عائلة الظواهري في مصر... كيف أدارت العلاقة مع «الدكتور أيمن»؟

أقامت عزاءً لأسرته التي قتلت في هجمة أميركية عام 2001

مدفن عائلة أيمن الظواهري في القاهرة (خاص الشرق الأوسط)
مدفن عائلة أيمن الظواهري في القاهرة (خاص الشرق الأوسط)
TT

عائلة الظواهري في مصر... كيف أدارت العلاقة مع «الدكتور أيمن»؟

مدفن عائلة أيمن الظواهري في القاهرة (خاص الشرق الأوسط)
مدفن عائلة أيمن الظواهري في القاهرة (خاص الشرق الأوسط)

بنعي نشرته أشهر صحيفة مصرية، قبل 18 عاماً، عرّفت عائلة الظواهري، ابنها الأشهر والمطلوب الثاني في العالم بكلمتين لا ثالثة لهما «الدكتور أيمن»، وكان ذلك ضمن عدد كبير من أسماء العائلة الشهيرة التي كانت تنعى عميد العائلة طبيب الجلدية الشهير محمد الظواهري الذي توفي عام 2004.
محاولة تمرير اسم «الدكتور أيمن» ضمن نعي نشر في صحيفة «الأهرام» المملوكة للدولة، والذي كان محكوماً بالإعدام في مصر تبدو مفسرة بصورة أو بأخرى بطبيعة علاقة جزء من أسرة الظواهري بابنها البعيد، فبينما يعيش أفراد الأسرة كجزء من المجتمع المصري فإنهم لا يمكنهم نفي قرابتهم أو التبرؤ من مُنظّر «الجهاديين» الكبير.
فكيف أدارت عائلة أيمن الظواهري، زعيم تنظيم «القاعدة»، الذي قتل أمس في غارة أميركية استهدفته، العلاقة مع ابنها طوال تلك السنوات الماضية؟
يقول الخبير في الشأن الأصولي بمصر، عمرو عبد المنعم: «لم يكن هناك تواصل بين أيمن الظواهري وعائلته في مصر»، لكنه يشير إلى أن «محفوظ عزام (رئيس حزب العمل المصري سابقاً) وخال أيمن، التقيا عام 1987 في أحد فنادق باكستان، أثناء زيارة عزام إلى باكستان، وقام عناصر من (الجهاد) المصري حينها بترتيب اللقاء بين عزام وأيمن».
وينحدر الظواهري من عائلة مصرية، وكان والده محمد ربيع الظواهري طبيباً بارزاً وأستاذاً في جامعة القاهرة. كما كان أحد أجداده (غير المباشرين) الشيخ محمد الأحمدي الظواهري الإمام الأكبر الرابع والثلاثين للأزهر، أما والدته فهي أميمة عزام، وهي من عائلة سياسية، وجده لأمه هو الأديب عبد الوهاب عزام.
رغم خروجه من مصر، فإن أسرة أيمن الظواهري، وفي خضم بزوغ نجمه كقيادي بتنظيم القاعدة، أقامت في ديسمبر (كانون الأول) عام 2001، عزاءً لأسرة «الدكتور أيمن» التي قتلت في هجمة أميركية.
وتلقت حينها الأسرة العزاء في وفاة زوجة أيمن، عزة أنور نويرة وأبنائها الخمسة «في هدوء تمام، واقتصرت مراسم عزاء الأسرة على استقبال المعزين في منزلهم بحي بالمعادي (جنوب القاهرة)».
بدأت رحلة أيمن مع تنظيمات «الإسلام السياسي» من بوابة «الجهاد المصري» عام 1965، ووصلت عام 1981 بالرجل إلى أن يكون ضمن المتهمين في قضية اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وعقب خروجه من السجن عام 1984 غادر الظواهري مصر. وبعد ذلك بوقت قصير توجه إلى بيشاور في باكستان، ومن ثم انتقل إلى أفغانستان، حيث أسس فصيلاً لـ«الجهاد المصري».
عام 1992 التقى الزعيم السابق لتنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في السودان، وانضم إليه لاحقاً، وانتقل عام 1997 إلى مدينة جلال آباد الأفغانية التي كان بن لادن يقيم فيها. وفي 1998 انضم تنظيم «الجهاد» إلى «القاعدة».
وبشأن ما إذ كان من الممكن أن تقيم الأسرة راهناً عزاءً لأيمن الظواهري، قال الباحث عمرو عبد المنعم إنه تواصل مع أحد أفراد الأسرة الذي أكد أن ذلك لن يحصل.
وبشأن حالة محمد الظواهري (شقيق أيمن)، قال عبد المنعم إنه «موجود الآن في مسكنه بمحافظة الجيزة». وأفرجت السلطات المصرية عن محمد الظواهري في مارس (آذار) 2016 بـ«تدابير احترازية» بعد حصوله على قرار «إخلاء سبيل» من محكمة جنايات الجيزة في قضية «تشكيل (خلية إرهابية)». ويذكر أنه تم «توقيف محمد في أغسطس (آب) 2013 عقب فض اعتصامين لتنظيم (الإخوان) في ميداني (رابعة) و(النهضة) عقب عزل الرئيس الأسبق عن السلطة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.