القاهرة لا تشارك تل أبيب رؤيتها حول وجود «أزمة» في العلاقات

وزير الدفاع الإسرائيلي قال: «نسعى لتكون عابرة»

شبان فلسطينيون يختبئون وراء ساتر خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية بالضفة الغربية في 9 أغسطس (أ.ف.ب)
شبان فلسطينيون يختبئون وراء ساتر خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية بالضفة الغربية في 9 أغسطس (أ.ف.ب)
TT

القاهرة لا تشارك تل أبيب رؤيتها حول وجود «أزمة» في العلاقات

شبان فلسطينيون يختبئون وراء ساتر خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية بالضفة الغربية في 9 أغسطس (أ.ف.ب)
شبان فلسطينيون يختبئون وراء ساتر خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية بالضفة الغربية في 9 أغسطس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل التأكيد عبر تقارير إعلامية، وتصريحات رسمية على وجود «أزمة» في العلاقات مع مصر، على خلفية العلمية العسكرية الأخيرة في قطاع غزة، تُشدد القاهرة على «التقليل» من أهمية الحديث عن «التوتر»، مؤكدة أن «الأمر ليس خلافاً بالمعنى الواضح، وإنما إعادة لترتيب الأوضاع».
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، «وجود أزمة بين إسرائيل ومصر»، وقال، خلال مقابلة أجرتها معه الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان» أمس (الاثنين): «نسعى لأن تكون عابرة». موضحاً أن «التوتر ناجم عن تفسيرات مختلفة لنهاية عملية بزوغ الفجر (هكذا يسمى الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة قبل أسبوعين)، وآمل أن تنتهي الأزمة في الأيام القريبة». وأضاف غانتس أن «مصر لاعب إقليمي مركزي وهي الصديقة الأهم لإسرائيل، وسنتمكن من جعل العلاقات مستقرة، فهذه مصلحة للدولتين، وأحياناً يحدث توتر. ولا ينبغي تحويل أي أزمة إلى أمر أساسي».
لكن مصدرين مطلعين مصريين شككا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، في «حدة الأزمة»، وقال أحدهما إن «الموضوع ليس أزمة بالمعنى الواضح، وإنما تباين في النظر إلى بعض القضايا وتقييمات مختلفة لبعض التطورات»، في إشارة إلى جهود التهدئة المصرية لاحتواء الأزمة عقب العملية العسكرية الأخيرة في غزة، بينما قال الآخر إنه «لا توجد أزمة أو توتر، ولكن توجد مساحة من إعادة ترتيب الأولويات بين الجانبين، بدأتها القاهرة».
وبينما عزا المصدر الأول التقارير والتصريحات الإسرائيلية عن التوتر إلى «أزمات الداخل في تل أبيب»، شدد المصدر الثاني على أن «القاهرة تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، وتسعى للإبقاء على مساحات التعامل مع كل الأطراف في تل أبيب دون انحياز لطرف على حساب آخر، لحين إجراء الانتخابات الإسرائيلية». وعلى مدار اليومين الماضيين، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عما وصفته بـ«توتر كبير»، في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، وقالت إن «الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، في وقت كانت مصر تعمل فيه على تهدئة النفوس، أثار غضب القاهرة»، مشيرة إلى أن «التوتر بين البلدين بلغ مداه في أعقاب اغتيال إسرائيل لقائد كتائب الأقصى، إبراهيم النابلسي، بعد يومين من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاء النار، وبينما كانت مصر تعمل على تحقيق هدوء أوسع وأكثر استمراراً». وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن «رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، رونين بار، زار مصر، الأحد، لتهدئة التوتر مع القاهرة».
وتعليقاً على الأنباء الإسرائيلية، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «توقيت العملية الأمنية التي قامت بها إسرائيل، عقب التهدئة، لم يكن مناسباً، ولم يكن هناك أي داعٍ لإشعال التوتر في المنطقة، وسط جهود مصرية مستمرة لتهدئة الأوضاع»، مشيراً إلى أن «مصر لن تتحدث عن وجود أزمة، والتعامل مع هذه الأمور متروك للدبلوماسية المصرية». وقال إن إسرائيل اعتادت على تصدير مثل هذه القضايا لوسائل الإعلام، دون التزام بمعايير الدبلوماسية الصامتة أو الحكيمة، ما قد يضر بمصالحهم ومصالح الآخرين. ونجحت جهود الوساطة المصرية، بداية الشهر الحالي، في التوصل إلى اتفاق «تهدئة» بين تل أبيب و«حركة الجهاد»، ليعود الهدوء إلى قطاع غزة بعد أيام من التصعيد الإسرائيلي.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».