الشركات البريطانية لقطع علاقاتها مع الصين

إعادة الهيكلة المفاجئة لسلاسل الإمداد من الصين يمكن أن تتسبب في تفاقم أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا (رويترز)
إعادة الهيكلة المفاجئة لسلاسل الإمداد من الصين يمكن أن تتسبب في تفاقم أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا (رويترز)
TT

الشركات البريطانية لقطع علاقاتها مع الصين

إعادة الهيكلة المفاجئة لسلاسل الإمداد من الصين يمكن أن تتسبب في تفاقم أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا (رويترز)
إعادة الهيكلة المفاجئة لسلاسل الإمداد من الصين يمكن أن تتسبب في تفاقم أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا (رويترز)

تعمل الشركات البريطانية على قطع علاقاتها الاقتصادية مع الصين في أعقاب تزايد التوترات السياسية والأمنية بين بكين والغرب، حسبما قال أحد قادة الصناعة. ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) عن توني دانكر المدير العام لاتحاد الصناعات البريطانية قوله إن إعادة الهيكلة المفاجئة لسلاسل الإمداد من الصين يمكن أن تتسبب في تفاقم أزمة تكلفة المعيشة.
وقال دانكر لصحيفة «فاينانشال تايمز» إن آلاف الشركات في بريطانيا تعيد التفكير حاليا بشأن سلاسل الإمداد تحسبا لتشدد المشاعر السياسية المناهضة للصين. وحذر دانكر من أن بريطانيا تحتاج إلى إيجاد شركاء تجاريين جدد واستئناف التعاون مع الشركاء القدامى، مثل الاتحاد الأوروبي- إذا تم وقف التعامل مع الصين. وأشار إلى أنه إذا لم يتم هذا، فإن سلاسل الإمداد الخاصة بالشركات «ستكون أغلى ثمنا وبالتالي ستتسبب في حدوث تضخم» وسيعاد تحديد الاستراتيجية التجارية لبريطانيا.
يأتي هذا رغم أن الصين قالت على لسان المتحدثة باسم وزارة التجارة، شو جيويه تينج، منتصف الشهر الجاري، إن بكين تعتزم اتخاذ سلسلة من التدابير لتحقيق استقرار وتحسين نوعية التجارة الخارجية خلال النصف الثاني من العام الجاري لتعزيز مرونتها.
وأضافت شو أن التجارة الخارجية بالصين أظهرت مرونة قوية في النصف الأول من العام الجاري، وتغلبت على التأثيرات المعاكسة الناجمة عن عدة عوامل داخل البلاد وخارجها.
وأظهرت نتائج بيانات جمركية ارتفاع التجارة الخارجية للبضائع في الصين قفزت خلال النصف الأول من العام الجاري، بنسبة 9.4 في المائة على أساس سنوي، مقارنة مع الرقم السابق المرتفع المسجل في نفس الفترة من العام الماضي، لتصل إلى 19.8 تريليون يوان (حوالي 2.94 تريليون دولار).
وذكرت شو أن التجارة الخارجية للصين لا تزال تواجه عوامل غموض وعدم استقرار في النصف الثاني من العام الجاري، ما يوجب ضرورة بذل جهود لتحقيق استقرار وحدات السوق وضمان الإنتاج والتداول. كما سيتم أيضاً بذل جهود لدعم الشركات في كسب مزيد من الفرص وحفز زخم نمو جديد من خلال الابتكارات.
وستوجّه البلاد المؤسسات المالية لدعم شركات التجارة الخارجية في خفض تكاليفها بدقة، وتسريع خصومات ضريبة التصدير لتيسير الضغوط المالية على هذه الشركات، وتسهيل تماشي الإمداد والطلب في الشحن لتخفيض دفعات الشركات في هذا القطاع. وذكرت شو أن الصين ستزيد الدعم للإنتاج والتشغيل لشركات التجارة الخارجية وتضمن تدفقا سلسا للوجستيات في الوقت المحدد لتساعد الشركات على خفض التكاليف في الصادرات والواردات.
كما سيتم بذل المزيد من العمل لتوجيه شركات التجارة الخارجية لتوسيع السوق الدولية مع اتفاقيات التجارة الحرة الموجودة، وستواصل البلاد تنظيم معارض دولية، مثل معرض الصين الدولي للاستيراد، ومعرض الصين للواردات والصادرات، إلى جانب تشجيع السلطات المحلية والجمعيات الصناعية على إقامة معارض على الإنترنت.
وأوضحت شو أنه، ومن أجل إحداث نقاط نمو جديدة في هذا القطاع، ستشجع الصين تصدير منتجات مبتكرة وخضراء ومميزة بقيمة إضافية عالية، كما ستحافظ على تطوير أشكال تجارية جديدة، بينها التجارة الإلكترونية عبر الحدود وخدمات التخزين في خارج البلاد، وتسريع نمو التجارة الرقمية والخضراء ووحدات السوق المتعلقة.
في الأثناء، أعلنت مجموعة إيفرغراند الصينية للتطوير العقاري يوم الجمعة الماضي، حزم أصول لدائنها بالخارج قد تشمل حصصا في وحدتين مدرجتين في الخارج كحافز، مع استمرار أزمة السيولة الخانقة في قطاع العقارات. وقالت الشركة المثقلة بالديون في تحديث لاقتراحها المبدئي لإعادة الهيكلة، وهي خطوة كان يتوقعها الدائنون على نطاق واسع، إن الوحدتين المدرجتين في الخارج هما مجموعة إيفرجراند للخدمات العقارية ومجموعة إيفراغراند نيو إنيرجي فيكلز لصناعة السيارات الكهربائية. ويأتي اقتراح إعادة هيكلة الديون الذي قدمته إيفرغراند، والذي لم تتوافر تفاصيل تذكر عنه، في وقت يترنح فيه قطاع العقارات في الصين، وهو من الركائز الرئيسية لثاني أكبر اقتصاد في العالم، من أزمة إلى أخرى. وشهد القطاع سلسلة من حالات تخلف المطورين الذين يعانون من شح السيولة عن سداد الديون.
وتتجاوز ديون إيفرغراند 300 مليار دولار وكانت تعتبر ذات يوم شركة التطوير العقاري الأكثر مبيعا في الصين. ويُنظر إلى خطة إيفرغراند لإعادة هيكلة الديون على أنها نموذج محتمل لآخرين.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.