدولة فلسطينية دون مفاوضات مع إسرائيل».
وكانت السلطة الفلسطينية، قد جددت جهودها من أجل قبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وتنوي طرح المسألة للتصويت في مجلس الأمن خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل.
لكن في مقابل محاولة إحباط الخطوة الفلسطينية، ستضغط واشنطن على إسرائيل من أجل دفع تسهيلات للفلسطينيين إلى الأمام، وخفض التصعيد في الضفة الغربية.
والتقى عمرو، أمس، الرؤساء التنفيذيين لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، في يوليو (تموز) الماضي، أنّ الولايات المتحدة ستُوفر ما يصل إلى 100 مليون دولار لدعم الرعاية الصحية الجيدة، من خلال شبكة مستشفيات القدس الشرقية كجزء من التزام الولايات المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني.
كما التقى عمرو، فلسطينيين مسؤولين من قطاع غزة في اجتماع افتراضي، وتحدث معهم حول تحديات الحياة في القطاع.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».