تهديد إيران لإسرائيل بصواريخ «حزب الله» يحرج لبنان

اهتمام دبلوماسي في بيروت بالهجوم على غزة... وأسئلة عن ترسيم الحدود

صورة نشرتها قوات {يونيفيل} لحفظ السلام على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية
صورة نشرتها قوات {يونيفيل} لحفظ السلام على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية
TT

تهديد إيران لإسرائيل بصواريخ «حزب الله» يحرج لبنان

صورة نشرتها قوات {يونيفيل} لحفظ السلام على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية
صورة نشرتها قوات {يونيفيل} لحفظ السلام على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية

بادر عدد من السفراء الأجانب المعتمدين لدى لبنان إلى تشغيل محركاتهم فور بدء العدوان الإسرائيلي على غزة باتجاه الأطراف السياسية الرئيسة، في محاولة وقائية لاستيعاب ما يمكن أن يترتب عليه من تداعيات على الساحة الداخلية تتجاوز إعلان التضامن مع الفلسطينيين إلى تحريك جبهة الجنوب في ضوء المواقف التي أعلنها قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني وخلاصتها أن صواريخ «حزب الله» ستفتح أبواب جهنم في تصديها للعدوان الإسرائيلي، أم أن توازن الرعب سيفعل فعله في الحفاظ على قواعد الاشتباك وعدم المس بها.
فإعلان التضامن الإيراني مع حركة «الجهاد الإسلامي» التي تتصدى للعدوان الإسرائيلي على غزة ليس بجديد، خصوصاً مع وجود زعيمها زياد النخالة في طهران، لكن سلامي وزميله قاآني لم يكونا مضطرين لإطلاق تهديداتهما مستعينين بصواريخ «حزب الله»، وكان سبق لأمينه العام حسن نصر الله، كما يقول مصدر دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط»، أن أعلن عن امتلاكه لأكثر من ألف صاروخ من صنع إيراني.
ويلفت المصدر الدبلوماسي الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين لم تكن في محلها وإن كانوا يتوقعون منها توجيه رسالة مزدوجة لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بأن حركة «الجهاد الإسلامي» ليست متروكة وحدها، ويقول إن تضامنهم شكل إحراجاً للدولة اللبنانية أمام المجتمع الدولي لأنهم أوحوا بأن أمر عمليات مساندة الجهاد الإسلامي يصدر من طهران وأن حليفها «حزب الله» يتولى التنفيذ برغم أنه لن «يقصر»، وهو كان ولا يزال على جاهزية تامة لردع أي عدوان إسرائيلي على لبنان.
ويؤكد أن الرعاية الإيرانية المباشرة لـ«الجهاد الإسلامي» تأتي هذه المرة بالتلازم مع احتمال استئناف المفاوضات غير المباشرة حول الملف النووي في ضوء تبادل الرسائل بالواسطة بين واشنطن وطهران برعاية المجموعة الأوروبية، ويقول إن طهران بدعمها المطلق لـ«سرايا القدس» الذراع العسكرية لـ«الجهاد الإسلامي» تراهن على قدرتها بمنع إسرائيل من الإخلال بقواعد الاشتباك وإحباط مخططها من عدوانها على غزة، فيما تقف الآن على مشارف إجراء انتخابات مبكرة.
ويدعو المصدر نفسه إلى ضبط النفس في لبنان وعدم توفير الذرائع لإسرائيل، خصوصاً إذا ما أرادت إعادة خلط الأوراق وصولاً إلى تهديد استقراره الذي من شأنه أن يرفع من منسوب التأزم الذي يحاصره، وبالتالي يقطع الطريق على المجتمع الدولي الذي يبدي كل استعداد لانتشاله من قعر الهاوية التي وصل إليها، شرط أن يبادر اللبنانيون إلى مساعدة أنفسهم لأن من دونها لا يمكن التوجه إلى الخارج طلباً لوقف انهياره.
ويقول إن مبادرة لبنان الرسمية بلسان وزارة الخارجية إلى إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة كانت أكثر من ضرورية، ويؤكد أن إجماع اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم على إدانته من شأنه أن يقطع الطريق على من يراهن على إحداث شرخ بينهم، مع أن الموقف الإيراني لم يكن مطلوباً وأن طهران كانت في غنى غنه بدلاً من أن يشكل إحراجاً مجانياً للدولة لشعور هذا الفريق أو ذاك بأن إيران تستخدم الساحة اللبنانية لإدارة الصراع مع إسرائيل، خصوصاً أن الصمود الفلسطيني في وجه عدوانها حال حتى الساعة دون تمكينها من قلب موازين القوى.
ويعتبر المصدر نفسه أن إطالة أمد العدوان الإسرائيلي على غزة لن يكون لمصلحة تل أبيب لأنه سيؤدي حتماً إلى استقدام التدخلات أكانت عربية أو دولية لوقف إطلاق النار، ولم يغب عن باله السؤال عن مصير مهمة الوسيط الأميركي بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية، خصوصاً أنه كان قد أطلق لدى اجتماعه بالرؤساء الثلاثة مجموعة من الإشارات الإيجابية والمشجعة لإنجاز الاتفاق، وإن كانت العبرة تكمن في استئناف المفاوضات غير المباشرة في الناقورة التي ما زالت عالقة على الجواب النهائي لتل أبيب على المقترحات اللبنانية لتسوية النزاع البحري؟
كما يسأل ما إذا كانت الظروف ذات الصلة المباشرة بالوضع الداخلي في إسرائيل المرتبط بمصير الانتخابات المبكرة التي ستجري قريباً، ستسمح باستئناف المفاوضات غير المباشرة، أم أنها سترحل إلى ما بعد الانتخابات لإخراج عملية الترسيم من المزايدات التي بدأت ترافق الحملات الانتخابية؟
لذلك يقف لبنان الآن في عين العاصفة السياسية التي تجتاح المنطقة بدءاً بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وهذا من شأنه أن يعيد خلط الأوراق ويفتح الباب أمام السؤال عن مصير الانتخابات الرئاسية في حال تقرر تعليق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية إلى ما بعد تمرير القطوع الانتخابي في إسرائيل، وهل أن الاستحقاق الرئاسي أصبح متلازماً مع نجاح الوسيط الأميركي في مهمته؟
ومع أن الاهتمام الدولي بانتخاب رئيس جمهورية جديد لا يزال دون المستوى المطلوب ويقتصر حالياً على تحرك عدد من السفراء باتجاه الناخبين الكبار في الداخل في مهمة استطلاعية تأتي في سياق تجميع المعلومات ليكون في وسعهم أن يبنوا على الشيء مقتضاه في إعدادهم لتقاريرهم التي سيرفعونها إلى المعنيين في بلدانهم بالملف الانتخابي، فإنهم في المقابل يصرون في لقاءاتهم المفتوحة مع المعنيين بالاستحقاق الرئاسي على التأكيد بعدم تدخلهم لمصلحة هذا المرشح أو ذاك بذريعة أنه شأن داخلي.
ويُنقل عن مصادر دبلوماسية مواكبة للاستحقاق الرئاسي قولها بأن انتخاب الرئيس يجب أن يكون محطة للانتقال بلبنان من التأزم إلى الانفراج شرط وقوفه على مسافة واحدة من جميع الأطراف وعدم انحيازه لفريق على حساب الآخر لئلا يؤدي انتخابه إلى تمديد الأزمة.
وعليه، تأمل المصادر نفسها بألا ينعكس تهديد إيران بصواريخ «حزب الله» على الوضع الداخلي، خصوصاً أنها تسببت بإحراجه على المستويين الداخلي والخارجي بتقديم نفسها على أنها هي من تتخذ قرار الحرب والسلم في لبنان وتترك لحليفها «حزب الله» مهمة التنفيذ.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الحراك الطلابي يصل بيروت... تظاهرات بجامعات لبنانية دعماً للفلسطينيين

طلاب الجامعة الأميركية في بيروت يرفعون الأعلام الفلسطينية (إكس)
طلاب الجامعة الأميركية في بيروت يرفعون الأعلام الفلسطينية (إكس)
TT

الحراك الطلابي يصل بيروت... تظاهرات بجامعات لبنانية دعماً للفلسطينيين

طلاب الجامعة الأميركية في بيروت يرفعون الأعلام الفلسطينية (إكس)
طلاب الجامعة الأميركية في بيروت يرفعون الأعلام الفلسطينية (إكس)

تظاهر الطلاب في كل من الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية، بالإضافة إلى فرعين لجامعة بيروت العربية في العاصمة وطرابلس (شمال)، الثلاثاء، للمطالبة بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة والعدوان على لبنان، ومقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل، بحسب وسائل إعلام محلية.

ورفع الطلاب الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بشعارات داعمة للفلسطينيين، وتطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.

وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات تظهر اعتصامات الطلاب وهم يهتفون: «نحن رجال محمد ضيف» و«عالقدس رايحين شهداء بالملايين».

وجاءت المظاهرات بعد حراك طلابي مماثل بدأ في الولايات المتحدة الأميركية قبل نحو 10 أيام، وتوسع في عدة عواصم أوروبية وعربية.

ودعت مجالس الطلاب وتجمعات طلابية لتنفيذ المظاهرات، من بينها «تجمع الجامعيين الأحرار»، تحت شعار «دعماً لصمود أهل غزة الأسطوري».

والاثنين، شهدت جامعات في موريتانيا وتونس مظاهرات تضامنية مماثلة مع الفلسطينيين تطالب بإنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.

وفي 18 أبريل (نيسان) الجاري بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.

ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، ويل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.


بلينكن يصل إلى الأردن للدفع نحو إدخال مزيد من المساعدات لغزة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ)
TT

بلينكن يصل إلى الأردن للدفع نحو إدخال مزيد من المساعدات لغزة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الثلاثاء)، إلى الأردن، حيث سيناقش سبل زيادة المساعدات لقطاع غزة، وفق ما أوردته وكالة «الصحافة الفرنسية».

ويحل بلينكن في عمّان بعد محادثات مع قادة دول الخليج بالرياض، في إطار جولته السابعة بالمنطقة منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي شنته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل.

وسيلتقي كبير الدبلوماسيين الأميركيين بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزير الخارجية أيمن الصفدي وكذلك سيغريد كاغ، منسقة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.

وسيتوجه بلينكن في وقت لاحق من اليوم إلى إسرائيل، حيث سيناقش المفاوضات الأخيرة التي تهدف إلى التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار وإطلاق سراح رهائن.

ودعمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بالرغم من الانتقادات الدولية والغضب المزداد في الجامعات الأميركية، إسرائيل في حملتها المتواصلة ضد «حماس»، لكنها حثت أيضاً حليفتها على بذل مزيد من الجهود لمساعدة المدنيين.

وأبلغ بلينكن وزراء خارجية دول الخليج خلال اجتماع في الرياض، أمس، أنّ «الرئيس بايدن أصر على أن تتخذ إسرائيل خطوات محددة وعمليّة وملموسة لمعالجة المعاناة الإنسانية والأضرار التي لحقت بالمدنيين وسلامة عمال الإغاثة في غزة بشكل أفضل».

وكان بايدن حذّر إسرائيل من أن الدعم المستقبلي على المحك بعد أن أدت غارة إسرائيلية في الأول من أبريل (نيسان)، إلى مقتل 7 عمال إغاثة من منظمة «المطبخ المركزي العالمي»، وهي مؤسسة خيرية أسسها الطاهي الإسباني - الأميركي الشهير خوسيه أندريس.

وقالت الولايات المتحدة إن إسرائيل اتخذت خطوات منذ ذلك الحين، بما في ذلك تحسين التنسيق مباشرة مع منظمات الإغاثة العاملة بغزة.

لكن الوضع لا يزال مزرياً في غزة، حيث نزحت الغالبية العظمى من السكان وحذّرت الأمم المتحدة من تفجّر مجاعة وشيكة.

وتحاول إدارة بايدن تدارك الأزمة من خلال بناء رصيف بحري مؤقت لجلب المساعدات، وهي خطوة غير عادية في التعامل مع المخاوف بشأن دولة صديقة ومُتلقٍ رئيسي للمساعدات الأميركية.


الصور الأولى للرصيف العائم قبالة غزة... ماذا نعرف عنه؟

القيادة المركزية للجيش الأميركي تنشر الصور الأولى للرصيف البحري الذي بدأت ببنائه قبالة ساحل غزة
القيادة المركزية للجيش الأميركي تنشر الصور الأولى للرصيف البحري الذي بدأت ببنائه قبالة ساحل غزة
TT

الصور الأولى للرصيف العائم قبالة غزة... ماذا نعرف عنه؟

القيادة المركزية للجيش الأميركي تنشر الصور الأولى للرصيف البحري الذي بدأت ببنائه قبالة ساحل غزة
القيادة المركزية للجيش الأميركي تنشر الصور الأولى للرصيف البحري الذي بدأت ببنائه قبالة ساحل غزة

في وقت أكدت فيه الولايات المتحدة أن الرئيس جو بايدن حصل على تعهدات جديدة من إسرائيل لضمان إيصال المساعدات إلى غزة، نشرت القيادة المركزية للجيش الأميركي اليوم (الثلاثاء)، الصور الأولى للرصيف البحري الذي بدأت ببنائه قبالة ساحل غزة.

وتستهدف هذه العملية إيصال مليونَي وجبة غذائية يومياً إلى قطاع غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من مجاعة «شبه مؤكدة».

وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي عبر حسابها على «إكس»، إنه «سيدعم الرصيف البحري الجهود الرامية لإيصال المساعدات إلى المدنيين في قطاع غزة».

320 مليون دولار

وأمس (الاثنين)، كشف البنتاغون أن تكلفة بناء الرصيف البحري لن تقل عن 320 مليون دولار.

وفي حديث للصحافيين، قالت سابرينا سينغ، المتحدثة باسم البنتاغون، إن التكلفة تقدير تقريبي للمشروع وتشمل نقل المعدات وأقسام الرصيف من الولايات المتحدة إلى ساحل غزة، بالإضافة إلى عمليات البناء وتوصيل المساعدات.

وبموجب خطة الجيش الأميركي، سيتم تحميل المساعدات على سفن تجارية في قبرص لتنقلها إلى الرصيف العائم.

وسيتم تحميل المنصات على شاحنات ستكون بدورها محمولة على سفن أصغر تتجه إلى جسر معدني عائم ذي مسارين.

تستهدف هذه العملية إيصال مليونَي وجبة غذائية يومياً إلى قطاع غزة

كيف تنصب الولايات المتحدة المرفأ العائم؟

وفقاً للبنتاغون، تشتمل الخطة على مكونين أساسيين يتعين تجميعهما معاً: مَرسى ضخم عائم مصنوع من قِطع فولاذية وطريق ممهّدة من حارتين بطول 548 متراً (1.800 قدم) ورصيف.

وتتكون الطريق الممهّدة من قِطع فولاذية كلّ منها بطول 12 متراً (40 قدماً) متصلة معاً لغاية الساحل.

وستصل سفن الشحن محمّلة بمواد المساعدات إلى المرسى، ثم يجري تفريغ الحمولات في مجموعة من المراكب والسفن الصغيرة - المعروفة باسم سفن الدعم اللوجيستي - قبل أن تؤخذ هذه إلى رصيف الميناء على الساحل.

ومن على الرصيف، ستتولى الشاحنات مهمة نقل مواد المساعدات إلى اليابسة، ومن ثم إلى داخل قطاع غزة.

وستصل الطريق الممهّدة بين المرسى الضخم العائم في البحر والساحل، بحيث لا تضطر الولايات المتحدة إلى نشر قوات على الأرض في غزة. وتدعم الولايات المتحدة إسرائيل حليفة لها، بينما تصنّف حركة «حماس» كـ«منظمة إرهابية».

ومن المتوقع أن يشارك أكثر من ألف جندي أميركي في هذه العملية، بينما لن يكون هناك «جنود على الأرض»، وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

ويُعرف هذا المشروع الإنشائي البرمائي رسمياً باسم «اللوجيستيات المشتركة على الساحل».

سيتعامل الرصيف في البداية مع 90 شاحنة يومياً ولكن هذا العدد قد يصل إلى 150

قدرته الاستيعابية

وأمر بايدن القوات الأميركية بعدم وضع أقدامها على شاطئ غزة، وفق «أسوشييتد برس»، وسيتعامل الرصيف في البداية مع 90 شاحنة يومياً، ولكن هذا العدد قد يصل إلى 150 عندما يعمل بكامل طاقته.

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن المتوسط ​​اليومي لعدد الشاحنات التي تدخل غزة خلال شهر أبريل (نيسان) الحالي يبلغ 200، وإنه بلغ ذروته يوم الاثنين، بدخول 316 شاحنة.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن الأسبوع الماضي، إن المساعدات الإنسانية المقبلة من الرصيف ستحتاج إلى المرور عبر نقاط تفتيش إسرائيلية على الأرض، وذلك على الرغم من تفتيش إسرائيل للمساعدات في قبرص قبل شحنها إلى القطاع.

سيجهز خلال 3 أسابيع

وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الأحد، في تصريح لشبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية، أن الرصيف العائم سيبدأ تشغيله في غضون أسابيع قليلة، لكنّه لن يكون بديلاً للطرق البرية التي تعد السبيل الأفضل لإدخال المواد الغذائية إلى القطاع.

وأوضح أنه «سيستغرق الأمر على الأرجح من أسبوعين إلى 3 أسابيع قبل أن نتمكن حقاً من رؤية أي عملية».

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أكدت الأسبوع الماضي، أن الجيش الأميركي باشر بناء رصيف عائم يهدف إلى تسريع تسليم المساعدات.

وتريد إسرائيل منع وصول أي مساعدات إلى مقاتلي «حماس»، للحيلولة دون تعزيز مجهودهم الحربي.

وتثير مسألة خضوع المساعدات للتفتيش شكوكاً إزاء التأخير المحتمل لتوزيعها، حتى بعد وصول المساعدات إلى الشاطئ.

وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات وتوزيعها في أنحاء غزة.

وأطلقت المنظمة الدولية نداء لجمع 2.5 مليار دولار لمحاولة تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً لسكان قطاع غزة خلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى ديسمبر (كانون الأول).

وتقول الأمم المتحدة إن الحرب المستمرة منذ 5 أشهر تسببت في نقص خطير بالأغذية بين سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، والذين تخطوا ببعض المناطق في الوقت الحالي مستويات المجاعة.

وفي ظل تعطيل الاحتلال لدخول المساعدات البرية، نفذت دول عربية وغربية عمليات لإنزال المساعدات من الجو وبإرسال مساعدات في الآونة الأخيرة من قبرص عن طريق ممر بحري بدأ مؤخراً.

ومع عدم وجود بنية تحتية تُذكر، أنشأت مؤسسة خيرية في الآونة الأخيرة رصيفاً مؤقتاً من الأنقاض للتعامل مع المساعدات الواردة.

سيبدأ تشغيل الرصيف في غضون أسابيع قليلة

شركة «فوغبو»... ما دورها؟

وللمساعدة في إنجاز هذه المهمة، دخلت الولايات المتحدة في شراكة مع شركة خاصة لا تحظى بشهرة واسعة تُدعى «فوغبو» ويديرها مسؤولون سابقون في الجيش والمخابرات الأميركية، وفقاً لشبكة «بي بي سي».

شركة «فوغبو» يديرها كل من اللفتنانت كولونيل السابق بسلاح مشاة البحرية سام ماندي، الذي سبق وقاد قوات في الشرق الأوسط؛ والضابط السابق بقوات المخابرات المركزية الأميركية شبه العسكرية مايك مالروي، والذي يشغل حالياً منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط.

ولم تُنشر تفاصيل المهمات التي ستقوم بها الشركة للعلن حتى الآن. لكن مصدراً على علم بالخطة قال لـ«بي بي سي»، إن العملية «فوغبو» - المصطلح على تسميتها داخلياً باسم «بلو بيتش بلان» - تتلخص بشكل أساسي في تنظيم حركة المساعدات لدى وصولها إلى ساحل غزة.

وسيجري تفريغ الحاويات وسفن الشحن، وستُحمّل المساعدات على شاحنات تنقلها بدورها إلى نقاط توزيع في داخل غزة، وذلك في إطار خطة حظيت بموافقة حكومتَي الولايات المتحدة وإسرائيل.

ولن تشارك «فوغبو» في مهمة التوزيع، بل سيقتصر دورها على مهام لوجيستية، بحسب التوقعات.


الدفاع المدني في غزة: أكثر من 10 آلاف مفقود ما زالوا تحت الأنقاض

امرأة فلسطينية تسير بجوار أنقاض المباني التي دمرت في القصف الإسرائيلي السابق في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
امرأة فلسطينية تسير بجوار أنقاض المباني التي دمرت في القصف الإسرائيلي السابق في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

الدفاع المدني في غزة: أكثر من 10 آلاف مفقود ما زالوا تحت الأنقاض

امرأة فلسطينية تسير بجوار أنقاض المباني التي دمرت في القصف الإسرائيلي السابق في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
امرأة فلسطينية تسير بجوار أنقاض المباني التي دمرت في القصف الإسرائيلي السابق في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن الدفاع المدني في غزة (الثلاثاء) أن أكثر من 10 آلاف مفقود ما زالوا تحت أنقاض المباني المدمرة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأضاف الدفاع المدني أن البحث عن القتلى المفقودين تحت الركام بالوسائل البدائية «سيستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام»، محذراً من أن مخلفات القنابل والصواريخ الإسرائيلية التي لم تنفجر تشكل خطراً على جميع سكان قطاع غزة، حسبما نقل تلفزيون «الأقصى» الفلسطيني، الثلاثاء.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 34 ألفاً و535 قتيلاً و77 ألفاً و704 مصابين منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت الوزارة، في منشور على حسابها بموقع «فيسبوك» اليوم، إن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل على إثرها للمستشفيات 47 شهيداً و61 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية».

وأضافت أنه «في اليوم الـ207 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

كان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قال، الاثنين، إن إسرائيل ألقت أكثر من 75 ألف طن من المتفجرات على القطاع منها 7500 طن لم تنفجر.

وأضاف المكتب في بيان أن هذا الأمر «يمثل خطورة شديدة لن تنتهي حتى بانتهاء العدوان ما لم تتم إزالتها وتحييد خطر انفجارها».


ممثلون عن «حماس» و«فتح» أجروا محادثات في بكين

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

ممثلون عن «حماس» و«فتح» أجروا محادثات في بكين

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت الصين، (الثلاثاء)، أن حركتي «حماس» و«فتح» أجرتا محادثات بهدف المصالحة بينهما في بكين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان للصحافيين: «بناء على دعوة من الصين، قام ممثلو حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة (حماس) بزيارة بكين مؤخراً لإجراء مناقشات متعمقة وصريحة للدفع باتجاه المصالحة الفلسطينية».

سيطرت «حماس» على السلطة في قطاع غزة عام 2007 وطردت منها حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتخوض «حماس» حرباً مع إسرائيل اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) مع الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة في إسرائيل.

وقال لين إن «الجانبين أكدا أن لديهما كامل الإرادة السياسية لتحقيق المصالحة من خلال الحوار والتشاور. وناقشا العديد من القضايا المحددة وأحرزا تقدماً».

تدعم الصين القضية الفلسطينية منذ عقود وتؤيد الحل القائم على مبدأ الدولتين، في حين أن عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية متوقفة منذ عام 2014.

وعززت الصين علاقاتها التجارية والدبلوماسية في السنوات الأخيرة مع الشرق الأوسط، الذي يقع جزء كبير منه تقليدياً في دائرة النفوذ الأميركي.


مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام»

فلسطيني يمر بجانب مبنى مدمر في رفح (أ.ف.ب)
فلسطيني يمر بجانب مبنى مدمر في رفح (أ.ف.ب)
TT

مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام»

فلسطيني يمر بجانب مبنى مدمر في رفح (أ.ف.ب)
فلسطيني يمر بجانب مبنى مدمر في رفح (أ.ف.ب)

أعلن مصدر مطلع على مفاوضات التهدئة وتبادل المحتجزين بين حركة «حماس» وإسرائيل اليوم (الثلاثاء)، أن صفقة بين الطرفين باتت وشيكة وقد يتم التوصل إليها خلال بضعة أيام إذا تم الانتهاء سريعاً من بعض الإشكاليات التي تعيق التنفيذ، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وكشف المصدر المقرب من الوسطاء للوكالة، أن المقترح المصري يحظى بقبول لدى الطرفين، إلا أن الإشكالية تتعلق في عدد المحتجزين لدى حركة «حماس» من الفئة العمرية والطبيعة الوظيفية المطلوب الإفراج عنهم ضمن المقترح.

وكانت حركة «حماس» قالت سابقاً إنها استطاعت حصر 20 محتجزاً من كبار السن والمرضى والنساء، بينما يطالب الإسرائيليون بإطلاق سراح ما بين 35 و40 محتجزاً.

وقال المصدر: «هذه العقبة يمكن تجاوزها من خلال عدد أيام التهدئة التي يمكن التوافق عليها، حيث إن المطروح 6 أسابيع وقد يتم تقليص هذه الأيام إذا لم تتمكن (حماس) من إطلاق سراح أكثر من 20 محتجزاً».

وأوضح المصدر أن حركة «حماس» لم تتخلَّ حتى الآن عن مطلبها السابق بإعلان انتهاء الحرب على قطاع غزة، لكنها باتت مستعدة لبحث هذا الأمر خلال فترة الهدنة وتنفيذ الجزء الأول من الصفقة.

وأكد أن رد حركة «حماس» على المقترح المصري لم يأتِ بعد، لكنه توقع أن يتضمن مطالبة بإيضاحات حول قضية عودة المدنيين إلى شمال غزة وأعدادهم، وما إذا كانت عودتهم محدودة وستتم في إطار ضوابط، أم لا.

وفي هذه الأثناء، لا تزال إسرائيل تهدد بورقة العملية البرية في رفح لممارسة مزيد من الضغوط على حركة «حماس» من أجل إحراز تقدم في الصفقة على ما يبدو، إذ قالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تراجع مرتين عن الشروع في العملية البرية بعدما كان القرار جاهزاً.

وأضافت الهيئة: «مع ازدياد الضغوط الدولية في الخلفية ضد العمليات الإسرائيلية بجنوب قطاع غزة، وبالتزامن مع محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح المحتجزين، قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقف العملية في رفح في الوقت الحالي، بعدما تم بالفعل تحديد موعدين لبدء العملية، لكن إذا فشلت محاولات التوصل إلى اتفاق فمن المتوقع أن تبدأ العملية في المستقبل القريب».

وبحسب هيئة البث، فقد وافقت إسرائيل على سحب قواتها من الممر الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، في إطار ما عدّته مزيداً من المرونة في المفاوضات.

لكن «القناة 12» في الهيئة قالت إنه رغم موافقة الساسة في إسرائيل على الانسحاب من الممر، فإن الدوائر الأمنية الإسرائيلية أبدت تحفظاً على مطالبة «حماس» بفتح الممر خوفاً من عودة مسلحي الحركة إلى شمال قطاع غزة.

وكان تلفزيون «القاهرة الإخبارية» ذكر الليلة الماضية أن وفد «حماس» غادر العاصمة المصرية، وسيعود مرة أخرى برد مكتوب على مقترح صفقة التهدئة.


بايدن: عدم الإفراج عن المحتجزين هو العقبة الوحيدة أمام وقف فوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)
TT

بايدن: عدم الإفراج عن المحتجزين هو العقبة الوحيدة أمام وقف فوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من زعيمَي قطر ومصر «بذل كلّ ما في وسعهما» لتأمين إطلاق حركة «حماس» سراح رهائن في إطار المفاوضات الجارية للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزّة، حسبما قال البيت الأبيض يوم (الاثنين).

وتتوسّط واشنطن والدوحة والقاهرة منذ أشهر للتوصّل إلى هدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر والذي يتعرّض لقصف إسرائيلي لا هوادة فيه منذ هجوم «حماس» الدامي على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأوّل).

واجتمع ممثّلون عن مصر وقطر و«حماس» (الاثنين) في القاهرة، في وقت يُنتظر أن تردّ الحركة الفلسطينيّة على مقترح يتعلّق بهدنة ثانية في غزّة تشمل إطلاق سراح رهائن، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتحدّث بايدن عقب ذلك مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حول «الاتّفاق المطروح حالياً على الطاولة»، حسبما قال البيت الأبيض في بيانين.

وحضّ الرئيس الأميركي الزعيمَين العربيّين على «بذل كلّ ما في وسعهما لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، لأنّ هذه هي العقبة الوحيدة أمام وقف فوري لإطلاق النار» في غزّة.

وقال مصدر قريب من «حماس» لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ وفد الحركة الفلسطينيّة غادر القاهرة متوجّهاً إلى الدوحة، حيث مكتبها السياسي، وإنّه سيردّ «في أقرب وقت ممكن» على المقترح.

ومنذ بداية الحرب، لم يتمّ التوصّل إلّا إلى هدنة واحدة في غزّة لمدّة أسبوع في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني).


انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في غزة بعد 7 أشهر من الحرب

دمار هائل في خان يونس بجنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (رويترز)
دمار هائل في خان يونس بجنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (رويترز)
TT

انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في غزة بعد 7 أشهر من الحرب

دمار هائل في خان يونس بجنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (رويترز)
دمار هائل في خان يونس بجنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (رويترز)

انتعشت الآمال، يوم الاثنين، بالتوصّل إلى اتّفاق هدنة وتبادل في قطاع غزّة بعد نحو سبعة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينيّة.

وأعرب وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن عن أمله في أن تقبل «حماس» مقترح الهدنة والتبادل الأخير الذي وصفه بأنّه «سخي جداً»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وعُقد اجتماع، الاثنين، في القاهرة بين ممثّلي مصر وقطر، الدولتين الوسيطتين مع الولايات المتحدة، ووفد من «حماس» التي يُنتظر ردها على هذا المقترح الذي تم التفاوض عليه بين إسرائيل ومصر، بعد أشهر من المناقشات غير المثمرة.

وغادر وفد «حماس» مصر وعاد إلى قطر «للتشاور بالأفكار، والرد بأسرع وقت ممكن»، وفق ما أفاد مصدر في الحركة وكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم كشف هويته.

وليل الاثنين الثلاثاء، أفادت قناة «القاهرة الإخباريّة» المصريّة، بأنّ وفد «حماس» غادر القاهرة و«سيعود» إليها بـ«ردّ» مكتوب بشأن مقترح الهدنة الأخير في قطاع غزّة.

عرض سخي

وقال وزير الخارجيّة البريطاني ديفيد كامرون خلال جلسة خاصة للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض إنّ هناك «عرضاً سخياً جداً يتضمّن وقف إطلاق نار لمدة 40 يوماً والإفراج المحتمل عن آلاف السجناء الفلسطينيين، في مقابل إطلاق سراح هؤلاء الرهائن» الإسرائيليين في غزة.

من جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن «من الضروري للغاية أن يكون أي وقفٍ لإطلاق النار دائماً وليس مؤقتاً»، مضيفاً «نحن نؤيد إطلاق سراح جميع الرهائن».

قبيل ذلك، قال بلينكن في الرياض «أمام حماس اقتراح سخي جداً من جانب إسرائيل»، مضيفاً «عليهم أن يقرروا، وعليهم أن يقرروا سريعاً. آمل بأن يتخذوا القرار الصحيح».

وبعد السعودية، يُتوقع أن يصل بلينكن إلى إسرائيل، الثلاثاء، في إطار جولة جديدة في الشرق الأوسط تهدف إلى الدفع باتجاه التوصل إلى هدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر والغارق في أزمة إنسانية كبيرة.

وقف دائم للنار

وأعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري عن «تفاؤله» حيال مقترح الهدنة الجديد في غزة، لافتاً إلى أنه «أخذ في الاعتبار مواقف الجانبين وحاول استخلاص الاعتدال».

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لـ«حماس» وعضو فريق التفاوض في الحركة زاهر جبارين «من المبكر الحديث عن أجواء إيجابية في المفاوضات».

وأضاف «الحركة تسلمت الرد الإسرائيلي وهي في طور التشاور من أجل الرد عليه»، مكرراً شروط «حماس» وأبرزها «وقف إطلاق نار دائم والانسحاب من قطاع غزة، وعودة النازحين ووضع موعد زمني واضح في بدء الإعمار والتعويضات، والوصول إلى صفقة تبادل حقيقية ترفع الظلم عن أسرى وأسيرات الشعب الفلسطيني، خاصة أسرى غزة».

عدد الرهائن المطلوب الإفراج عنهم

وحسب تقارير إعلامية، طالبت حكومة الحرب الإسرائيلية في البداية بالإفراج عن 40 رهينة محتجزين في غزة منذ بدء الحرب، لكنها سمحت لاحقاً للمفاوضين بخفض هذا العدد.

وأشار موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي إلى أن إسرائيل تطالب، لأسباب إنسانية، بالإفراج عن النساء، مدنيات وعسكريات، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً أو من هم في حالة صحية سيئة.

وبحسب الموقع، تقول «حماس» إن 20 رهينة فقط يستوفون هذه المعايير. ويضيف أن عدد أيام الهدنة سيكون مساوياً لعدد الرهائن المفرج عنهم.

والاثنين، دعا أقارب رهينتين إسرائيليين ظهرا في فيديو نشرته «حماس»، السبت، إلى الإفراج عنهما فوراً.

وقالت إيلان سيجل، ابنة كيث سيجل (64 عاماً) الذي خطفته «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، «نحضّ إسرائيل ومصر وقطر والولايات المتحدة (...) على بذل كل ما في وسعهم لإعادة أحبائنا إلى الوطن الآن».


واشنطن: لا نؤيد تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل

البيت الأبيض بالعاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)
البيت الأبيض بالعاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)
TT

واشنطن: لا نؤيد تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل

البيت الأبيض بالعاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)
البيت الأبيض بالعاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)

أعربت الولايات المتحدة عن معارضتها لقيام المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق بشأن ممارسات إسرائيل في غزة، وسط تقارير عن تخوّف مسؤولين إسرائيليين من إصدار الهيئة، ومقرّها في لاهاي، مذكّرات توقيف بحقّهم.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان - بيار في إحاطة إعلامية، إن موقف الولايات المتحدة «بغاية الوضوح فيما يتعلّق بتحقيق المحكمة الجنائية الدولية، نحن لا نؤيده، ولا نعتقد أنه من اختصاصها».

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيتحدث، (الاثنين)، إلى أمير قطر والرئيس المصري في إطار مساعيه للتوصل إلى اتفاق يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية «حماس».

وأبلغت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارين جان بيير الصحافيين، أنه تسنى إحراز تقدم في الأيام القليلة الماضية نحو ترتيب صفقة الرهائن، وأن مسؤولية قبول الاقتراح الإسرائيلي الأخير تقع على عاتق «حماس».

وأكد السيسي، ونظيره الأميركي، خلال اتصال هاتفي، خطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح الفلسطينية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أحمد فهمي، أن السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من بايدن مساء الاثنين، تم خلاله تناول آخر مستجدات المفاوضات الجارية والجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة ووقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن، كما تم التشديد على خطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح الفلسطينية، لما سيضيفه من أبعاد كارثية للأزمة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع، فضلاً عن تأثيراته على أمن المنطقة واستقرارها.

وذكر المتحدث الرسمي أن السيسي أكد ضرورة النفاذ الكامل والكافي للمساعدات الإنسانية، مستعرضاً الجهود المصرية المكثفة في هذا الصدد.

كما أكد الرئيسان ضرورة العمل على منع توسع دائرة الصراع، وجددا تأكيد أهمية حل الدولتين باعتباره سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.

هذا، وقد تم خلال الاتصال تأكيد الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، ومواصلة العمل المشترك لتعزيز علاقات التعاون الثنائي على شتى الأصعدة.


ناشطون إسرائيليون يقفون دروعاً واقيةً بين الفلسطينيين والمستوطنين

مستوطنون مسلحون في الضفة الغربية (وفا)
مستوطنون مسلحون في الضفة الغربية (وفا)
TT

ناشطون إسرائيليون يقفون دروعاً واقيةً بين الفلسطينيين والمستوطنين

مستوطنون مسلحون في الضفة الغربية (وفا)
مستوطنون مسلحون في الضفة الغربية (وفا)

ثبَّت الناشط الإسرائيلي إيال شاني على قميصه كاميرا صغيرة لتصوير العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون ضد الرعاة الفلسطينيين في منطقة مسافر يطا، جنوب الخليل، في الضفة الغربية المحتلة.

ويقول إيال شاني (56 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن الدرع الواقي الأخير» بين الفلسطينيين، ومعظمهم رعاة، في هذه المنطقة الصحراوية، والمستوطنين الإسرائيليين الذين تتعدد وتتكرر هجماتهم العنيفة.

ويقول شاني المناهض للاحتلال الإسرائيلي ويدين منذ فترة طويلة أعمال المستوطنين: «لو لم نكن هنا، لاستخدم المستوطنون كل القوة التي لديهم. إنهم ينكرون إنسانية الفلسطينيين».

ويقول الفلسطيني شحادة سلامة مخامرة إن شاني يزور مجتمعات «مسافر يطا» عدة مرات في الأسبوع.

و«مسافر يطا» هي عبارة عن مجموعة من 19 قرية فلسطينية في محافظة الخليل على بعد ما بين 14 و24 كلم جنوب مدينة الخليل، داخل حدود بلدية يطا. وهي منطقة صحراوية تملؤها التلال والصخور، حيث يرعى الرعاة أغنامهم.

يعيش سلامة مخامرة البالغ من العمر 60 عاماً مع زوجته وعشرة أطفال وزوجتي ابنيه ووالدته في قرية محفورة في الصخور. وعلى الرغم من أن منزلهم الكهفي يحميهم من الحرارة، فإنه لم يعد يحميهم من المستوطنين المقيمين في المنطقة القريبة.

يقول الراعي: «في شهر يناير، هاجمت مجموعة من المستوطنين، ومعظمهم من الشباب، والدتي المسنة (75 عاماً) في منتصف الليل. أيقظوها من نومها وضربوها. منذ ذلك الحين، أعيش أنا وعائلتي في خوف ورعب».

ويضيف: «لا نفهم سبب تعرضنا للهجوم في هذه الأرض الصحراوية النائية... نحن أناس مسالمون... ولا شأن لنا بالسياسة».

قطرة ماء

يؤكد إيهود كرينيس (57 عاماً) وهو ناشط آخر ضد الاستيطان أن «عدد الناشطين الإسرائيليين الموجودين هنا لم يعد كافياً لمواجهة المستوطنين الأقوى بكثير، لأنهم يتمتعون بدعم من بعض الوزراء في الحكومة» الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

ومثل نحو 490 ألف إسرائيلي آخرين، يعيش وزيرا اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، في مستوطنات يهودية أقيمت فوق أراضٍ فلسطينية مصادرة في الضفة الغربية بين 3 ملايين فلسطيني. وتعدُّ الأمم المتحدة المستوطنات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي.

ويقول كرينيس إن هذه الحكومة «المتطرفة» تدعم بشكل واضح المستوطنين الذين «لديهم الحرية في فعل ما يريدون»، دون أن يتحملوا العواقب.

وسجل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) 1096 هجوماً ارتكبها مستوطنون بين 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي و31 مارس (آذار)، أي 6 حوادث هجومية يومياً في المتوسط، مقارنة بـ3 حوادث قبل اندلاع الحرب في غزة، وهجوم واحد يومياً في عام 2022.

منذ الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة «حماس» في 7 أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية، قُتل 491 فلسطينياً في الضفة الغربية بيد الجيش أو المستوطنين، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، وقتل 19 إسرائيلياً في أعمال عنف في الضفة الغربية وفي إسرائيل منذ ذلك الحين.

جاء إيهود كرينيس مع إيرين بلير لوينهوف (73 عاماً) الممرضة المتقاعدة لإحضار بعض الطعام لعائلة مخامرة.

وتنهدت إيرين وقالت إنها تشعر «بالوحدة الشديدة» في المجتمع الإسرائيلي منذ الحرب، هي التي تقوم بحملة ضد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية منذ أكثر من 50 عاماً، وتضيف: «نحن مثل قطرة ماء في محيط كبير مثل المحيط الهادي».

فلسطينيات يمررن أمام مستوطنين يحملون الأعلام الإسرائيلية في الضفة الغربية (رويترز)

الإفلات من العقاب

وأعلنت إسرائيل التي تحتل الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، منذ عام 1967، «مسافر يطا» التي يحرقها لهيب الشمس، منطقة عسكرية.

وبعد معركة قانونية طويلة، قضت المحكمة العليا لصالح الجيش الإسرائيلي في مايو (أيار) 2022، في قرار يشير إلى أن 8 قرى هي في ميدان رماية منذ عام 1980، مما مهد الطريق لطرد سكانها.

لكن سكان قرى مسافر يطا الثماني يؤكدون أن أسلافهم عاشوا فيها منذ بدايات القرن التاسع عشر.

ويؤكد إيهود كرينيس أن الجيش يسمح للمستوطنين بالاستيطان بشكل غير قانوني في تلال مسافر يطا، وهي «طريقة غير مباشرة» لطرد الفلسطينيين.

ويحتج الفلسطينيون والناشطون الإسرائيليون، على حد سواء، ضد «الإفلات من العقاب» الذي يستفيد منه المستوطنون.

في قرية التواني، جنوب الخليل، كان زكريا العدرة (29 عاماً) ضحية هجوم في 13 أكتوبر الماضي.

وقال الشاب لوكالة الصحافة الفرنسية إن أحد المستوطنين أطلق النار عليه «في يوم الجمعة من مسافة قريبة، بينما كنت أغادر المسجد بعد الصلاة».

وبعد مرور 6 أشهر وعلى الرغم من خضوعه لأكثر من 10 عمليات جراحية، ما زال غير قادر على العمل وإعالة زوجته وأطفاله الأربعة، بما في ذلك توأمان يبلغان من العمر 10 أشهر. يقول الناشط كرينيس: «إن المستوطن الذي هاجم زكريا لم يكن قلقاً أبداً».

وتقول زوجته شوق البالغة من العمر 24 عاماً باستنكار «الجنود الحاضرين (رأوا كل شيء) لكنهم لم يفعلوا شيئاً».

ويقول الزوجان زكريا وشوق إن الزيارات الأسبوعية لإيهود وإيرين «هي مثل نسمة من الهواء النقي ودعم معنوي لا يقدر بثمن». وتضيف شوق أن منذ اندلاع الحرب في غزة «تغير الوضع كثيراً. إنه صعب وخطير. مستعمرة (معون المجاورة) بأكملها مسلحة».