جبايات الحوثيين تفقر المزارعين وتوهمهم بـ«قدسية» التبرع للجبهات

مزارعون يقدمون تبرعات اجبارية من محاصيل العنب للحوثي  (التواصل الاجتماعي)
مزارعون يقدمون تبرعات اجبارية من محاصيل العنب للحوثي (التواصل الاجتماعي)
TT

جبايات الحوثيين تفقر المزارعين وتوهمهم بـ«قدسية» التبرع للجبهات

مزارعون يقدمون تبرعات اجبارية من محاصيل العنب للحوثي  (التواصل الاجتماعي)
مزارعون يقدمون تبرعات اجبارية من محاصيل العنب للحوثي (التواصل الاجتماعي)

يعاني مزارعو الفواكه في مناطق سيطرة الحوثيين من ارتفاع أسعار الوقود وصيانة المعدات، وهي عوامل يُفترض أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار منتجاتهم؛ إلا أن انقطاع الكهرباء وقلة عدد مخازن التبريد؛ يدفعهم إلى بيعها بأسعار تزيد على كلفة الإنتاج بقليل؛ لكن الجبايات الحوثية باسم رفد الجبهات والمقاتلين تتسبب لهم في خسائر أكبر من كل ذلك.
ويشكو المزارعون اليمنيون من فرض الميليشيات حملات تبرعات إجبارية لصالح المقاتلين في الجبهات، أو كما يحلو لوسائل إعلام الميليشيات تسميتهم «المرابطين»، وهذه التبرعات تضاف إلى حملات جباية أخرى بأسماء مختلفة، بعضها رسمي، إلا أن غالبيتها تأتي تحت صفات وأسماء من ابتكار قادة الميليشيات، وبأشكال مختلفة، عشوائية ومنظمة.
الأسبوع الماضي، أعلنت الميليشيات عن تسيير أهالي محمية «خربة سعوان» التابعة لمديرية بني حشيش شمال شرقي العاصمة صنعاء، القافلة الخامسة، خلال أقل من شهر، من فاكهة الخوخ لمن سمَّتهم «المرابطين في الجبهات»، وذلك في إطار جني ثمار وحصاد الموسم الزراعي لهذا العام، في المنطقة المشهورة بزراعة أجود أنواع العنب والخوخ.
وقبل أسبوعين، أعلنت الميليشيات عبر وسائل إعلامها عن تسيير أهالي أبناء منطقة صرف، في بني حشيش أيضاً، قافلة عنب، إضافة إلى القوافل العديدة التي أجبروا عليها الشهر الماضي، وتضمنت هدايا عينية وحلوى ومكسرات وكعك العيد ومبالغ مالية، من مختلف المناطق. وخلال الشهر الماضي؛ وبحسب وسائل إعلام الميليشيات؛ سيَّر أهالي مديرية بني حشيش قافلة مالية وعينية بمبلغ 15 مليون ريال (الدولار حوالي 600 ريال) متضمنة رؤوساً من الماشية وزبيباً ولوزاً ومكسرات وأدوية وعلاجات طبية. أما أهالي مدينة الشرق ومغرب عنس في محافظة ذمار جنوب العاصمة صنعاء، فزعمت الميليشيات تسييرهم قافلتين من مواشٍ ومواد غذائية وطبية.
وتجبر الميليشيات المزارعين على التبرع من كل عملية حصاد، ولديها ما يشبه الجهاز الرقابي في المناطق الزراعية؛ حيث يعمل القادة الذين يعرفون بالمشرفين على مراقبة ومتابعة عمليات الزراعة حتى لحظة الإنتاج، ليتم الإعلان عن حملات التبرع التي يُجبر فيها المزارعون على تقديم كميات من منتجاتهم دعماً للمجهود الحربي للميليشيات.
وذكرت مصادر في العاصمة صنعاء لـ«الشرق الأوسط»؛ أن بعض القادة يعلنون عن حملات التبرع، ويدعون وسائل الإعلام التابعة للميليشيات لتغطية فعاليات حملات تسيير القوافل المزعومة، إلا أن قادة آخرين يتجنبون مثل هذه الفعاليات؛ خصوصاً عندما تكون الكميات التي أجبروا المزارعين على التبرع بها قليلة.
وبحسب تفسير المصادر؛ فإن أغلب القادة والمشرفين الحوثيين يستولون لأنفسهم على كميات من تلك المحاصيل، قبل توريدها لصالح الميليشيات. وتعتمد إقامة الفعاليات المصاحبة للتبرعات الإجبارية على كمية المحصول، فإذا كانت الكمية كبيرة، تُعقد الفعالية لأجلها، أما إذا كانت قليلة؛ فإن القادة المسؤولين عنها يتجنبون الإعلان عنها، لتجنب مساءلتهم من القادة الأعلى منهم عن الكميات المختفية.
وتطال حملات الميليشيا المزارع في جميع المحافظات تحت سيطرتها، للاستيلاء على مبالغ مالية، بحجج ومبررات مختلفة، إلا أنها لا تكتفي بذلك، وفي كل موسم، تعلن عمّا تسميه «حملة رفد الجبهات»، لتجبر المزارعين خلالها على التبرع من منتجاتهم الزراعية، وتزيد عليها طلب مبالغ مالية لتكلفة نقل التبرعات العينية.
يرى الباحث الاقتصادي عبد الله المقطري، أن ميليشيا الحوثي استعانت بخبرات من النظام الإيراني في التحايل لجمع التبرعات، أو إجبار المستهدفين على دفعها؛ حيث إن النظام الإيراني بدأ هذه الممارسات منذ سيطرته على السلطة في إيران، قبل أن يطورها تحت ضغوط العقوبات الأميركية.
ويشير المقطري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الميليشيات توصلت إلى فكرة جديدة في هذا الشأن؛ حيث أنشأت عدداً من الصناديق والمصارف لتمنح عمليات النهب المنظم والتبرعات المأخوذة بالإكراه والجباية طابعاً رسمياً. وينوه المقطري إلى أن ميليشيات الحوثي هي جماعة مذهبية متطرفة، وتتبع طرق ووسائل الجماعات المتشددة والإرهابية نفسها للحصول على الدعم والتمويل، وتستخدم في ذلك الخطاب الديني المتطرف، وهو ما يعد بالنسبة لهذه الجماعات رافعة اقتصادية مهمة جداً.
وتدأب الميليشيات على تنظيم ندوات تحت عنوان دائم «رفد الجبهات واجب ديني ووطني»، تجلب إليها مثقفيها ورجال مذهبها المتطرفين والشخصيات الاجتماعية، لحث اليمنيين على ضرورة استمرار رفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد، وحث المكونات التابعة لها على التعبئة والتحشيد.
ويركز المشاركون في هذه الفعاليات، ومثلهم خطباء المساجد، على ما تسمى في أدبيات الميليشيات «ثقافة الجهاد والاستشهاد»، ومن ذلك الجهاد بالمال والتضحية به، والتشديد على أن التبرع بالمال هو أقل أنواع الجهاد تضحية، إضافة إلى توبيخ المتلقين لعدم مسارعتهم للتبرع، بوصف هذه المساهمات واجباً شرعياً وليس اختيارياً، حسب تلك المزاعم.
وفي تلك الفعاليات التي تعقد على مختلف المستويات، بما فيها الأحياء والحارات والقرى؛ يتم ترويج أن المساهمة في دعم المجهود الحربي، وبذل المال والنفس، وتسيير القوافل لدعم الجبهات؛ أكبر دليل على الإيمان والدفاع عن الهوية الإيمانية، وهي مفاهيم وردت في أدبيات مؤسس الميليشيات حسين الحوثي.
وإلى جانب كل ذلك؛ يُستخدَم الإعلام بشكل يومي للتحريض على التبرع للجبهات ورفدها، والاستجابة للدعوات الخاصة بذلك؛ بل وحتى ترهيب المواطنين من عدم التعاون مع حملات جمع التبرعات.
ويحاول إعلام الميليشيات إيهام الرأي العام بوجود رفاهية في جبهات القتال؛ حيث يُجبَر المزارعون على التبرع بمحاصيلهم من الفواكه والخضراوات والمكسرات، إضافة إلى اللحوم والحلوى، ووصل الأمر إلى حدّ الزعم بتبرع النساء بحليهن ومجوهراتهن، لإغراء الأفراد، وخصوصاً العاطلين، بالتوجه إلى القتال للحصول على تلك الرفاهية.
وعلى العكس من ذلك؛ يستغرب العائدون من الجبهات -على قلتهم- من مزاعم تسيير كل تلك الأنواع من التبرعات، وما تحتويه من تنوع غذائي كبير، في حين أنهم غالباً لا يتناولون سوى «الكدم» في الوجبات الثلاث الفقيرة القيمة والتنوع. والكدم نوع من أنواع الخبز اليمني شديد الجفاف والقسوة.


مقالات ذات صلة

هوس قادة الحوثيين بالشهادات العليا يفاقم انهيار التعليم الجامعي

العالم العربي الجماعة الحوثية منحت مهدي المشاط رئيس مجلس حكمها شهادة الماجستير (إعلام حوثي)

هوس قادة الحوثيين بالشهادات العليا يفاقم انهيار التعليم الجامعي

يتعرض طلاب الدراسات العليا في الجامعات اليمنية لابتزاز قادة حوثيين لإعداد رسائلهم للماجستير، والدكتوراه، في حين يجري إغراق التعليم الجامعي بممارسات كسب الولاء

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طائرة أميركية مسيرة من طراز «إم كيو - 9» (أرشيفية - أ.ب)

اليمن: مقتل قيادي بارز بـ«القاعدة» بغارة أميركية في مأرب

أكد مصدر أمني يمني، مساء السبت، مقتل قيادي بارز في تنظيم «القاعدة»، في ضربة بطائرة أميركية من دون طيار في محافظة مأرب، شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عناصر حوثيون أمام شاشة كبيرة تنقل صوراً لهجمات نفَّذتها الجماعة في البحر الأحمر (غيتي)

سباق الظلام… الحوثيون يحاولون تجاوز اختراقهم من إسرائيل

لجأ الحوثيون لتشديد إجراءاتهم الأمنية لحماية قياداتهم من الاستهداف الإسرائيلي، كتعطيل كاميرات المراقبة وتغيير هوياتهم يومياً وتنويع وسائل تنقلهم وتمويه تحركاتهم

وضاح الجليل (عدن)
خاص باتريك سيمونيه رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن (تصوير: صالح الغنام)

خاص الاتحاد الأوروبي لـ«الشرق الأوسط»: لا تساهل مع الحوثيين... وهدفنا عودة اليمنيين للمفاوضات

تؤكد بروكسل أنها لا تتساهل مع الحوثيين، وكل جهودها تنصب لإعادة الأطراف لطاولة المفاوضات وتطبيق خريطة السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الرئيس رشاد العليمي يستقبل الوزير البريطاني في عدن (سبأ)

وزير بريطاني: شراكتنا مع اليمن «ركيزة أساسية» لاستقرار البلاد وأمن المنطقة والعالم

وصف وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني هيمش فولكنر الشراكة مع اليمن بأنها «ركيزة أساسية» لاستقرار البلاد وأمن المنطقة والعالم.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

نساء الأحزاب اليمنية يتمرّدن على القيادات

جانب من اجتماع اللجنة اليمنية الوطنية للمرأة في عدن مع مسؤولين أمميين (إعلام حكومي)
جانب من اجتماع اللجنة اليمنية الوطنية للمرأة في عدن مع مسؤولين أمميين (إعلام حكومي)
TT

نساء الأحزاب اليمنية يتمرّدن على القيادات

جانب من اجتماع اللجنة اليمنية الوطنية للمرأة في عدن مع مسؤولين أمميين (إعلام حكومي)
جانب من اجتماع اللجنة اليمنية الوطنية للمرأة في عدن مع مسؤولين أمميين (إعلام حكومي)

تشهد الساحة السياسية اليمنية تحوّلاً لافتاً في الوعي والتنظيم النسوي داخل الأحزاب والمكوّنات السياسية، بعد سنوات طويلة من التهميش والإقصاء؛ إذ أعلنت قيادات نسائية حزبية تبنّي خطة جديدة لتعزيز حضور المرأة في الحياة السياسية، وتمكينها من الوصول إلى مواقع القرار، بما في ذلك الحصول على حقائب وزارية، ورفع تمثيلها داخل الهياكل الحزبية إلى 30 في المائة كمرحلة أولى، ترتفع تدريجياً إلى 50 في المائة.

وجاءت هذه الخطوات عقب ثلاثة أيام من النقاشات الواسعة في لقاء نظّمته هيئة الأمم المتحدة للمرأة في عدن، وشاركت فيه ممثلات ثمانية من أبرز الأحزاب والكيانات السياسية اليمنية. اللقاء كشف حجم الاحتقان داخل الأطر الحزبية نتيجة استمرار تغييب النساء عن المواقع القيادية، رغم الدور الواسع الذي لعبته اليمنيات خلال الحرب والأزمات المتتالية.

واتفقت المشاركات على وضع خطط داخلية واضحة لتمكين القيادات النسوية من حقائب وزارية وقيادة مؤسسات حكومية، إلى جانب إطلاق برامج تدريب وتأهيل متخصصة لإعداد كوادر نسائية قادرة على المنافسة.

اليمنيات يطمحن لرفع تمثيلهن داخل الهيئات الحزبية إلى 50% (إعلام محلي)

كما أقرت المشاركات اعتماد «كوتا نسائية» لا تقل عن 30 في المائة في التعيينات القيادية داخل الأحزاب، مع مراجعة اللوائح الداخلية التي تمثّل عائقاً أمام وصول النساء إلى مراكز صنع القرار.

وتجاوزت المشاركات التباينات السياسية بين أحزابهن، مؤكدات الحاجة إلى إعداد ميثاق أخلاقي يحمي المرأة داخل العمل الحزبي والسياسي، ويفرض التزامات واضحة على المكوّنات في ما يتعلق بترشيح النساء للمناصب، ودعم صعودهن في هياكل الأحزاب.

تحرير القرار الحزبي

ناقشت المشاركات اليمنيات بعمق الوضع المؤسسي للمرأة داخل أحزابهن، والعوائق البيروقراطية والتنظيمية التي تعوق مشاركتها الفاعلة، إضافة إلى التحديات العامة المرتبطة بالعمل السياسي في ظل الحرب التي أشعلها انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية قبل أحد عشر عاماً.

وأشارت المتحدثات إلى ضعف آليات التواصل والتنسيق بين الكوادر النسوية، وغياب السياسة الحزبية الواضحة لتمكين المرأة، إلى جانب محدودية حضور النساء في دوائر صنع القرار داخل الأحزاب.

دعم أممي لمشاركة المرأة في العملية السياسية وبناء السلام (إعلام محلي)

من جانبها، أكدت دينا زوربا، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن، خلال اللقاء، أن القيادات النسوية داخل الأحزاب يتحملن دوراً محورياً في دعم وصول النساء إلى مناصب القرار العليا، من خلال تقديم المرشحات للمناصب الحكومية والمشاركة النشطة في العملية السياسية وبناء السلام.

وحثّت زوربا المشاركات على مواجهة التحديات الهيكلية في مؤسساتهن الحزبية، والعمل على تحسين الوضع المؤسسي للمرأة باعتباره خطوة أساسية لضمان وصولها إلى القرار السياسي.

كما أوضحت أن رفع مشاركة المرأة في الأحزاب ليس مطلباً حقوقياً فحسب، بل ضرورة لحماية العملية السياسية نفسها، مؤكدة أن أي عملية بناء سلام لا تشمل النساء تظل ناقصة وغير قابلة للاستمرار.

ووفقاً للمنظمين، فقد هدفت الجلسات النقاشية إلى خلق منصة حوار سياسية تجمع النساء القياديات، وتتيح لهن فرصة صياغة حلول عملية قابلة للتطبيق على المدى القريب. وشملت الجلسات عروضاً تحليلية حول موقع المرأة داخل الهياكل الحزبية، ونقاشات جماعية لتحديد مقاربات فعّالة لتعزيز دور النساء في صياغة مستقبل البلاد.

موقف رئاسي داعم

قدّمت القيادات النسوية عدداً من التوصيات المتعلقة بتحسين الدور المؤسسي للنساء داخل الأحزاب اليمنية، والارتقاء بكفاءتهن في مواقع اتخاذ القرار، وتعزيز مسؤولية الأحزاب تجاه قضايا النساء داخل المكوّنات السياسية. وأكدت التوصيات ضرورة تفعيل دوائر تمكين المرأة داخل الأحزاب، وتبنّي آليات واضحة تضمن وصول أصوات النساء وأولوياتهن إلى مسارات صنع القرار.

وفي السياق ذاته، تماشياً مع المطالب النسوية، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، إلى ضرورة إشراك المرأة في الحكومة وتمكينها من قيادة حقيبة وزارية، مؤكداً أن تغييب النساء عن مواقع القرار يمثل خللاً قانونياً ومؤسسياً يجب معالجته فوراً.

التزام حكومي يمني بتمثيل المرأة في موقع القرار السياسي (إعلام حكومي)

وشدد العليمي على أن المرأة اليمنية كانت وما تزال شريكاً أساسياً في الصمود والبناء، وأن مطالبتها بحقها في التمثيل السياسي ليست مِنّة من أحد، بل حق أصيل يجب الاعتراف به. وقال: «ليس من العدل أن تتحمل المرأة الأعباء كافة، في حين تغيب عن مواقع صنع القرار تماماً». وأضاف أن بقاء الحكومة بلا حقيبة وزارية نسائية أمر غير مقبول، خاصة في بلد تشكل النساء فيه أكثر من نصف عدد السكان.

ويبدو أن هذه التوجهات، إلى جانب الجهود الأممية، تمهد لمرحلة جديدة من المشاركة النسوية، قد تعيد رسم الخريطة السياسية المستقبلية، خصوصاً إذا التزمت الأحزاب بتنفيذ ما أعلنته من خطط ومراجعات داخلية.


تشديد يمني رئاسي على توحيد الجهود لحسم المعركة ضد الحوثيين

عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
TT

تشديد يمني رئاسي على توحيد الجهود لحسم المعركة ضد الحوثيين

عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

شدد عضوا مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح وسلطان العرادة على توحيد الجهود في مواجهة الانقلاب الحوثي وتسريع خطوات استعادة الدولة وتحرير العاصمة المختطفة صنعاء، مع ضرورة إنهاء الخلافات البينية وإغلاق الملفات العالقة، وذلك قبيل انطلاق جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة والحوثيين بشأن الأسرى والمحتجزين برعاية دولية.

وفي لقاء جمع عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، مع رئيس مجلس النواب سلطان البركاني وعدد من أعضاء المجلس، عرض صالح رؤية المقاومة الوطنية ومقاربتها للمعركة ضد الجماعة الحوثية، موضحاً أنها إطار وطني جامع لا يقوم على أي اعتبارات حزبية أو مناطقية، وأن معيار الانضمام إليها هو الإيمان بأولوية قتال الميليشيات واستعادة مؤسسات الدولة.

واستعرض صالح خلال اللقاء عدداً من مشاريع وبرامج المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، مؤكداً أنها موجّهة لخدمة المواطنين في كل المناطق دون تمييز. كما شدد على أن الانقسامات بين القوى المناهضة للحوثيين تُضعف الجبهات وتمنح الميليشيا مساحات للتقدم، محذراً من انعكاساتها السلبية على معنويات المقاتلين.

طارق صالح خلال لقائه قيادات برلمانية في المخا (إعلام رسمي)

وأشار صالح إلى أن توحيد مسرح العمليات العسكرية يمثّل حجر الزاوية في أي تحرك لاستعادة صنعاء، مجدداً تأكيده أن استعادة الجمهورية مرهونة بهزيمة الحوثيين. كما دعا مجلس النواب إلى مضاعفة الجهود بما يخدم المصلحة الوطنية العليا ويعزّز الثقة الإقليمية والدولية بالقوى الشرعية.

هزيمة الانقلاب

في لقاء آخر جمع طارق صالح بعدد من أمناء عموم وممثلي الأحزاب السياسية، أكد عضو مجلس القيادة أن المرحلة الراهنة تتطلّب حشد الجهود وتوحيد المعركة شمالاً لهزيمة الانقلاب وتحرير العاصمة المختطفة صنعاء.

وأشار صالح إلى أن التباينات بين القوى الوطنية أمر طبيعي، لكنها لا تلغي وجود هدف جامع هو «قتال الحوثي واستعادة الدولة»، مؤكداً أن المجلس الانتقالي الجنوبي شريك في هذه المعركة منذ الحرب الأولى في صعدة، وأن تضحيات أبناء الجنوب في جبال مرّان تشكّل شاهداً حياً على دورهم الوطني.

لقاء طارق صالح مع ممثلي الأحزاب السياسية (إعلام رسمي)

وشدد صالح على ضرورة تهيئة البيئة المناسبة للمعركة القادمة، لافتاً إلى أن «دول التحالف لدعم الشرعية قدّمت الكثير من الدعم، وإذا أردنا دعماً إضافياً فعلينا أن نوحّد جهودنا نحو صنعاء». وأعاد تأكيد أن المقاومة الوطنية لن تنشغل عن هدفها في مواجهة الحوثي، ولن تعود إلى «تحرير المحرر»، في إشارة إلى عدم الدخول في صراعات جانبية.

كما عبّر عن تقديره للأحزاب والمكونات السياسية، وعدّ حضورهم دليلاً على «وعي متقدم بأهمية اللحظة الوطنية وضرورة التكاتف في مواجهة المشروع الإيراني».

استعادة الدولة

أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، سلطان العرادة، خلال لقائه رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز، ووكلاء محافظة مأرب، وعدداً من القيادات العسكرية والأمنية، أن ما تمر به البلاد اليوم هو «نتيجة طبيعية لانقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني»، مشدداً على أن كل الإشكالات ستتلاشى بمجرد استعادة مؤسسات الدولة.

وقال العرادة إن القوات المسلحة والأمن يشكّلان «عماد الاستقرار والتحرير»، وإن مجلس القيادة يقدّر تضحيات منتسبي المؤسستَين ويتابع قضاياهم بشكل دائم. ودعا إلى تجاوز المشكلات الآنية والخلافات الجانبية وإرث الماضي، مؤكداً أن القضية الوطنية الكبرى هي استعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

سلطان العرادة خلال اجتماعه بقيادات عسكرية في مأرب (إعلام رسمي)

وأضاف مخاطباً القيادات العسكرية: «الناس يعلّقون عليكم آمالاً كبيرة... فاحملوا الراية لتحرير البلاد»، مشدداً على استعداد الجميع للتضحية في سبيل إنهاء الانقلاب واستعادة المجد للشعب اليمني. كما شدد على أن اليمن «لن يستعيد مكانته إلا بالتخلص من الميليشيا الحوثية الإيرانية»، معبّراً عن امتنانه لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.

وفي سياق آخر أعلنت السلطات اليمنية في محافظة مأرب عن تسليم 26 جثماناً من قتلى الحوثيين الذين قُتلوا في جبهات مأرب والجوف، بعد التعرف عليهم من قبل الجماعة.

وأوضح العميد يحيى كزمان أن العملية تمت «بوصفها مبادرة من طرف واحد لدواعٍ إنسانية»، وبإشراف من لجنة الصليب الأحمر الدولية، وبتنسيق مع رئاسة هيئة الأركان العامة والجهات المعنية.

وأكد كزمان، وهو عضو الفريق الحكومي المفاوض، أن الحكومة تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إظهار حسن النية قبل جولة المفاوضات المرتقبة، وتهيئة الأجواء للانتقال إلى قاعدة «الكل مقابل الكل» في ملف المحتجزين والمختطفين والمخفيين قسراً.

وأوضح أن المبادرة جاءت بناءً على توجيهات عليا ضمن جهود تهدف إلى إغلاق هذا الملف الإنساني الذي يفاقم معاناة آلاف الأسر اليمنية.


الخارجية الفلسطينية ترحب بموافقة الأمم المتحدة على تمديد ولاية «الأونروا»

رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
TT

الخارجية الفلسطينية ترحب بموافقة الأمم المتحدة على تمديد ولاية «الأونروا»

رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)

رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الجمعة، بتبني الجمعية العامة بأغلبية ساحقة خمسة قرارات لصالح الشعب الفلسطيني، من بينها تجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

وقالت الوزارة، في بيان، إن هذه القرارات «تعكس تضامناً واسعاً من جميع أنحاء العالم مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وتمثل إقراراً بمسؤولية المجتمع الدولي في دعم الاحتياجات السياسية والإنسانية، بما فيها حق لاجئي فلسطين».

وأضافت أن هذا التضامن يؤكد دعم العالم لوكالة «الأونروا» سياسياً ومالياً، ولحماية حقوق اللاجئين وممتلكاتهم وإدانة الاستيطان الإسرائيلي.

وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن هذا التصويت «تعبير إضافي عن رفض المجتمع الدولي للضم والاستيطان والتهجير القسري والعقاب الجماعي والتدمير الواسع للبنية التحتية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والإبادة في قطاع غزة».