مصلحة الأطراف وقف النار... لكن دينامية الحرب أقوى

أطفال فلسطينيون لحظة وقوع غارة إسرائيلية في غزة أمس (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون لحظة وقوع غارة إسرائيلية في غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

مصلحة الأطراف وقف النار... لكن دينامية الحرب أقوى

أطفال فلسطينيون لحظة وقوع غارة إسرائيلية في غزة أمس (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون لحظة وقوع غارة إسرائيلية في غزة أمس (أ.ف.ب)

لو كانت المصلحة هي الاعتبار الأساسي الذي يأخذه أطراف الحرب الجديدة على غزة، لكانوا أوقفوا إطلاق النار فوراً، بعد 24 ساعة من نشوبها؛ فقد حقق كل طرف جملة من أهدافه، وصار له مبرّر يتباهى به أمام جنوده وجمهوره. لكن في هذه الحرب، كما في كل حرب، تتولَّد دينامية أقوى من القرارات وأصحابها. وقد ينجرون وراء كرة الثلج المتدحرجة، وتتسع رقعتها إلى آماد لا يرغب فيها أحد.
ولنبدأ بتلخيص اليوم الأول:
إسرائيل، التي بادرت إلى هذه العملية الحربية، تستطيع أن تسجل لنفسها عدة نقاط؛ فهي خاضت عملية حربية ضد غزة، بعد 15 شهراً فقط من العملية السابقة. وجهت ضربة قاسية لحركة «الجهاد الإسلامي»، «عقاباً لها» على عملياتها المسلحة ضد جيشها ومدنها خلال السنة. واغتالت اثنين من قادتها الأساسيين: تيسير الجعبري، مسؤول الجبهة الشمالية في قطاع غزة، وعبد الله قدوم، قائد وحدة الصواريخ. واستخدمت أنواعاً جديدة من الأسلحة، التي ستبيعها الآن لزبائنها الكثيرين، كأسلحة مجرَّبة. ورغم القصف المدمر لـ28 هدفاً، وإلقاء 16 طناً من المتفجرات، وقتل 11 شخصاً، بينهم طفلة وامرأة وثلاثة مدنيين آخرين، لم يتصدَّ لها العالم، بل إن الإدارة الأميركية أبدت تفهماً، واعتبرت العملية دفاعاً عن أمن مواطنيها. وخلال هذه المدة نجحت في تحييد حركة «حماس» التي تمتلك ترسانة أسلحة أكبر وأضخم وأدق من ترسانة «الجهاد» بعشرة أضعاف. والأهم من ذلك، حققت العملية الحربية مكسباً سياسياً يُعتبر هدفاً أساسياً؛ فرئيس الحكومة الجديد والمؤقت، يائير لبيد، الذي تستخف به المعارضة، وتنعته بالرجل الضعيف وغير المجرب، الذي لا يصلح لإدارة أزمة ولا حرب، يفوز اليوم بفرصة الظهور كرئيس حكومة بالكامل «مِلْوِ هدومه»، يدير الحرب بأعصاب باردة، يجمع هيئة أركان الحرب في مقر القيادة العامة في تل أبيب، ويجلس على رأس طاولة تضم كبار الجنرالات ورؤساء الأجهزة الأمنية، ويحقق مكاسب (حتى الآن).
في العادة، يطمح رؤساء الحكومات إلى حرب خفيفة كهذه عشية الانتخابات تجعلهم يبدون قادة أقوياء. لكن في هذه المرة، الجيش هو الذي بادر إلى الحرب، وقدم هذه العملية هدية للبيد، قبل ثلاثة شهور من الانتخابات. بالنسبة إلى الجيش، هذه مساهمته لمنع بنيامين نتنياهو من العودة إلى الحكم. بها ينتقم من نتنياهو على الحرب التي يديرها ضد الجيش، بواسطة صحفه ووسائل الإعلام الإلكترونية ومعاهد الأبحاث التي يسيطر عليها رجاله، ويحاولون فيها المساس بهيبة الجيش، ويطعنون في قدراته، ويتهمونه بالجبن والهزال أمام الأعداء، وبتبذير أموال الدولة.

و«الجهاد الإسلامي» من جهتها، لم تحقق مكاسب مادية، إذ إن صواريخها لم تصب أي إسرائيلي بشكل مباشر (هناك ستة جرحى؛ أحدهم أصيب من شظية صاروخ، وخمسة أصيبوا عندما أطلقت صفارات الإنذار وراحوا يتراكضون للوصول إلى الملجأ). ولكن حسابات الربح والخسارة لدى تنظيم صغير كهذا لا تصلح بالمقارنة بينه وبين إسرائيل؛ فهي دولة عسكرية كبرى ذات قدرات هائلة تتفوق بها على عدة دول مجتمعة، ولا يُتوقع أن تهزمها «الجهاد»، لكن «إسرائيل الكبرى» هذه خصت هذه الحركة بعملية حربية حقيقية، استخدمت فيها الطائرات المقاتلة والمسيرات، وجندت لمحاربتها 25 ألف جندي احتياط، وأغلقت منطقتها الجنوبية بحزام نصف قطره 80 كيلومتراً، وغيرت اتجاهات الطائرات في مطارها الدولي. هذا يضع «الجهاد» في مصاف التنظيمات ذات الشأن التي تدفع ثمناً لكفاحها، ويرفع مكانتها في صفوف الفلسطينيين، وكذلك في صفوف قيادة المحور، التي تدفع المال وتزود بالعتاد. وبالصدفة، جاءت العملية في وقت كان فيه قادة «الجهاد الإسلامي» يزورون طهران، واجتمع أمينها العام، زياد نخالة، مع الرئيس إبراهيم رئيسي. وحسب التقديرات الإسرائيلية الاستخباراتية المعلَنة، فإن إيران لا تؤيد تصعيداً كبيراً في الحرب.
من هنا، فإن المصلحة تقتضي بأن يوقف الطرفان النار فوراً. وهناك ما يساعدهما على ذلك؛ فمصر باشرت الوساطة، ودول العالم تناشد وقف النار، والجمهور في الطرفين تعب من الحروب وأنهك منها، و«حماس» الأخ الأقدر، تمتنع عن التدخل في المعركة ضد العدو المشترك، لحسابات تكتيكية واستراتيجية، و«حزب الله» في لبنان يكتفي ببيان تعزية ولا يدبّ قوته لنصرة الحليف الفلسطيني الأقرب إليه. عملياً هذا وضع مثالي لوقف الحرب.
إلا أن هناك عوائق أيضاً؛ فالحرب تولّد عادة دينامية تفرض واقعاً مختلفاً. أولها يتعلق بالصورة النهائية؛ ما يسمى بصورة النصر. فما سيعلق في ذهن الناس من هذه الحرب، لا يقل أهمية عن أهداف الحرب نفسها، وهناك عائق يتعلق بأخطاء الحرب؛ فإذا سقطت قذيفة في قلب تل أبيب، ووقع عدد كبير من الضحايا، ستغير إسرائيل اتجاه الحرب. وإذا أصابت إسرائيل أحد المرافق التابعة لـ«حماس»، واضطرت إلى الانجرار للحرب التي لا تريدها، سيكون الرد الإسرائيلي كفيلاً بتوسيع نطاقها.
وإذا وقع حدث في القدس، يمكن أن تلتهب الأوضاع في جميع الأراضي الفلسطينية، وعندها لن يكون ممكناً وقف الحرب، خصوصاً أن المستوطنين المتطرفين يخططون لاقتحام باحات المسجد الأقصى بأكبر عدد ممكن من اليهود، بمناسبة التاسع من أغسطس (آب)، الذي يصادف اليوم (الأحد)، حسب التقويم العبري، وفيه يصوم اليهود ويحدّون على خراب الهيكل. والمتوقع أن يصل مئتا ألف مصلٍّ منهم إلى باحة البراق، ويتوقع أن يتسلل منهم 3 أو 4 آلاف إلى الأقصى.
ولأن مثل هذه الأحداث وقعت في عمليات حربية سابقة، وأدت إلى إطالة الحرب أكثر بكثير مما رغب فيه أصحابها، فإن جميع اللاعبين السياسيين والعسكريين يسيرون على حبل دقيق، يستخدمون فيه ليس فقط الأسلحة بل كثيراً من الدعاء بأن تنتهي العملية على خير.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

استقرار الليرة اللبنانية لم يوقف ارتفاعات الأسعار… وتعميق الفقر

ارتفعت تكلفة الغذاء في لبنان في الربع الأول من العام الماضي بنسبة 51 % (أ.ف.ب)
ارتفعت تكلفة الغذاء في لبنان في الربع الأول من العام الماضي بنسبة 51 % (أ.ف.ب)
TT

استقرار الليرة اللبنانية لم يوقف ارتفاعات الأسعار… وتعميق الفقر

ارتفعت تكلفة الغذاء في لبنان في الربع الأول من العام الماضي بنسبة 51 % (أ.ف.ب)
ارتفعت تكلفة الغذاء في لبنان في الربع الأول من العام الماضي بنسبة 51 % (أ.ف.ب)

تواصل مؤشرات التضخم في لبنان الاندفاع صعوداً، بفعل استمرار ارتفاع تكلفة الغذاء ربطاً بالأكلاف الإضافية الخارجية المترتبة على سلاسل الإمداد والنقل البحري جراء حرب غزة، ومعزّزة بارتفاعات أصابت بعض البنود الحيوية في الإنفاق المعيشي، لا سيما الزيادات اللاحقة بأكلاف إيجارات المساكن والتعليم ورسوم الخدمات العامة.

وأفضت البيانات المحدثة إلى تسجيل مستوى أعلى للرقم القياسي التراكمي للغلاء، والذي تعدّى حد 6300 نقطة مئوية بنهاية الفصل الأول من العام الحالي، مقارنة بنسبة قاربت 3700 نقطة للفترة عينها من العام الماضي، أي بزيادة بلغت 70 في المائة على أساس سنوي، في حين بلغ متوسّط الزيادة السنويّة في المؤشّر نحو 115 في المائة خلال الفصل الأوّل من العام الحالي.

ومع غياب خطّة لمعالجة الأزمة وبرنامج يؤدي إلى نموّ اقتصادي، فمن المرجّح، حسب أحدث تقييم صادر عن البنك الدولي، أن يزيد استنزاف رأس المال البشري والاجتماعي والطبيعي للبلاد، في حين يتوقّع انخفاض نسبة تضخّم الأسعار إلى 83.9 في المائة خلال العام الحالي، باعتبار أنّ جميع مكوّنات المؤشّر قد أصبحت مسعّرة بالدولار.

زيادات متواصلة

ولوحظ أنه رغم التقلّص النسبي الذي يسجله متوسط التضخم الشهري، بتأثير تلقائي من الاستقرار المتواصل في سعر صرف الليرة إزاء الدولار الأميركي، تسجّل كل مكوّنات المؤشّر زيادات مستمرة، بتأثير من بند تكلفة الغذاء الذي يشكل نسبة 20 في المائة من المجموع، حيث ارتفع هذا البند بنسبة تعدّت 51 في المائة خلال الفصل الأول، مكرساً بذلك تفاقم الاختلالات المعيشية الحادة التي تحاصر نحو 80 في المائة من إجمالي المقيمين، المصنفين في خانتي الفقر والفقر المدقع، من مواطنين ونازحين سوريين على وجه الخصوص.

وبالتوازي، برزت الزيادات المثيرة في بند تكلفة التعليم، التي سجلت ارتفاعاً بنسبة قاربت 600 في المائة بالمقارنة السنوية، كما طرأ ارتفاع كبير على بند تكلفة السكن بمكوناته المختلفة، وخصوصاً زيادة بنسبة 175 في المائة على رسوم القيمة التأجيرية للمالكين جراء اعتماد السعر الساري لليرة في سوق القطع في تحديد أكلاف الخدمات العامة والرسوم الحكومية، بينما سجلت الإيجارات ارتفاعاً سنوياً بمعدل 118 في المائة، وارتفعت أكلاف سكنية متصلة، كالغاز المنزلي والماء والكهرباء، بنحو 49 في المائة.

وبالمثل، وبنتيجة تحوّل جزء كبير من الاقتصاد اللبناني إلى اقتصاد نقدي بالدولار، ارتفع بند تكلفة الصحّة بنسبة 45 في المائة (يشكل نسبة 7.7 في المائة)، وبند تكلفة الاتّصالات بنسبة 29 في المائة (يشكل نسبة 4.5 في المائة)، بسبب لجوء أغلب المؤسّسات التعليميّة والاستشفائيّة وشركات الاتّصالات إلى التسعير بالدولار «الفريش»، بشكل جزئي أو كلّي، للخدمات التي تقدمها. كما أنّ بند أسعار المطاعم والفنادق ارتفع بنسبة 31 في المائة على صعيدٍ سنويّ (يشكل نسبة 2.8 في المائة)، ومعه زيادة بنسبة 71 في المائة في أسعار الاستجمام والتسلية والثقافة.

ولاحظ رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية، هاني بحصلي، أن بند المواد الغذائية هو الأقل تأثراً بالارتفاع الذي سجله مؤشر أسعار الاستهلاك على أساس سنوي، مع التنويه بتأثير عوامل خارجية، منها ارتفاع أسعار السلع عالمياً ورفع الدولار الجمركي من 1500 إلى 60 ألف ليرة، ثم إلى 85 ألف ليرة، في فترة 5 أشهر، إضافة إلى التوتر في البحر الأحمر وارتفاع أسعار الشحن.

ضرورة رفع الحد الأدنى للأجور

في السياق نفسه، وخلال ندوة نقابية، لفت الباحث في «الدولية للمعلومات»، محمد شمس الدين، إلى أن المؤشر التراكمي للتضخم يفرض رفع الحد الأدنى للأجور إلى نحو 50 مليون ليرة، في حبن تم إقرار تصحيح جزئي من قِبل لجنة مؤشر الغلاء إلى نحو 18 مليون ليرة، مبيناً أن ارتفاعات نسب التضخم السنوية، حسب أرقام الإحصاء المركزي، سجلت منذ عام 2019، وبالتتالي السنوي، نسب 2.9 في المائة، و84.9 في المائة، و154.8 في المائة، و171.2 في المائة، لتبلغ الذروة القياسية في عام 2023 بتسجيل نسبة 221.3 في المائة.

أما من ناحية أكلاف المعيشة، فأوضح أن الأسرة المكونة من 4 أفراد، تحتاج شهرياً للعيش بالحدّ الأدنى، إلى 52 مليون ليرة، أو ما يوازي 580 دولاراً أميركياً، تتوزع كبنود بين فاتورة السلة الغذائية والاستهلاكية البالغة نحو 240 دولاراً، ثم إيجار المسكن، وتكلفة التزود بالكهرباء، والفاتورة الرسمية لاشتراك المياه، وفاتورة الاتصالات، وتكلفة المواصلات، والتعليم والألبسة، وفوقها تكلفة الدواء أو الطبيب من دون تكلفة استشفاء.


جرّاح أميركي في غزة: لم أكن مُجهزاً لهذا الحجم من الإصابات

رجل فلسطيني جريح وابنه المصاب في موقع غارة إسرائيلية على منزل وسط برفح بجنوب قطاع غزة (رويترز)
رجل فلسطيني جريح وابنه المصاب في موقع غارة إسرائيلية على منزل وسط برفح بجنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

جرّاح أميركي في غزة: لم أكن مُجهزاً لهذا الحجم من الإصابات

رجل فلسطيني جريح وابنه المصاب في موقع غارة إسرائيلية على منزل وسط برفح بجنوب قطاع غزة (رويترز)
رجل فلسطيني جريح وابنه المصاب في موقع غارة إسرائيلية على منزل وسط برفح بجنوب قطاع غزة (رويترز)

قال جراح أوعية دموية أميركي غادر غزة بعد فترة قضاها متطوعاً إنه لم يتلق الإعداد اللازم لما واجهه هناك من حجم الإصابات.

فهناك عشرات المرضى يومياً، معظمهم من الشباب، يعاني معظمهم من إصابات معقدة ناجمة عن شظايا، وغالباً ما ينتهي الأمر ببتر أطراف.

وقال شارق سعيد من أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية لـ«رويترز» الأربعاء: «جراحات الأوعية الدموية ترتبط في الواقع بأمراض تصيب المرضى من كبار السن، ويسعني القول إنني لم أقم قط بإجراء جراحات لأي شخص يقل عمره عن 16 عاماً وكان هؤلاء هم الشريحة الأكبر من المرضى الذين تعاملنا معهم هذه المرة»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وأضاف: «كان معظمهم مرضى في أعمار 13 و14 و15 و16 و17 عاماً. معظمهم مصاب بجروح ناجمة عن شظايا، وكان هذا شيئاً لم أتعامل معه مطلقاً، كان شيئاً جديداً».

وقال سعيد إنه خلال فترة عمله في مستشفى غزة الأوروبي، كان فريقه يتعامل مع ما يتراوح بين 40 و60 مريضاً يومياً، وكانت الغالبية العظمى منها حالات بتر. وأضاف: «ولسوء الحظ، هناك نسبة عالية جداً من انتقال العدوى أيضاً، لذا بمجرد إجراء عملية بتر لا تلتئم، ينتهي بك الأمر إلى مزيد من البتر».

وكان نحو 70 في المائة من الجراحات التي أجراها تتعامل مع إصابات ناجمة عن الشظايا، والباقي في الغالب بسبب إصابات الانفجارات وانهيار المباني.

وقال إسماعيل مهر، وهو طبيب تخدير من ولاية نيويورك والذي قاد بعثة غزة، إن المتطوعين في القطاع الطبي «عاجزون عن التعبير عما رأيناه» عند الوصول إلى جنوب غزة الشهر الماضي.

ويرأس مهر الجمعية الطبية الإسلامية لأميركا الشمالية، وهي برنامج يركز على الإغاثة الطبية في حالات الكوارث ودعم الرعاية الصحية، وأسهم في تقديم خدمات علاجية استفاد منها أكثر من 2.5 مليون مريض في 34 دولة وما زال العدد في ازدياد.

وكان قد زار غزة عدة مرات في الماضي، لكنه قال إنه لم يكن بوسعه تخيل ما رآه هذه المرة، وأضاف: «في الواقع، في كل مكان رأيته كان هناك دمار في خان يونس.. لم يكن هناك مبنى سليم».

ومن بين 36 مستشفى كانت تخدم أكثر من مليوني ساكن، تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن 10 منها فقط كانت تعمل إلى حد ما بحلول أوائل أبريل (نيسان).

وقال مهر إن المرافق الصحية تفتقر إلى الإمدادات الطبية والمعدات والموظفين والكهرباء. وأكبر مخاوفه الآن هو هجوم إسرائيلي متوقع على مدينة رفح بالجنوب التي لجأ إليها نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون.

وقال: «آمل وأدعو الله ألا تتعرض رفح للهجوم... لن يتمكن النظام الصحي من مجاراة ذلك. ستكون كارثة كاملة».


«حماس»: تصريحات بلينكن عن وقف إطلاق النار محاولة للضغط على الحركة

فلسطينيون يبكون جثث أقاربهم القتلى في قصف إسرائيلي علي رفح (رويترز)
فلسطينيون يبكون جثث أقاربهم القتلى في قصف إسرائيلي علي رفح (رويترز)
TT

«حماس»: تصريحات بلينكن عن وقف إطلاق النار محاولة للضغط على الحركة

فلسطينيون يبكون جثث أقاربهم القتلى في قصف إسرائيلي علي رفح (رويترز)
فلسطينيون يبكون جثث أقاربهم القتلى في قصف إسرائيلي علي رفح (رويترز)

قال سامي أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية لحركة «حماس» في الخارج، اليوم الأربعاء، عن تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنها «تصريحات مخالفة للحقيقة، وليس غريباً أن تصدر من بلينكن المعروف عنه أنه وزير خارجية إسرائيل وليس أميركا، وهي محاولة لممارسة الضغط على حركة (حماس) وتبرئه الاحتلال».

وأضاف في تصريحات لـ«رويترز» أن «حماس» لا تزال تبحث أحدث عرض مطروح بشأن وقف إطلاق النار.

وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين «نتنياهو، باعتراف الوفد المفاوض الإسرائيلي، هو من يعطل التوصل لاتفاق، تلقينا قبل عدة أيام فقط رداً رسمياً إسرائيلياً وهو قيد الدراسة».

ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته إسرائيل، أن الولايات المتحدة «مصممة» على التوصل إلى اتفاق هدنة مرفق بالإفراج عن الرهائن، بين إسرائيل و«حماس».

وقال بلينكن خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في تل أبيب: «حتى في هذه الأوقات الصعبة، نحن مصممون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يعيد الرهائن إلى ديارهم، والتوصل إليه الآن. السبب الوحيد لعدم حصول ذلك هو (حماس)».


صدامات في حرم جامعة لوس أنجليس وسط احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين

جانب من الصدامات في الجامعة (أ.ف.ب)
جانب من الصدامات في الجامعة (أ.ف.ب)
TT

صدامات في حرم جامعة لوس أنجليس وسط احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين

جانب من الصدامات في الجامعة (أ.ف.ب)
جانب من الصدامات في الجامعة (أ.ف.ب)

وقعت صدامات الأربعاء، خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، وفق ما أظهرت صور بثَّتها محطات تلفزيون أميركية، فيما تسعى جامعات في كل أنحاء الولايات المتحدة لاحتواء احتجاجات مماثلة.

وأفادت شبكة «سي إن إن» بأن الصدامات بدأت فجراً بين مجموعات مؤيدة للفلسطينيين ومحتجين مؤيدين لإسرائيل.

وقال الناطق باسم رئيس بلدية المدينة زاك سيدل، على منصة «إكس»، إن شرطة لوس أنجليس «استجابت فوراً لطلب (سلطات الجامعة) من أجل تقديم الدعم في الحرم الجامعي».

وأظهرت مشاهد تلفزيونية متظاهرين متعارضين يشتبكون بالعصيّ، ويحطمون حواجز معدنية، فيما آخرون يتراشقون بالمفرقعات.

وكان مستشار الجامعة جين د. بلوك قد حذّر قبل الصدامات من أن متظاهرين بينهم «أفراد في الجامعة، وآخرون غير منتسبين إلى حرمنا الجامعي» أقاموا مخيّماً الأسبوع الماضي.

وأوضح في رسالة نُشرت على موقع الجامعة الإلكتروني، الثلاثاء، أن «عدداً من المتظاهرين (المؤيدين للفلسطينيين)، وكذلك من المحتجين (المؤيدين لإسرائيل) الذين أتوا إلى المكان، كانوا سلميين في نشاطهم».

وأضاف: «لكنَّ تصرفات الآخرين كانت بصراحة صادمة ومعيبة. لقد شهدنا حالات عنف».

وتابع: «هذه الأحداث وضعت كثراً في حرمنا الجامعي، لا سيما طلابنا اليهود، في حالة من القلق والخوف».

وقالت صحيفة «ديلي بروين» لطلاب جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس إن مناصرين لإسرائيل حاولوا إزالة مخيم للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي.

وأظهرت لقطات صورت من الجو بثتها قناة «كيه إيه بي سي» التابعة لشبكة «إيه بي سي» أشخاصاً يلوحون بهراوات وعصي، ويهجمون على حواجز مؤقتة من الألواح الخشبية وضعت لحماية المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، وحمل البعض لافتات، أو مظلات.

وفي وقت متأخر من أمس الثلاثاء داهمت شرطة مدينة نيويورك جامعة كولومبيا، حيث ألقت القبض على عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، والذين سيطر بعضهم على مقر أكاديمي، وفككت مخيم احتجاج أقيم منذ نحو أسبوعين.

وأطلق هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل، والهجوم الإسرائيلي الذي أعقبه على قطاع غزة الفلسطيني العنان لأكبر موجة من المظاهرات الطلابية بالولايات المتحدة منذ الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في عام 2020.


تقرير: الجيش الإسرائيلي يعتزم إنشاء «منطقة آمنة» جديدة بوسط غزة لإيواء النازحين من رفح

عائلة فلسطينية على ظهر شاحنة تفر من رفح باتجاه وسط القطاع (أ.ف.ب)
عائلة فلسطينية على ظهر شاحنة تفر من رفح باتجاه وسط القطاع (أ.ف.ب)
TT

تقرير: الجيش الإسرائيلي يعتزم إنشاء «منطقة آمنة» جديدة بوسط غزة لإيواء النازحين من رفح

عائلة فلسطينية على ظهر شاحنة تفر من رفح باتجاه وسط القطاع (أ.ف.ب)
عائلة فلسطينية على ظهر شاحنة تفر من رفح باتجاه وسط القطاع (أ.ف.ب)

أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست»، اليوم الأربعاء، بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم إنشاء «منطقة آمنة» جديدة في وسط قطاع غزة لإيواء الفلسطينيين المقرر إجلاؤهم من رفح بجنوب القطاع.

وذكرت الصحيفة أن المنطقة الجديدة ستقام على مشارف النصيرات والبريج قرب ممر للجيش الإسرائيلي، كما سيتم توسيع منطقة إيواء حالية قريبة من المواصي ناحية الشرق باتجاه خان يونس في جنوب قطاع غزة.

كانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله أمس الثلاثاء، إن عملية إجلاء المدنيين من رفح قد بدأت، تمهيداً لشن هجوم بري على المدينة.

غير أن فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قال أمس إنه لم يُطلب بعد من سكان رفح إخلاء المدينة.


تقرير: إصابة شخصين جراء سقوط صاروخ في شمال إسرائيل

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
TT

تقرير: إصابة شخصين جراء سقوط صاروخ في شمال إسرائيل

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)

أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست»، اليوم الأربعاء، بإصابة شخصين بجروح طفيفة؛ جراء سقوط صاروخ مضاد للدبابات قرب بلدة رموت نفتالي في شمال إسرائيل، الليلة الماضية.

ونقلت الصحيفة عن مركز طبي القول إن الشخصين المصابين كانا يستقلان شاحنة بالمنطقة، وإن الصاروخ أصاب الشاحنة بصورة مباشرة، أثناء وقوف هذين الشخصين خارجها، مشيراً إلى أنهما تلقّيا العلاج وغادرا المستشفى.

في سياق متصل، أعلن «حزب الله» اللبناني استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ‏ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية، صباح اليوم.

بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن طائرات حربية أغارت، خلال الليلة الماضية، على أهداف تابعة لـ«حزب الله» في خمس مناطق بجنوب لبنان.

وأوضح أدرعي، عبر منصة «إكس»، أن الغارات قصفت أهدافاً لـ«حزب الله» في منطقتي الخيام وكفركلا بجنوب لبنان، منها مواقع للاستطلاع وبنى تحتية.

كما أغارت الطائرات الإسرائيلية على بنية تحتية لـ«حزب الله» ومبنى عسكري للجماعة في مناطق بليدا عديسة وميس الجبل، وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

وكانت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام قد ذكرت، في وقت سابق اليوم، أن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارة على أطراف بلدة عيترون في جنوب البلاد، في ساعة متأخرة، الليلة الماضية.

كما أفادت قناة «الميادين» بأن طائرات حربية إسرائيلية نفذت عدة غارات على أطراف بلدتي كفركلا وميس الجبل ووادي برغز.


أميركا «مصممة» على التوصل لوقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حماس» الآن

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
TT

أميركا «مصممة» على التوصل لوقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حماس» الآن

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الأربعاء) خلال زيارته إسرائيل، أن الولايات المتحدة «مصممة» على التوصل إلى اتفاق هدنة مرفق بالإفراج عن الرهائن، بين إسرائيل و«حماس».

وقال بلينكن خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في تل أبيب: «حتى في هذه الأوقات الصعبة، نحن مصممون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يعيد الرهائن إلى ديارهم، والتوصل إليه الآن. السبب الوحيد لعدم حصول ذلك هو (حماس)».

وبعد اجتماع الاثنين في القاهرة مع ممثلي مصر وقطر، وصل وفد من «حماس» إلى الدوحة، لدرس مقترح الهدنة الجديد، ويرتقب أن يعطي رده في «أسرع وقت ممكن» حسب مصدر قريب من الحركة.

في الأثناء، تنتظر دول الوساطة رد الحركة الإسلامية على مقترح الهدنة لأربعين يوماً، والتي تشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.

ويأتي هذا المقترح بعد أشهر من الجمود في المفاوضات غير المباشرة الرامية إلى إنهاء الحرب، بعدما تم التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، سمحت بالإفراج عن نحو 105 رهائن لدى «حماس»، من بينهم 80 إسرائيلياً، ومزدوجي الجنسية، في مقابل 240 أسيراً فلسطينياً لدى إسرائيل.

وبعدما وصف بلينكن، الاثنين، الاقتراح بأنه «سخي جداً من جانب إسرائيل»، حض في تصريح لصحافيين في إحدى ضواحي العاصمة الأردنية عمّان، حركة «حماس»، على القبول سريعاً بمقترح الهدنة، مؤكداً: «لا مزيد من التأخير، ولا مزيد من الأعذار. إن وقت العمل حان الآن».


إبرام أول صفقة بين جامعة أميركية مرموقة وطلاب مؤيدين للفلسطينيين

الطلاب يوسعون مخيماً احتجاجياً لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا (رويترز)
الطلاب يوسعون مخيماً احتجاجياً لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا (رويترز)
TT

إبرام أول صفقة بين جامعة أميركية مرموقة وطلاب مؤيدين للفلسطينيين

الطلاب يوسعون مخيماً احتجاجياً لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا (رويترز)
الطلاب يوسعون مخيماً احتجاجياً لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا (رويترز)

أعلنت جامعة «براون» الثلاثاء، أنّها توصّلت إلى اتفاق مع مجموعة من طلابها مناهضة للحرب في غزة، ينصّ على أن يزيل الطلاب المحتجّون مخيّمهم من الحرم الجامعي، مقابل وعد بأن تعيد الجامعة النظر في علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل، في أول اتفاق من نوعه بين جامعة أميركية مرموقة والحراك الطلابي الداعم للفلسطينيين.

وقالت كريستينا باكسون، رئيسة الجامعة الواقعة في مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند (شمال شرقي الولايات المتّحدة)، إنّ الطلاب المحتجّين وافقوا على إنهاء احتجاجهم، وتفكيك مخيّمهم، بحلول الساعة 17:00 بالتوقيت المحلّي من عصر الثلاثاء.

وأوضحت في بيان أنّ الطلاب وافقوا أيضاً على «أن يمتنعوا حتى نهاية العام الدراسي عن القيام بأي أفعال أخرى، من شأنها أن تنتهك قواعد السلوك الخاصة بجامعة (براون)».

وأضاف البيان أنّه في المقابل «ستتمّ دعوة 5 طلاب للقاء 5 أعضاء من مؤسّسة جامعة (براون) في مايو (أيار) لتقديم حججهم بشأن سحب استثمارات (براون) من شركات تسهّل الإبادة الجماعية في غزة وتستفيد منها».

ويمثّل هذا الاتفاق أول تنازل كبير من جانب إدارة جامعة أميركية مرموقة، إزاء الحركة الطلابية الاحتجاجية التي لا تنفكّ تتّسع نطاقاً في الولايات المتّحدة. وتسببت هذه الاحتجاجات في توقيف مئات الطلاب، وشلل جامعات عدّة، وانقسام حادّ في الرأي العام الأميركي.

ويمثّل قطع العلاقات بين كبريات الجامعات الأميركية الخاصة ورعاة وشركات مرتبطة بإسرائيل، أحد مطالب الحركة الطلابية التي تدافع عن القضية الفلسطينية، وتدعو لوقف الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.

وخلال الأسبوعين الماضيين امتدّت الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين، إلى جامعات تتوزع في سائر أنحاء الولايات المتّحدة، من كاليفورنيا غرباً (جامعة كاليفورنيا- لوس أنجليس، جامعة جنوب كاليفورنيا) إلى الولايات الشمالية الشرقية (كولومبيا، ييل، هارفارد، يوبين) مروراً بالولايات الوسطى والجنوبية، مثل تكساس وأريزونا.

ولا يزال يتعين على طلاب جامعة «براون» وإدارتها مناقشة الخطوط العريضة لهذا الاتفاق، خلال الفترة الممتدة من مايو وحتى أكتوبر (تشرين الأول).

وفي المخيّم الاحتجاجي الذي بنوه في حديقة الجامعة، قفز طلاب فرحاً بالاتفاق، وعانق بعضهم بعضاً وهم يغنّون.


الأمم المتحدة تطالب الدول صاحبة النفوذ بمنع إسرائيل من شن هجوم رفح

جندي إسرائيلي يوجِّه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يوجِّه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة تطالب الدول صاحبة النفوذ بمنع إسرائيل من شن هجوم رفح

جندي إسرائيلي يوجِّه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يوجِّه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)

حذرت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، من أن هجوماً إسرائيلياً على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة يلوح «في الأفق القريب» مضيفة أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تستغل التقدم «التدريجي» في إدخال المساعدات للتحضير أو تبرير العملية.

وناشد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للمنظمة، الدول صاحبة النفوذ لدى إسرائيل «بذل كل ما في وسعها» لمنع أي هجوم إسرائيلي على رفح؛ حيث يعيش أكثر من 1.2 مليون نازح فلسطيني.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، بالمضي في الهجوم الذي يهدد بتنفيذه منذ فترة طويلة على رفح، بغض النظر عن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أحدث مقترح لوقف القتال وإعادة الرهائن الإسرائيليين.

وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في بيان، إن «العالم يناشد السلطات الإسرائيلية منذ أسابيع الابتعاد عن رفح؛ لكن عملية برية هناك تلوح في الأفق القريب».

وأضاف: «الحقيقة البسيطة هي أن العملية البرية في رفح لن تكون أقل من مأساة تتجاوز الكلمات».

وتعهدت إسرائيل قبل شهر تقريباً بتحسين وصول المساعدات، بعد أن طالب الرئيس الأميركي جو بايدن باتخاذ خطوات للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة التي يقطنها نحو 2.3 مليون نسمة، قائلاً إن واشنطن يمكن أن تضع شروطاً على الدعم، إذا لم تتحرك إسرائيل.

وقال غوتيريش للصحافيين إن «تقدماً تدريجياً» أُحرز نحو تجنب «مجاعة من صنع الإنسان يمكن تفاديها كلية» في شمال قطاع غزة؛ لكن توجد حاجة ملحة لبذل مزيد من الجهد.

وقال: «هذه التحسينات في إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة لا يمكن استخدامها للتحضير أو تبرير هجوم عسكري شامل على رفح».

ودعا غوتيريش إسرائيل على وجه التحديد إلى الوفاء بتعهدها بفتح معبرين إلى شمال قطاع غزة، حتى يتسنى توصيل مساعدات مباشرة من ميناء أسدود الإسرائيلي والأردن، والسماح بوصول المساعدات بسرعة وسلامة ودون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع.

وقال أيضاً: «العقبة الرئيسية أمام توزيع المساعدات في أنحاء غزة هي انعدام الأمن للعاملين في المجال الإنساني والأشخاص الذين نساعدهم. يتعين ألا تكون قوافل المساعدات الإنسانية والمنشآت والعاملون والأشخاص المحتاجون أهدافاً».

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع غزة (إ.ب.أ)

وذكر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة نُشر في مارس (آذار) أن المجاعة وشيكة ومحتملة بحلول مايو (أيار) في شمال غزة، وقد تنتشر عبر القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون شخص بحلول يوليو (تموز).

وقال غوتيريش: «في شمال غزة، الفئات الأكثر ضعفاً، من الأطفال المرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة، يموتون بالفعل من الجوع والمرض».

وحين سئل عن الضغط الذي يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة على حليفتها إسرائيل، لتعزيز وصول المساعدات وتجنب الهجوم على رفح، قال غوتيريش: «من المهم جداً ممارسة كل الضغوط الممكنة، لتجنب ما يمكن أن تكون مأساة مدمِّرة تماماً».

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه سيناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، الإجراءات التي ما زال يتعين على إسرائيل اتخاذها لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة.

وقال غوتيريش: «أشجع بقوة حكومة إسرائيل وقيادة (حماس) على التوصل الآن إلى اتفاق... من دون ذلك، أخشى أن تتفاقم بشدة الحرب، بكل عواقبها في غزة وفي أنحاء المنطقة».

وتجري الأمم المتحدة محادثات مع الولايات المتحدة، لإنشاء رصيف عائم للسماح باستقبال مساعدات بحرية قادمة من قبرص إلى غزة. وقال غوتيريش: «نرحب بتوصيل المساعدات جواً وبحراً؛ لكن لا بديل عن الاستخدام المكثف للطرق البرية».

وقال نائب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جوناثان ميلر، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل واصلت «تعزيز وتكثيف» دعمها للمساعدات، وقد تحققت نتائج جوهرية مع «زيادة كبيرة» في حجم المساعدات خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتواصل إسرائيل حملتها العسكرية على «حماس» في غزة، بسبب الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل.

وتقول إسرائيل إن نحو 1200 شخص قُتلوا، واحتُجز أكثر من 250 رهينة في هجوم «حماس»، وتقول السلطات الصحية في غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 34 ألف شخص في حملتها على غزة منذ ذلك الحين.


تقارير: إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة من أجل اتفاق غزة

الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحي النمساوي في خان يونس (د.ب.أ)
الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحي النمساوي في خان يونس (د.ب.أ)
TT

تقارير: إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة من أجل اتفاق غزة

الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحي النمساوي في خان يونس (د.ب.أ)
الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحي النمساوي في خان يونس (د.ب.أ)

خلال المفاوضات الجارية في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في حرب غزة، ظهرت تفاصيل حول اقتراح اتفاق قدمته حركة «حماس».

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس (الثلاثاء)، نقلاً عن مسؤولين مصريين، أن الاقتراح الذي شاركت إسرائيل في صياغته ولكنها لم توافق عليه بعد، يقوم على مرحلتين.

وتشمل المرحلة الأولى إطلاق سراح ما لا يقل عن 20 رهينة في غضون 3 أسابيع، مقابل عدد غير محدد من السجناء الفلسطينيين. وأضافت أنه يمكن تمديد المدة يوماً واحداً لكل رهينة إضافي.

وتشمل المرحلة الثانية وقف إطلاق النار لمدة 10 أسابيع، تتفق فيه «حماس» وإسرائيل على إطلاق سراح الرهائن على نطاق أوسع ووقف أطول للقتال قد يستمر لمدة تصل إلى عام، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤول إسرائيلي قوله، أمس، إن «إسرائيل ذهبت إلى أبعد الحدود في إظهار مرونة للتوصل إلى اتفاق». فعلى سبيل المثال، انخفض عدد الرهائن الذين ستفرج عنهم «حماس» في خطوة أولى.

وأضافت أن إسرائيل منفتحة أيضاً على إمكانية عودة الفلسطينيين الذين فروا من القتال إلى جنوب قطاع غزة المغلق إلى الشمال، دون تفتيش أمني إسرائيلي.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية بأن أحد الخيارات التي يتم فحصها حالياً هو أن تتولى مصر عمليات التفتيش الأمني.

وتتوقع الحكومة الإسرائيلية رداً من «حماس» على العرض الأخير مساء الأربعاء، حسبما نقلته الصحيفة عن المسؤول الإسرائيلي.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين إسرائيليين ومصريين قولهم إن إسرائيل مستعدة لإرسال وفد إلى المفاوضات غير المباشرة في القاهرة في الأيام المقبلة.

وترى إسرائيل في الاقتراح الأخير «فرصة أخيرة». وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع «حماس» قريباً، فسيبدأ الهجوم البري المخطط له على مدينة رفح في جنوب غزة، حسبما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخراً عن مسؤولين كبار.

وقال أحد المسؤولين لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الاستعدادات لشن هجوم في رفح مستمرة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أمس، إن إسرائيل تتفاوض بحسن نية، وإن على «حماس» قبول الاقتراح.

وتصر «حماس» على إنهاء الحرب، وهو ما ترفضه إسرائيل. ولا يتفاوض الجانبان بشكل مباشر؛ بل عبر مصر وقطر والولايات المتحدة.